13 نصيحة للتخلص من الحزن

عندما تلقي نظرة على حياتك، لعلَّك تفكر كيف مضى الوقت بسرعة دون أن تدرك كيف وصلت إلى ما أنت عليه الآن، وقد ينتابك الحزن لأنَّك ابتعدت عمَّا خططت لتحقيقه؛ فقد كانت الحياة أصعب بكثير ممَّا توقعت؛ لذا قررت أن تستقر مكانك وتتقبَّل الحياة كما هي.



لقد استسلمت واستغنيت عن كل أحلامك، وجلَّ ما تبتغيه الآن هو أن تتدبر أمورك، وتنعم بالسعادة؛ ولكن ليس بالضرورة أن تسير الأمور على هذا النحو؛ ذلك لأنَّ تحقيق مزيد من السعادة في حياتك خيار ممكن وحقيقي، وكل ما عليك فعله هو أن تسعى قليلاً؛ وإليك فيما يأتي 13 طريقة مجربة لتتخلص من حزنك وتستعيد سعادتك:

1. افعل كل ما يجلب المعنى إلى حياتك:

لقد مررنا جميعاً بفترات ملل وعجز في حياتنا دون أن نعرف ما يمكننا فعله لكي نتجاوزها؛ فبدلاً من محاولة معرفة الهدف من حياتنا، من الأسهل أن نشغِّل التلفاز، وندع اليوم يمضي دون جدوى؛ إذ عندما لا يعثر المرء على معنى لوجوده وحياته، يلهي نفسه بمتاع الدنيا.

يعاني الكثير من الأثرياء من التعاسة بغض النظر عن مقدار المال والتقدير والشهرة التي يتمتعون بها، ويعود ذلك إلى سبب واحد، وهو أنَّ تعاستنا تنبع من غياب أي مغزى في حياتنا.

طور فرانكل (Frankel) عملية تُدعَى "العلاج بالمعنى" (Logotherapy) ليساعد الناس على إضفاء مزيد من القيمة إلى حياتهم، وقد كان مسؤولاً عن قسم الطب النفسي في مستشفى فيينا (Viennese hospital)، حيث كان هناك الكثير من المرضى الذين كانوا يفارقون الحياة انتحاراً؛ وقد منع تطبيق هذا النوع من العلاج عشرات الآلاف من الناس من قتل أنفسهم من خلال منحهم معنى في حياتهم.

ما الذي عليك فعله الآن؟

عندما تمر بلحظات تعاني فيها من التعاسة، يمكنك أن تبدأ تطبيق العلاج بالمعنى (Logotherapy) في حياتك من خلال اتباع النقاط الآتية:

  • ابدأ العمل على مشروع يتطلب مهاراتك وقدراتك: إذا واجهتك مشكلة في التفكير في مشروع كهذا، فابحث عن عمل هام من شأنه أن يساعد شخصاً محتاجاً.
  • اعمل بجد كبير، وشارك عملك: شارك عملك مع الناس الذين يكنُّون لك محبة قائمة على الصدق دون إصدار الأحكام.
  • حاول أن ترى معاناتك من منظور مختلف: نحن نضيف المعنى إلى حياتنا عندما نغير منظورنا تجاه الصعوبات التي نواجهها بطريقة تحسِّن حياتنا بدلاً من أن تدمرها.

على سبيل المثال: تدير امرأة دار أيتام في تايلاند، حيث يعيش أطفال يعانون من مرض نقص المناعة المكتسب"الإيدز"(AIDS)؛ ورغم أنَّها كانت تعاني من مرض السرطان، إلَّا أنَّها لم تكن تنظر إلى مرضها على أنَّه أمر يدمر حياتها، بل قالت: "يبدو الأمر وكأنَّك قد حُكِمت بالموت عندما يقول لك الطبيب أنَّك مصاب بمرض الإيدز أو السرطان، ولكنَّ ذلك يمنحني القدرة على إدراك ما يشعر به هؤلاء الأطفال المصابون بالمرض؛ لذا فأنا ممتنة لمرضي أكثر من أي شيء آخر".

إقرأ أيضاً: غيّر حياتك نحو الأفضل باتباع 6 عادات يومية

2. ابدأ التخلص من جميع الخيارات المتاحة أمامك، وحدِّد ما تريده تماماً:

يرهقنا وجود الكثير من الخيارات أمامنا، ويسبِّب تعاستنا، ويقودنا أحياناً إلى التهرب من اتخاذ أي قرار.

لعلَّك سمعت بنصيحة: "فلتكن خياراتك مفتوحة دائماً"، ولكنَّك عندما تبالغ في ذلك، ستصاب بالتعاسة والتوتر والإرهاق من كثرة الخيارات المتاحة أمامك، وربَّما تبدأ اتخاذ قرارات يائسة بخصوص كل خيار خلال يومك؛ وهذا ما يُعرَف بحالة "إرهاق القرار" (decision fatigue)، بمعنى أنَّ جودة قراراتك ستقل مع كل خيار جديد عليك اتخاذ قرار بشأنه.

إنَّ أهمَّ شيء يمكنك أن تفعله لتعزز مستوى سعادتك هو تقليل اتخاذ القرارات غير الضرورية خلال اليوم.

شاهد بالفديو: 30 نصيحة ذهبية عليك تطبيقها لحياة سعيدة

ما الذي عليك فعله الآن؟

أنشِئ روتيناً يومياً يساعدك على فعل ما يأتي:

  • اتخذ أكثر القرارات أهمية في بداية يومك عندما يكون عقلك نشطاً.
  • جرِّب أن تخطط ليومك مسبقاً إن أمكن.
  • اختر الوجبات التي ستتناولها مسبقاً.
  • إذا كان ينبغي عليك اتخاذ قرار هام عندما تشعر بالجوع، فتناول الطعام أولاً.
  • عندما تكون أمامك الكثير من الخيارات، حاول أن تُضيِّق الاحتمالات إلى اثنين أو ثلاثة من الخيارات.
  • استفد من التكنولوجيا في حياتك بقدر ما تستطيع من خلال ما يأتي:
    • فعِّل خاصية الدفع الإلكتروني لجميع الفواتير التي عليك تسديدها.
    • استخدم بعض التطبيقات المجانية -مثل تطبيق "IFTTT"- كي تؤتمت حياتك.
    • في حال كنت تمتلك ميزانية كافية، وظِّف مساعداً افتراضياً لتزيل الأمور البسيطة من قائمة أعمالك.

3. أنشِئ مكاناً آمناً لتجد فيه نفسك، وتخلَّص من شعورك بالخجل:

غالباً ما تنهال علينا رسائل تخبرنا أنَّ علينا أن نبدو ونتصرف بطريقة معينة لكي ننعم بالسعادة والنجاح؛ حيث يظهر أكثر من 10.000 إعلان أمام كل شخص يومياً كمعدل وسطي، ولا يعود معظمها علينا بأي نفع.

تدفعنا كل هذه الوعود الكاذبة يومياً إلى أن نُظهِر أنفسنا بطريقة نعتقد أنَّ الآخرين يريدونها كي نتأقلم معهم؛ والجزء المحزن من ذلك كله هو أنَّنا لا نشعر بأنَّنا ننتمي إليهم فعلاً رغم قدرتنا على التأقلم.

عندما لا نشعر أنَّ هناك من يحبنا ويفهمنا لما نحن عليه، لن نتمكن من أن نكون سعداء أبداً، فالسبب الذي يمنعنا من أن نتصرف على طبيعتنا هو الشعور بالخجل.

في مرحلة ما من حياتك، سيجتاحك شعور الخجل؛ فسواء كنت تتعرض إلى المضايقات في المدرسة، أم أنَّك لا تستطيع أن ترقى إلى توقعات والديك، أم أنَّك تعرَّضت إلى نقد قاسٍ من زميل؛ يدفعك الخجل إلى إخفاء شخصيتك الحقيقية، وإظهار شخصية أخرى تناسب من هم حولك.

لكن في الحقيقة، يُعدُّ التحلي بالشجاعة لتحافظ على شخصيتك الحقيقية أحد أهم المفاتيح لسعادة دائمة ومستمرة.

إنَّ لحظات الضعف التي نتأثر فيها هي أكثر ما يعرضنا إلى شعور الخجل؛ وعندما تتعلم كيفية التعامل مع هذا الشعور، ستتمكن من التخلص منه بطريقة صحية.

شاهد بالفديو: 7 طرُق للتخلُّص من الخجل بشكل نهائي

ما عليك فعله الآن:

تقبَّل ضعفك، وابدأ يومك بالنظر إلى المرآة، وأخبر نفسك: "أنا لست مثالياً، ولكن لا بأس بذلك"، وخذ بنصيحة الدكتورة براون (Dr. Brown) البسيطة التي أعطتها في أثناء مقابلتها في برنامج أوبرا (Oprah show)؛ وذلك بأن تحدِّث نفسك وكأنَّك تحدِّث شخصاً تحبه عندما يعتريك شعور الخجل، واطلب المساعدة من شخص تثق به، وأخبره قصتك.

4. استخدم فضولك لتعزيز تطورك الشخصي:

نتجت بعض أعظم الأشياء التي نستمتع بها الآن عن فضول من اخترعوها؛ فقد كان الفضول الدافع وراء ابتكار أشخاص مثل ستيف جوبز (Steve Jobs) وتوماس إديسون (Thomas Edison) وهنري فورد (Henry Ford) لأكثر المنتجات إبداعاً على الإطلاق.

يؤدي إشباع الفضول إلى إفراز هرمون الدوبامين (Dopamine) في دماغك؛ ولهذا السبب لا يمكنك التوقف عن مشاهدة فيلم جميل حتى نهايته، حيث إنَّك ترغب في معرفة الأحداث؛ وعندما ينتهي الفيلم، سيرتفع مستوى الدوبامين (Dopamine)، وتغمرك حالة من الفرح والسعادة؛ وينطبق الأمر ذاته على العادات التي نكوِّنها، مثل تفقد رسائل البريد الإلكتروني، وآخر الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي.

شاهد بالفديو: كيف تطوّر ذاتك وتقوّي شخصيتك

قد تمنحك هذه الأشياء لحظات خاطفة من السعادة، ولكن يوجد نوع آخر من الفضول الذي يغمرك بسعادة أطول وأكثر دواماً؛ حيث يشرح الدكتور تود كاشدان (Tod Kashdan) ذلك، ويطلق على من يتمتع بهذه الصفة اسم "المستكشف الفضولي": "يشعر المستكشف الفضولي بالارتياح باتخاذ المخاطر لخوض تحديات جديدة؛ فبدلاً من محاولة تفسير العالم والتحكم به، يتقبَّل المستكشف الفضولي الغموض في العالم، ويتعامل مع حياته على أنَّها رحلة ممتعة يستكشفها ويتعلم منها وينضج".

عندما تستخدم فضولك لتكون أفضل أو أكثر إلماماً بأمر ما، أو أن تراه من وجهة نظر جديدة، ستكتشف أنَّ الحياة باتت أكثر متعة.

ما عليك فعله الآن:

تُلخَّص اقتراحات كاشدان (Kashdan) بما يأتي:

  • حاول أن تلاحظ التفاصيل الصغيرة في روتينك اليومي، والتي لم تلحظها من قبل.
  • عندما تتحدث مع الناس، حاول أن يكون عقلك منفتحاً لكل ما تسمعه دون إصدار الأحكام أو إظهار أي ردة فعل.
  • رحِّب بالتجديد في حياتك، وقاوم الرغبة بأن تكبح تدفقها.
  • دع المناظر والأصوات والروائح البسيطة التي تصادفها تلفت انتباهك.
إقرأ أيضاً: 5 نصائح هامة لكي تطوّر ذاتك بنجاح

5. ساعد نفسك من خلال مساعدة الآخرين:

إنَّ أسعد الناس هم أولئك الذين يؤثرون تأثيراً إيجابياً في الآخرين؛ حيث يقول دينيس ويتلي (Denis Waitley): "لا معنى في أن تحيا لنفسك فحسب؛ إذ إنَّك تحقق أعلى درجات الرضا عندما تشعر بارتباطك بهدف أكبر في حياتك، هدف أسمى من نفسك".

يحمل كل شخص في داخله شيئاً يمكِّنه من المساهمة في العالم، ولكنَّ الجزء الصعب هو معرفة ذلك الشيء؛ غير أنَّنا لن نتمكن من معرفته ما لم نفعل شيئاً حيال الأمر.

لقد أظهر العلم بيانات تدعم الدلائل القائلة أنَّ العطاء يُعَدُّ طريقة فعالة لسعادة دائمة؛ فإذا قمت به بطريقة صحيحة، سيمنحك إحساساً جيداً بنفسك، ويحسِّن مزاجك؛ وكما يقول كريستوفر مكاندليس (Christopher McCandless) في كتاب "إلى البرية" (Into the wild): "تتحقق السعادة فقط حين نتشاركها".

ما عليك فعله الآن:

ابدأ المساهمة في أمر ما أو في حياة شخص ما في حياتك.

6. اخرج من منطقة راحتك لإعادة ترتيب أفكارك:

إنَّه لمن المحتمل أنَّ شعور التعاسة ينتابك بسبب روتينك؛ فأنت تشعر بالملل، ولكنَّك تخاف بعض الشيء من تجربة شيء جديد؛ أو قد تكره عملك، ولكنَّك تخشى تقديم استقالتك لأنَّك تخاف من الإفلاس، ومن ألَّا تجد عملاً أفضل.

مهما كان السبب، فقد يؤدي الخروج من منطقة راحتك إلى حياة مفعمة بالرضا والسعادة، فقد اكتشف العلماء دلائل تُثبِت أنَّ الشخص الذي يخرج من منطقة راحته بالقدر المناسب يرتفع معدل هرمون الإندروفين (Endorphins) في دماغه، والذي يعزز بدوره مشاعر السعادة.

ما عليك فعله الآن:

  • كوِّن مزيداً من الخبرات في حياتك: فكِّر في هدف كبير لطالما حلمت بتحقيقه، وبعدها فكِّر في خطة تتبعها لتخرجك من منطقة راحتك.
  • سافِر أكثر: كشفت الدراسات في علم الأعصاب أنَّ الخبرات الجديدة يمكن أن تكوِّن مسارات عصبية في الدماغ؛ وعندما يحدث ذلك، تتحسن صحتنا النفسية بالنتيجة؛ إذ توجد متعة في السفر، سواء كنت تزور بلداً أجنبياً، أم مدينة قريبة، أم حتى تخرج إلى مكان محلي للترفيه؛ إذ يفي استكشاف وتجربة أشياء جديدة بالغرض.
  • غيِّر وجهة نظرك فيما يقيدك: إذ يمكنك أن تحول قيودك إلى فرص تأخذ بيدك نحو النجاح.

7. اضرب بالأمور المادية عرض الحائط واكتسب الخبرات:

تجلب إليك الأشياء المادية قدراً مؤقتاً من السعادة على أحسن تقدير؛ فقد تغمرك الحماسة عند شراء شيء جديد لنفسك، ولكنَّه سرعان ما يُشعِرك بالملل؛ ولكن على الجانب الآخر، تدوم التجارب السعيدة في ذاكرتنا إلى الأبد.

قد يكون امتلاك أغراض مادية أمراً لطيفاً، ولكنَّها لن تصبح جزءاً من كيانك كالخبرات العظيمة التي تكتسبها؛ لذا، ينبغي عليك أن تستثمر في الخبرات أكثر من الأشياء المادية.

"يؤمن جزء منَّا أنَّ شراء سيارة جديدة يُعدُّ أفضل لكونها تدوم لوقت أطول؛ ولكنَّ الحقيقية هي أنَّ هذه أسوأ صفة في السيارة الجديدة؛ فهي ستبقى بجوارك إلى أن تُخيِّب أملك، بينما تنتهي رحلة إلى أوروبا، وتبقى ذكراها في مخيلتك ما حييت" - دان غيلبرت (Dan Gilbert)

ما عليك فعله الآن:

بدلاً من أن تنفق مالك على شراء غرض جديد لطالما أردت امتلاكه، جرِّب هذه الخيارات:

  • سجِّل في دورة كنت تريد ارتيادها.
  • احجز رحلة إلى مكان أردت زيارته دائماً.
  • احجز بطاقات لحضور برنامج شهير يعجبك.

8. مارِس التأمل بانتظام:

لقد تبيَّن أنَّ تحقيق الذات يعود علينا بالكثير من النفع؛ حيث يمكننا تحقيقه من خلال ممارسة تأمل اليقظة الذهنية بانتظام.

قد يكون الاسترخاء للحظة لتحرر نفسك من فوضى أفكارك ومشاعرك التي تختبرها هو الأمر الذي تحتاجه بالضبط لتنعم بسعادة أكبر، حيث يزيد التأمل "المادة الرمادية" الموجودة في "الحُصَين" (Hippocampus) المسؤول عن الذاكرة والمشاعر والقدرة على التعلم في الدماغ، ويقلل المادة الرمادية في منطقة "اللوزة الدماغية" (Amygdala) المسؤولة عن التوتر والقلق؛ ولا تشكل هذه الأمثلة إلَّا غيضاً من فيض المنافع التي يمنحنا إياها التأمل.

إقرأ أيضاً: 3 عادات بسيطة لممارسة تأمل اليقظة الذهنية

ما عليك فعله الآن:

كلُّ ما يتطلبه الأمر منك هو 10 دقائق وكرسي مريح؛ وفي حال لم تستطع تخصيص 10 دقائق من وقتك، فتأمَّل كلمات توني روبينز (Tony Robbins): "إن لم يكن لديك 10 دقائق لنفسك، فليس لديك حياة".

9. مارس الامتنان:

دائماً ما تسمع هذه النصيحة، ولكنَّها حقيقية للغاية؛ فقد نشرت صحيفة "السعادة" (The Journal of Happiness) دراسة كتَب فيها 219 من المشاركين من الرجال والنساء ثلاثة رسائل امتنان على مدار ثلاثة أسابيع، وقد أظهرت النتائج أنَّ هذا النشاط عزز من شعورهم بالسعادة والرضا، وخفَّف من أعراض الاكتئاب لديهم.

لا يستطيع دماغك أن يركز على الأمور الإيجابية والسلبية في الوقت نفسه؛ ولهذا السبب، يمكن أن تساعدك ممارسة الامتنان على تحويل تركيزك من الشعور بالحزن حيال الأمور التي لا تمتلكها في حياتك إلى الشعور بالسعادة حيال الأشياء التي تمتلكها فعلاً.

عندما تمارس شعور الامتنان، يرتفع مستوى إفراز هرمونَي الدوبامين (Dopamine) والسيروتونين (Serotonin) اللذين ينشِّطان مركز السعادة في دماغك، الأمر الذي يشبه ما تفعله مضادات الاكتئاب؛ لذا يمكنك أن تعُدَّ الامتنان بمثابة مضاد طبيعي للاكتئاب.

شاهد بالفديو: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

ما عليك فعله الآن:

  • ابدأ روتيناً بتدوين ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان تجاهها كل يوم.
  • أرسل بطاقة شكر لشخص تكنُّ له التقدير، أو لشخص أسدى إليك خدمة مؤخراً.
  • اذكر أشياء تُشعِرك بالامتنان في أحاديثك اليومية بدلاً من التركيز على المواضيع السلبية.

10. ابنِ عادات أفضل:

إنَّ واحدة من الاختلافات البارزة بين الناس السعيدين والتعيسين هي العادات التي يمارسونها؛ إذ إنَّك لا تقضي 40% من يومك في اتخاذ قرارات فعالة، بل هي نتاج عاداتك.

إنَّ السبب الكامن وراء صعوبة التخلي عن روتينك القديم هو أنَّه بكل بساطة عبارة عن عادات، فالبشر كائنات تفضل اتباع عادات في حياتها.

يشرح تشارلز دوهيغ (Charles Duhigg) في كتاب "قوة العادة" (The Power of Habit) كيف أنَّ البنية الأساسية للعادات تتألف من: الإشارة (أو المحفز) والروتين والمكافأة.

على سبيل المثال: قد يكون التوتر إشارتك لتبدأ عادة التدخين، فتُكافَأ بالتحرر من شعور التوتر الذي تمنحك إياه مادة النيكوتين.

يعلِّمك دوهيغ (Duhigg) أنَّ الحل الأمثل لتحويل العادات السيئة إلى عادات جيدة هو من خلال تغيير روتينك؛ فبدلاً من التدخين، جرِّب أن تذهب في نزهة جميلة، أو أن تمارس التأمل لتحظى بالقدر نفسه من الارتياح.

إن لم تمنحك العادات التي تمارسها الصحة والسعادة، فهذا يعني أنَّك تقضي نصف يومك تقريباً في فعل أمور تزيد من تعاستك دون حتى أن تشعر بذلك.

ما عليك أن تفعله الآن:

إنَّه لمن السهل قول أنَّك ستغير عاداتك، لكنَّ القيام بذلك قد يكون في غاية الصعوبة؛ ولهذا السبب عليك أن تعدِّل بيئتك بقدر ما تستطيع لتعزز من احتمالات نجاحك، وتجرِّب بعدها أن تضع الروتين الذي يساعدك على تبديل العادات السيئة بأخرى جيدة.

11. تعلَّم أن تتنبَّأ بالسعادة بدقة أكبر:

يوجد الكثير من الأشياء في الحياة التي ربَّما اعتقدت أنَّها ممتعة، ولكن تبين أنَّها ليست كذلك؛ فمثلاً: لعلَّك رغبت دائماً في شراء سيارة رائعة وباهظة الثمن، ولكنَّك تشعر بعد أن حظيت بها بالتوتر الدائم من احتمال تعرضها إلى أي خدش، وتزعجك التكاليف الإضافية التي تنفقها لتحافظ على تحسين أدائها وإبقائها بحالة جيدة؛ أو لعلَّك رغبت دائماً في الزواج، ولكنَّك بعد أن تزوجت، أدركت كمَّ الجهد الذي عليك أن تبذله لتبني وتحافظ على علاقة ملؤها الحب، وضرورة رعاية أسرتك على الدوام.

يرى أستاذ علم النفس في جامعة هارفارد (Harvard) "دان غيلبرت" (Dan Gilbert) أنَّ أحد أسباب شعورنا بالتعاسة هو أنَّنا نخطئ في تنبؤ الأمور التي تجعلنا سعيدين؛ إذ يقول:

"إذا أردت أن أعرف كيف سأشعر حيال مستقبل معين، أبحث عن شخص يعيش ذلك المستقبل بالفعل؛ فإذا أردت أن أعرف ما هو شعور أن أكون محامياً أو متزوجاً من مدير تنفيذي دائم الانشغال أو تناول الطعام في مطعم معين، فخياري الأفضل هو العثور على أشخاص جرَّبوا هذه الأمور بالفعل، وأرى مدى سعادتهم؛ إذ يعزز ما نتمكن من معرفته نتيجة بحثنا من دقة ما نتنبؤ به، ولكن لا يريد أحدنا أن يفعل ذلك".

عندما تستثمر وقتك وطاقتك في معرفة ما تقحم نفسك فيه، يعزز ذلك من فرصة أن تحظى بسعادة أكبر.

شاهد بالفديو: 7 حكم تساعدك على إيجاد السعادة

ما عليك فعله الآن:

تواصل مع الأشخاص الذين يعيشون نمط الحياة التي ترغب في عيشها، أو يمتلكون الأشياء التي ترغب في أن تحظى بها، واسألهم عن تجاربهم الإيجابية والسلبية، ولاحظ إذا كان ما يمتلكونه يجعلهم أكثر سعادة، وقرر بعدها إذا كنت ترغب في الحصول عليه أيضاً أم لا.

إنَّه لمن السهل أن تتحدث إلى صديق مقرَّب لك يمتلك جهازاً تكنولوجياً جديداً ترغب في شرائه، أو أنَّه يعمل في مجال تود مزاولته؛ ولكنَّ التواصل مع شخص مشهور أو شخصية مرموقة أصعب بكثير؛ لذا فتِّش عن أي معلومات عامة بخصوصه كمنشورات المدونات، والمقابلات، والمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك لتتعرف عليه، وتتمكن من أن تقرر إذا كنت تود أن تحيا حياة كهذه.

12. تحلَّ بالتعاطف لتُعزّز ثقتك بنفسك:

تخيل أنَّك تجلس في مقهى، وسمعت حديثاً يدور بين فتاتين على الطاولة المجاورة على الشكل الآتي:

"لقد أصبحتِ سمينة أكثر، إنَّه شيء رهيب؛ يا إلهي، لقد أصبحت تزنين 200 كغ، ماذا تأكلين؟ ألا تشعرين بالتعاسة الآن؟".

لحسن الحظ، إنَّ هذا الحديث هو مجرد إعلان لصالح شركة العناية الذاتية دوف (Dove)، ولكنَّه حديث يجري دوماً بين الشخص ونفسه.

لقد كان نص الإعلان مستوحى من حوارات ذاتية ترددها نساء يدوِّنون الأفكار التي تراودهم عن أنفسهن، وقد أطلقت شركة دوف (Dove) هذه الحملة لتوضِّح النقطة الآتية: إن لم نستطع التحدث إلى الآخرين بهذه الطريقة السلبية، فلماذا إذاً نتكلم هكذا مع أنفسنا؟

إنَّ الأشخاص الذين يمارسون التعاطف الذاتي يتمتعون بالترابط الاجتماعي والذكاء العاطفي والسعادة، ويعيشون حياة ملؤها الرضا؛ لذا، عندما تشعر بالإحباط في المرة القادمة وتدقق على أتفه التفاصيل في نفسك، دافع عن نفسك وخذ استراحة.

شاهد بالفديو: كيف ترفع من قيمة ذاتك وتثق بنفسك أكثر

ما عليك فعله الآن:

نقدم إليك بعض الطرائق التي تمكنك من ممارسة التعاطف الذاتي:

  • عامل نفسك كما تعامل طفلك.
  • مارس تمرينات اليقظة الذهنية كالتأمل واليوغا، حتى تهدِّئ صوت ناقدك الداخلي.
  • تذكَّر أنَّك لست وحيداً.
  • امنح نفسك فرصة ألَّا تكون مثالياً.
  • إذا كنت تعاني من قلة التعاطف الذاتي وتحتاج إلى المساعدة، ففكِّر في استشارة كوتش داعم أو معالج نفسي.

13. امنح نفسك الوقت لتكون حزيناً:

يحاول الناس في معظم الأوقات تجنُّب المشاعر السلبية خوفاً من الألم والحزن الذي يمكن أن يعانوه، أو من مقدار التأثر الذي يتطلبه؛ ولكنَّ هذه المشاعر ستبقى حبيسة قلبك، ولن تتمكَّن من التخلص منها إلَّا إذا أفرغت كل حزنك.

كما يمكن أن يسوء الأمر حين تحاول كبت حزنك من خلال سلوكات سلبية، كتناول جرعات مفرطة من الأدوية، أو الإفراط في الشرب، أو تشتيت نفسك من خلال الإفراط في العمل؛ ولكنَّك عندما تكبت مشاعرك السلبية، تكبت بذلك سلوكك الإيجابي أيضاً؛ فالتعبير عن كل مشاعرك -سواء كانت إيجابية أم سلبية- أمر هام لصحتك وسعادتك.

"سيمكِّنك إلقاء نفسك في بحر من هذه العواطف، والسماح لنفسك بالغوص فيها حتى النهاية من الشعور بها بصورة تامة وكاملة؛ فعندما تدرك تماماً ماهية الألم والحب والحزن، ستتمكن حينها من أن تقول: "حسناً، لقد اختبرت هذا الشعور وأعرفه تماماً؛ وأمَّا الآن، ينبغي أن أحرر نفسي منه للحظة" - موري شوارتز (Morrie Schwartz) من كتاب أيام "الثلاثاء برفقة موري" (Tuesdays With Morrie).

ما عليك فعله الآن:

حدد مشاعرك دوماً؛ فمثلاً: عندما يجتاحك شعور الحزن، قل في سرك ببساطة: "هذا هو الحزن"؛ فبمجرد أن تبدأ تسمية مشاعرك، ستدرك أنَّه مجرد شعور، وأنَّه لا يحدد شخصيتك.

إنَّها عملية بسيطة تتيح لك أن تسير مع تيار مشاعرك، وتدعها تعبر دون أن تسيطر عليك وتتحكم بسلوكك.

في المرة القادمة التي تشعر فيها بالحزن، اسمح لنفسك بالشعور به من أعماق قلبك، ولا تتذرع بالخوف لتجنبه؛ فكما يصبح ركوب الأفعوانية ممتعاً بعد أول انخفاض لها، دع شعور انعدام الراحة الذي ينتج عن الحزن يجتاحك لتتمكن من الاستمتاع بحياتك مجدداً.

إقرأ أيضاً: 10 نصائح لتحسين المزاج والشعور بالسعادة

الجزء الهام من شعورك بالحزن هو أن تحرص على ألَّا تعبر الخط الرفيع الذي يفصل بين اختباره والتضحية بنفسك؛ لذا اسمح للشعور بأن يجتاحك، ودعه يمضي بسلام حين يبدأ التلاشي.

في الختام: تحدد السعادة طريقنا

لا وجود لنهايات سعيدة كما يحدث في الحكايات الخيالية، بل يشبه الأمر وجود عدة كنوز مدفونة منتشرة على طرق حياتك؛ لذا في أثناء خوضك في روتينك اليومي، اختر استثمار وقتك وطاقتك باستخدام الأساليب التي ذكرناها آنفاً لترفع من معنوياتك؛ وستشعر بالسعادة حتماً إذا فعلت ذلك.

 المصدر




مقالات مرتبطة