حتَّى قبل تفشِّي جائحة فيروس كورونا (COVID-19) والتداعيات الاقتصادية التي نتجت عنها، وجدت دراسة أجرتها جمعية علم النفس الأمريكية (APA) أنَّ 72% من الأمريكيين يشعرون بالتوتر بشأن الأمور المالية أحياناً على الأقل، وبعد آخر الصعوبات الاقتصادية التي مرَّت علينا، ازداد عدد الأشخاص الذين يواجهون صعوبات مالية.
تؤثر المشكلات المالية تأثيراً كبيراً في الصحة النفسية والجسدية والعلاقات ونوعية الحياة عموماً، كما يؤثر الشعور بالخيبة الناتج عن القلق بشأن المال سلباً في النوم واحترام الذات ومستويات الطاقة، فيشعر المرء بالغضب أو الخجل أو الخوف، ويزداد التوتر والخلافات بينك وبين أقرب الأشخاص إليك، ويتفاقم الألم وتقلُّبات المزاج، ويزداد خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق.
قد يلجأ بعضهم إلى وسائل غير صحية للتعامل مع الأمر، مثل احتساء الكحول أو تعاطي المخدرات لمحاولة الهروب من تلك المخاوف، وفي أسوأ الأحوال قد تؤدِّي الضائقة المالية إلى أفكار أو سلوكات انتحارية، ولكن وبصرف النظر عن مدى سوء وضعك المادي، يمكنك إيجاد المساعدة دوماً، ومن خلال معالجة المشكلات المالية مباشرة، تستطيع إزاحتها عن كاهلك وتخفيف مستويات التوتر واستعادة السيطرة على أموالك وحياتك.
آثار الضائقة المالية في الصحة:
على الرغم من أنَّنا نعلم جميعاً أنَّ ثمة كثيراً من الأشياء الهامة أكثر من المال في الحياة، إلَّا أنَّنا حينما نعاني من أزمة مالية، يسيطر الخوف والتوتر على كلِّ حياتنا، وهذا يؤثر في احترامنا لذاتنا ويجعلنا نشعر بالنقص واليأس وحينما يبلغ التوتر أقصاه، يتأثر العقل والجسد وتتدهور الحياة الاجتماعية، ويؤدي التوتر الناتج عن الضائقة المالية إلى:
1. الأرَق أو صعوبات النوم الأخرى:
لا شيء يقض مضجعنا ليلاً أكثر من القلق بشأن الفواتير التي لم ندفعها أو فقدان الوظيفة.
2. زيادة الوزن (أو خسارته):
قد يؤثر التوتر في الشهية، وهذا يؤدي إمَّا إلى الإفراط في تناول الطعام أو تجنُّب تناول الوجبات لتوفير المال.
3. الاكتئاب:
تؤدي المعاناة من المشكلات المالية إلى الشعور بالإحباط واليأس ومواجهة صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات، ووفقاً لدراسة أُجريت في جامعة "نوتنغهام" (University of Nottingham) في المملكة المتحدة، الأشخاص المدينون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بمقدار الضعف.
4. القلق:
يمنحنا المال شعوراً بالأمان، ومن دونه قد نشعر بالضعف والقلق، ويؤدي القلق بشأن الفواتير أو فقدان الوظيفة إلى ظهور أعراض مثل: تسارع ضربات القلب أو التعرُّق أو الارتعاش أو حتى نوبات الهلع.
5. صعوبات في العلاقات:
يُعدُّ المال أكثر موضوع يتجادل فيه الأزواج، فإذا لم تعالج التوتر الناتج عن الضائقة المالية، ستغضب وتنفعل بسرعة، وتفقد الاهتمام بالأمور العاطفية، وهذا يهدِّد حتى أقوى العلاقات.
6. الانسحاب الاجتماعي:
قد تؤدي الضائقة المالية إلى تجنُّب قضاء الوقت مع الأصدقاء وتدهور الحياة الاجتماعية والانزواء، الأمر الذي يسبِّب تفاقم التوتر.
7. الإصابة بأمراض جسدية:
مثل الصداع ومشكلات في الجهاز الهضمي والسكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، وأمَّا في البلدان التي لا تتوفر فيها رعاية صحية مجانية، قد تدفع الضائقة المالية المرء إلى التأخر عن زيارة الطبيب أو تجنُّب زيارته خوفاً من تكبُّد نفقات إضافية.
8. أساليب التكيف غير الصحية:
مثل سوء استخدام الوصفات الدوائية أو تعاطي المخدرات أو الإفراط في تناول الطعام، وقد يؤدي التوتر بسبب المال أيضاً إلى إيذاء النفس أو التفكير في الانتحار.
شاهد بالفيديو: 5 عادات ماليّة سيّئة عليك تركُها بأسرع ما يُمكن
العلاقة بين المشكلات المالية والمشكلات النفسية:
أظهرت الدراسات وجود علاقة بين المشكلات المالية والمشكلات النفسية، مثل الاكتئاب والقلق وتعاطي المخدرات.
- تؤثر المشكلات المالية سلباً في الصحة النفسية: يؤدي ضغط الديون أو المشكلات المالية الأخرى إلى الإصابة بالاكتئاب أو القلق.
- يُصعِّب تدهور الصحة النفسية إدارة الأموال: قد تجد صعوبة في التركيز أو تفتقر إلى الطاقة اللازمة للتعامل مع الفواتير الآخذة في الازدياد، أو قد تفقد وظيفتك نتيجة أخذ إجازات من العمل بسبب القلق أو الاكتئاب.
- تؤدي هذه الصعوبات في إدارة الأموال إلى مزيد من المشكلات المالية وتفاقم المشكلات النفسية، وهذا بدوره يؤدِّي إلى الدخول في دوامة من المشكلات المالية المتزايدة وتدهور الصحة النفسية.
5 نصائح للتخلص من التوتر الناتج عن الضائقة المالية:
بصرف النظر عن مدى سوء وضعك المالي حالياً، يتوفر حل دوماً، ويمكن أن تساعدك النصائح الخمسة الآتية على الخروج من هذه الدوَّامة، وتخفيف التوتر الناتج عن المشكلات المالية وتحقيق الاستقرار:
أولاً: تحدَّث إلى شخص ما لمساعدتك
عندما نواجه مشكلات مالية غالباً ما نحاول إخفاء الأمر والتعامل معه وحدنا، وحتَّى إنَّ معظم الناس يعدُّون المال موضوعاً لا يجب مناقشته مع الآخرين، فقد يشعرون بالحرج من الكشف عن المبلغ الذي يكسبونه أو ينفقونه، أو يخجلون من الأخطاء المالية التي ارتكبوها، أو من عدم قدرتهم على إعالة أُسَرهم، ولكنَّ الكبت وإخفاء المشكلات لن يؤدي إلَّا إلى تفاقم التوتر.
في ظلِّ الاقتصاد الحالي الذي يعاني بسببه معظم الناس دون أن يكون لهم أي ذنب في ذلك وسيتفهَّم الكثيرون مشكلاتك، وإنَّ التحدُّث مع صديق تثق به أو أحد أفراد الأسرة هو طريقة فعَّالة لتخفيف التوتر، كما أنَّ التحدث بصراحة عن مشكلاتك المالية يمكن أن يساعدك على رؤية الأمور من منظورها الصحيح، ويؤدِّي إخفاء المخاوف المالية إلى زيادة القلق لدرجة أنَّك ستشعر بأنَّك في مأزق لا يمكن الخروج منه، ولكنَّ الإفصاح عن مشكلاتك لشخص تثق به سيخفِّف من وطأتها.
- ليس من الضروري أن يكون الشخص الذي تتحدَّث إليه قادراً على حلِّ مشكلاتك أو تقديم المساعدة المالية.
- لتخفيف التوتر الذي تشعر به، يجب على ذلك الشخص مناقشة الموضوع معك دون توجيه أي انتقاد.
- التكلُّم بكل صراحة عما تمر به والعواطف التي تنتابك.
- يساعدك التحدث عن مخاوفك على فهم ما تواجهه، وقد يتمكَّن صديقك أو أحد أفراد أسرتك من التوصل إلى حلول لم تكن لتخطر في بالك.
1. الحصول على المشورة من خبير:
اعتماداً على المكان الذي تعيش فيه، تقدِّم بعض المنظَّمات استشارات مجانية عن التعامل مع المشكلات المالية، سواء أكان ذلك يتعلق بإدارة الديون أم وضع ميزانية والالتزام بها أم العثور على عمل أم التواصل مع الدائنين أم المطالبة بمساعدات مالية.
حتَّى لو تحدَّثت عن مشكلاتك مع صديق أو قريب للحصول على الدعم العاطفي، فمن المفيد التحدث مع خبير أيضاً ليقدِّم لك النصائح، وإنَّ البحث عن مساعدة ليس علامة ضعف، ولا يعني أنَّك قد فشلت في إعالة أسرتك، بل يعني فقط أنَّك تدرك أنَّ وضعك المالي يسبِّب لك التوتر وعليك معالجة الأمر.
2. التحدُّث بصراحة مع العائلة:
تؤثر المشكلات المالية في الأسرة بأكملها؛ لذا فإنَّ الحصول على دعم أحبَّائك أمر هام لتغيير الأمور، وحتَّى لو كنت مقتنعاً بفكرة الاكتفاء الذاتي، تحدَّث مع عائلتك عن وضعك المالي لمساعدتك على توفير المال، واسمح لعائلتك بالتعبير عن مخاوفهم، فربَّما هم قلقون عليك وعلى الاستقرار المالي في الأسرة، فأصغِ إلى مخاوفهم واسمح لهم بتقديم اقتراحات عن كيفية حل المشكلات المالية التي تواجهها.
إضافةً إلى ذلك خصِّص وقتاً لتقضيه مع العائلة (دون التكلُّف بأي شيء)، فسوف تستمتعون بصحبة بعضكم بعضاً، وتنسون المشكلات المالية لبعض الوقت، ويمكنكم مثلاً التنزُّه في الحديقة أو ممارسة الألعاب أو ممارسة التمرينات الرياضية معاً، فهذه الأمور غير مكلفة ولكنَّها تساعد على تخفيف التوتر وتعزيز التفكير الإيجابي في الأسرة.
ثانياً: اعمل جرداً للأموال
إذا كنت تواجه صعوبة في تغطية نفقاتك، فربَّما تعتقد أنَّك تستطيع تخفيف التوتر عن طريق تجاهل الفواتير أو تجنُّب الرد على الدائنين، ولكنَّ إنكار حقيقة وضعك لن يؤدي إلَّا إلى تفاقم الأمور على الأمد الطويل، والخطوة الأولى لوضع خطةٍ لحلِّ مشكلاتك المالية هي تسجيل دخلك وديونك ونفقاتك بالتفصيل على مدار شهر على الأقل.
توجد عدة مواقع إلكترونية وتطبيقات تساعدك على تتبُّع أموالك من الآن فصاعداً، أو يمكنك جمع الإيصالات والفواتير السابقة للتحقُّق من مصاريفك، وصحيحٌ أنَّ بعض المشكلات المالية يكون حلُّها أسهل من غيرها، ولكن يعطيك جرد الأموال فكرة واضحة عن وضعك، وبقدر ما قد تبدو هذه العملية صعبة، إلَّا أنَّ تتبُّع الأموال بالتفصيل يساعدك أيضاً على استعادة السيطرة على وضعك.
سجِّل كل مصدر من مصادر دخلك، مثل الراتب والمكافآت أو المزايا أو النفقة أو إعالة الطفل أو أي فائدة تتلقَّاها، وسجِّل أيضاً جميع نفقاتك، فعندما تكون لديك مجموعة من الفواتير التي لم تدفعها بعد وكثير من الديون، قد ترى أنَّ تسجيل ثمن القهوة التي تشتريها في طريقك إلى العمل غير ضروري، ولكنَّ النفقات التي تبدو بسيطة تتراكم بمرور الوقت؛ لذا من الأفضل تسجيل كل شيء، وإنَّ فهم الطريقة التي تنفق بها أموالك هو أمر أساسي لوضع ميزانية وخطة لمعالجة مشكلاتك المالية.
سجِّل الديون المتراكمة عليك، مثل الفواتير والرسوم التي تأخَّرت في دفعها، واكتب الحدَّ الأدنى من المدفوعات المستحقَّة، إضافة إلى أية أموال تدين بها للعائلة أو الأصدقاء، وحدِّد أيضاً الأسباب التي تقودك للإنفاق، فربَّما يدفعك الملل أو التعب في العمل إلى الذهاب للتسوق، أو حينما يسيء أطفالك التصرف، تحاول الحفاظ على هدوئهم من خلال تناول وجبات باهظة الثمن في المطاعم أو وجبات جاهزة بدلاً من الطهي في المنزل، ويساعد تحديد ما يحفِّزك على الإنفاق على العثور على طرائق صحية للتعامل مع الأمر بدلاً من اللجوء إلى التسوق.
أجرِ تغييرات بسيطة في روتينك، فإنفاق المال على أشياء مثل صحيفة الصباح أو شراء شطيرة عند وقت الغداء أو شراء السجائر، يزيد النفقات الشهرية كثيراً، وعلى الرغم من أنَّك لا يجب أن تحرم نفسك من كل شيء، إلَّا أنَّ تقليل المصاريف غير الضرورية وإيجاد طرائق بسيطة لتقليل إنفاقك اليومي يساعدك على توفير المال لسداد الفواتير، والتخلُّص من الشراء الاندفاعي، مثل تجنُّب شراء شيء تراه من خلال الإنترنت أو في واجهة متجر؛ لأنَّ هذا النوع من الإنفاق يؤثر في الميزانية.
للتَّخلُّص من هذه العادة، جرِّب انتظار أسبوع قبل شراء شيء جديد، ففي النهاية هوِّن على نفسك، وتذكَّر عند تسجيل ديونك ومصاريفك، أنَّ الجميع يواجهون صعوبات مالية، لا سيَّما في مثل هذه الأوقات ولا تستخدم ذلك حجة لمعاقبة نفسك على أية أخطاء مالية وقعت فيها، بل ركِّز على الجوانب التي يمكنك التحكُّم فيها كي تتمكَّن من المضي قدماً.
أحياناً قد تنجم المشكلات المالية عن أسباب كلعب القمار أو التعرُّض للاحتيال أو مشكلة تتعلَّق بالصحة النفسية، مثل الإفراط في الإنفاق في نوبة الهوس ثنائي القطب، لذا لتجنُّب الوقوع في الضائقة المالية نفسها، من الضروري أن تعالِج المشكلة الأساسية والمشكلات المالية التي سبَّبتها في حياتك.
ثالثاً: وضعُ خطةٍ والالتزام بها
توجد مجموعة كبيرة من الحلول الممكنة لمعالجة المشكلات المالية، إذ قد تتضمَّن خطة معالجة مشكلتك تخفيض ميزانيتك، أو الحد من الشراء من خلال الإنترنت، أو البحث عن الإعانات التي تقدِّمها الحكومة، أو العثور على وظيفة جديدة أو مصدر دخل إضافي، وفي حال جرَّدت أموالك، وتخلَّصت من الإنفاق الاندفاعي، وما زالت مصاريفك تتجاوز دخلك، فتوجد ثلاثة خيارات متاحة أمامك؛ زيادة دخلك أو خفض مصاريفك أو كلاهما، ويتطلَّب تحقيق الهدف الذي تختاره وضع خطة والالتزام بها، وذلك من خلال الخطوات الآتية:
1. تحديد مشكلتك المالية:
بعد إجراء الجرد ستتمكن من تحديد المشكلة المالية التي تواجهها بوضوح، فربَّما لديك كثير من الديون أو لا يكفيك الدخل أو تنفق أكثر من اللازم على المشتريات غير الضرورية عندما تشعر بالتوتر أو القلق، أو ربَّما تواجه جميع هذه المشكلات، فإذا كان الأمر كذلك، ضع خطة منفصلة لكل مشكلة منها.
2. وضعُ حلٍّ:
فكِّر بحلٍّ مع عائلتك أو صديق تثق به، أو اطلب خدمة استشارات مالية مجانية، فربَّما تحتاج إلى إعادة هيكلة ديونك أو إلغاء قرض السيارة أو شراء منزل أصغر، أو تطلب من مديرك عملاً إضافياً.
3. تنفيذ الخطة:
حدِّد كيف ستطبِّق الحلول التي خرجت بها، وربَّما تبدأ البحث عن وظيفة جديدة، أو تبيع أغراض لك من خلال الإنترنت لسداد الفواتير.
4. مراقبة التقدم:
تؤثر بعض الأحداث في العالم في استقرارنا المالي بسرعة؛ لذا من الهام مراجعة خطتك بانتظام، واكتشاف ما إذا كانت بعض جوانبها تنجح أكثر من غيرها، وما إذا كانت التغييرات في نفقاتك الشهرية أو أجرك مثلاً تستدعي مراجعة خطتك.
5. عدم التراجع عن الالتزام بالخطة بسبب النكسات:
بصرف النظر عن مدى دقة خطتك، فقد تبتعد عن هدفك أو قد يحدث شيء غير متوقع يخرجك عن مسارك، ولكن لا تلُم نفسك، بل عُدْ إلى المسار الصحيح في أسرع وقت ممكن.
كلَّما أضفت مزيداً من التفاصيل إلى خطتك، قلَّ شعورك بالعجز تجاه وضعك المالي.
رابعاً: إنشاء ميزانية شهرية
مهما كانت خطتك لتخفيف مشكلاتك المالية، فإنَّ وضع ميزانية شهرية والالتزام بها يمكن أن يساعد على البقاء على المسار الصحيح واستعادة السيطرة على أمورك، ومن ذلك:
1. أضِف نفقاتك اليومية إلى الميزانية:
مثل البقالة وتكلفة الذهاب إلى العمل، إضافة إلى الإيجار الشهري والرهن العقاري والفواتير.
2. قسِّم المبالغ التي تدفعها سنوياً:
مثل التأمين على السيارة أو ضريبة الأملاك، على 12 كي توفِّر المال لها كل شهر.
3. حاوِلْ حساب النفقات غير المتوقَّعة إن أمكن:
مثل معاينة الطبيب أو ثمن الدواء في حال مرضت، أو تكلفة الإصلاحات في المنزل أو السيارة.
4. استخدِم الدفع التلقائي:
استخدِم الدفع التلقائي إن أمكن لتضمن دفع الفواتير في الوقت المحدَّد وتجنُّب التأخر وارتفاع سعر الفائدة.
5. رتِّب مصاريفك وفق أولوياتها:
إذا كنت تواجه مشكلة في تغطية نفقاتك كل شهر، فمن المفيد ترتيب المصاريف وفق الحاجات الضرورية، مثل الطعام والسكن والخدمات، بينما سداد بعض الديون ليس أمراً عاجلاً، حتَّى لو تأخَّرت في دفعها.
شاهد بالفيديو: كيف تضع ميزانية تساعد على الادّخار؟
6. استمر في البحث عن طرائق لتوفير المال:
نستطيع أن نجد دوماً شيئاً يمكننا الاستغناء عنه في ميزانيتنا لنتمكَّن من تغطية نفقاتنا، وراجع ميزانيتك باستمرار وابحث عن طرائق لتخفيض المصاريف.
7. احصَلْ على دعم شريك حياتك أو أطفالك:
تأكَّد من أنَّ جميع أفراد الأسرة يتَّبعون خطتك، ويفهمون الأهداف المالية التي تعمل على تحقيقها.
خامساً: إدارة التوتر العام
يتطلَّب حل المشكلات المالية اتِّباع خطوات بسيطة تتجلَّى فوائدها بمرور الوقت، وفي ظلِّ الوضع الاقتصادي الحالي، لن تختفي الصعوبات المالية التي تواجهها بين عشية وضحاها، لكن يمكنك اتِّخاذ خطوات فوراً لتخفيف مستويات التوتر وتعزيز طاقتك والحصول على راحة البال للتعامل مع التحديات على الأمد الطويل، وإليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك:
1. ممارسة الرياضة:
تساعد حتى ممارسة بعض التمرينات الخفيفة بانتظام على تخفيف التوتر وتعزيز المزاج والطاقة والثقة بالنفس؛ لذا خصِّص 30 دقيقة لممارسة الرياضة، ويمكنك تقسيمها إلى فترات قصيرة مدتها 10 دقائق إذا كان ذلك أسهل.
2. ممارسة الاسترخاء:
خصص وقتاً للاسترخاء كل يوم وأرِح ذهنك قليلاً من القلق المستمر، ويُعدُّ التأمل أو تمرينات التنفُّس أو تقنيات الاسترخاء الأخرى طرائق فعالة لتخفيف التوتر واستعادة التوازن في حياتك.
3. أخذ قسطٍ كاف من النوم:
يزيد الشعور بالتعب التوتر والتفكير السلبي؛ لذا فإنَّ العثور على طرائق لتحسين نومك خلال هذا الوقت العصيب يفيدك ذهنياً وجسدياً.
4. تعزيز الشعور باحترام الذات:
يمكن أن تجعلك مواجهة المشكلات المالية تشعر بالفشل وتؤثر في احترامك لذاتك، ولكنَّ توجد عدة طرائق أخرى مفيدة لتعزيز إحساسك بقيمتك، وحتى وإن كنت تواجه مشكلة مالية، فإنَّ التطوُّع لمساعدة الآخرين يزيد ثقتك بنفسك ويخفِّف من التوتر والغضب والقلق، ناهيك عن أنَّك تسهم في خدمة قضية نبيلة أو إذا أردت، يمكنك قضاء بعض الوقت في الطبيعة أو تعلُّم مهارة جديدة أو الاستمتاع بصحبة الأشخاص الذين يقدِّرونك ويحبونك.
5. تناول طعام صحي:
يساعد اتباع نظام غذائي صحي مكوَّن من الفواكه والخضروات والأوميجا 3 على تعزيز مزاجك وتحسين طاقتك ونظرتك للحياة، ولا يستدعي ذلك بالضرورة الإنفاق كثيراً؛ بل تستطيع تناول طعام صحي بميزانية محدودة.
6. الشعور بالامتنان:
عندما تعاني من القلق بشأن المشكلات المالية، فمن السهل أن تركز على الأفكار السلبية، وصحيح أنَّه لا يجب عليك تجاهل الواقع والتظاهر بأنَّ كل شيء على ما يرام، ولكن من الهامِّ الامتنان لعلاقاتك والأمور الإيجابية في حياتك، وحتى تقدير أشياء بسيطة مثل جمال غروب الشمس أو الحيوانات الأليفة، ويريِّح الامتنان عقلك من القلق المستمر، ويساعد على تحسين حالتك المزاجية وتخفيف التوتر.
أضف تعليقاً