من المؤكد أنَّك لو وفَّرتَ مبلغ الـ 500 دولار الذي تنفقه على الوجبات في المطاعم مِن وقت لآخر، أو الإكرامية السخية التي تتركها، لتمكَّنتَ مِن دفعِ فواتير الكهرباء أو الهاتف. فكِّر في جميع الأموال التي أنفقتَها تدريجيَّاً دون تفكير، والتي لو جمعتَها لشكَّلَت ثروةً الآن.
احسب كم تبلغ نسبة 12% من راتبك، وفكِّر كيف تستطيع استثمار مبلغٍ كهذا، فمِن الأفضل أن تُحدِّد حدود الإنفاق في كل شهر بناءً على النسبة المئوية التي قررتَ ادخارها وأن تلتزم بعدم تجاوز ذاك الحد.
إذا كنتَ مهتماً بمعرفة كيفية إدارة أموالك أحسن إدارة، فتابِع معنا قراءة هذا المقال الذي سنقدِّم إليك فيه أبسط 7 خطوات يجب اتباعها لتقليل نفقاتك والتحكم في أموالك الخاصة كي تتمكن من سداد نفقاتك دون عناء.
1. وضعُ الأهداف:
فكِّر في الحافز الذي يدفعك إلى العمل كلَّ يوم نحو لتحقيق أهدافك، وسجِّله في ذهنك ولا تنساه، لأنَّك إن لم تمتلك أهدافاً واضحة؛ فلن تعرف ما الذي يتوجب عليك فعلُه أو الطريقة لإنجازه.
قد يكون حافزك هو شراء منزل أو سيارة أو سداد ديونك؛ لكنَّ الرغبة وحدها في نيل الأشياء غير كافية؛ بل عليك السعي لجعلها حقيقة.
إن كان لديك أكثر مِن هدف واحد، فركِّز على ذوات الأولوية واحداً تلو الآخر، حيث يجعل القيام بذلك إحراز الأهداف أسهل، ويَحُول دون الإحساس بالضغط الناجم عن الخوف من محاولة إنجازها دون التوصل إلى نتائج إيجابية، فلا تيأس إن وضعتَ تركيزك على أحدها دون رؤية نتائج فورية، وتذكَّر أنَّ كلَّ شيء يتطلب الوقت والجهد لينجح في النهاية.
2. تحليل النفقات والمداخيل:
يجهل كثيرٌ من الناس كم يبلغ تحديداً كل شهر إجمالي نفقاتهم ومداخيلهم، ويعتقدون خطأً أنَّ وضع الميزانية يقتصر على مراقبة النفقات، وبأنَّ ذلك عديم الجدوى أيضاً، حيث يهدف وضعُ ميزانية شهرية في الحقيقة إلى وضع خطة تُنظِّم إنفاق الأموال وتتيح لك الاهتمام بشؤونك المالية الخاصة واتخاذ قرارات أفضل لتحقيق الأهداف التي وضعتَها مسبقاً.
يُفضَّل أن تضع ميزانية شهرية باستخدام إحدى تطبيقات الهاتف الذكي مثل: مانثلي بدجيت (Monthly Budget) أو أيِّ تطبيق مِن اختيارك، حيث تمكِّنك هذه الطريقة من تتبُّعِ المداخيل والنفقات وعدم تجاوزِ ميزانياتك، وتُذكِّرك أيضاً بالمدفوعات التي يجب عليك سدادها، كما تستطيع من خلالها أيضاً الحصول على تقارير تبيِّن لك كيف تعاملتَ مع أموالك وتمكِّنك من اتخاذ قرارات أفضل، كذلك تُعدُّ أحسنُ ميزة لهذه التطبيقات أنَّها تبقيك على اطلاع على وضعِك المالي أينما ذهبتَ بمجرد أن تفتح التطبيق على هاتفك الذكي.
3. تحديد النفقات الثابتة والمتنوعة:
يجب أن تفهم أنَّه كلما انخفضَت نفقاتك، تضاءل القلق من عدم قدرة المداخيل على سدادها، فاشرع بتحديد نفقاتك الثابتة التي تمثِّل أعلى نسبة مئوية من إجمالي نفقاتك في كلِّ شهر، مثل: فواتير الهاتف، أو الكهرباء، أو الإنترنت، أو المبلغ المترتب على تأمين السيارة وغيرها.
أما النفقات المتغيرة فتشمل الوجبات التي تتناولها خارج المنزل، أو في العمل، أو أجور المواصلات، وهذه النفقات تجعلك تنفق أكثر مِن المعتاد لأنَّك لا تعرف بالضبط مقدار الأموال التي تنفقها عليها، وينتهي بك الأمر بتجاوز الميزانية الشهرية التي خططتَ لها.
ضع في اعتبارك أنَّه عندما تكون نفقاتك المتغيرة أكبر من النفقات الثابتة، سيكون ذلك على الأرجح نتيجة إسرافك في الإنفاق على أشياء غير هامة؛ لذا يجب عليك أن تتعود التقليل منها.
4. التقليل مِن النفقات:
السؤال الأهم الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو: هل يمكِنني تقليل نفقاتي؟ جرِّب مثلاً الحد مِن الإنفاق على شراء الملابس، أو الأجهزة الإلكترونية الحديثة، أو النزهات مع الأصدقاء، فهذه النفقات في الحقيقة هي تعويض للفراغ العاطفي في حياتك.
ابدأ بتحديد النفقات التي يمكِنك التقليل منها، فمثلاً: بدلاً مِن قضاء وقت طويل على شبكة الإنترنت، اقرأ كتاباً، وبذلك تحظى بمنفعتين: تقليل النفقات، واكتساب المعرفة، واعلم أنَّ الأغنياء يستثمرون في شيئين فقط: التعليم، والاستثمار.
لا داعي مثلاً لإشعال الأنوار في المنزل خلال النهار، وحاوِل قدَر المستطاع ألا تشتري الأطعمة في العمل، واكتفِ بوجبة منزلية تجلبها معك للعمل، وكذلك الأمر يمكِنك الحد مِن نفقات وقود السيارة باستخدام وسائل النقل العامة مِن حين لآخر، فهذه الأشياء البسيطة هي ما تُحدث فرْقاً كبيراً في وضعِك المالي.
5. الاستثمار:
لا تكن ساذجاً وتنفق هذه الأموال التي وفَّرتَها مِن التقليل مِن بعض نفقاتك، وإلا سيترتب عليك نفقات غير ضرورية لم تكن بالحسبان؛ بل ركِّز على القرارات التي ستساعدك على مضاعفة أموالك باستثمارها.
يسعى المستثمرون عادةً إلى زيادة رؤوس أموالهم ثمَّ مواصلة الاستثمار، مما يعزز تَدفُّق الأموال لديهم حتى يصلوا إلى مرحلة تُغطِّي نفقاتهم الشهرية دون الحاجة إلى العمل وبالتالي يصلون إلى الحرية المالية.
شاهد بالفيديو: كيف يمكن الوصول إلى الحرية المالية؟
6. التقليل مِن الديون أو تجنُّبها:
ليست الاستدانة طريقة ناجحة لتتمكن مِن سداد نفقاتك، كما أنَّها لن تعود عليك بأدنى منفعة؛ بل على العكس، ستضع على عاتقك نفقات أكبر، فتَغرق شيئاً فشيئاً في بحر مِن الديون، وتتأخر عن تحقيق أهدافك.
إن وصلتَ إلى هذه المرحلة؛ فعليك حينها اقتطاع جزء من النفقات التي قللتَ منها، بحيث تخصِّص جزءاً للاستثمار والآخر لسداد الديون.
إن تخطَّى ما تدفعه لسداد ديونك شهرياً 30% من دخلك؛ فهنا يجب عليك استشارة خبير لمساعدتك في السيطرة على هذه المشكلة، حيث تتمثل إحدى طرائق مساعدتك في سداد الديون في إيجاد دخل إضافي، ولا بأس في بيع أغراضك الشخصية التي لم تَعُد تستخدمها وكانت لا تزال في حالة جيدة مثل: الملابس، أو الأجهزة الإلكترونية، أو الأدوات.
7. تقسيم أموالك:
بعدَ تحديد نفقاتك ومدخولك لا بُدَّ لك مِن تقسيم أموالك لتُحسِن تدبيرها. يَقترح كتاب "التهيئة المالية" (Financial Reconfiguration) نظام إدارة شخصية يتألف مِن 7 حسابات زائد واحد (7 + 1)، والذي يتيح لك تقسيم أموالك في مجالات محدَّدة وتخصيصها لأغراض معيَّنة، وتشمل هذه الحسابات السبعة زائد واحد:
- التعليم.
- الاستثمارات.
- الالتزامات الشهرية.
- الترفيه.
- الأعمال الخيرية: التبرعات.
- المشروعات الخاصة مثل: شراء منزل.
- التأمينات: المال للحالات الطارئة.
- زائد واحد: هي الضرائب.
يجب عليك تخصيص جزءٍ من مداخيلك الشهرية لكلِّ واحدٍ من هذه المجالات، فالمعرفة النظرية لا تكفي؛ بل يجب عليك تطبيقها على أرض الواقع لرؤية النتائج المرجوة.
أضف تعليقاً