فهناك جوانب عديدة للصحة النفسية، والمسألة معقدة، وفي حين يدرك عديد منَّا ما يشعر به، إلا أنَّنا قد لا نفهم الأعراض التي نشعر بها، أو لا نناقشها مع الآخرين؛ إذ يعتقد عديد من الخبراء بعد الجائحة الأخيرة، أنَّ عقداً من التطور اختُزل في عامين فقط، ممَّا وضع عديد من الأشخاص في مواجهة مشكلات متعلقة بالصحة العقلية على نحوٍ متصاعد، ونتيجةً لذلك، أصبح الحديث الآن عن سلامتنا العقلية، وما نحتاجه لنشعر بالأمان والهدوء، أهم من أي وقتٍ مضى.
تتمثَّل إحدى المشكلات الرئيسة التي تعرقل العديد من النقاشات عن الصحة العقلية، بالقصور في فهم الأمراض العقلية الشائعة، والمصطلحاتِ المستخدمة لوصف أعراضها، وما لم يعِ الناس ما يتحدثون عنه في نهاية المطاف، وفشلوا في التعبير عمَّا يحتاجون إليه بوضوح، فمن الصعب عليهم الحصول على الدعم اللازم.
من المفاهيم الخاطئة الشائعة التي قد تؤدي إلى حالة من الالتباس عند الحديث عن الصحة العقلية، هي التمييز بين التوتر والقلق، ويُستخدم في بعض الأحيان المصطلحين بين خبراء الصحة العقلية للدلالة على المعنى نفسه، ولكنَّهما مشكلتان منفصلتان تماماً، ويجب أن تفهم الفرق بينهما إذا أردت خوض نقاش صريح عن صحتك العقلية، وصحة الأشخاص الذين تحبهم.
فإذا كنت حريصاً على معرفة الفرق بين القلق والتوتر، وأعراضِ كل منهما، وكيفية التعامل مع كلا المشكلتين، تابع قراءة هذا المقال الذي يضع اللبنة الأساسية لفهم الأعراض التي تمرُّ بها، ويقدِّم طرائق عملية للتعامل مع هذه المشكلات، كي تستعيد صحتك العقلية.
هل القلق والتوتر أمران متشابهتان؟
إنَّ التوتر والقلق مشكلتان مختلفتان تماماً، على الرَّغم من تشابههما إلى حدٍّ بعيد في بعض الأحيان، ويكمن الفرق الرئيسي بينهما بأنَّ التوتر سببه مشكلة معيَّنة، وعادةً ما يمكن التخلُّص منه عند التغلب عليها، أمَّا القلق فهو شعور طويل الأمد بالتوتر، والذي لا يكون السبب المباشر له في أغلب الأحيان، وقد يكون القلق مستمراً، وقد يكون نتيجةً لاضطراب القلق، في حين ينتج التوتر عن عوامل تتعلق بالبيئة أو بنمطِ الحياة.
نظراً لأنَّ المسألتين مختلفتان تماماً، فمن الممكن الشعور بالقلق والتوتر في الوقت نفسه، فيمكن أن تشعر بالقلق، وقد تثيره الضغوطات في نفس الوقت، فتصبح من ثمَّ متوتراً وقلقاً.
فإذا واجهت موقفاً عصيباً يسبِّب لك الضغط على سبيل المثال، كالانتقالِ إلى منزل جديد، أو الانفصال عن شخص مقرَّب منك، قد تشعر بالتوتر، وإذا كنت تعاني من القلق مسبقاً، قد يؤدي هذا الضغط الإضافي إلى تفاقم الأعراض.
يمكن أن يُحدِث الشعور بالتوتر والقلق في نفس الوقت، اضطراباً كبيراً في حياتك، وقد يصعب عليك القيام بأكثر الأمور التي تستمتع بها نتيجةً لذلك، ولكن لحسن الحظ، فإنَّ هناك طرائق للتعامل مع كلا المشكلتين، والتغلب على أسوأ الأعراض المرافقة لهما.
ستجد أدناه تعريفاً أكثر تفصيلاً لكل من التوتر والقلق، وسيتم البحث في كيفية تحديد المشكلتين لفهم صحتك العقلية، وطرائق التعامل مع أية مشكلات قد تواجهك.
ما هو التوتر؟
هو شعور بالارتباك أو الخوف، قد يفقدك القدرة على التعايش مع الحياة، ويسبِّب مشكلات عقلية وجسدية؛ فعندما تشعر بالتوتر، تبدأ المشكلة في الدماغ؛ إذ تقوم العينان والأذنان بإرسال معلومات عن الموقف الصعب الذي تواجهه، إلى اللوزة الدماغية التي تعالج المعلومات، وترسل اللوزة إشارة استغاثة إلى جزء من الدماغ يُسمى "الوطاء" (Hypothalamus)، والذي يعمل كوحدة تحكُّم، ثمَّ يُرسل الوطاء إشارات إلى الغدة الكظرية، التي تُنتج الهرمونات وتُفرز الأدرينالين في جسمك؛ سيُصاب جسمك وعقلك بالإرهاق نتيجةً لذلك، ممَّا قد يتسبَّب بمشكلات مختلفة، بناءً على سبب التوتر، ومستوى القلق الذي تشعر به.
هناك مجموعة من العوامل قد تسبِّب التوتر، وتشمل بعض الأسباب الشائعة له ما يأتي:
- الضغط لتحقيق الأهداف في العمل أو في الحياة.
- تغييرات هامة أو اضطرابات في حياتك، كالانتقالِ إلى منزل جديد، أو تغيير عملك.
- فقدان أحد الأحبة.
- مشكلات وصعوبات مالية.
- مشكلات صحية وفيروسات وأمراض جسدية أخرى.
- البطالة أو غياب التغيير في حياتك والشعور بالملل.
- انعدام اليقين بالمناخ الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي.
- تغييرات سلبية وخارجة عن السيطرة في حياتك، مثل فقدان عملك أو الطلاق.
- التعرُّض للتنمُّر أو التحرُّش.
إنَّ أسباب التوتر شخصية، وغالباً ما تخصُّك وحدك، لذلك فإنَّ هذه القائمة ليست شاملة، وقد لا يكون سبب التوتر الذي تشعر به من بينها.
قد لا تدرك أيضاً أنَّ هناك مشكلة أكثر أهمية تسبِّب لك هذا التوتر، فعلى سبيل المثال، إذا شعرت بالتوتر بسبب مشكلة يسيرة، كانقطاع رباط حذائك، أو بعض الفوضى في منزلك، فقد تكون المشكلة الحقيقية أنَّك منهك بسبب العمل، ولكنَّك لا تُدرك ذلك؛ فعندما تلاحظ أنَّك تعاني من التوتر، يجب أن تعمل على فهم السبب الجذري للمشكلة، وعادةً ما يكون التوتر ملحوظاً، لأنَّك ستختبر حالةً عقليةً مختلفةً عن المألوف بسبب مشكلة معينة.
عندما يتفاعل جسمك مع المواقف العصيبة، ويتم إفراز الأدرينالين، قد تختبر العديد من التغيرات الجسدية والعقلية.
الأعراض الشائعة التي قد تلاحظها عند الشعور بالتوتر ما يأتي:
- الشعور بالغضب أو الانزعاج من مشكلة يسيرة.
- فقدان القدرة على التركيز حتى على أيسر المهام.
- صرير الأسنان أو فرقعة مفاصل الأصابع.
- العبث بالأشياء الصغيرة بهوس.
- شعور مستمر بالفزع والقلق.
- فقدان القدرة على التركيز.
- نسيان غير اعتيادي.
- فقدان الشهية أو الشعور المفاجئ بالجوع أو العطش الشديد.
- الشعور الدائم بالتعب.
- الصداع والشعور بضعف عام في جسمك.
- رجفة أو آلام في العضلات.
- التصرُّف بفظاظة وفقدان الشغف تجاه هواياتك.
- تغيرات جوهرية في شخصيتك لفترة قصيرة.
- العجز عن تجاوز المشكلات الصغيرة أو المظالم المفترضة.
- التركيز على حدث سابق واستعراضه مراراً وتكراراً في ذهنك.
- العنف الجسدي والغضب الشديد في حالات نادرة.
تكون هذه الأعراض غالباً قصيرة الأمد، وتزول مع مرور الوقت، أو من خلال تجنُّب مسبِّبات التوتر أو التخلص منها نهائياً.
فإذا لاحظت أنَّك تعاني من توتر مستمر، أو أنَّ الأعراض استمرت بعد زوال العامل المسبِّب لها، عليك استشارة طبيبك؛ إذ في إمكانه التحقُّق من الأعراض التي تمر بها، والتأكُّد من أنَّها ليست علامةً لمشكلة أخرى كاضطراب القلق، والذي ستتم مناقشته بالتفصيل لاحقاً في هذا المقال.
وإذا كان السبب لما تمر به مشكلة صحية، يمكن لطبيبك معالجتها، ومساعدتك على التخلُّص من مصدر التوتر، واستعادة عافيتك الجسدية والعقلية؛ إذ إنَّ التخلص من سبب التوتر ليس أمراً سهلاً أو ممكناً دائماً، ولكنَّ هناك طرائق أخرى للتعامل معه لحسن الحظ، ستكتشف بعضاً منها من خلال المتابعة بقراءة هذا المقال، وستساعدكَ على التعامل مع التوتر المستمر، والتخفيف من تأثيره على حياتك.
شاهد بالفديو: كيف يحافظ الناجحون على هدوئهم؟
كيفية التعامل مع التوتر المتكرر:
كما ذُكر سابقاً، فإنَّ أفضل طريقة لتخفيف التوتر والتغلُّب عليه هي تحديد أسبابه والتخلُّص منها؛ لذا إذا كنت تعلم أنَّ سبب التوتر الذي تمرُّ به هو تصرف أحد أفراد العائلة بأسلوبٍ فظٍّ معك، ما عليك إلا تجنُّبه أو التحدث معه لمنع حدوث ذلك.
كما يمكنك تغيير حياتك لتتكيَّف مع الأسباب الرئيسة للتوتر الذي تعيشه، فإذا ما كان المال سببه في الغالب، يمكنك ادِّخار بعض منه كل شهر، ووضع قيود صارمة على الميزانية، وهذا قد يُشعرك بالأمان بشأن وضعك المالي، وإذا كان التوتر ناتجاً عن مشكلة صحية، فاحرص على تناول دوائك، وتعاون مع طبيبك كي تستعيد صحتك وعافيتك.
قد لا تتمكَّن من التخلُّص من مسبِّبات التوتر في بعض الأحيان أو تجاوزها، فإذا كان التوتر تجاه الوضع الاقتصادي أحد أسبابه على سبيل المثال، فما من شيء يمكنك القيام به لإصلاح هذه المشكلة الكبيرة.
إذا كان الأمر كذلك، فهناك طرائق أخرى للتعامل مع الموقف، والعمل على تجاوزه حين لا يكون بمقدورك التخلُّص منه، هناك بعض الطرائق السهلة التي يمكنك من خلالها تخفيف التوتر الذي تشعر به، وتشمل ما يأتي:
- أخذ فترات راحة منتظمة من متابعة الأخبار، أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، لتجنُّب هذه السلبية المستمرة.
- تحديد المضايقات اليسيرة لكي تتجنَّبها وتخفِّف من توترك.
- إلهاء نفسك بالقيام بنشاط ممتع، كالقيادة أو الطهي.
- القيام بنشاطات تساعدك على الهدوء، ولا تتطلَّب منك جهداً، كالتلوين أو الاستماع لموسيقى هادئة.
- استخدام واقيات الأذن وعصابة العينين، لتوفير مساحة هادئة لنفسك تجلس فيها لبعض الوقت.
- الاعتناء باحتياجاتك الجسدية، كالحصول على قسط كافٍ من النوم، وتناول الطعام الصحي، وشرب الكثير من الماء، والاستحمام.
- تجنُّب أو التقليل من تناول المنبهات، كالأدوية، والنيكوتين، والسكر، والكافيين، إذا أمكنك ذلك.
- طلب المساعدة في حال كنت تعاني من أي نوع من الإدمان، أو من مشكلات تتعلَّق بالمواد المخدرة.
- التحدث عن مخاوفك إلى الأصدقاء أو أفراد الأسرة.
- البحث عن تطبيق يساعدك على ممارسة تمارين لتخفيف التوتر، أو موسيقى تبعث على الاسترخاء.
- تجربة التنفس العميق لمساعدتك على الاسترخاء واستعادة تركيزك.
- قضاء وقت ممتع مع الأصدقاء لتجنب الشعور بالتوتر والمخاوف.
- استخدام أدوات تخفيف التوتر، ككراتِ الضغط.
- شرب الشاي الأخضر لمساعدتك على الاسترخاء.
- البحث عن بعض الأنشطة اليسيرة لتخفيف التوتر.
فمن المفترض أن تساعدك هذه النصائح على التخفيف من التوتر، ولكن لأنَّ كل شخص مختلف عن الآخر، فهي قد لا تُجدي نفعاً مع جميع الناس، فبدلاً من ذلك جرِّب بعضاً منها للعثور على ما يناسبك، واتبعها عندما تشعر بالتوتر؛ إذ إنَّ الشعور بالتوتر أمر وارد في أي وقت، ولكن من خلال الاستعداد له، والعمل على تجنُّب المسبِّبات المعروفة، كأفراد العائلة الفظِّين مثلاً، يمكنك التخفيف من تأثيرهِ في صحتك العقلية.
إذا لاحظت أنَّ هذا الشعور يلازمك، أو أنَّ ليس له سبباً محدداً، فثمَّة احتمال أنَّك تعاني من القلق؛ لذا يُنصح بزيارة الطبيب دائماً إذا كان الأمر متكرراً، ولكن يمكنك التعلم عن القلق، واكتشاف ما إذا كنت تعاني من التوتر أم القلق، وبمتابعة القراءة، ستتعرف إلى ماهية القلق، وكيف يختلف عن التوتر، وما يمكنك فعله للتعرف إليه والتعامل معه.
ما هو القلق؟
القلق شعور دائم بعدم الارتياح، يتَّسم بهموم أو مخاوف لا مبرر لها، قد يكون شبه دائم وقد يزول، ولكن قد يكون مؤشراً على اضطراب القلق في كثير من الحالات، ويحتاج إلى مراقبة مستمرة، فهناك عديد من الأنواع المختلفة لاضطرابات القلق، أو مشكلات الصحة العقلية التي يمكن أن تسبِّب القلق، ويشمل بعضها:
- اضطراب القلق العام.
- اضطراب ما بعد الصدمة.
- اضطراب الوسواس القهري.
- القلق الاجتماعي والرهاب.
- اضطراب قلق الانفصال.
- القلق الناجم عن المواد المخدرة.
- اضطراب فرط نشاط الغدة الدرقية.
قد تتعامل في بعض الأحيان مع مجموعة من هذه المشكلات، لذلك تحدَّث دائماً مع طبيبك لتشخيص الحالة، وفهم احتياجات صحتك العقلية، أيَّاً كان سبب قلقك، من الضروري أن تفهم أسبابه، وتعمل على معالجة المشكلة، فإذا لم تفعل ذلك، قد تعاني من أعراض حادة يصعب التعامل معها.
إذ إنَّ القلق ناتج عن خلل في هرمونات الجسم، والتي تشمل "هرمون السعادة" السيروتونين، ومثبتات الاسترخاء المسماة الإندورفين، وهرمون الغدة الدرقية، ويمكن أن تؤدي زيادة إفراز أو نقص أي من هذه الهرمونات، إلى اختلال في التوازن، يقودك إلى الشعور بالقلق الذي يمكن أن يظهر بطرائق عدة.
تختلف أعراض القلق تبعاً لسبب المشكلة، لكنَّ عديداً منها معروف من قبل الأشخاص الذين يعانون من القلق، ومن خبراء الصحة العقلية.
الأعراض العقلية والجسدية الشائعة للقلق ما يأتي:
- شعور عارم بالذعر والخوف.
- نوبات هلع.
- صعوبة في التركيز على أيَّة مهمة أيَّاً كانت مدتها الزمنية.
- سوء المزاج أو حدة الطبع المستمرة.
- شعور بالدوار والغثيان.
- ارتعاش وارتفاع في درجة الحرارة وأعراض أخرى تشبه الحمى.
- ارتفاع في معدل ضربات القلب.
- مشكلات في المعدة وشعور بالغثيان.
- التعرق وجفاف الفم.
- آلام في العضلات وتشنج حاد في الجسم.
- الصداع.
- الأرق.
- تغيُّر في الشهية.
- فقدان الشغف بالحياة.
يواجه كل شخص يعاني من القلق مزيجاً فريداً من الأعراض، تختلف بناءً على سبب القلق، وأيَّة مشكلات أخرى يعانيها تتعلق بالصحة العقلية، وحالته الصحية العامة؛ فإذا كنت تعاني من أي نوع من أنواع القلق، يجب عليك زيارة طبيبك كما ذُكر سابقاً، وذلك لفهم سبب المشكلة، والحصول على الدعم اللازم، فالطبيب قادر على تقديم المساعدة بشأن التعامل مع أعراض معينة، ويقترح طرائق تساعدك على التخفيف من تأثير القلق في حياتك.
فيما يأتي بعض النصائح المتعلقة بالتعامل مع القلق، كي تتمكَّن من ممارسة حياتك اليومية دون السماح لها بالتأثير فيك إلى حدٍّ كبير.
كيفية التعامل مع القلق:
كما ذُكر أعلاه، فإنَّ الخطوة الأولى التي يجب عليك اتخاذها عندما تساورك الشكوك عن معاناتك من القلق هي زيارة طبيبك، الذي سيُحدِّثك بشأن الأعراض، ويشخِّص أي اضطراب قد يكون لديك، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تعاني من أعراض معيَّنة ناتجة عن هذا القلق، مثل مشكلات المعدة أو الصداع، يمكن لطبيبك التحقق من ذلك، وقد تشير هذه الأعراض إلى حالة مختلفة في بعض الحالات، لذلك يمكن لطبيبك النظر في حالتك الصحية، وعلاج أيَّة مشكلات أُخرى قد تواجهها.
بعد ذلك، يمكنه مساعدتك على فهم طبيعة القلق الذي تعاني منه، والعمل معك لإيجاد أفضل طريقة للتعامل معه، وعلى الرَّغم من عدم وجود علاج محدد للقلق، إلا أنَّ هناك عدة طرائق تساعدك على التعامل معه على الأمد الطويل والقصير، كما يمكن لطبيبك إحالتك إلى اختصاصي الصحة العقلية، والذي سيقدم لك الدعم اللازم.
هنالك عدة طرائق يمكنك من خلالها التعامل مع القلق على الأمد الطويل، ويمكن أن يساهم طبيبك في حصولك عليها، ومن ذلك:
- طلب النصيحة والدعم من طبيبك.
- التحدث إلى مستشار والحصول على جلسات علاج فردي.
- حضور جلسات علاج جماعية.
- الحصول على وصفة طبية لدواءٍ مضاد للقلق.
إنَّ الحصول على الدعم اللازم من قبل المتخصِّصين، قد يضمن لك التعامل مع قلقك بفاعلية؛ إذ يمكن للمعالج أو الطبيب مساعدتك على التعامل مع الأعراض، وفهم أسباب الإصابة بها، وفي حين أنَّ هذا النوع من الدعم ضروري، إلا أنَّك تحتاج أيضاً لتعلُّم الأساليب اليومية للتعامل مع نوبات القلق والأعراض المرافقة لها.
إذ يمكن للطبيب أو المعالج النفسي الخاص بك، أن يُقدِّم لك بعض الأفكار عن كيفية التعامل مع قلقك، ولكن هناك أيضاً بعض الأساليب المُجرَّبة والمُختبرة لمساعدتك على التغلب على المشكلات اليومية التي يسببها القلق، وتعزيز صحتك العقلية، ويمكنك اتباع هذه الأساليب اليسيرة في المنزل، فعلى الرغم من عدم ضمان نجاحها، إلا أنَّها يمكن أن تُحدث فرقاً ملحوظاً في حالتك العقلية،
لتخفِّف من القلق:
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة بانتظام، والتي من الممكن أن تحسِّن صحتك العقلية.
- تجنُّب المنبهات، مثل الكافيين والسجائر قدر الإمكان.
- تحسين نظامك الغذائي، والتقليل من تناول السكر والأطعمة المصنعة.
- شرب المزيد من الماء، لضمان ترطيب جسمك طوال الوقت.
- الحصول على المساعدة عند الحاجة في حال كنت تعاني من إدمان على المواد المخدرة.
- تحسين روتين نومك، والحصول على أكبر قدر ممكن من الراحة.
- استخدام تقنية التنفس العميق، لتخفيف القلق.
- ممارسة التأمُّل بانتظام، للحد من الأعراض.
- الاستحمام بهدف الاسترخاء، واستخدام الزيوت العطرية المهدئة.
- ممارسة تأمُّل اليقظة الذهنية.
- تجربة بعض التقنيات، مثل كتابة اليوميات، والتعبير عن الامتنان.
- تجنُّب الضغوطات أو المحفِّزات التي يمكن أن تسبِّب القلق.
- العمل على تعزيز صحتك العقلية والبدنية.
إذ يمكن أن تساعدك هذه الطرائق على تحسين حالتك المزاجية، والتخفيف من أعراض القلق لديك، ولكن يجب اعتمادها جنباً إلى جنب مع الدعم المختص، ومن ثمَّ يمكن اعتمادها في المنزل، ولكن يجب عليك التحدث إلى طبيبك كذلك، وزيارة المعالج النفسي للحصول على المساعدة التي تحتاجها؛ فقد لا تُجدي هذه العلاجات المنزلية لأعراض القلق قصيرة الأمد نفعاً مع جميع الناس؛ لذا جرِّب مجموعةً مختارةً منها كي تكتشف ما يناسبك.
أمَّا الآن، فعندما تتعامل مع نوبة قلق، أو تواجه يوماً مليئاً بالتحديات، وتعاني من التوتر إضافةً إلى الشعور بالقلق، يمكنك استخدام هذه الأساليب للتخفيف من الأعراض، وتحسين حالتك الذهنية.
شاهد بالفديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق
الخلاصة:
نظراً للتحديات العديدة التي تواجهنا جميعاً في عالمنا الراهن سريع الخطى، من الطبيعي أن يعاني الكثيرون منا من التوتر في مرحلة ما من حياتهم، ومع ذلك فإنَّ تعلُّم كيفية التعامل مع هذا التوتر باستخدام الوسائل المناسبة، يمكن أن يساعدك على معالجة التوتر قصير الأمد، والتعامل مع المواقف الصعبة.
ولأنَّ القلق قد أصبح أكثر شيوعاً، فقد يضطر معظمنا للتعامل معه أو التعايش مع اضطراب القلق، وغالباً ما يتطلَّب التعامل مع القلق المستمر والاضطرابات النفسية الدائمة دعماً مختصاً وعلاجاً مستمراً، لذلك تحدَّث إلى طبيبك إذا كنت تظنُّ بأنَّك تعاني منها، فقد يقترح عليك الحصول على استشارة، أو تناول الأدوية، أو غيرها من الحلول الأخرى لمساعدتك على التخفيف من تأثير القلق في حياتك.
الأمر نفسه ينطبق على التوتر؛ إذ يمكن لطبيبك مساعدتك على التعامل مع الأعراض التي تمرُّ بها، والتحقق من أنَّها ليست علامةً لمشكلة أكثر خطورة، ويمكنك بعد ذلك الاستمتاع بالسعي إلى تحقيق طموحاتك، وممارسة الهوايات التي تحبها، وعيش حياتك بأفضل شكل ممكن.
أضف تعليقاً