1- ضع ميزانية الشهر قبل أن يبدأ:
حتى تسبق الآخرين إلى تحقيق النجاح يجب عليك أن تسبقهم إلى التفكير في المستقبل، تُعَدُّ هذه أحد أفضل النصائح في الحياة وأفضل خطوةٍ يستطيع الذين يُفكّرون في وضع ميزانية اتّباعها. لذلك يجب عليك حينما تفكر في وضع ميزانية تنظم مصاريف كل شهر ومداخيله أن تفعل ذلك قبل بداية الشهر.
القيام بذلك ليس أمراً معقداً، ضع ميزانية الشهر الحالي وفي الشهر التالي استعمل الميزانية نفسها أو قم بتعديلها إذا كان ثمَّة حاجة إلى ذلك، ولا تنسَ أن تأخذ في الحسبان النفقات الطارئة كعيد ميلاد أحد الأصدقاء أو تكاليف الاشتراكات الشهرية وأن تضغط المصاريف حتى تتمكن من دفع نفقات مثل هذه الأمور.
2- وضع الميزانية على أساس احتياجاتك لا على أساس الأموال التي تملكها:
حينما تعلم أين يذهب كل قرش من مالك هذا يعني أنَّك تتحكم بأموالك عوضاً عن أن تتحكم أموالك بك. تُوضَع الميزانية باتباع الخطوات العملية الآتية:
- أضِف جميع مصادر الدخل.
- اكتب جميع النفقات الثابتة كالإيجار، والخدمات، والطعام، والمواصلات.
- اكتب أبرز النفقات الشهرية كنفقات المطاعم، والترفيه، والثياب ومراجعة الميزانيات السابقة أو البيانات المصرفية لتعرف مقدار المال الذي تنفقه عادةً على هذه الأمور.
- حدِّد بشكلٍ دقيق أين سيذهب كل قرشِ تكسبه، إذ يجب على جميع الأموال التي تكسبها أن تدخل في الميزانية وإذا بقي فائض من المال بعد سداد جميع النفقات وجه المال الفائض إلى تحقيق الأهداف المالية الآنية كسداد الديون.
3- مراقبة المصاريف:
راقب بعناية أين يذهب كل قرشٍ تنفقه حتى تلك التي تشتري بها علكة، أو تدفعها ثمناً لكوب القهوة الذي تشتريه وأنت في طريقك إلى العمل، أو التي تبتاع بها جواربك المزركشة، فاجتماع هذه القروش الصغيرة يشكل مبلغاً كبيراً. من خلال مراقبة أدق تفاصيل المصروف تستطيع أن تعرف أين تذهب أموالك وحينئذٍ تستطيع أن توجه أموالك إلى حيث تريد تماماً.
4- إعادة النظر في العادات المُتَّبعة عند إنفاق المال:
حينما يتعلق الأمر بالإنفاق يجب عليك أن تكون صادقاً مع نفسك وهذا الصدق يتحقق من خلال إعادة النظر في العادات التي تتبعها عند إنفاق الأموال. فتلك العلكة التي تُعَدُّ جزءً من روتين حياتك، أو كوب القهوة الذي اعتدت على شرائه وأنت ذاهبٌ صباحاً إلى العمل، أو هذان الزوجان من الجوارب اللذين أدمنت شرائهما ربما يكلفونك مبالغ كبيرة كان من الأفضل أن تنفقها لتحقيق أهدافك المالية الحالية.
كن صادقاً مع نفسك وفكر في الأمور التي تنفق عيها الكثير من المال، وهنا ثمَّة أمامك خياران إمَّا أن تقلص المال الذي تنفقه على هذه الأمور أو أن تخصص لها جزءً من الميزانية، لكن تذكَّر أنَّك إذا أنفقت مزيداً من المال في موضعٍ ما يجب عليك أن تقلص النفقات في موضعٍ آخر.
5- وضع ميزانية واقعية:
كما قلنا توَّاً لا بأس في أن نزيد حجم المال المخصص لبندٍ ما في الميزانية إذا رأينا أنَّ حجم المال الذي كان مخصصاً له لم يكن واقعيَّاً، فإذا كنت تريد تقليص حجم الأموال التي تنفقها على شراء المواد الغذائية على سبيل المثال وبحثت عن أرخص العروض واخترت أوفر الأصناف لكنَّك بقيت تنفق على المواد الغذائية أموالاً أكثر من تلك المخصصة لها في الميزانية، أنت تحتاج على الأرجح إلى زيادة حصة المواد الغذائية في الميزانية.
لكن تذكَّر حينما تقرر زيادة المبالغ المخصصة لأمرٍ ما أنَّ السماء لا تُمطر ذهباً ولا فضّة وأنَّ زيادة الحصة المخصصة لجانبٍ ما في الميزانية يعني انخفاض الحصص المخصصة لجوانب أخرى فيها، العملية أشبه بأرجوحة التوازن. لكن في النهاية حاجتك إلى الطعام أكبر من حاجتك إلى علبة الفشار ذات الحجم المضاعف في أثناء مشاهدة الفيلم فَدَعِ النصيب الأكبر من الميزانية يذهب إلى الأمور الأساسية.
6- القيام بالتعديلات الضرورية:
مثلما رأيت إذاً في أثناء وضع الميزانية لا بد من أن تُضطر إلى إجراء تعديلاتٍ عليها وهذا ما يجب عليك أن تفعله في الواقع. لا تخف، الكثير من الناس يظنون أنَّ الميزانية ثابتة ولا يمكن تعديلها لكنَّ هذا غير صحيحٍ أبداً. إنَّها أموالك وأنت مسؤولٌ عنها، والميزانية هي التي تجعلك تتحمل مسؤولية أموالك.
مثلما قلنا في النقطة السابقة إذاً يجب عليك أن تعدِّل ميزانيتك إذا أدركت أنَّها كانت تتضمن في البداية توقعاتٍ غير منطقية، ويجب عليك أن تفعل ذلك أيضاً حينما ترى أنَّ قيمة فاتورة ما أقل من المتوقع أو أكثر منه. خلاصة الكلام أنَّه يجب عليك ألَّا تخاف من القيام بتعديلات وأن يكون هدفك الأساسي أن تنفق مالاً أقل من الذي تكسبه فذلك هو سر النجاح على الصعيد المالي.
7- وضع بند في الميزانية تحت مسمى "مصاريف متفرقة":
نحن لسنا رجالاً آليين، فقد ننسى يوماً ما رسوم الاشتراك الخاصة بمدارس الأطفال أو الجزء الذي يترتب علينا دفعه من ثمن كعكة عيد ميلاد أحد الأصدقاء. قد تتفاجأ حينما تظهر مثل هذه الأمور دون سابق إنذار، لكنَّ محفظتك يجب عليها ألَّا تتفاجأ بذلك، فخصص جزءً من الميزانية للأحداث الصغيرة التي قد تنساها من خلال وضع بند في الميزانية تحت مسمى "مصاريف متفرقة".
8- وضع ميزانية نصف سنوية:
ثمَّة بعض الأمور التي يجب ألَّا يُقتطع من أجلها جزء من الميزانية بشكل مفاجئ حتى لو كانت لا تتكرر كل شهر، نحن نتحدث عن النفقات نصف السنوية كتأمين السيارة، ومراجعة الطبيب، وغيرها من الأمور المشابهة التي يجب عليك أن تكون مستعدَّاً لها فعلاً. من أفضل الخيارات المتاحة في هذه الحالة إنشاء "صندوق احتياطي" تدخر المال فيه شهرياً لدفع هذه النفقات حينما يحين موعد ذلك.
9- ادخار مبلغ صغير من المال بشكلٍ دائم من أجل عمليات الشراء التي قد تضطر فيها إلى دفع مبالغ ضخمة:
من أروع الأمور في "الصندوق الاحتياطي" أنَّك تستطيع استعماله لادخار المال من أجل استخدامه لإجراء عمليات الشراء الضخمة التي تحتاج إلى الكثير من المال. يجب عليك أن تكون مستعدَّا مادِّيَّاً للمناسبات التي قد تُضطر فيها إلى دفع مبالغ كبيرة من المال كتغيير عجلات السيارة ومصاريف الأعياد، وذلك من خلال ادخار مبلغ من المال كل شهر، بهذه الطريقة تستطيع أيضاً دفع ثمن كاميرتك الرقمية نقداً والانتقال بهواية التصوير إلى مستوى جديد (أو اتخاذها عملاً إضافياً). يمكنك القيام بجميع هذه الأمور من خلال اقتطاع جزء صغير من كل دولار تكسبه ووضعه في "الصندوق الاحتياطي" وادخار بعض المال شهرياً من أجل إنجاز عمليات الشراء التي تحتاج إلى دفع مبالغ كبيرة من المال.
10- ادّخار المال من أجل الأنشطة الترفيهية:
هذا لا يعني أن تضع ميزانيةً خاصة لأنشطة الترفيه بل أن تخصص جزءً من الميزانية لها إذ إنَّ قضاء كل الوقت في العمل وعدم ترك أي جزء منه للترويح عن النفس سيجعلك تُصاب بالملل، والغضب، والإحباط، وقد تعود إلى التعامل مع المال بطريقةٍ سيئة مثلما كنت تفعل في الماضي. إيَّاك أن تفقد عقلك وتصرف كل أموالك على الترفيه فثمَّة طرق للترويح عن النفس ومكافأة الذات دون الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال. إنَّ الالتزام بحدود الإنفاق التي تحددها الميزانية التي وضعْتَها يكون أسهل حينما تتيح لك هذه الحدود تذوق كوب من القهوة الفاخرة كل شهر.
11- فهم الفرق بين الاحتياجات والرغبات:
بالحديث عن القهوة الفاخرة يعلم الجميع أنَّ احتساء هذه القهوة هو رغبة وليس حاجة، أليس كذلك؟ الجميع يعلمون ذلك بكل تأكيد لكن ثمَّة أمور أخرى قد يكون التمييز فيها بين الحاجة والرغبة أقل وضوحاً. إذا تمزق حذائك مثلاً أنت في حاجةٍ إلى حذاء لكن إذا اشتريت تلك السترة الحمراء المصنوعة من الجلد الطبيعي فأنت فعلت ذلك لأنَّك ترغب في ارتداء السترة وليس لأنَّك في حاجةٍ إليها. لا بد من أن تأخذ في الحسبان حينما تضع الميزانية الأمرين معاً، الاحتياجات والرغبات، لكنَّ الأولوية يجب أن تكون للاحتياجات.
شاهد بالفيديو: 10 نصائح لوضع ميزانية تساعدك في ادّخار المزيد من المال
12- التسامح مع الذات:
الجميع يرتكبون الأخطاء وأنت لست استثناءً إذ يحتاج فهم آلية وضع الميزانية والالتزام بها إلى ثلاثة شهور بشكلٍ عام فكن متسامحاً مع نفسك إذا ارتكبت خطأً ما سواءً في بداية مشوارك مع أسلوب الحياة المبنية على ضبط الأمور المالية أو أثناءه.
الانضباط المالي يُعَدُّ أسلوب حياة وأفضل ما في هذا الأسلوب أنَّك أنت الذي تتحكم بأموالك وليست هي التي تتحكم بك.
لا تتوقع أن تجني أموالاً طائلة خلال الأشهر القليلة الأولى ولا حتى خلال السنوات القليلة الأولى لأنَّ هذا يحتاج وقتاً طويلاً فأثرى الأشخاص في العالم لم يجمعوا أموالهم في نهارٍ واحد.
أضف تعليقاً