تعريف الموسيقى:
عموماً، تُعرف الموسيقى بأنها مجموعة الألحان التي تتآلف مع بعضها مشكلة هيكلاً عاماً يسمى الموسيقى، أو بتعبير أدق هي فن تناغم اللحن أو النغم وانسيابيته ضمن السياق الموسيقي وتوازنه بالوقت نفسه مع السكوت والتزامه به عبر الزمن أو المدة الزمنية المحددة. وهذا يقودنا إلى أن نقول إن الموسيقى هي أصوات: أصوات البشر، وأصوات الآلات، وأصوات الأشياء.
أنواع الموسيقى:
الموسيقى هي نسيج معقد منسوج في نسيج الثقافة الإنسانية، ويتجاوز اللغة والزمن، ويتردد صداها مع العواطف والتجارب التي لا تستطيع الكلمات وحدها التقاطها. وفيما يلي أبرز أنواع الموسيقى المشهورة:
- البوب.
- الروك.
- الهيب هوب / الراب.
- آر أند بي و الروح.
- كلاسيكي.
- موسيقى الجاز.
- البلوز.
الموسيقى الغربية:
تُعرَّف الموسيقى الغربية بأنها الموسيقى التي نشأت في دولة غربية متأثرة بأوروبا، وتشتمل خصائص الموسيقى الغربية على أشكال وهياكل وأدوات وأنماط محددة من نظرية الموسيقى التي تجعل من الممكن التعرف على نمط الموسيقى الغربية.
وتمثل أنواع الموسيقى مثل الأوبرا والسيمفونية والكونشيرتو والرباعية الحجرة الأشكال الأكثر شعبية للموسيقى الكلاسيكية الغربية.
كما تشتهر الموسيقى الغربية أيضاً بمخزونها من الآلات بما في ذلك البيانو وآلات الأوركسترا والغيتار وغيرها من الآلات التي تخلق نمط الموسيقى الغربية الذي اعتاد الناس على سماعه.
الموسيقى الشرقية:
تبدو الموسيقى الشرقية مختلفة، ويمكن تفسير ذلك من خلال الاختلافات في الفواصل الزمنية التي تلاحظها الأذن البشرية دون وعي عند الاستماع إلى المقطوعات الموسيقية.
هذا وتستخدم الموسيقى الشرقية مجموعة أكبر من المقاييس بما في ذلك تلك المبنية على خمس نوتات (بدلاً من سبع) وربع نغمات (بدلاً من نصف نغمات).
وهذه الاختلافات، على الرغم من عدم فهمها من قبل الشخص العادي، تلعب دوراً هاماً في خلق موسيقى مختلفة وفريدة من نوعها لكل ثقافة.
وتتنوع الموسيقى الشرقية بين:
- الموسيقى الفلكلورية المصرية.
- موسيقى مزراحي.
- موسيقى آسيا.
- رافاناهاثا.
- موسيقى سريلانكا.
- الموسيقى التركية.
تاريخ تطور أداء الموسيقى:
تطور فيما بعد فن التأليف إلى حد كبير وصار مقترناً بالموسيقى؛ إذ لا يمكن أن نصنع موسيقى دون العزف على الآلات التي تخرج من جوفها وأوتارها أصواتاً مختلفة شكلت بمجموعها ما يُعرَف بالموسيقى عبر الزمن.
إذاً، ما هي أهم الآلات العازفة عبر الزمن؟
- آلات من مصدر عضوي: كالإنسان والتصفيق.
- آلات النفخ: مثل آلة الناي والصافرة.
- الآلات ذات الوتر أو الوترية: وأغلبها من منشأ غربي مثل الكمان، والعود من منشأ شرقي والقيثارة أو المزمار.
- الإلكترونية المعاصرة: الأورغ.
في الواقع، إن الموسيقى بتجلياتها المختلفة لا تنحصر فقط في العزف على آلة؛ وإنَّما في القرع على الطبول وموسيقى الهرمونيكا، كما تشتمل على حلقات الدبكة ورقص الباليه والرقص الشرقي.
إنَّ أي كائن في الوجود ما دام يصدر صوتاً؛ يُعَدُّ ولادة للموسيقى، ويمكننا القول إنَّ الطبيعة هي قائد أوركسترا منظم وعالي الحرفية والأشجار وجداول المياه والأمطار والنباتات والحشرات هي الجوقة الموسيقية؛ فخرير المياه موسيقى، وزقزقة العصفور موسيقى، وحفيف الأشجار موسيقى، وبكاء الطفل وصرير الباب وتنقيط الصنبور جميعها موسيقى؛ ومعنى القول إنَّك أيها الإنسان أينما اتجهت من حولك تسمع الموسيقى وتميِّز الأصوات وتفهم حقيقتها ومصدرها، وتفهم أنَّ الكون كله مبني من مادة واحدة جميلة هي الموسيقى.
سبب التسمية:
تاريخياً، تُنسَب كلمة موسيقى إلى ربة من ربات الفنون الجميلة وأخواتها التسع وكانت أسماؤهن بالمجمل هي كلمة "موز" (Muses).
حيث كنَّ يهتممن بالشعر والفن والموسيقى والرقص والغناء، وهذا ما روته لنا الأساطير والخرافات اليونانية، وفيما بعد طور الباحثون تعريف الموسيقى ليخلصوا القول إنها عملية تشتمل على نظامين؛ سمعي، وبصري، ووظيفتها هي ملاءمة هذين النظامين واستخدامهما بالشكل الصحيح.
ويوجد من يقول إنها بسهولة فن ترجمة الإحساس صوتياً؛ إذ إنها تقوم على ركنين أساسيين هما الصوت، والأذن، وهما عاملان متكاملان في سبيل إنجاح العملية الموسيقية.
تطور تاريخ الموسيقى:
لا يوجد دليل حقيقي وواضح حول نشأة الموسيقى، ولكن يعتقد الجميع أنها خُلِقت مع الإنسان البدائي مع أول خطوة له في دروب الحياة الصعبة، وكان الصوت في البداية أمراً عجيباً ولغزاً غير مفهوم حين كان الإنسان يصدر أصواتاً لا يعرفها ولا يفهمها بسبب جهله وعدم إيجاده اللغة والكلام.
ولكن دماغ الإنسان البدائي كان يسجل كل نغمة يسمعها ويحفظها على شكل ملفات فلا ينساها، مثل هديل الحمام ونقيق الضفادع وصوت الديناصور وفحيح الأفعى وغيرها، كما كان يقلد هذه الأصوات على طريقته دون أن يفهم ماهيتها.
ثم تطوَّر الإنسان البدائي حتى صار يصفق بيديه، ويقلم أظافره، وينشر الحطب، ويجمع القش، ومن ثم يطلق تنهيدة التعب ويصرخ عند الألم، فكل ذلك أعطاه مخزوناً من الأصوات أُضيفَت إلى ذاكرته السمعية وحفظه.
تطور الموسيقى وامتدادها في الغرب:
تطورت الموسيقى في البلدان الأوروبية تطوراً رهيباً؛ إذ يعود ظهورها إلى 500 ميلادي، وتحديداً في الأديرة والكنائس؛ حيث شاعت الترانيم والصلاة، فازدهرت الموسيقى وأخذت شكلاً جديداً.
ننتقل إلى عصور ما بعد الميلاد، وتحديداً في الأعوام الممتدة ما بين 1750 إلى 1800 ميلادي؛ إذ تطورت الموسيقى تطوراً رهيباً وظهرت سيمفونيات؛ حيث انتقلنا إلى شكل جديد من أشكال الموسيقى ويُعرَف بالموسيقى الكلاسيكية.
ولعل أبرز رواد الموسيقى الكلاسيكية "هايدن" و"موتزارت" وقد ظهرت في أحياء أوروبا الغربية؛ إذ ظهر في أوائل القرن التاسع عشر في أوروبا انقلاب جديد في بناء الهيكل الموسيقي وتحولت الموسيقى من الكلاسيكية إلى الرومانسية بقيادة العبقري "بيتهوفن".
وظهرت الموسيقى الجديدة في مطلع العصر الحديث؛ مثل موسيقى "الجاز" التي صاحبت الإفريقيين عند هجرتهم في أمريكا وإفريقيا.
كما تأثرت الموسيقى في أوائل القرن التاسع عشر بالحركة الأدبية والفنية السائدة في أوروبا.
ولكنَّ العالم بأكمله شهد تطوراً هاماً في القرن العشرين من ناحية الموسيقى؛ إذ افتُتِحَ "دار أوبرا" في "إيطاليا" في المدرسة النابولية التي تعود نشأتها إلى القرن الثامن عشر.
ويجب الإشارة إلى أنَّ "فرنسا" كانت منفتحة ثقافياً؛ إذ احتضنت الموسيقى الكلاسيكية والموسيقى الرومانسية والباليه.
أهمية الموسيقى:
تكمن أهمية الموسيقى في حياة الإنسان من خلال دورها الكبير في الصحة الجسدية والنفسية العامة للإنسان. فعلى مر العصور، استُخدمت الموسيقى كوسيلة للتأثير على الحالة النفسية والصحية للأفراد.
دور الموسيقى المادي في جسم الإنسان:
الموسيقى ليست فقط ترفيهية فحسب بل بات العلاج بالموسيقى شائعاً جداً، حيث تؤثر الموسيقى بطريقة غير متوقعة على جسم الإنسان، وفيما يلي أبرز تأثيراتها:
- تؤدي دوراً هاماً في الجهاز العصبي.
- تُهدئ الأعصاب وتخدرها.
- تسبب إحساساً بالاسترخاء والهدوء والتخلص من كل الطاقة السلبية.
- تؤدي دوراً فعالاً في القضاء على الشعور بالألم.
- تقوي الجملة المناعية والعصبية.
شاهد بالفيديو: العلاج بالفن مستقبل واعد لمواجهة الأمراض النفسية
دور الموسيقى في الصحة النفسية:
إن الحضارات القديمة كالحضارات اليونانية والهندية والمصرية تعمقت في الموسيقى ولخصت سحرها وعطرها؛ إذ دمجتها في الطقوس الدينية وعبادة الآلهة؛ لذا، جعلوا منها مرتبة يصعدون بها نحو الرقي والمحبة والشفافية.
كما أخذت بعداً إضافياً عند المتصوفين؛ إذ إنَّها صارت تُنسَب إليهم حتى سُمِّيت بالموسيقى الصوفية، حيث أكدوا على أثر الموسيقى في العلاج النفسي بوصفها دواء للروح والاسترخاء والشجن ونقطة تلاقي كل البشر على الحب والخير والنور؛ أي هي القاسم المشترك بين كل البشر على اختلاف أجناسهم وأطيافهم وألوانهم وأديانهم ومعتقداتهم.
فبعضهم يراها مصدر إلهام يستقي منها الأفكار والحلول، وبعضهم الآخر يرى أنَّها طريق مُعبد بالنور والمحبة والضوء، وبعضهم يظن أنها دواء وعلاج للكثير من المشكلات النفسية.
حيث أن الموسيقى تخفف من الحزن والغضب والتوتر والأرق والوسواس القهري والاكتئاب الجادي المَرضي، كما أنَّها تفرغ الكبت والطاقة السلبية وتضيف إلى عمر الإنسان مخزوناً عاطفياً قوياً ومتجدداً.
فوائد الإصغاء إلى الموسيقى:
- الموسيقى تزيدك سعادة: توصلت الأبحاث العلمية والدراسات الحديثة إلى أنَّ الاستماع للموسيقى يسبب السعادة للإنسان؛ وذلك لأنَّه يحث الجسم على إفراز مادة كيميائية هي "الدوبامين" وتنتقل إلى الدماغ بمنزلة ناقل عصبي وتفرز هرمونات السعادة وارتفاع المزاج.
- الموسيقى تخفف من التعب والعناء: الاستماع للموسيقى أو العزف على آلة موسيقية أو المشاركة والعمل في ميادين الموسيقى يُنسيك التعب والهم ويبقيك مرتاحاً سالماً إلى الأبد.
- الموسيقى تُهيِّئ لك بيئة صحية ونوماً منتظماً: الموسيقى الكلاسيكية تجلب الاسترخاء وتخفف تعب الروتين وثقله اليومي، كما تسهم في تخفيف ضغط العمل والأعباء اليومية.
- الموسيقى تقضي على الاكتئاب: من المعروف أنَّ الناس الذين يستمعون للموسيقى بشكل يومي؛ يكونون أشخاصاً مبتهجين وقليلي الاكتئاب بعكس الآخرين، كما يصف الأطباء النفسيون لمرضى الاكتئاب بأن يستمعوا للموسيقى والتأمل والموسيقى الكلاسيكية.
اليوم العالمي للموسيقى:
يتم الاحتفال باليوم الدولي للموسيقى في الأول من أكتوبر، وهو التاريخ الذي حددته اليونسكو في عام 1975 للاحتفال بأشكال التعبير المتنوعة والأهمية العالمية للموسيقى، حيث يشيد هذا اليوم بالموسيقيين والأساليب الموسيقية المختلفة التي يستمتع بها الناس من جميع الخلفيات ويتشاركونها، وتجمعهم معاً من خلال المشاعر المشتركة.
تاريخ اليوم العالمي للموسيقى:
تم تحديد اليوم العالمي للموسيقى رسمياً في الأول من أكتوبر عام 1975، بهدف توحيد الناس من جميع مناحي الحياة من خلال تعبيراتهم الفنية المتنوعة، وخاصة الموسيقى، التي ترمز إلى المساواة لأنها تلقى صدى لدى الجميع.
من أين انطلق اليوم العالمي للموسيقى؟
انطلق مفهوم اليوم العالمي للموسيقى من قبل اللورد يهودي مينوهين لتعزيز الموسيقى في جميع شرائح المجتمع ودعم مُثُل اليونسكو للسلام والصداقة بين الأمم.
أهداف اليوم العالمي للموسيقى:
تشمل أهداف اليوم العالمي للموسيقى على تعزيز تبادل الخبرات والتقدير المتبادل للقيم الجمالية، فضلاً عن تعزيز أنشطة المجلس الدولي للموسيقى والمنظمات الدولية الأعضاء فيه واللجان الوطنية وسياسة برنامجه الشاملة.
في الختام:
إنَّ الموسيقى تكاد تكون اللغة الوحيدة التي تصل إلى قلوب وعقول الناس دون تعليم أو شرح أو تلقين، وتُعَدُّ مادة دسمة تُدرَّس في المدارس والمعاهد والجامعات؛ وذلك نظراً لأهميتها بالنسبة إلى الفرد والمجتمع، كما تسهم - كما قلنا آنفاً - في إعطاء معنى للحياة وتهذب الروح وتمنحها بُعداً إضافياً في قوة الإحساس والعاطفة وتجعلها ذواقة للفكر والحب والفن والمعرفة، فما أحوجنا إلى الموسيقى في زمن الضوضاء والصراعات والانحلال الخلقي.
أضف تعليقاً