دليل الشخص اللطيف للتصرف بحزم

إذا كنت تظنُّ أنَّ الحزم يعني المطالبة باحتياجاتك بقسوة وعدائية فلا تقلق، يمكنك التعبير عن آرائك والدفاع عن حقوقك بلطف؛ فإحدى الصعوبات التي يواجهها الأشخاص الطيبون هي وضع الحدود والدفاع عن أنفسهم؛ وذلك لشعورهم بأنَّ الحزم بعيد كل البعد عن اللطف؛ لكنَّ ذلك غير صحيح؛ إذ يمكنك أن تكون لطيفاً وحازماً في آن.



ما هو الحزم إذاً؟

الحزم هو التمتع بالثقة بالنفس دون أن تكون عدوانياً؛ فوفقاً لبحث أجراه عالم النفس والباحث في علم النفس السريري أرنولد لازاروس (Arnold Lazarus) عن التدريب على الحزم، توجد أربعة مكونات رئيسة لتكون حازماً، وهي:

  • التعبير عن رغباتك واحتياجاتك بصراحة.
  • الرفض.
  • التعبير عن مشاعرك الإيجابية والسلبية بصراحة.
  • تعزيز التواصل مع الآخرين، والقدرة على بدء المحادثات والاستمرار بها وإنهائها.

لا يعني الحزم التصرف بعدوانية؛ بل يتعلق الأمر برعاية نفسك واحتياجاتك والتواصل بفاعلية مع الآخرين؛ إذ يساعدك الحزم على الإفصاح عن آرائك للدفاع عن نفسك وعن غيرك.

لماذا قد يواجه المرء صعوبة في الدفاع عن نفسه؟

توجد عدة أسباب قد تجعلك تواجه صعوبة في الدفاع عن نفسك، وإليك بعضاً منها:

  • تتردد في إظهار شخصيتك الحقيقية؛ خوفاً من التعرض للرفض.
  • تخشى المبالغة في التعبير عن رأيك والمطالبة باحتياجاتك.
  • تشعر بأنَّك مسؤول عن سعادة وسلامة الجميع عدا سعادتك أنت.
  • علمتك التجارب السابقة أنَّه من الأفضل أن تعمل على إسعاد الجميع.
  • تخشى أن يراك الناس شخصاً عدوانياً.
  • تشعر بأنَّك ستنفجر من الغضب عندما تدافع عن نفسك.
  • لا يشعرك التعبير عن احتياجاتك أو معتقداتك بالأمان.
  • يجعل القلق من الدفاع عن نفسك أمراً مستحيلاً.
  • لم تشجعك عائلتك على الدفاع عن نفسك؛ بل ربَّما عاقبتك على ذلك.
  • لقد أجبرك المجتمع على تجنب الدفاع عن نفسك.
  • لم تتعلم مهارات الحزم.
  • أنت لا تقدر نفسك.

إذا عايشت أيَّاً من الأسباب المذكورة في القائمة أعلاه فهذه تجارب جيدة ومخاوف حقيقية في آن واحد، ولكن لا تقلق يمكنك أن تتعلم الحزم والدفاع عن نفسك من خلال النصائح الأربع الآتية.

إليك فيما يأتي 4 نصائح للدفاع عن نفسك من خلال الحزم:

1. احلم أحلاماً صغيرة:

لامتلاك أحلام صغيرة دور هام في التمتع بالحزم؛ فعندما لا تكون حازماً فأنت تكبت جزءاً كبيراً من ذاتك الذي يتمثل في الأحلام والآراء والرغبات التي يحتاجها العالم، في حين يُهيئك الدفاع عن نفسك لمشاركة ما لديك مع الآخرين بسخاء؛ لهذا السبب عليك أن تبدأ بدايةً بسيطة؛ لتوسِّع بعد ذلك آفاقك، وتحلم أحلاماً كبيرة؛ لذا أرِح نفسك من بعض الضغط، وابدأ مشوارك بحلم صغير؛ لأنَّه خطوة كبيرة نحو الأمام أيضاً.

خطوات للتصرف بحزم في المنزل:

  • كتابة خمس من احتياجاتك سواء أكانت رغبتك في كسب دعم شريكك لتطوير نفسك بدلاً من السماح له بتقويض عزيمتك، أم الشعور بالأمان في علاقتك مع عائلتك، أم الشعور بالتقدير في عملك.
  • سيساعدك تحديد احتياجاتك على ممارسة الحزم.
  • سيؤدي الإفصاح عن احتياجاتك، ثمَّ تلبيتها إلى إعادة برمجة عقلك لتتمتع بالحزم ولكن بإيجابية.
  • بعدها يتعيَّن عليك كتابة ثلاثة أحلام من أحلامك دون أن تقيد نفسك بحلم معين معتقداً أنَّ غيره بعيد عن الواقع؛ بل عبِّر عنه بصدق، قد تجد صعوبة في كتابة حلم واحد حتى؛ لذا يمكنك البدء بتسجيل رغبة بدلاً من الحلم، ثمَّ حاول كل يوم حتى تسجل ثلاث رغبات على الأقل في قائمتك.
  • عدم مشاركة هذه الأحلام مع أحد في الوقت الحالي؛ بل احتفظ بها لنفسك، وعندما تشعر في وقت لاحق بأنَّك مستعد لمشاركتها مع الآخرين اختر صديقاً لك تثق به، وليس شخصاً يبعث التشاؤم في قلبك.
  • البحث عن مرشد أو مدرب لمساعدتك في السعي نحو أهدافك؛ يمكن أن تقابلهم شخصياً أو عبر الإنترنت؛ ذلك لأنَّ الأحلام تلك باتت أهدافاً جميلة يمكنك تحقيقها، وعندما توسع نظرتك لما هو ممكن وتتخلى عن الخوف من النجاح ستصبح أكثر حزماً.
إقرأ أيضاً: كيف تكون شخصاً ذا هيبة؟

خطوات للتصرف بحزم في العمل:

عبِّر عن رأيك في الاجتماع أو المحادثة القادمة في العمل؛ وذلك من خلال البحث عن فرصة يمكنك من خلالها مشاركة أفكارك بمهنية، وقد تجد فرصة كهذه عندما يتوقف الأطراف عن الحديث لبرهة من الزمن، بحيث يمكنك التحدث بثقة في موضوع معين، كما ننصحك بالتدرب على تقديم ردود تعطي من خلالها الأولوية لنفسك؛ لذا دعنا نلقي نظرة على بعض الأمثلة:

  • السيناريو الأول: خلال الاجتماعات يظنُّ أحد زملائك أنَّ لا أحد لديه أفكار سواه، إلا أنَّك تخرج بأفكار أخرى باستمرار؛ لكنَّك لا تشاركها؛ لذا جرب ما يأتي: في اجتماعك القادم بعد أن يُدلي زميلك بفكرته حاول أن تقول: "إنَّها فكرة رائعة، وأرى كيف يمكن أن توفر فرصاً جديدة للشركة، كنت أفكر أيضاً بــ (اذكر فكرتك الرائعة، ولماذا قد تنجح)، وإذا كان السيناريو هذا يسبب لك الذعر فابدأ بمواقف مخاطرها أقل، ويمكنك معاملة أمور كتلك فيما بعد.
  • السيناريو الثاني: غالباً ما تصغي بهدوء إلى زميلك في العمل وهو يحدِّثك عن دروس الكمان التي تأخذها ابنته والعروض التي تقدمها؛ إلا أنَّك لم تقابل ابنته من قبل، ولا تحب آلة الكمان أصلاً؛ لذا جرب ما يأتي: في المرة القادمة عندما يتوقف زميلك عن التحدث لالتقاط أنفاسه، ابدأ الحديث عن مدى روعة ابنته ودون توقف، ثمَّ انتقل إلى موضوع تود التحدث عنه حيث يمكنك الانتقال إلى الحديث عن هواية جديدة تمارسها، قائلاً مازحاً: "هوايتي ليست العزف على آلة الكمان؛ لكنَّها نشاط يجعلني أشعر كأنَّني طفل مجدداً".

كما يمكنك البحث عن أمر يجمعك مع زميلك والتحدث عنه، وإذا أعاد الحديث عن آلة الكمان، اسأله صراحة عما يستمتع بفعله لتغير مسار الحديث مجدداً؛ إذ يكمن المفتاح هنا في الانتقال من الإصغاء إلى مشاركة أفكارك.

شاهد بالفيديو: 8 طرق ذهبية لاكتساب الثقة بالنفس

2. قُل "نعم":

لعلَّك كنت تظنُّ أنَّنا سننصحك بأن تقول "لا"، لكن حينما تقول "لا" للآخرين فأنت تقول "نعم" لنفسك، وهي الـ "نعم" التي قصدنا أن تقولها هنا؛ فعندما تشعر أنَّ التوتر الذي تحس به يرغمك على قبول طلباتهم فأنت ترفض بذلك رعاية نفسك؛ ممَّا قد يؤدي إلى الاستياء والشعور بالإحباط في مكان العمل أو المنزل.

لذا بدلاً من التركيز على الرفض "المخيف" دعنا نركز على القبول؛ إذ يمكنك الدفاع عن رغباتك واحتياجاتك من خلال ذلك، الأمر الذي يُعدُّ أول مكون من المكونات الأربعة للتمتع بالحزم.

تذكَّر دوماً أنَّك تستحق الحصول على الخير كله، ولا مشكلة في قبول ما يقدمه لك الآخرون من مساعدة، كما أنَّ التركيز على تلبية احتياجاتك لا يجعلك وقحاً.

دعنا الآن ننتقل إلى بعض الأمثلة:

  • السيناريو الأول: يتوقع منك زميلك المفضل تناول الغداء معاً كل يوم؛ إذ تحب تناول الغداء معه؛ لكنَّك بحاجة أحياناً إلى ساعة للجلوس بهدوء أو لمراجعة يومك أو ربَّما حتى للقراءة؛ لكنَّك دائماً ما ترفض احتياجاتك ورغباتك؛ لذا جرب ما يأتي: قرر غداً أن تقول "نعم" لنفسك؛ فعندما يأتي زميلك إليك في موعد الغداء، حاول أن تقول له: "أنت تعلم أنَّني أحب تناول الغداء معك، لكن لدي بعض الأمور التي عليَّ العمل عليها في وقت الغداء اليوم؛ فدعنا نخطط لتناول الغداء غداً بدلاً من ذلك".

إذا ضغط عليك زميلك، أو سألك إذا كان حدث أمر ما فحاول أن تقول: "أنا بخير للغاية، والأمر لا يتعلق بك على الإطلاق؛ بل أنا فقط بحاجة لبعض الوقت لأقضيه وحدي اليوم، وأعدك بأنَّنا سنتناول الغداء معاً غداً"، وأنَّك شخص لطيف للغاية امنحه ابتسامة كبيرة نابعة من قلبك.

  • السيناريو الثاني: يذهب ابنك وعائلته في إجازات باستمرار، ويتوقعون منك البقاء في المنزل والاعتناء بالحيوانات الأليفة، وفي الآونة الأخيرة لم يَعُد أحد منهم يخبركِ بذلك مسبقاً حتى، أنتِ لا تمانعين رعاية الحيوانات أحياناً؛ لكنَّك تشعرين بأنَّه يجب أن يستأذنوك بدلاً من افتراض أنَّك ستوافقين على طلبهم، كما تشعرين بالاستياء لأنَّ أحداً منهم لم يدعوك للذهاب معهم.

لنتخيل الحديث الذي قد يدور بينكما:

الابن: "بالمناسبة يا أمي، سنذهب وعائلتي إلى منتجع لقضاء عطلة نهاية الأسبوع؛ لذا سنترك مفاتيح المنزل في مكانه المعتاد كي تبقي فيه، لقد نسيتُ أن أحضر طعاماً للكلاب، ولكن أظنُّ أنَّ لديه ما يكفي ليوم واحد".

الأم: "لم أكن أعرف أنَّك ذاهب في إجازة مجدداً تبدو كأنَّها رحلة ممتعة، سأعتني بالحيوانات في نهاية هذا الأسبوع، ولكن في المرة القادمة يجب أن تُعلِمني بذلك مسبقاً".

الابن: "لكنَّكِ دائماً ما تعتنين بالحيوانات وتراقبين المنزل".

الأم: "نعم؛ لكنَّني سأكون ممتنة إذا طلبت إذني بدلاً من مجرد إخباري؛ فقد كنت أخطط منذ شهر للقيام برحلة مع صديقتي، والآن عليَّ إلغاء الموعد معها بسببك".

لن يطلب إذنكِ في المرة القادمة أيضاً؛ بل سيخبرك فقط بخططه قبل أسبوع؛ لذا حان الوقت الآن لتكوني حازمة وتضعي حدوداً أو تشاركي شعورك حيال الأمر معه، فلا تفترضي أنَّه يعرف ما تشعرين به؛ فربَّما لا يدرك أبداً حجم الضرر الذي تلحقه بك أفعاله.

لنأخذ مثالاً عمَّا يمكن أن تقوليه في حال أردت وضع حدود: "أنا آسفة، لكن سيتعين عليك أخذ حيواناتك معك هذه المرة؛ لأنَّني خططتُ لعطلة نهاية الأسبوع، ولا يمكنني إلغاؤها".

مثالاً آخر عما يمكن أن تقوليه في حال أردت مشاركة ما تشعرين به معه ووضع حدود في المرة القادمة: "أشكرك على إخباري بذلك قبل وقت؛ لكنَّني متأكدة من أنَّك لم تخطط لرحلتك للتو؛ لذا سيكون من الأفضل إخباري عندما تبدأ في التخطيط للإجازة، وبعدها يمكنني إعلامك إذا كان ذلك يناسبني أم لا، ومن المؤلم أن تخطط لقضاء الإجازات مع عائلتك وتتوقع مني البقاء في المنزل؛ فذلك يجعلني أشعر كأنَّني خادمتك ولستُ أمك".

ملحوظة هامة: إذا كان الآخرون يستغلونك ولا يحترمون حدودك فقد يكون رد فعلهم سلبي في البداية؛ لذا احذر من أن تُعِدَّ رفضهم أو انزعاجهم منك إشارة على أنَّك مخطئ أو وقح؛ لأنَّه مجرد مؤشر على أنَّ سلوكهم غير صحي؛ فابدأ ببطء ولا تستسلم.

3. قاطِع حديث الآخرين بأدب:

لا يتوقف بعض الناس عن الكلام أبداً، ونظراً لأنَّك شخص لطيف للغاية فلن تحصل على أي فرصة للحديث، وبقدر ما تشعر بأنَّ مقاطعة الآخرين تصرُّف غير لائق، لكن ثمة طرائق لفعل ذلك بأدب؛ لذا حاول ألا تقاطع شخصاً ما في منتصف جملته؛ بل انتبه للحظة التي يتوقف فيها عن الحديث أو يلتقط أنفاسه، وابدأ بالتكلم.

كما من الضروري الرد على ما كان يقوله قبل تغيير الموضوع أو إنهاء المحادثة، ولا ننصحك بأن تعتاد مقاطعة الآخرين، ولكن إليك بعض المواقف التي تجعل الآخرين يتحكمون بك عند عدم مقاطعتهم.

  • السيناريو الأول: تريد بشدة الابتعاد عن شخص يستمر في الحديث؛ لكنَّك لا تعرف كيف تنهي المحادثة، ولا يسمع منك حتى لو عرفت ذلك؛ لذا جرب ما يأتي: إذا لم يفهم ذلك الشخص لغة جسدك التي تنم عن رغبتك في إنهاء الحديث (كتوجيه قدميك بعيداً عن تجاهه، أو إبعاد جسدك عنه، أو النظر إلى ساعتك)؛ فقاطعه قائلاً: "(اذكر رداً مناسباً من جملة أو جملتين لما كان يقوله للتو)، لقد استمتعتُ بالحديث معك، لكن عليَّ المغادرة الآن، دعنا نواصل الحديث هذا لاحقاً، وداعاً".
  • السيناريو الثاني: تنتقدكِ حماتك بقسوة في أحاديثها باستمرار؛ فلا يعجبها طبخك ولا ذوقك في اختيار الستائر ولا تسريحة شعرك ولا قميصك المفضل الجديد، دون حتى أن تعطيكِ أي فرصة للرد، يجب مقاطعتها في هذه الحالة والتعبير عن احتياجاتك بحزم، ولكن بقمة اللطف، فلنتخيل الحديث الذي قد يدور بينكما:

حماتكِ: تبدين متعبة للغاية اليوم يا عزيزتي؛ ألا تنامين جيداً؟ تعلمين أنَّني أحرص كل ليلة على تناول مكملات الميلاتونين (Melatonin) التي تساعدني على النوم، كما أستخدم منتجات رائعة للعناية بالبشرة، فقد نصحتُ عمتك باستخدامها، وهي تبدو أفضل بكثير من ذي قبل، ربما سبب شحوبك ليس التعب؛ بل يمكن أن يكون لون القميص الذي ترتدينه؛ فاللون الأصفر لا يناسب الجميع.

أنتِ: أعرف ذلك؛ لكنَّني أحب اللون الأصفر، إنَّك محقة؛ فلا يناسب هذا اللون الجميع، لكن أحب ارتداءه؛ لأنَّه يوافق لون بشرتي، إنَّني أشعر بالإرهاق مؤخراً، فهل تستطيعين مجالسة الأطفال في نهاية هذا الأسبوع لأخرج مع زوجي؟

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتعامل مع صاحب الشخصيّة الحساسة

4. ابحث عن حلٍّ يُرضي الطرفين بدلاً من الرفض المباشر:

في المواقف التي تشعرك بعدم الراحة أو التي تكون مخاطرها كبيرة للغاية حاول إيجاد حل بديل بدلاً من الرفض القاطع بحيث تُرضي الطرفين، كما يساعدك ذلك على تجنب مواجهة الشخص أو أن تبدو وقحاً معه، إليك أمثلة عن ذلك فيما يأتي:

السيناريو الأول: كان والدك مستاءً منك في الأسابيع القليلة الماضية وفجأة، يخبرك بأنَّه سيأخذك إلى الصيد في عطلة نهاية الأسبوع، أنت ترغب في الذهاب معه؛ لأنَّ رحلتكما قد تصلح الأمور بينكما؛ لكنَّك خططت للخروج مع خطيبتك بالفعل، ولا يمكنك إلغاء الموعد دون تعريض علاقتك المتوترة معها للخطر.

يتكرر هذا الموقف كثيراً، ودائماً ما يتوقع والدك منك التخلي عن كل شيء من أجله، وعادة ما تفعل ذلك؛ لذا جرب أن تقول له ما يأتي: "أرغب في الذهاب معك، لكن لدي خطط لا أستطيع إلغاؤها، لقد اطلعتُ على النشرة الجوية، وسيكون الطقس مثالي لصيد الأسماك في نهاية الأسبوع المقبل، فما رأيك أن نذهب في عطلة نهاية الأسبوع القادم بدلاً من هذا الأسبوع؟".

السيناريو الثاني: يطلب منك مديرك في كثير من الأحيان العمل على مهام إضافية يجب على زميلك إكمالها فتوافق على ذلك بابتسامة حتى لو كان لديك عبء عمل؛ لذا جرب أن تقول: "عليَّ أن أعمل على كثير من المشاريع، وأنا أعمل أصلاً لساعات إضافية، ولكن هل تعلم أنَّ زميلي لديه معرفة أكبر بالموضوع هذا؟".

نصائح إضافية لمساعدتك على الحزم:

  1. امنح نفسك الأهمية، لكن دون التقليل من شأن الآخرين.
  2. ضع نفسك في مواقف يمكنك ممارسة الحزم فيها.
  3. مارِس التصرف بحزم وحدك، وردد كلمة "لا"، مع محاولة العثور على نبرة صوت تنم عن القوة، وليس العدوانية.
  4. غيِّر طريقة تفكيرك بنفسك؛ فبدلاً من رؤية نفسك شخصاً في غاية اللطف أو ضعيفاً أو سهل المنال، انظر إلى نفسك على أنَّك شخص حازم وقوي وواثق بنفسه.
  5. ابحث عن أشخاص يمكنهم مساعدتك في أن تصبح أفضل نسخة من نفسك؛ فالعلاقات المؤذية تعوقك وتمنعك من التصرف بحزم.
  6. حاول تجنب ذكر معلومات لا يحتاج الشخص الآخر إلى معرفتها، فلست مضطراً إلى توضيح أسباب رفضك.
  7. اطلب من معالجك النفسي أن يعطيك أمثلة عن السلوك الحازم، ويدربك عليها.
  8. اعمل على تطوير لغة جسدك، وتعلم التواصل غير اللفظي لتعزيز ثقتك بنفسك.
إقرأ أيضاً: كيف تكون حازماً، طلب ما تريد بصرامة وعدل

أسئلة شائعة عن التصرف بحزم:

لما قد يجد المرء صعوبة في الدفاع عن نفسه والتعبير عن آرائه؟

إذا كنت تجد صعوبة في الدفاع عن نفسك فربَّما سبب ذلك هو أنَّك لا تعرف ما تحتاجه، ولا تقدِّر احتياجاتك، كما تصعِّب عليك العديد من العوامل التصرف بحزم ومن ذلك المجتمع والعائلة والصدمات التي تعرضت لها في الماضي والقلق والخوف من الرفض وإرضاء الناس.

كيف يمكنني تطوير مهارة الدفاع عن نفسي؟

يمكنك تحسين قدرتك على الدفاع عن نفسك من خلال التدرب على الحزم؛ فعندما تقدِّر نفسك واحتياجاتك ستكتسب المهارات اللازمة لتكون حازماً.

هل التمسك بنفسك والدفاع عنها أمر خاطئ؟

ليس من الخطأ أن تتمسك بنفسك؛ لأنَّك تحترم نفسك والأشخاص من حولك عندما لا تقبل بأي سلوكات سامة، كما تكسب احترام الناس أكثر عندما تدافع عن نفسك.

ما هو التدريب على الحزم؟

التدريب على الحزم هو علاج يعود تاريخه إلى عام 1949 إلا أنَّه تحول إلى نهج متعدد الاستخدامات، فقد استخدمه الخبراء لعلاج القلق والاكتئاب والأمراض النفسية المستعصية، كما تُستخدَم النسخة المعدلة من التدريب على الحزم في اليابان لزيادة مهارة الحزم عند الممرضات.

أبرز الأفكار لتكون حازماً:

  • اكتشاف احتياجاتك ورغباتك.
  • توسيع رؤيتك والتخلص من خوفك من النجاح.
  • البدء بالتصرف بحزم في مواقف بسيطة ومخاطرها منخفضة.
  • التدرب على التصرف بحزم مع أشخاص تثق بهم، ثمَّ تطبيقه في مواقف أخرى.
  • التدرب على قول كلمة "لا" مع نفسك في منزلك.
  • التدرب على قول "نعم" لاحتياجاتك.
  • مقاطعة حديث الآخرين عندما يكون ذلك مناسباً.
  • إيجاد حل للتجارب السابقة التي تعوقك.
  • توقع مواجهة معارضة الآخرين لك؛ فكلما عملت على تحسين نفسك سيجد الآخرون ذلك مزعجاً، فلا تدع ذلك يمنعك من أن تصبح حازماً.

في الختام:

لقد قدَّمنا ​​لك كثيراً من الأمثلة عن كيفية التصرف بحزم، وقد يشعرك ذلك بالارتباك؛ لذا كن لطيفاً مع نفسك خلال عملية تعلُّم مهارات الحزم، ويستغرق تعلم أن تكون حازماً وقتاً ويتطلب جهداً؛ لكنَّه يستحق ذلك؛ لذا تدرب على هذه الخطوات حتى عندما تكون مؤلمة أو غير مريحة، وسترى التغييرات التي ستطرأ على حياتك.

لا يجب أن يعوقك اللطف عن تلبية احتياجاتك، والتعبير عن رأيك؛ فالدفاع عن نفسك سيؤدي إلى زيادة قيمتك الذاتية وقدرتك على التواصل مع الآخرين.




مقالات مرتبطة