من المفيد أن تركز على الإيجابيات خلال الأوقات المضطربة.
وجد الباحثون أنَّ المشاركين الذين يعانون من أعراض الاكتئاب أو القلق - مثل الاستياء من أنفسهم أو القلق المستمر أو الافتقار إلى الدافع - واجهوا صعوبة في التأقلم مع التغييرات ضمن اختبار محوسب يحاكي وضعاً فوضوياً يتغير بسرعة أكبر من التي واجهها المشاركون الذين لا يعانون من أعراض القلق أو الاكتئاب، والذين يكونون عادة أكثر مرونة عاطفياً في التعامل مع التغيرات السريعة؛ وحقق المشاركون الذين تأقلموا بسرعة مع الظروف المتغيرة وقرروا ما يجب أن يفعلوه عقب التغييرات بناءً على أفعالهم السابقة أفضل نتيجة ممكنة في ظل تلك الظروف.
طُلِب من المشاركين في كل من مختبرٍ ومنصَّةٍ إلكترونية الاختيار بين شكلين أو لونين مختلفين، وإذا اختاروا الشكل أو اللون "الصحيح"، كانوا يتلقون مكافأة مالية، ولكن إذا اختاروا الشكل أو اللون "الخاطئ"، فكانوا يخسرون المال أو يعاقَبون بصدمة كهربائية غير مؤذية؛ كان في إمكان المشاركين في بعض الأحيان التنبؤ بالشكل أو اللون الذي سيؤدي إلى نتيجة إيجابية، ولكن في أوقات أخرى كان الأمر صعباً ومربكاً، وواجه الأشخاص الذين يعانون من أعراض قلق واكتئاب واضحة صعوبة في اتخاذ قرارات جيدة تحت وطأة الظروف المتغيرة، مقارنة بالمشاركين الذين يتمتعون بمرونة عاطفية والذين كانوا أكثر قدرة على التكيف مع الظروف المتقلبة.
يسيطر التفكير في أخطاء الماضي في أثناء اتخاذ القرارات والنتائج السيئة أو السلبية التي أدت إليها غالباً على الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب السريري، بينما يركز الأشخاص الأكثر مرونة عاطفياً تركيزاً عاماً على القرارات الناجحة في الماضي، وخلص المُعِدُّون إلى أنَّ هذه المهارة في اتخاذ القرارات قد تساعدهم على تعلُّم اتخاذ قرارات لاحقة أفضل تؤدي إلى نتائج إيجابية.
وبرأيهم قد يستفيد الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب و/أو القلق السريري من علاجاتٍ مثل "العلاج المعرفي السلوكي" (cognitive behavioral therapy)؛ حيث يساعدهم طبيب نفسي مُدرَّب على تحسين مهاراتهم في اتخاذ القرارات والثقة في قراراتهم؛ وذلك عبر إعادة توجيه تركيزهم إلى النجاحات السابقة عوضاً عن حالات الفشل السابقة؛ إذ يقول مؤلفو الدراسة إنَّنا نتعلم من النتائج الإيجابية تعلماً أفضل من النتائج السلبية، مما يزيد من قدرتنا على التكيف والتأقلم مع عالم سريع التغير ويسوده الشك.
أضف تعليقاً