فأنت لست بحاجة لأن تتلفظ بكلمة واحدة لكي تؤثر على الآخر، لأن الابتسامات والتجهمات معدية بحد ذاتها، والأمر يرجع إليك فيما تريد أن تعدي بها الآخرين فموقفهم وأفعالهم ستعتمد بشكل كلي على مواقفك وأفعالك.
أنواع الابتسامة ودلالاتها:
بشكل عام، هناك ثلاثة أنواع من الابتسامات: ابتسامات المكافأة، وابتسامات الانتماء، وابتسامات السيطرة.
حيث قد تكون الابتسامة من بين أكثر التعابير غريزية وبساطة، فهي مجرد رفع بعض عضلات الوجه، ولكن كشكل من أشكال التفاعل والتواصل الاجتماعي، فإن الابتسامة معقدة وديناميكية وقوية.
حيث أظهرت الدراسات أن الناس يتمتعون بإدراك لا يصدق عندما يتعلق الأمر بقراءة هذه الابتسامات والتعرف عليها في المواقف الاجتماعية.
وكثير من الناس قادرون على تحديد نوع الابتسامة التي يرونها بشكل صحيح، ورؤية أنواع معينة من الابتسامات يمكن أن يكون لها آثار نفسية وجسدية قوية على الناس.
وفيما يلي أبرز أنواع الابتسامات:
1. ابتسامات المكافأة:
تنشأ العديد من الابتسامات من شعور إيجابي، مثل الرضا أو الاستحسان أو حتى السعادة وسط الحزن، ويصف الباحثون هذه بأنها ابتسامات "مكافأة" لأننا نستخدمها لتحفيز أنفسنا أو الآخرين.
وتتضمن ابتسامات المكافأة الكثير من المحفزات الحسية، حيث يتم تنشيط عضلات الفم والخدين، وكذلك العضلات في منطقة العين والحواجب، والمزيد من المدخلات الإيجابية من الحواس تزيد من المشاعر الطيبة وتؤدي إلى تعزيز السلوك بشكل أفضل.
2. ابتسامات الانتماء:
يستخدم الناس أيضاً الابتسامات لطمأنة الآخرين، وللتعبير عن الجدارة بالثقة والانتماء والنوايا الحسنة، وتم وصف مثل هذه الابتسامات بأنها ابتسامات "الانتماء" لأنها تعمل بمثابة روابط اجتماعية.
3. ابتسامات الهيمنة أو السيطرة:
يبتسم الناس أحياناً لإظهار تفوقهم، وللتعبير عن الازدراء أو السخرية، ولجعل الآخرين يشعرون بأنهم أقل قوة.
ومن المرجح أن تكون ابتسامات السيطرة غير متماثلة: حيث يرتفع جانب واحد من الفم، ويبقى الجانب الآخر في مكانه أو ينسحب إلى الأسفل.
بالإضافة إلى هذه الحركات، قد تتضمن ابتسامات الهيمنة أيضاً تجعيد الشفاه ورفع الحاجب لكشف المزيد من الجزء الأبيض من العين، وكلاهما إشارات قوية للاشمئزاز والغضب.
4. الابتسامة الكاذبة:
إذا كنت تبحث عن جهاز كشف الكذب المضمون، فالوجه ليس كذلك. وفقاً للأبحاث، حتى أكثر مسؤولي إنفاذ القانون خبرة لا يكتشفون الكذابين إلا في نصف الحالات تقريباً.
ومع ذلك، فقد كشفت دراسات عن أنماط الابتسامة بين الأشخاص الذين كانوا يحاولون خداع الآخرين في مواقف عالية المخاطر.
حيث أجرت دراسة في عام 2012 تحليلاً إطاراً بإطار للأشخاص الذين تم تصويرهم أثناء مطالبتهم علناً بعودة أحد أفراد الأسرة المفقودين، وأُدين نصف هؤلاء الأفراد فيما بعد بقتل قريبهم.
5. الابتسامة الحزينة:
إن البراعة المطلقة للعاطفة الإنسانية أمر مذهل. لذلك، نحن قادرون على الابتسام وسط الألم العاطفي والجسدي.
حيث يعتقد الخبراء في المعاهد الوطنية للصحة أن القدرة على الابتسام والضحك أثناء عملية الحزن تحميك أثناء تعافيك، ومن المثير للاهتمام أن العلماء يعتقدون أننا قد نبتسم أثناء الألم الجسدي لأغراض وقائية أيضاً.
وراقب الباحثون تعابير وجه الأشخاص الذين خضعوا لإجراءات مؤلمة، ووجدوا أنهم يبتسمون أكثر عندما يكون أحباؤهم حاضرين مقارنة عندما يكونون بمفردهم، وخلصوا إلى أن الناس كانوا يستخدمون الابتسامات لطمأنة الآخرين.
6. الابتسامة المهذبة:
أنت تبتسم ابتسامة مهذبة بشكل مدهش في كثير من الأحيان: عندما تقابل شخصاً ما لأول مرة، وعندما تكون على وشك توصيل أخبار سيئة، وعندما تخفي رداً تعتقد أن شخصاً آخر لن يعجبه.
وفي معظم الأحيان، تتضمن الابتسامة المهذبة العضلة الوجنية الكبرى، ولكن ليس العضلة الدائرية العينية، وبعبارة أخرى، فمك يبتسم، ولكن عينيك لا.
تساعدنا الابتسامات المهذبة في الحفاظ على نوع من المسافة السرية بين الناس، في حين أن الابتسامات الدافئة التي تثيرها المشاعر الصادقة تميل إلى تقريبنا من الآخرين، فإن هذا القرب ليس مناسباً دائماً.
7. الابتسامة المغازلة:
تقدم مواقع المواعدة وعلم النفس وحتى مواقع طب الأسنان نصائح حول كيفية استخدام ابتسامتك لمغازلة شخص ما.
وبعض هذه النصائح:
- حافظ على شفتيك معاً وارفع حاجبيك.
- ابتسم بينما تميل رأسك للأسفل قليلاً.
- ابتسم مع القليل من الكريمة المخفوقة أو رغوة القهوة على شفتيك.
حيث وجدت إحدى الدراسات أن الجاذبية تتأثر بشدة بالابتسام، وأن الابتسامة السعيدة والمكثفة يمكن أن "تعوض عن عدم الجاذبية النسبية".
8. الابتسامة المحرجة:
وجدت دراسة أُجريت عام 1995 يُستشهد بها كثيراً أن الابتسامة الناجمة عن الإحراج غالباً ما تكون مصحوبة بإمالة الرأس إلى الأسفل وتحويل النظر إلى اليسار.
9. ابتسامة بان آم:
حصلت هذه الابتسامة على اسمها من مضيفات طيران Pan Am الذين كان مطلوباً منهم الاستمرار في الابتسام، حتى عندما أجبرهم العملاء والظروف على رمي عبوات الفول السوداني عبر المقصورة.
وإذا كنت واحداً من حوالي 2.8 مليون شخص يعملون في مجال خدمة العملاء، أو إذا كانت وظيفتك تتطلب منك التفاعل بانتظام مع الجمهور، فقد ترغب في إعادة النظر في استخدام ابتسامة Pan Am بلا هوادة، لأنها قد تؤثر على صحتك.
ووجدت دراسة حديثة نشرت في مجلة علم نفس الصحة المهنية أن الأشخاص الذين يضطرون إلى تزييف السعادة بانتظام في العمل غالباً ما ينتهي بهم الأمر إلى التخلص من التوتر بعد انتهاء فترة عملهم.
10. ابتسامة الدوشين:
تُعرف ابتسامة دوشين أيضاً باسم ابتسامة المتعة الحقيقية، حيث تشمل الفم والخدين والعينين في وقت واحد.
ابتسامات دوشين الأصيلة تجعلك تبدو جديراً بالثقة وأصيلاً وودوداً، ولقد وجد أنها توفر تجارب أفضل لخدمة العملاء ونصائح أفضل، وقد تم ربطهم بحياة أطول وعلاقات أكثر صحة.
وفي دراسة أجريت عام 2009، نظر الباحثون في شدة الابتسامات في صور الكتاب السنوي للكلية ووجدوا أن النساء اللاتي لديهن ابتسامات دوشين في صورهن كن أكثر عرضة للزواج بسعادة في وقت لاحق.
فوائد الابتسامة:
يرى الكثيرون أن الابتسامة مجرد استجابة لا إرادية لأشياء تجلب لك السعادة أو تلهمك بالضحك. وفي حين أن هذا صحيح بالتأكيد، إلا الابتسامة يمكن أن تقدم لك الكثير من الفوائد، وفيما يلي أبرزها:
1. الابتسامة تساعدك على العيش لفترة أطول:
ربما يكون السبب الأكثر إقناعاً للابتسام هو أنه قد يطيل عمرك الإجمالي، حيث وجدت إحدى الدراسات أن الابتسامة الحقيقية والمكثفة ترتبط بحياة أطول.
2. الابتسامة تخفف التوتر:
يمكن أن يتغلغل التوتر في كياننا بالكامل، بما في ذلك الظهور في وجهك وتعبيراتك، ولا يساعد الابتسامة على منعنا من التعب والإرهاق فحسب، بل يمكن أن يساعد أيضاً في تقليل التوتر.
3. الابتسامة ترفع المزاج:
يمكن أن يساعد الابتسام أيضاً في جعلك تشعر بالسعادة، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالإحباط، حاول أن تبتسم، هناك احتمال كبير أن يتغير مزاجك نحو الأفضل.
4. الابتسامة تقوي جهاز المناعة:
يمكن أن يؤدي الابتسامة أيضاً إلى تعزيز صحتك العامة من خلال مساعدة جهازك المناعي على العمل بشكل أكثر فعالية، ويُعتقد أنه عندما تبتسم، تتحسن وظيفة المناعة لأنك تكون أكثر استرخاءً (بفضل إطلاق بعض الناقلات العصبية).
5. الابتسامة قد تخفض ضغط الدم:
يمكن أن يكون للابتسامة تأثير مفيد على ضغط الدم، ويبدو أن الضحك على وجه التحديد يخفض ضغط الدم، بعد أن تسبب في زيادة أولية في معدل ضربات القلب والتنفس.
6. الابتسامة تقلل الألم:
أظهرت الدراسات أن الابتسامة تطلق هرمون الإندورفين ومسكنات الألم الطبيعية الأخرى والسيروتونين.
وهذه المواد الكيميائية في الدماغ تجعلنا نشعر بالارتياح من الرأس إلى أخمص القدمين، فهي لا تحسن مزاجك فحسب، بل إنها تريح جسمك أيضاً وتقلل من الألم الجسدي.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لرسم الابتسامة على وجهك
أحاديث عن الابتسامة:
النصوص التي أكّدت أنّ الابتسامة سنة نبوية نؤجر عليها:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق” رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: “لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق”رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان.
وعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال: “ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم، ولا رآني إلا تبسم في وجهي” رواه البخاري.
فالابتسامة سنة نبوية نؤجر عليها أيضاً.
فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: “تبسمك في وجه أخيك لك صدقة”رواه الترمذي.
وقد قال ابن عيينة: “البشاشة مصيدة المودَّة، والبِرُّ شيء هيِّن، وجه طليق، وكلام ليِّن”.
ما الفرق بين الابتسامة الحقيقية والابتسامة المصطنعة والمزيفة؟
إنّ أكثر الفروق وضوحاً بين ابتسامة حقيقية صادقة وابتسامة زائفة هي فترتها الزمنية. فابتسامات الجذابين للناس تكون بطيئة، بطيئة حقاً، وابتساماتهم تفيض بالبشر والبشاشة على وجوههم. ويبدون وكأنهم يغترقون مما في داخل قلوبهم، حتى إذا امتلأت قلوبهم بالسرور الذي نالته عيونهم، فإن سرورهم يفيض بالابتسام على شفاههم.
وكثيراً ما تنصح الجدّات الأطفال بأن يبدو وجوهاً مبتهجة، وابتسامة عريضة، وأن يظهروا أسنانهم اللولية البيضاء عندما يقابلون شخصاً جديداً، وذلك لأن الجدة كانت تعرف بالحدس، أن ذلك يعطي ردة فعل إيجابية عند الآخرين.
اقرأ أيضاً: 6 خطوات سهلة للحصول على السعادة الأبدية
يوم الابتسامة العالمي:
ابتكر هارفي بول، وهو فنان تجاري من ورسستر بولاية ماساتشوستس، الوجه المبتسم في عام 1963، وأصبحت هذه الصورة الرمز الأكثر شهرة للنوايا الطيبة والبهجة الطيبة على هذا الكوكب.
ومع مرور السنين، أصبح هارفي بول قلقاً بشأن الإفراط في تسويق رمزه، وكيف ضاع معناه الأصلي وهدفه في التكرار المستمر للسوق، ومن هنا جاءت فكرته ليوم الابتسامة العالمي.
لقد رأى أنه ينبغي لنا جميعاً أن نخصص يوماً واحداً كل عام للابتسامة والتصرفات الطيبة في جميع أنحاء العالم.
كانت فكرة هارفي هي أنه لمدة يوم واحد على الأقل كل عام، وأعلن أن أول جمعة من شهر أكتوبر من كل عام سيكون من الآن فصاعداً يوم الابتسامة العالمي.
ومنذ أن أقيم يوم الابتسامة العالمي الأول في عام 1999، استمر هذا الاحتفال كل عام في مدينة ورسستر، مسقط رأس سمايلي، وفي جميع أنحاء العالم.
وبعد وفاة هارفي في عام 2001، تم إنشاء مؤسسة Harvey Ball World Smile Foundation لتكريم اسمه وذكراه، وتستمر المؤسسة بصفتها الراعي الرسمي لليوم العالمي للابتسامة كل عام.
اقرأ أيضاً: 9 فوائد صحية للضحك ستجعلك دائم الابتسامة
في الختام:
ابتسم ابتسامة حقيقة، يظهر فيها شعاع النور من وجهك ليستوطن في قلوب محبيك، وكأنهم مرايا تعكس هذا النور ليعود عليك مرة أخرى فتسعد به وتسعد الآخرين بابتسامتك الحقيقة التي تقول بمجرد أن تطلقها أنك سعيد ومسرور بما ترى، فابتسم ابتسامات حقيقية من اليوم فصاعداً.
أضف تعليقاً