ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤلفة "فانيسا فان إدواردز" (Vanessa Van Edwards)، وتُحدِّثنا فيه عن 8 طرائق للتعامل مع صعوبة اتِّخاذ القرارات.
العجز عن اتِّخاذ القرار:
تُعرَّف حالة العجز عن اتِّخاذ القرار على أنَّها ظاهرة نفسية يتردَّد فيها الفرد ويحتار بين مجموعة من الخيارات المتاحة ويواجه مشقَّةً بالغة في حسم قراره، وتحدث هذه الظاهرة في كثير من الحالات على مختلف المستويات والأصعدة في الحياة، ومن المواقف اليومية البسيطة مثل اختيار وجبات الطعام إلى القرارات المصيرية مثل تحديد المسار المهني مثلاً، يمكن أن يسبِّب تعدُّد الخيارات حالةً من التوتر والقلق وتأجيل البت في الأمور أو تجنُّب عملية اتِّخاذ القرار من أساسها، ويحاول الدماغ أن يُحدِّد الخيار الأمثل في أبسط الأمور مثل اختيار نكهة المثلجات، وأعقدها مثلما يحدث عند التفكير في المسيرة المهنية.
تداعيات كثرة الخيارات:
يتَّخذ الفرد قرارات خاطئة عندما يحتار ويتردَّد كثيراً بين الخيارات المتاحة ويقضي وقتاً طويلاً في تحليلها والمفاضلة فيما بينها، ويشرح عالِم النفس الأمريكي "باري شوارتز" (Barry Schwartz) في كتابه "مفارقة الاختيار" (The Paradox of Choice) أنَّ تقليل عدد الخيارات المتاحة يساعد على تحسين عملية اتِّخاذ القرار، وذلك للأسباب الآتية:
- تسوء عملية اتِّخاذ القرار مع زيادة عدد الخيارات المتاحة.
- تؤدِّي كثرة الخيارات إلى زيادة الحيرة وعجز الفرد عن حسم قراره.
- يقضي الفرد وقتاً طويلاً في التفكير بالخيارات التي استبعدها بدل أن يرتاح باله ويستبشر خيراً بقراره.
التعامل مع صعوبة اتِّخاذ القرار:
إليك فيما يلي 8 طرائق للتعامل مع صعوبة اتِّخاذ القرارات:
أولاً: الاستعانة بصديق
يمكنك أن تطلب من أحد أصدقائك أن يتَّخذ القرار عنك، وتنتبه إلى شعورك عندما تتلقَّى الإجابة، وعليك أن تستبعد إجابته إذا شعرت بالضيق، وتأخذ بها إذا استبشرت خيراً وأحسست بالحماسة والطمأنينة.
ثانياً: استخدام "نموذج 5-3-1 لاتِّخاذ القرار" (The “5-3-1” Decision Funnel)
يُستخدَم "نموذج 5-3-1 لاتِّخاذ القرار" لتصفية الخيارات المتاحة وحسم القرار النهائي من خلال الخطوات الآتية:
1. ترشيح 5 خيارات:
تقتضي الخطوة الأولى ترشيح 5 خيارات تبدو مناسبة للوضع.
2. تقليص عدد الخيارات إلى 3:
عليك أن تدرس خيارات الخطوة السابقة وتُفاضِل فيما بينها بناءً على أولوياتك وقيمك والمعايير الخاصة بطبيعة القرار، وتقتضي هذه الخطوة تقليص عدد الخيارات إلى 3 وهي تساعد على تقليل مشاعر الحيرة والتردُّد التي تنجم عن كثرة الخيارات.
3. اتِّخاذ القرار النهائي:
يمكنك أن تتَّبع حدْسَك أو تقارن بين محاسن ومساوئ الخيارات الباقية لاتِّخاذ القرار النهائي، وتهدف هذه الطريقة إلى تبسيط عملية اتِّخاذ القرار وتخفيف مشاعر التوتر والحيرة المرافقة لها، وتساعد هذه الطريقة على تبسيط عملية اتِّخاذ القرار وزيادة فاعليتها، كما أنَّها تضمن النظر في مجموعة متنوعة من الخيارات بطريقة منظمة بعيداً عن التناقض والحيرة.
ثالثاً: استخدام طريقة "إيه وورك" (A Work)
تساعد طريقة "إيه وورك" على تحسين إنتاجية العمل، وهي منهجية تُستخدَم في إدارة المهام عن طريق تحديدها وتصنيفها بناءً على درجة الإتقان والاستمتاع بتأديتها، وتصنِّف الطريقة المهام في الفئات الآتية:
1. "فئة المهام إيه" (A Work):
تضم هذه الفئة المهام التي تتقنها وتستمتع بتأديتها، وتنجزها بسهولة دون أي مجهود يُذكَر وتندمج في العمل عليها وتشعر بالإنجاز والرضى عند الانتهاء منها، ويمضي الوقت بسرعة عند العمل على هذه المهام ويكون الفرد في حالة تركيز واندماج كامل.
2. "فئة المهام بي" (B Work):
تضم هذه الفئة المهام التي تتقنها لكنَّك لا تستمتع بتأديتها، وأنت قادرٌ على إنجاز مهام هذه الفئة بكفاءة عالية لكنَّك تفتقر للشغف والحماسة في العمل عليها.
3. "فئة المهام سي" (C Work):
تشمل هذه الفئة المهام التي تستطيع إنجازها لكنَّك تؤجِّلها وتتجنَّبها ولا تنجزها بحماسة وشغف.
4. "فئة المهام دي" (D Work):
تضم هذه الفئة المهام الصعبة التي غالباً ما تتطلَّب وقتاً أكثر من غيرها ولا يؤديها الفرد بكفاءة عالية ولا يشعر بالإنجاز عند الانتهاء منها.
5. "فئة المهام إف" (F Work):
ينبغي أن تتجنَّب العمل على مهام هذه الفئة لأنَّها تستنزف طاقتك، وغالباً ما تكون مليئة بالأخطاء، وتؤدِّي هذه المهام إلى إحباط المعنويات وتخفيض الإنتاجية، ولا تتعلَّق فاعلية عملية اتِّخاذ القرار بإدارة الوقت أو المهام فقط، بل إنَّها تتطلَّب تصنيف المهام بحسب مستويات الكفاءة والتفضيلات الشخصية؛ أي ينبغي أن تركِّز على المهام الواقعة في الفئة الأولى وتوزع البقية على أعضاء الفريق لكي تضمن تحقيق استثمار أمثل للمواهب والمهارات وزيادة فاعلية العمل وشعور المشاركين بالرضى والإنجاز.
شاهد بالفيديو: 5 خطوات لإتقان فن اتخاذ القرارات
رابعاً: انتقاء 3 خيارات
اعتدتُ أن أعرض 20 خياراً للمشاريع الخاصة بالمتدربين في الشركة، وتضمنت هذه الخيارات فرص عمل في مجال التحرير والتحدث وغيرها من المجالات، ولقد استغرق المشتركون وقتاً طويلاً جداً للمفاضلة بين الخيارات، وأرسلوا كثيراً من الاستفسارات عن محاسنها ومساوئها من خلال البريد الإلكتروني.
كما ازداد معدَّل انسحابهم من العمل بعد فترة قصيرة من التحاقهم، وتواصل بعضهم بعد مضي عدة أسابيع على التزامهم بمجال معيَّن بغرض الاستفسار عن إمكانية الانتقال إلى مَهمَّةٍ أخرى معربين عن ندمهم على الاختيار السابق، وقرَّرت في نهاية المطاف أن أخفِّض عدد الخيارات إلى 3.
لقد ساعدت هذه الخطوة على تسريع عمليات اتِّخاذ القرار وزيادة التزام المشتركين، ويمكن تفسير هذه النتيجة بزيادة قدرة الفرد على اتِّخاذ القرار عندما تكون الخيارات محدودة، وسعيه للاستفادة منها قدر الإمكان؛ وخلاصة القول ينبغي الاكتفاء بتقديم 3 خيارات عند قيادة المشاريع أو استضافة الفعاليات وغيرها من الأعمال التي تتطلَّب اتِّخاذ قرار.
خامساً: "قاعدة الدقيقتين" (Two-Minute Rule)
تُستخدَم "قاعدة الدقيقتين" لاتِّخاذ القرارات البسيطة غير المصيرية، وهي تقتضي اتِّخاذ القرار النهائي في الحال دون تأجيل إذا كانت العملية تستغرق دقيقتين على الأكثر، وهذه الطريقة مفيدة لاتِّخاذ القرارات اليومية التي لا تحتاج إلى كثير من التحليل والتفكير ولا تؤثر في جودة الحياة على الأمد الطويل، وهي تشمل الأمثلة الآتية:
1. الردُّ على رسائل البريد الإلكتروني غير المستعجلة:
ينبغي أن تردَّ على رسائل البريد الإلكتروني غير المستعجلة خلال مدة دقيقتين على الأكثر.
2. اختيار نكهة القهوة:
اختر نكهة القهوة إذا كان القرار لا يحتاج لأكثر من دقيقتين.
3. اختيار قائمة تشغيل الأغاني:
عليك أن تختار بسرعة إحدى قوائم التشغيل وتستمتع بالموسيقى.
4. اختيار مكان تناول الغداء:
ينبغي أن تختار مكان تناول الغداء بسرعة في أقل من دقيقتين.
5. اختيار الملابس:
ينبغي أن تلتزم بنمط لباس محدد وتوفر على نفسك عناء اتِّخاذ قرارات اللباس كل صباح.
تساعد هذه القرارات السريعة على تصفية الذهن وزيادة ثقة الفرد بقدرته على اتِّخاذ القرارات والحسم، وتعزيز قوة الحدس مع مرور الوقت وتقليل تشتُّت الأفكار الذي يؤدي إلى تدني جودة القرارات أحياناً.
ملاحظة: يمكنك أن تطبِّق طريقة أسرع مثل قاعدة الثلاث ثوانٍ في الحالات التي تتردَّد فيها وتتوتر وتعجز عن حسم قرارك.
سادساً: "مصفوفة أيزنهاور" (The Eisenhower Matrix)
تساعد "مصفوفة أيزنهاور" على التغلُّب على حالة العجز عن اتِّخاذ القرار عن طريق تصنيف المهام بحسب مستوى الأهمية والاستعجال.
تتألَّف مصفوفة أيزنهاور من 4 عناصر على الشكل الآتي:
- العنصر في الجزء العلوي اليساري: مستعجل وهام (أنجز المَهمَّة في الحال).
- العنصر في الجزء العلوي اليميني: هام ولكن غير مستعجل (أجِّل المَهمَّة إلى وقتٍ لاحق).
- العنصر في الجزء السفلي اليساري: مستعجل ولكن غير هام (فوِّض المَهمَّة).
- العنصر في الجزء السفلي اليميني: غير مستعجل ولا هام (احذف المَهمَّة).
إسناد المهام أو اتِّخاذ القرارات في كلِّ جزء من مصفوفة أيزنهاور:
- إنجاز الأعمال المستعجلة والهامَّة في الحال.
- تأجيل الأعمال الهامة وغير المستعجلة حتى موعد تحدده لاحقاً.
- تفويض المهام المستعجلة والأقل الأهمية من غيرها.
- حذف المهام التي لا تكون هامة ولا مستعجلة.
تساعد هذه الطريقة على زيادة فاعلية عملية اتِّخاذ القرار وإضفاء عنصر الفكاهة عليها عندما يدرك الفرد كثرة المهام التي يمكنه أن يحذفها أو يفوضها.
سابعاً: استخدام تقنية "النهج الموحَّد" (Uniform Approach)
تُستخدَم طريقة "النهج الموحد" لزيادة فاعلية عملية اتِّخاذ القرارات المتعلِّقة باختيار الملابس في الصباح، ويعتمد كثير من المشاهير حول العالم من أمثال رجل الأعمال الأمريكي "ستيف جوبز" (Steve Jobs) على هذه الطريقة في اتِّخاذ القرارات التي تخصُّ اللباس، ويمكن تطبيق الطريقة على الشكل الآتي:
1. اختيار نمط لباس خاص بك:
تقتضي هذه الطريقة اختيار بعض القطع الأساسية التي تشعر بالراحة والثقة بالنفس عند ارتدائها، ويمكن أن تشمل هذه القطع أنواعاً محددة من القمصان والسراويل والأثواب التي يمكن ارتداؤها في الأيام العادية.
2. تطبيق مجموعة من الملابس مع بعضها:
يتم ذلك من خلال تطبيق مجموعة من الأزياء مع بعضها، وهي طريقة يعتمدها رجل الأعمال الأمريكي "مارك زوكربيرغ" (Mark Zuckerberg) بقمصانه الرمادية وبدلاته السوداء والزرقاء، وتساعد هذه الطريقة على تقليل عدد القرارات اليومية.
3. ارتداء الإكسسوارات:
يمكن الاستفادة من الإكسسوارات مثل الأوشحة وربطات العنق والحلي في تغيير الإطلالة دون الحاجة لاتِّخاذ مزيد من القرارات.
4. تطبيق روتين صباحي ثابت:
يُنصَح بتحديد خيارات مسبقة لوجبات الفطور، أو وضع جدول ثابت لممارسة التمرينات الرياضية مثلاً.
5. أمثلة إضافية:
- وضع قائمة ثابتة لوجبات الفطور: تقتضي هذه الطريقة تناول أصناف محددة على وجبة الفطور خلال أيام الأسبوع.
- تناول القهوة في الفنجان نفسه كل صباح.
- وضع برنامج ثابت لممارسة التمرينات الرياضية: يمكنك أن تمارس اليوغا في أيام الأسبوع، والتنزُّه خلال العطل مثلاً، فيساعد تقليل عدد القرارات التي تتَّخذها كل صباح على الحفاظ على الطاقة العقلية وتوفيرها للقرارات الأكثر أهمية.
ثامناً: إجراء جلسة تفكير في نهاية اليوم كل مساء
يمكن التغلُّب على مشكلة العجز عن اتِّخاذ القرارات من خلال إجراء جلسة تفكير استراتيجي قصيرة كل مساء للاستعداد لليوم التالي، وتقتضي هذه الطريقة تخصيص بعض الوقت كل مساء لوضع خطة واضحة ودقيقة لمهام وأعمال وقرارات اليوم التالي، وهي تساعد على تخفيف التوتر وزيادة التركيز خلال فترة الصباح.
تفاصيل العملية:
- الوقت المطلوب: 10 دقائق كل مساء.
- التفكير: ملاحظة القرارات والأفعال التي سارت على ما يرام والأخرى التي فشلت خلال اليوم.
- ترتيب الأولويات: اختيار 3 مهام أساسية ليوم الغد.
- اتِّخاذ بعض القرارات المسبقة: اتِّخاذ بعض القرارات البسيطة الروتينية ليوم الغد.
تطبيق الطريقة على مختلف الأصعدة:
- الصعيد المهني: تحديد مَهمَّة العمل الأولى لليوم التالي.
- الصعيد الشخصي: اختيار تمرين رياضي أو نشاط للاسترخاء.
- صعيد العافية: اختيار نشاط رعاية ذاتية بسيط لفترة المساء.
يمكن تغيير روتين الصباح عن طريق إجراء جلسة تفكير وتخطيط كل مساء، وتساعد هذه الطريقة على تخطيط الحياة اليومية بطريقة استراتيجية ومدروسة وزيادة الإنتاجية.
تأثير العجز عن اتِّخاذ القرارات في خطط التقاعد والإجراءات الطبية:
العجز عن اتِّخاذ القرارات مشكلة حقيقية وشائعة تطرَّقت إليها عدة دراسات بحثية، ويُذكَر منها ما يأتي:
تُجرى دراسة في "جامعة كولومبيا" (Columbia University) على قرارات مدَّخرات التقاعد بين عملاء شركة "فانغارد" (Vanguard) للاستشارات، وبيَّنت النتائج أنَّ زيادة عدد الخيارات تؤدِّي إلى تقليل الإقبال على خطط الادخار للتقاعد، بلغت نسبة المسجلين في خطط التقاعد أكثر من 70% عندما اقتصر عدد الخيارات على 5، ولكن تراجعت هذه النسبة إلى 63% عندما وصل عدد الخيارات إلى 35، وتتسبَّب زيادة عدد الخيارات في حالة عجز عن اتِّخاذ القرار، وهو ما يؤدي بدوره إلى حدوث أزمة اقتصادية بسبب تأخُّر مدَّخرات التقاعد.
أُجرِيت دراسة أخرى على الخيارات العلاجية التي يطبِّقها الأطبَّاء على مرضى التهاب المفصل التنكسي وكانت النتائج مشابهة للدراسة السابقة، واقتُرِح في المرحلة الأولى خياراً علاجياً واحداً إضافياً، وبيَّنت النتائج أنَّ معظم الأطبَّاء يفضِّلون هذا الخيار على الجراحة، واقتُرِحَ في المرحلة الثانية خيارين إضافيين، وعندها اتجه مزيد من الأطباء لخيار الجراحة، وهذا يعني أنَّ زيادة عدد الخيارات يؤدي إلى التسويف والميل للخيارات التلقائية أو الحاسمة، وتثبت هذه الدراسات أنَّ الفرد يميل للخيارات التلقائية عندما تصبح القرارات معقَّدة.
الأسئلة الشائعة المتعلِّقة بالعجز عن اتِّخاذ القرارات:
1. ما هو سبب عجزي عن اتِّخاذ القرارات؟
شعور العجز الذي ينتاب الفرد عندما يضطر لاتِّخاذ قرار ما هو استجابة نموذجية للحالة التي يطلق عليها علماء النفس اسم "شلل القرار" أو "الشلل التحليلي"، وهي تحدث عندما يحتار الدماغ بين عدد كبير من الخيارات والنتائج المحتملة.
تنجم هذه الحالة عن شعور الخوف من اتخاذ القرار الخاطئ والضغوطات المرافقة لنزعة المثالية والإجهاد العقلي الناتج عن المفاضلة بين عدد كبير من الخيارات المختلفة يصعب على الفرد أن يحسم أمره بسبب هذا العبء المعرفي، وعندها تحدث حالة العجز المؤقَّت عن اتِّخاذ القرار.
2. ما هي أسباب العجز عن اتخاذ القرار؟
تنجم حالة العجز عن اتخاذ القرارات عن مجموعة عوامل، ومن أبرزها تعدُّد الخيارات المتاحة، فيواجه الدماغ صعوبة في المفاضلة بين الخيارات المتاحة وتقييم كافة النتائج المحتملة، وهو ما يؤدي إلى شعور الفرد بالحيرة والتردُّد والعجز عن البت في الموضوع.
تشمل الأسباب الأخرى الخوف من اتخاذ القرار الخاطئ والقلق من العواقب والرغبة بتحقيق المثالية، وأحياناً قلة الثقة بالقدرة على المحاكمة العقلية، وغالباً ما تتفاقم حالة العجز عندما يكون القرار مصيرياً.
3. هل يؤدي التفكير الزائد إلى العجز عن اتخاذ القرارات؟
يقتضي التفكير الزائد تحليل كافة الخيارات الممكنة ونتائجها وتداعياتها وعواقبها وهو ما يؤدي بدوره إلى العجز عن اتخاذ القرارات، ويتسبَّب التفكير الزائد في عجز الفرد عن اتخاذ قرار يرضيه، فيضطر لدراسة الخيارات مراراً وتكراراً دون أن يتوصل إلى نتيجة، وتشتدُّ صعوبة اتخاذ القرار مع زيادة التفكير، وتؤدي إلى إعاقة القدرة على اتخاذ التدابير اللازمة في وقتها.
4. كيف تلتزم بالقرارات الصعبة؟
يتطلب تطبيق القرارات الصعبة توفر 3 عناصر وهي الالتزام، والثقة بالنفس، واستراتيجيات مواجهة فعالة، وتقتضي الخطوة الأولى تأكيد القرار عن طريق مراجعة أسبابه وأهميته لكي تزداد ثقتك به، وينبغي أن تقوم بعد ذلك بوضع خطط احترازية للتعامل مع النتائج أو العواقب السلبية التي يمكن أن تطرأ في التنفيذ، وهذا يشمل الاستعداد النفسي والعملي لمواجهة التحديات المحتملة، وتقتضي الخطوة الأخيرة تنمية القدرة على التحمُّل، وتذكَّر أنَّه لا يوجد قرار مضمون تماماً، وأنَّك يجب أن تستعد للتعامل مع النتائج غير المحسوبة، ويتطلَّب الالتزام بتطبيق القرار الاستعداد الكامل للتعامل مع التحديات والمشكلات التي تطرأ في التنفيذ.
أضف تعليقاً