لا يتوقف التعلم المستمر مهما كان لدى الفرد من المعرفة، فهو أحد أسباب النجاح. لذلك إن كنت ترغب بمعرفة معلومات متنوعة أكثر عن هذا التقدُّم، فتابع معنا المقال.
كيف يمكن للتعلم المستمر أن يسهم في تحقيق النجاح والتقدُّم المهني؟
يمكن الإجابة عن هذا السؤال من خلال توظيف أهميته في حياة الفرد، والعمل على زيادة مهاراته وخبراته بحسب ما يتطلبه سوق العمل والتطور الحديث، ويأتي التقدُّم المهني من خلال تكريس الوقت والجهد له والعمل على التعلم المستمر دون التوقف عند حدٍّ معين.
كما يعد التعلم المهني أساس عملية التحسين بشكل مستمر، ويوفر النجاح للفرد على مستوى حياته المهنية والشخصية معاً، كما أنَّه يعد أحد أهم خطوات تعزيز قدرة الفرد على مواكبة التغيرات الحاصلة في المجتمع والتكيف معها.
يعد الحصول على وظيفة من أول خطوات التقدُّم المهني، فهي حجر الأساس للتقدم المهني، لتصبح بعدها تنمية المهارات وتطويرها هي اللب الأساسي له، والتقدُّم المهني هو مجموعة من الوسائل التي تستخدم للحصول على مستوى أعلى سواء أكان وظيفياً أم مهنياً، ويعد عملية مستمرة يتم التخطيط لها باحتراف ودقة لتنفيذها من قبل الفرد صاحب الطموح المهني.
الانخراط بالمجتمعات المهنية وعلاقتها بالتقدُّم المهني:
إنَّ المشاركة في الوقت الحالي بالمجتمعات المهنية يعني توسيع شبكة الفرد والقدرة على تعلم مهارات جديدة، إضافة إلى الحصول على رؤية قيمة لديه، كما يمكن الإجابة عن سؤال كيف يمكن للتعلم المستمر أن يسهم في تحقيق النجاح والتقدُّم المهني من خلال معرفة أهمية الانخراط في المجتمعات المهنية:
- الحصول على فرصة للتواصل مع المهتمين من نفس مجال الفرد، فتقدم هذه المجتمعات فرصاً متنوعة للتواصل، وهذا يتيح له التعاون معهم وحصوله على فرص عمل جديدة إلى جانب إقامة شراكات عمل عديدة، ويمكن من خلال التواصل التعلم من تجاربهم، ودراسة اتجاهات الصناعة في البلاد، ومعرفة ما هي المهارات المطلوب توظيفها في سوق العمل.
- الاطلاع الدائم على اتجاهات الصناعة، فيعد المجتمع المهني مركزاً لتحديث هذه الاتجاهات، ويحدث هذا الاطلاع من خلال كون الفرد عضواً فعالاً في هذا المجتمع يواكب التطور التكنولوجي والمتغيرات في المجال المختصين به، إضافة إلى ذلك، تعني هذه المعرفة التوقع الدائم لجميع متطلبات السوق من المهارات، وهذا يتيح للفرد أن يكون في المقدمة دوماً.
- بناء شخصية قوية مستقلة على قدر كبير من الثقة، فالمشاركة المستمرة والواضحة في التقدُّم المهني تعني الإيمان بمهارات الفرد داخل المجتمع المهني، وهذا ما يؤدي إلى جذب العملاء للفرد وتقدير خبراته والعمل على التعاون معه.
علاقة تطوير الذات بنجاح التقدُّم المهني:
تكمن علاقة تطوير الذات بنجاح التقدُّم المهني، وذلك عن طريق وضع خطط لزيادة المهارات والعمل على تطويرها، كما أنَّ العلم المستمر يعني اكتساب المعرفة الدائمة وفرصة في مجال عمل أوسع، ويمكن معرفة العلاقة بينهما من خلال الإجابة عن سؤال كيف يمكن للتعلم المستمر أن يسهم في تحقيق النجاح والتقدُّم المهني، وفقاً لما يأتي:
- إنَّ تطور الذات يحسن من مهارات الفرد اللازمة للقيام بمهامه وواجباته في العمل، ويكون ذلك من خلال اكتشاف مهارة جديدة والعمل على تطويرها وتحسينها، وهذا يجعله أكثر كفاءة في مكان عمله.
- تحقيق التطور المهني والشخصي معاً يساعد على زيادة الثقة بالنفس من خلال الثقة بقدراته، وهذا ما ينعكس إيجاباً على زملاء العمل والمسؤولين عنه.
- الترقية في مجال عمله، فيعني التقدُّم المهني توسيع فرصة الترقي، إضافة إلى إمكانية الحصول على وظيفة ذات مسؤولية أكبر.
تحديد المهارات الحديثة المطلوبة للتقدم المهني:
خلال فترة التطور الحالية ومع تغير سوق العمل، يجب البقاء دوماً على الاطلاع على التغيرات والتنافس بشكل شريف وتطوير المهارات بشكل مستمر لضمان بقاء التعليم المهني مستمر، ومن الاستراتيجيات الفعالة لتحديد المهارات التي تكون مطلوبة وبكثرة في سوق العمل:
- دراسة جميع طلبات التوظيف الخاصة بمجال مهنة الفرد، وتحليل هذه الإعلانات من خلال البحث في شبه المؤهلات والمهارات المطلوبة والتي يريدها أصحاب العمل ويسعون إلى الحصول عليها، ولكن مع الانتباه إلى المهارات المرغوبة في قسم المؤهلات المفضلة والعمل على تطويرها.
- البحث عن منصات مشهورة عبر الإنترنت توفر دورات ذات معلومات كاملة في عدد كبير من الموضوعات، فيتم إنشاء هذه الدورات بالتعاون مع خبراء مختصين بهدف تلبية سوق العمل، وإضافة إلى ذلك، تكون هذه الدورات إما مجانية أو ذات تكلفة قليلة ليستطيع كل مبدع تطوير مهاراته وتوظيفها في سوق العمل.
- حضور دورات تقدم شهادات معترف عليها صناعياً وتلقى قبولاً من قبل أصحاب العمل، فتعد هذه الشهادات دليلاً واضحاً على وجود المهارة لديك، إضافة إلى توظيفها في السيرة الذاتية لضمان الحصول على فرصة عمل.
- قراءة التقارير الصناعية بشكل مستمر ومعرفة اتجاهات السوق والعمل على تحليلها، إضافة إلى المعرفة الكاملة بالاتجاهات الخاصة بالصناعة وما هي المهارات المطلوبة في فرص العمل.
- حضور الفعاليات المقامة بالشركات، فهذا يساعدك على كسب فرصة التفاعل مع أصحاب العمل، ودراسة رؤيتهم المتعلقة بالمهارات اللازمة لديهم بشكل أساسي، والعمل على تركيز هذه المهارات التي تكون في مصب احتياجاتهم.
شاهد بالفيديو: 8 طرق لتلتزم بالتعلم مدى الحياة
ما هي أهداف مجتمعات التعلم المهني؟
تختلف أهداف مجتمعات التعلم المهني حسب المراحل والظروف التي يمر فيها، فتحسين عملية التعليم كانت بشكل أساسي هدفاً للتعلم المهني، ومن أهم أهدافه:
- التطوير بشكل شامل المنظومات التعليمية بما يناسب مصلحة المجتمع ككل.
- الاستفادة بشكل كامل من التطورات التكنولوجية وتقنياتها؛ وذلك بهدف الحصول على المعرفة غير المحدودة.
- وضع حلول يمكن تطبيقها على أرض الواقع تكون مناسبة ومنطقية للمشكلة التي تمت مواجهتها، وخاصة مشكلات مثل صعوبات المتعلمين في الاستيعاب.
- ترسيخ دور التقدُّم المهني وضرورة المواظبة عليه خلال فترة التعليم.
- بناء مجتمعات خاصة للدراسة هدفها الأساسي دعم التعلم بشكل مستمر من خلال أساليبه المتبعة.
- إمكانية التطوير المستمر للمهارات التي يمتلكها المتعلمون من خلال توفير مساحة تدعم خبراتهم.
- حصول المتعلمين على مهارات عديدة خلال فترة التعلم، وخاصة المهارات التي تستخدم في حياتهم اليومية، كمهارات القيادة والثقة بالنفس.
- دعم النشاطات التي تم ابتكارها خلال فترة التعليم، إضافة إلى تحفيز كل من التفكير النقدي والتفكير الإبداعي معاً.
أنواع التقدُّم المهني:
يعد التعليم المهني من أهم أسباب نجاح الفرد على مستوى حياته الشخصية، فيمارس عدة أنواع من التقدُّم المهني ليصل إلى حالة النجاح التي يعمل عليها من خلال معرفة كيف يمكن للتعلم المستمر أن يسهم في تحقيق النجاح والتقدُّم المهني، ومن أنواع التقدُّم المهني:
1. التقدُّم بواسطة ورشات العمل المهنية:
تُقام هذه الورشات في الشركات بهدف إطلاع الموظفين على أحدث التطورات المهنية الخاصة بمجال عملهم.
2. التقدُّم المهني بواسطة التعليم بشكل رسمي:
من خلال تقديم الشركة لموظفيها فرص لحصولهم على منح دراسية في المجال المختصين به، وتقديم العون لهم في الحصول على شهادات من جهات معتمدة رسمية.
3. التقدُّم المهني بواسطة التدريب بشكل ذاتي:
من خلال مشاهدة برامج مختصة لتطوير المهارات وممارسة دورات تدريبية لذلك، وتكون أهمية هذه الدورات بتحسين المهارات القيادية لدى الأفراد وتطوير المهارات القيادية الموجودة لديهم، إضافة إلى اتخاذ القرارات بالشكل الصحيح في المجال المحدد لعمله.
التطوير المهني وعلاقته برفع مستوى الأعمال:
يعد التطور المهني حتماً بأنَّه رفع لمستوى الأعمال وتحقيق النجاحات الدائمة في حياة الفرد المهنية، ويضمن التقدُّم المهني تحسين كلاً من المهارات الشخصية والمهنية معاً وبشكل مستمر، فلا يتوقف التعلم أبداً مهما اكتسب الفرد من خبرات ومعلومات، ومن فوائد التطوير المهني في رفع مستوى الأعمال:
- التطوير المستمر للحلول الموضوعة ووضع حلول جديدة تناسب البيئة والتحديات والمشكلات التي تقع على الفرد أو الشركة، وهنا يكتمل الفكر الإبداعي لدى الفرد.
- بناء شبكة علاقات متينة من خلال التواصل مع المبدعين من نفس المجال، لتبادل المعارف والخبرات المطلوبة، إضافة إلى التعاون معهم لإظهار العمل بالشكل المثالي والمطلوب.
- حصول الموظفين على فرصة لدى الشركة لتطوير مهاراتهم المهنية يعني زيادة ارتباطهم بالشركة والعمل على تطويرها بشكل دائم.
- يمكِّن الفرد من الارتقاء بوظيفته من خلال وجود مهارات وخبرات عميقة يمكن استثمارها في العمل، وهذا يجعلهم مرشحين أقوياء للعديد من المناصب الهامة.
- اتخاذ قرارات إدارية حكيمة من خلال تعزيز مهارات القيادة لدى الفرد، وهذا ما يجعل المدير ذا حكمة في قراراته ويستطيع إدارة فريقه بكل فاعلية.
في الختام:
لقد أجبنا في هذا المقال عن سؤال كيف يمكن للتعلم المستمر أن يسهم في تحقيق النجاح والتقدُّم المهني، إضافة إلى ذكر أنواع التقدُّم المهني وأهدافه وعلاقة تطوير الذات به.
أضف تعليقاً