ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويخبرنا فيه عن تجربته في اتباع 4 أفكار لتحسين تفكيره الإبداعي.
- تبحث الشركات عن موظفين مبدعين.
- الفنانون في أنحاء العالم جميعه يعملون على زيادة مهاراتهم الإبداعية.
- رواد الأعمال هم في الأساس فنانون يرتدون بدلاتٍ رسمية.
التفكير الإبداعي مهارة تحظى باحترام كبير هذه الأيام:
مع الممارسة الكافية، يمكن للجميع التفكير بشكل أكثر إبداعاً؛ لكنَّني ما زلت أقابل أشخاصاً يقللون من شأن أنفسهم ويتجاهلون الجانب الإبداعي لديهم، وهذا بالتأكيد هراء وأنت تعرف ذلك.
فكرتك عن الإبداع خاطئة تماماً، إذا كنت تربطها بمواهب محددة مثل الرسم والموسيقى والفن؛ فالإبداع ليس أكثر من قيامك بأشياء قديمة بطريقة مختلفة، ولا شيء جديد في ذلك، لكن مع ذلك، إذا حللت المشكلات بطريقة مختلفة، فأنت مبدع، وهذا أمر رائع بالنسبة إلي.
إنَّه أيضاً عمل شاق جداً بالنسبة إلي؛ لكنَّني دائماً أتحدى نفسي لابتكار طرائق جديدة للقيام بالأشياء، ولا يتعلق الأمر كثيراً بكونك مختلفاً؛ بل يتعلق الأمر بالتحدي لإنشاء روابط جديدة في عقلك، وهذا من أكثر الأشياء إرضاءً على وجه الأرض.
ما ستجده أدناه هو قائمة من 4 أفكار وجدت أنَّها مفيدة جداً لعملية التفكير الإبداعي، فقد تخطيت النصيحة الكلاسيكية المتمثلة في الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة التمرينات الرياضية أو الجري، والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية، وأيضاً لست بحاجة إلى السفر حول العالم لتحسين إبداعك.
شاهد بالفيديو: أسرار الإبداع والنجاح في العمل والحياة
1. وضع القيود:
كان الخطأ الأكبر الذي ارتكبته في التفكير الإبداعي هو التفكير تفكيراً خاطئاً، ومثل كثيرين، كنت أعتقد أنَّ الإبداع ينمو بالحرية، لكن في الواقع، وجدت أنَّ العكس صحيح أيضاً؛ فالقواعد والقيود والحدود تجبرك على التفكير بطريقة مبدعة؛ لذا في المرة القادمة التي تلوم فيها مديرك أو عميلك على التفكير المحدود أو ضيق الأفق، يجب أن تشكرهم، وقد عبَّر جيف بيزوس (Jeff Bezos) مؤسس شركة أمازون (Amazon)، عن ذلك بطريقةٍ واضحة، حين قال: "أعتقد أنَّ حُسن التدبير يقود إلى الابتكار، تماماً كما تفعل القيود الأخرى، وإحدى الطرائق لتوسيع آفاق التفكير والعثور على حل، هي الابتكار".
لذا حاول دائماً اختزال الوقت والتكاليف، فإذا كانت ميزانيتك 10 آلاف دولار، حاول العثور على حل بكلفة خمسة آلاف فقط، وإذا لم يكن لديك موعد نهائي لكتابة سيناريو فيلمك، أنجزه في غضون أسبوعين، فعندما يكون لديك موارد ووقت أقل، فأنت مجبر على إيجاد حلول جديدة.
2. التأني:
تعمل الاستراتيجية الأولى عملاً جيداً عندما تكون في مرحلة الابتكار، لكن عندما تبدأ من الصفر، فقد وجدت طريقة أخرى تعمل بفاعلية، وعندما تجد صعوبة في تحديد الخطوة الأولى، أو كتابة الجملة الأولى أو رسم الخط الأول، فلا بأس في التأني قليلاً.
لكن احترس لا تطبق هذه الاستراتيجية إلا إذا كنت نشيطاً جداً في حياتك، فإذا كنت تشعر بالفعل بالملل من عملك أو حياتك أو مهنتك، فلا تبالغ في التأني، وإذا لم يحدث شيئاً جديداً في حياتك، فأنت بحاجة إلى النقيض من ذلك، فانهض فقط وافعل شيئاً، لا يهم ما هو، لكن عندما تتسابق الأفكار في ذهنك، حاول التوقف عن التفكير، ولا تفعل شيئاً، وفي تلك الأوقات، تدرك كم هو رائع إنشاء أشياء جديدة، والتوصل إلى أفكار جديدة.
3. فعل الأشياء الصعبة:
لا أستطيع أن أتذكر أين قرأت هذه القصة عن الممثل السويسري الأميركي أرنولد شوارزنيجر (Arnold Schwarzenegger)، ربما في سيرته الذاتية "استدعاء كامل" Total Recall؛ لكنَّ القصة كانت:
قبل أن يُعرف أرنولد بصفته نجماً سينمائياً، كان لاعب كمال أجسام ناجحاً، وخلال هذه الفترة، واجه صعوبة في الحصول على دور لائق في فيلم؛ لذلك عندما أجرى الاختبار لفيلم "كونان البربري (Conan The Barbarian)، فعل كلَّ شيء للحصول على الدور، وعندما سألوه "هل يمكنك ركوب حصان؟" أجابهم نعم بكلِّ ثقة، لكن الحقيقة هي أنَّ أرنولد لم يركب حصاناً أبداً، ولأنَّه أخبر المنتجين أنَّه يستطيع ذلك، فقد تعلَّم ركوب الخيل قبل أن يبدؤوا في تصوير الفيلم.
ربما أكون قد اختصرت هذه القصة، لكنَّ المغزى منها هو عدم التردد، قل نعم، واكتشف كيف يمكنك القيام بذلك لاحقاً.
4. مناقشة أفكارك مع شخص ناقد:
لدي القليل من الأصدقاء والمنتورز المتشائمين، وفي كلِّ مرة أتحدث معهم عن مشروع أو فكرة، تكون إجابتهم بأنَّهم لا يعرفون شيئاً عن الموضوع، عندما يشكك الناس بأفكارك، فهذا لسبب ما، فلا شيء مثالي، ويمكن عمل كلَّ شيء عملاً أفضل دائماً.
لكنَّك بحاجة إلى شخص يوجهك في الاتجاه الصحيح، وبحاجة أيضاً إلى شخص ما للقيام بذلك بالطريقة الصحيحة، ويتمنى لك التوفيق بعد إرشاده لك؛ لأنَّه يشعر بالرضى من اكتشاف الأفكار والأشخاص؛ لذا ابحث عن شخص يهتم، وإذا لم تتمكن من ذلك، احصل على مدرب أو مينتور يمكنه أن يكون بمنزلة الشخص الذي يمكنك مناقشة أفكارك معه، يستحق الأمر أن يكون لديك شخص ما يحكم وينتقد أفكارك ولا يقول: "هذا أفضل شيء على الإطلاق".
في الختام:
عندما تضطر إلى إعادة التفكير في عملك، غالباً ما تتوصل إلى حلول أفضل، وهذا هو الإبداع الحقيقي؛ لذا توقف عن فعل الأشياء لأنَّ "هذه هي الطريقة التي تتم بها دائماً"، فهذا ليس سبباً جيداً، فهذا كسل؛ لكن بدلاً من ذلك، ابحث عن حلول جديدة، وافعل الأشياء بطريقة مختلفة، وافعلها طيلة الوقت، ثم تصبح فجأة شخصاً مبدعاً.
أضف تعليقاً