مفهوم التطوير المهني:
هو مجموعة من الأساليب والطرائق والوسائل التي تهدف إلى وصول الفرد إلى مستوى وظيفي أعلى أو تغيير المؤسسة المهنية إلى مؤسسة أفضل منها، ويُعَدُّ التطوير المهني عملية مستمرة يُخطط لها بشكل مُتقن ومُنظم يسعى من خلالها الفرد إلى تكريس مهاراته وقدراته من أجل تحقيق أهدافه وطموحاته المهنية.
فوائد التطوير المهني:
التطوير المهني يفيد حياة الموظف المهنية بالطريقة الآتية:
- يكتسب الفرد مهارات وخبرات جديدة في العمل.
- تتضح مهاراته المُكتسبة من خلال أسلوب عمله المتقن والإنجازات التي يقوم بها.
- يرى المسؤولون عنه الإنجازات التي يحققها في عمله والمهارات التي يمتلكها وتميزه عن غيره من الموظفين معه بنفس المكان.
- يُرقَّى في عمله إلى مستوى أعلى.
- تصبح لديه سيرة ذاتية مميزة وغنيَّة؛ وهذا يسمح له بالوصول إلى المستوى الوظيفي الذي يتمناه، أو يتمكَّن من التقدم إلى الوظيفة التي يحلم بها، أو قد تسعى مؤسسات أخرى إلى عرض العمل عليك؛ لأنَّ ذلك يُعَدُّ فرصة بالنسبة إليهم ويجب اقتناصها والاستفادة منها.
أنواع التطوير المهني:
1. التطوير المهني بواسطة التعليم الرسمي:
يكون هذا التطوير من خلال منح المؤسسات للموظفين العاملين لديها فرصة لحصولهم على شهادات من جهات رسمية أو جهات شبه رسمية أو حصولهم على منح دراسية في المجال المختصين به.
2. التطوير المهني بواسطة ورشات عمل مهنية:
تُنظَّم هذه الورشات في الشركات ليتم من خلالها إطلاع الموظفين ومراجعتهم لآخر التطورات المهنية في مجال عملهم.
3. التطوير المهني بواسطة التدريب الذاتي:
يطور الفرد نفسه من خلال خضوعه إلى دورات تدريبية عن تطوير المهارات العملية ومتابعة برامج متخصصة بهذا الأمر، وبالإضافة إلى ذلك اتِّباعه دورات لتطوير مهاراته الحياتية من أجل تحسين قدرته على حل المشكلات وقدرته على التواصل مع الآخرين وتحسين مهاراته القيادية لتطوير قدرته على اتِّخاذ القرارات الصحيحة في مجال عمله.
شاهد بالفيديو: 6 نصائح حول التواصل المهني بطريقة صحيحة
استراتيجيات التطوير المهني:
تشمل الاستراتيجيات عملية تتبُّع المهارات والمعارف والخبرات التي يمكن اكتسابها.
يشمل التطوير المهني ما يأتي:
أولاً: مراحل التطوير المهني
1. مرحلة الاستعداد:
في هذه المرحلة يُعرَّف الموظفون الذين ستُطوَّر خبراتهم المهنية إلى عملية التطوير المهني، وخاصة إيجابياتها، ويُعرَّفون إلى سلبيات الوضع الحالي للمؤسسة وأهمية حدوث تغييرات في العمل؛ وذلك بهدف إقناعهم بضرورة التطوير المهني ليكونوا على استعداد للقيام بعملية التطوير المرجوة.
2. مرحلة الانتقال:
يُنفَّذ في هذه المرحلة البرنامج المهني المتخصص بهذا الغرض، والذي خُطِّطَ له سابقاً؛ أي في هذه المرحلة يتم التقدم والانتقال من السلبيات إلى الإيجابيات، وذلك من خلال تنمية وتطوير مهارات الموظفين المهنية، وقد تتم في هذه المرحلة ترقية الموظفين من وظيفة إلى أخرى لتحمُّل مسؤوليات أعلى ضمن المؤسسة.
3. مرحلة الاستقرار:
بعد وصول الموظف إلى أعلى مهارات التطوير المهني يصبح هدفه الاستقرار والمحافظة على المكاسب التي حصل عليها، بالإضافة إلى المحافظة على احترام وتقدير الآخرين له.
4. مرحلة الاستعداد للتقاعد:
في هذه المرحلة والتي تُعَدُّ الأخيرة في حياته المهنية بعد وصوله إلى مستوى عالٍ من التطوير المهني يحتاج الفرد إلى تأكيد الذات، ويمكن ذلك من خلال استخدام مهاراته وخبرته المُكتسبة في مجال آخر، مثل الانتماء إلى جمعيات خيرية، والقيام بنشاطات وأعمال مهنية مختلفة ضمن مجال اختصاصه.
ثانياً: مهارات التطوير المهني
من خلال عملية التطوير المهني يتم العمل على إكساب الموظف الصفات والمهارات الآتية:
1. الدقة والانتباه إلى تفاصيل العمل:
من الهام جداً الاهتمام بالتفاصيل ضمن بيئة العمل حتى لو كانت تفاصيل بسيطة؛ وذلك لتكوين رؤية واضحة لكل الأمور وفهم أكثر لآلية العمل.
2. القدرة على التكيُّف:
ذلك من خلال تنمية مهارات التواصل والتركيز في لغة الجسد؛ وذلك لأنَّها هامة جداً في تحسين التواصل ليكون الموظف على استعداد للاندماج بفرق العمل بمرونة أكثر؛ وذلك لتحسين قدرته على الإبداع وتقديم أفضل ما لديه ومن ثم المساعدة على تطوير الشركة والارتقاء بها إلى مستوى أفضل.
3. تطوير مهارات البحث والتحليل:
يتطلَّب النجاح في العمل الذي يقوم به الفرد أن يمتلك قدرة على البحث؛ وذلك للوصول إلى المعلومات الصحيحة وربط النتائج المختلفة ببعضها بهدف الوصول إلى النتيجة المطلوبة.
4. الأخلاق المهنية والأمانة:
من ضرورات التطوير المهني امتلاك أخلاق مهنية عالية واتِّصاف الفرد بأمانته في العمل؛ وهذا يُكسبه احترام الآخرين ويجعله موضع ثقتهم وموضع ثقة الإدارة.
5. الحكمة والتركيز:
هي من مهارات التطوير المهني الهامة جداً، والتي يحتاج إليها الموظف ليستطيع التفكير بشكل أدق وبحكمة أكثر، والانتباه إلى جوانب المشكلات كافة؛ وذلك ليحلها باتِّخاذ قرارات صائبة.
6. تعلُّم عدَّة لغات:
تتطلب بعض من الوظائف القدرة على التكلُّم بأكثر من لغة، وهذا يعني أنَّ تعلُّم لغات جديدة وإتقانها أمر هام جداً يساعد على التطوير المهني بشكل أسرع.
7. التنظيم والترتيب في العمل:
يجب أن يتمتع الموظف بقدرة على إنجاز المهام المطلوبة منه بشكل منظم؛ وذلك لأنَّ الإهمال والعشوائية في العمل تعطي الآخرين انطباعاً سيِّئاً عن الموظف، وتقلل من ثقتهم بخبرته ومهارته في العمل.
8. الذكاء العاطفي:
يساعد الذكاء العاطفي على فهم الموظف لمشاعره ومشاعر الآخرين، ومن ثم تزداد قدرته على التعامل معهم بشكل صحيح، وتساعده على مواجهة المواقف الصعبة والتعامل معها بهدوء وعقلانية وذكاء، وهذا يساعده أيضاً على بناء علاقات جيدة ضمن بيئة العمل؛ وذلك يساعد على تقدُّمه ضمن المؤسسة التي يعمل بها.
9. تقبُّل النقد البنَّاء:
قد يجد الكثيرون من الناس صعوبة في تقبُّل نقد الآخرين لهم، وهذا الأمر يُقلل من تطوير خبراتهم المهنية فمن الأفضل انتباه الفرد إلى كل الملاحظات الموجَّهة إليه ومحاولة الاستفادة منها قدر الإمكان؛ وذلك لأنَّ النقد لا يقلل من قيمة الفرد، وإنَّما يمكن عدُّه أمراً إيجابياً ومفيداً.
10. امتلاك مهارات التكنولوجيا:
ذلك بسبب دورها الكبير في حياتنا الحالية، فمن الضروري الاطِّلاع باستمرار على كافة التطورات ليتمكَّن الموظف من مواكبة العصر الحالي والقيام بعمله بطرائق أحدث وأسهل، إضافة إلى ذلك فالتكنولوجيا تساعد على اختصار الوقت وإنجاز الأعمال بسرعة أكبر.
11. زيادة الثقة بالنفس:
قد يمتلك الموظف جميع المهارات السابقة لكن يفتقر إلى الثقة بنفسه؛ وهذا يعني أنَّه لا فائدة من مهاراته لأنَّه لن يستطيع إقناع أحد بها؛ لذلك من الهام تعلُّم الثقة بالنفس للحصول على الترقية الوظيفية المرجوة والوصول إلى المستوى المهني المطلوب.
ثالثاً: طرائق التطوير المهني
توجد العديد من طرائق التطوير المهني التي يمكن العمل بها، وتتطور هذه الطرائق بشكل مستمر لكي تحقق التغيير والتطوير المهني المناسب.
من هذه الطرائق ما يأتي:
1. طريقة تدريب الحساسية:
يتم في هذه الطريقة تحسين قدرات الموظفين وتدريبهم كي يستطيعوا القيام بأعمالهم بالشكل الذي يطلبه العمل، وإضافة مهارات جديدة كي تتماشى خبراتهم مع التغييرات والتطورات المحيطة.
2. طريقة مستشار العمليات:
يتم في هذه الطريقة تهيئة وإعداد المسؤولين والمشرفين الإداريين في المؤسسة لمواجهة أيَّة مشكلة تتعرَّض إليها المؤسسة وتؤدي إلى عرقلة عملها قبل أن تتطور المشكلة.
3. طريقة التغذية الراجعة:
يتم في هذه الطريقة مناقشة الطرائق والأساليب القديمة المُستخدمة سابقاً، وتقييم درجة نجاحها في العمل؛ وذلك من خلال التعرُّف إلى النتائج التي ظهرت بعد استخدامها.
4. طريقة تحديد الأهداف المهنيَّة:
يتم في هذه الطريقة تحديد أهداف المؤسسة ككل، وتحديد أهداف الأقسام ضمنها، وتحديد أهداف الموظفين والتنسيق ليتم العمل على تحقيقها.
شاهد بالفيديو: نصائح لتجنُّب الفشل وتحقيق النجاح في الحياة المهنية
التطوير المهني المستمر:
يهدف التطوير المهني المستمر إلى المحافظة على مستوى كفاءة الموظف، وتعزيز وتطوير مهاراته السابقة، بالإضافة إلى اكتسابه مهارات جديدة، وهذا يساعد على رفع مستوى أدائه الوظيفي.
إنَّ اتباع الخطوات الآتية يساعد في عملية التطوير المهني المستمر:
- معرفة ما هي الخبرات والمهارات التي اكتسبتها سابقاً، وما هي الأخطاء التي ارتكبتها، والدروس التي تعلمتها من الحوادث والمواقف التي تعرضت إليها.
- تحديد أهدافك المهنية للفترة القادمة، مثلاً فكِّر أين تريد أن تكون بعد خمسة أعوام أو عشرة أعوام؛ إذ يجب أن تكون أهدافاً قابلة للتحقُّق على الأمد القصير وليست أهدافاً خيالية وتحتاج إلى وقت طويل.
- التفكير فيما يجب أن تفعل لتحقيق أهدافك التي حددتها سابقاً، فقد يتعيَّن عليك القيام بدورات تدريبية معيَّنة، وتعلُّم لغات جديدة، والاطِّلاع على التقنيات الجديدة، والاعتماد في عملك على التكنولوجيا بشكل أكبر، فلذلك من الضروري تحديد احتياجات تحقيق الأهداف المهنية ليكون الطريق إلى تحقيقها واضحاً والخطوات منظمة بدقة.
- تحديد موعد لمراجعة الأهداف التي تسعى إليها والتي حددتها؛ فمثلاً يمكنك مراجعتها مرة كل 6 أشهر لأنَّ المراجعة ضرورية جداً لمعرفة ماذا أنجزت خلال هذه الفترة التي مضت، وفي أيَّة مرحلة أصبحتَ، وما هي الخطوات المتبقية.
أدوات التطوير المستمر:
- الاستمرار في قراءة كل ما يتعلق باختصاص الفرد المهني.
- اتِّباع الدورات التدريبية بشكل دائم.
- الحرص على حضور الندوات المتعلِّقة بعمل الموظف.
- استخدام الإنترنت للاطِّلاع على كافة التطورات في مجال العمل.
- الاستفادة من المناقشات التي تحدث ضمن بيئة العمل أو خارجها مع أشخاص بنفس الاختصاص المهني.
التطوير المهني للمعلمين:
المعلم هو من أكثر الأشخاص تأثيراً في أبنائنا، ويمكن رؤيته على أنَّه القدوة الرئيسة لهم والشخص الأمثل لغرس القيم الأخلاقية والأفكار الإيجابية لدى الطالب؛ لذلك لا بدَّ من توضيح أهمية التطوير المهني للمعلِّم؛ إذ يفيد بما يأتي:
- اطِّلاع المعلمين على تقنيات التدريس الحديثة الهادفة إلى تطوير طرائق التعليم والأساليب التربوية القديمة؛ لزيادة فاعليتها ومواكبتها للعصر الحالي.
- تنمية معلومات وخبرات المعلمين وتجديدها وإطْلاعهم على النظريات الحديثة والتجارب العلمية المتطورة.
- تنمية مهارات التواصل لدى المعلم، ومهارات الإدارة الصفيَّة، وقدرته على التعامل مع المواقف الحرجة التي قد يتعرَّض إليها بسبب صعوبة التعامل مع بعض الطلبة.
- تنمية ثقافة المعلمين في مجال استخدام الحاسوب، وكيفية التعامل معه بشكل أكثر احترافية، وتوضيح كيفية استخدام الإنترنت بطريقة صحيحة تفيد في تسهيل عملية شرح ونقل المعلومات إلى الطلبة.
في الختام:
التطوير المهني هو ضرورة في جميع المهن والأعمال، ويمكن عدُّه رحلة بالغة الأهمية في حياة الموظف؛ فالتطوير المهني هو المحدد للمستوى الوظيفي، وهذا يعني أنَّه هو الأساس في تحديد دخلك أو راتبك الشهري ولا يُعَدُّ أمراً معقداً وإنَّما يحتاج إلى الاجتهاد المستمر.
أضف تعليقاً