ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون ميشيل بيترزاك (Michael Pietrzak)، والذي يحدثنا فيه عن الخطوات المناسبة لنصبح أشخاصاً فاعلين وناجحين في عملنا ونتمتع بأمان وظيفي طوال حياتنا.
كانت مارثا تتمتع بقِدمٍ وظيفي جعلها تعتقد أنَّها الأحق في الترقية من وجهة نظرها الخاصة؛ ولكنَّ الأحقية بالحصول على راتب معين ما هي إلَّا اعتقاد شعبي لا ينسجم مع الواقع ولا يمت له بأي صلة.
بطبيعة الحال، أنا لا أوجِّه حديثي إلى أولئك الذين يشبهون مارثا (Martha) في طريقة عملهم، بل إلى أولئك الخبراء الراقين ذوي الإنجازات المثيرة الذين يعرفون أنَّ مكافآتهم ليست مرتبطة بعدد الساعات أو السنوات التي يقضونها في مهنهم أو أعمالهم؛ حيث يُقاس النجاح بمدى فاعليتك في عملك، وستتمتع على أساسه بأمان وظيفي عصي على الظروف مدى الحياة، وربَّما نراك يوماً ما جالساً على شرفتك المطلة على جزيرتك الخاصة تحتسي كوباً من الشاي راضياً عن حياتك وضامناً مستقبلك؛ لكن لتحقيق ذلك، عليك اتباع النصائح الآتية لتصبح فاعلاً وتتمتع بأمان وظيفي دائم:
1. انظر إلى نفسك كرائد أعمال:
تقول غيلدا رادنر (Gilda Radner): "لا يوجد أمان حقيقي ما لم تبنِه داخلك"؛ فسواء كنت تمتلك شركة أم لا، فأنت رائد أعمال بالفعل؛ لذلك انظر إلى نفسك كمدير تنفيذي لشركة الخدمات الشخصية خاصتك.
سواء كنت تعمل في مجال المأكولات السريعة أم تقود فريقاً مؤلفاً من 100 شخص لتطوير منتجات شركة رائدة في مجال التكنولوجيا، فأنت تقدِّم خدمة إلى عميلك -الذي هو في هذه الحالة مديرك في العمل- الذي يحدِّد الراتب الذي تستحقه في كل مرة تذهب فيها إلى العمل.
يقول برايان تريسي (Brian Tracy)، وهو رائد في مجال المساعدة الذاتية: "انظر إلى نفسك كمقاول مستقل يبيع خدماته في شركته بأجر ساعي، وانظر إلى عميلك الحالي باعتباره أفضل عميل لك الآن".
لا تنجح الشركات التي لا تجعل عملاءها راضين عمَّا تقدمه، وسرعان ما تخرج من المنافسة؛ فكيف تضمن كقائد لشركتك الخاصة أن تصبح مصدراً للسعادة والرضا؟
إنَّ السبيل إلى ذلك هو ربط عملك بقيمة كبيرة في مجال عملك.
2. اعرف كيف تخلق قيمة لعملك:
يقول توني روبنز (Tony Robbins): " يأتي الأمان الحقيقي والوحيد في الحياة من معرفة أنَّك تتطور وتُحسِّن من نفسك في كل يوم يمر، وأنَّك ذو قيمة كبيرة لشركتك التي تعمل فيها، ولعائلتك وأصدقائك كذلك".
لقد طورنا جميعاً قدراتنا ونظرتنا الشاملة إلى العالم في المدرسة، إذ تعلمنا أنَّنا نحصل على أعلى الدرجات إذا درسنا باجتهاد؛ ونعتقد أنَّ الأمر ذاته ينطبق على الحياة عموماً، إذ لن تحقق ما تصبو إليه دون أن تعمل بجد كافٍ.
ولكن إذا كان ذلك صحيحاً، فسيكون المتسربون من المدارس الثانوية الذين يعملون في ثلاث وظائف مختلفة بالحد الأدنى للأجور مرتاحين كالمسؤولين التنفيذيين تماماً، وستطرح جميع الشركات الناشئة أسهمها للاكتتاب العام إن عمل المؤسسون لمدة كافية.
شاهد بالفديو: 6 نصائح لإدارة شركتك الناشئة مالياً
ولكنَّ الحقيقة هي أنَّنا لا نُكافَأ على الوقت أو الجهد الذي نبذله في العمل، بل على القيمة التي نقدمها فيه، سواء كان ذلك اختراع دواء ينقذ البشرية من مرض فتاك، أم لعبة تقضي على الملل وتجذب الباحثين عن وسيلة للتسلية؛ فعندما تفهم كيف تخلق قيمة لعملك، ستكون شخصاً لا غنى عنه بغض النظر عن المهنة التي تعمل فيها؛ ويعني هذا فهم ما يقدِّره الناس لا ما يتوافق مع ما تقدره أنت؛ لذا ابدأ طرح الكثير من الأسئلة من أجل أن تعرف ذلك.
إذا كان جمهورك هو عميلك المثالي، فأجرِ استطلاعاً أو مقابلة مع المستخدمين؛ أمَّا إذا كان هو رئيسك في العمل، فاسأله عن هدفه الأعلى ومتطلباته التي يبحث عن سبيل لتحقيقها؛ وفي كلتا الحالتين، لن تحصل دائماً على إجابة مباشرة، إذ لا يستطيع الناس غالباً التعبير بوضوح عن رغباتهم الحقيقية؛ لذلك استمر في مراقبتهم وتتبع انطباعاتهم كي تكون الأفضل في هذا المجال.
إليك تلميحاً يجب أن تعيه قبل كل شيء: يريد كل إنسان أن يشعر بعاطفة ومشاعر معينة، كالحب والاحترام والأمان؛ لذلك قد يرغب عميلك في كتابة كتاب ليشعر أنَّ صوته مسموع لا من أجل المال، وقد يكون الهدف الأساسي لرئيسك في العمل هو التقاعد الآمن وليس تغيير العالم.
3. كُن قائداً في كل ما تقوم به:
يقول فيكتور هوغو (Victor Hugo): "تعني المبادرة أن تفعل الصواب دوماً دون أن يُطلَب منك ذلك".
ينتظر العديد من الموظفين الحصول على التعليمات ليقوموا بعملهم، وربَّما تعرف شخصاً أو أكثر تخلَّت شركاتهم عنهم مع أنَّهم يقومون بواجباتهم على أكمل وجه؛ إذ يحصل ذلك في أغلب الأحيان، ويرجع إلى عدم رغبة معظم أرباب العمل في إدارة موظفيهم إدارة تفصيلية؛ فهم يريدون أشخاصاً يمتلكون حس المبادرة وينجزون المهمات الموكلة إليهم دون أن يُطلَب منهم ذلك.
المبادرة سمة أساسية للقائد الناجح، لكن قد تقول لنفسك: "ولكنَّني لست قائداً، ولم يعطني أحد هذه المسؤولية"؛ لكن لا تكن سخيفاً، فالقيادة ليست منصباً وظيفياً، بل طريقة تفكير وخياراً عليك أن تبذل كل ما في وسعك له؛ فهي تتلخص في النهوض والتطور، حتى لو أدت هذه القيادة إلى القيام بالمهمات التي لا ينطوي توصيف عملك عليها.
رَّبما تعمل في شركة بريد وتبتكر طريقة لتحسين عملية الإرسال، أو في مكتب معين وتقترح طريقة عملية لإدارة أعمال الشركة دون الحاجة إلى استخدام التعاملات الورقية؛ حيث يأتي القائد الناجح بالحلول التي تحسِّن واقع العمل، في حين لا يرى الآخرون أيَّاً من الفرص المتاحة.
برأيك، مَن سيتمتع بالأمان الوظيفي أكثر: صاحب القيمة ومبتكر الحلول، أم من يقع في الأخطاء نفسها مراراً وتكراراً دون إصلاح أي شيء؟
شاهد بالفديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي
4. ابنِ علاقات حقيقية، وانسَ شبكات التواصل:
يقول روبن شارما (Robin Sharma): "حافظ على كل شخص يجعل مسيرتك أفضل، ويجعلك أكثر سعادة وانخراطاً ممَّا تتخيل"؛ فبقدر ما نقدِّر التألق الفردي لكلٍّ منَّا، فلن يتسنى لنا تحقيق الازدهار إلَّا من خلال العلاقات الحقيقية؛ حيث لا يبني أحد ثروة من الانطواء على نفسه بعيداً عن الناس، ويحتاج العاملون عن بعد حتى إلى التواصل مع الآخرين من وقت إلى آخر؛ وربَّما قد يخبرك العديد من أصحاب الإنجازات أنَّ قيمتك تأتي من شبكة معارفك الذين يحيطون بك.
يوجد نهجان متعارضان لبناء شبكة آمنة من العلاقات الداعمة من حولك، ويتمثل الأول في "شبكات التواصل" الرديئة، والتي تنطوي على تتبع "الأحداث الاجتماعية"؛ حيث يقضي الحضور أقل وقت ممكن مع أكبر عدد ممكن من الأشخاص، ويحاول الجميع أن يحظى بفرص تعارف سريعة مع أكبر عدد ممكن من الناس خلال هذه الفترة القصيرة؛ وفي هذه الحالة، يتساءل كل شخص عمَّا يمكن أن يجنيه من معرفة شخص آخر.
في حين يتمثل النهج الأكثر فاعلية في إنشاء شبكة علاقات حقيقية، إذ ربَّما تشكِّل شبكة معارف أقل، ولكن ستكون روابطكم أعمق بالتأكيد؛ فالنوعية هنا أهم من الكمية.
يبدو ذلك وكأنَّه يتمحور حول بناء الصداقات، وهذا صحيح؛ فإن اخترت العمل مع الأشخاص الذين تستمتع معهم، سيبدو عملك أكثر ألفة وإمتاعاً بصحبة الأصدقاء؛ لذلك، احرص على تكوين صداقات حقيقية، وليس مجرد تعارف من أجل المصلحة.
5. افعل ما يزيد بنسبة 5% عن المتوقع:
يقول زيغ زيغلار (Zig Ziglar): "لن تجد الناس يتنافسون لبذل جهود إضافية"؛ فنحن نفضل عادة الأشخاص الذين يعطوننا أكثر ممَّا نتوقع؛ حيث تُثار دهشة رؤساء العمل عندما ينتهي مشروع معين في وقت مبكر وفي ظل الميزانية المحددة، ويتحدث العملاء لأصدقائهم حول تلك الخدمة الإضافية التي قُدِّمت لهم، ولن ينسى شريك حياتك أبداً ذلك اليوم الذي خططت فيه للعب لعبة البحث عن الكنز والذي انتهى بعشاء مفاجئ في مطعمك المفضل محاطاً بأفضل الأصدقاء.
يمكنك دوماً أن تتبع التوصيف الوظيفي لعملك بحذافيره، أو أن تتمسك بسياسة إعادة الأموال، أو أن تحضر عشاء عادياً لأصدقائك؛ ولكن لا يتذكر أحد الأوقات التي تفعل فيها ما هو متوقع، لأنَّ هذا هو المعيار الذي يتبناه أغلبنا: "جيد بالقدر الكافي".
لهذا السبب، فإنَّه لمن الجيد أن نبذل جهداً إضافياً، ولا يعني هذا بالضرورة القيام بعمل أكثر من أي شخص آخر؛ حيث تعدُّ هذه النزعة إلى التفوق الشخصي سبيلاً للاحتراق الوظيفي الذي لا نريده جميعاً.
ما عليك سوى الارتقاء إلى ما هو أبعد قليلاً من حدودك الخاصة وتجاوزها؛ ولا يعني هذا مضاعفة جهودك كي تبرز بين الجموع، بل إنَّ بذل جهد إضافي بنسبة 5بالمئة على الأقل من شأنه أن يجعل عملك رائعاً.
لنوضح الصورة بأمثلة عملية: في البيت، اغسل الأطباق، ونظِّف غرفة المعيشة بدل شريك حياتك مرة في الأسبوع؛ وفي العمل، أنجز البحث الذي طلبه رئيسك، وأرفِقه بطرح خطة معينة لتوفير 50 ألف دولار سنوياً؛ أمَّا مع عملائك، اطرح إقامة عدة جلسات تدريب مجانية، وامنحهم لمحة عن كتابك الذي ستنشره حديثاً.
فعندما تفعل أكثر من المتوقع، تحصل على سمعة طيبة لتقديمك قيمة أكثر ممَّا يُدفَع لك، فتزداد قيمتك الشخصية بدورها، ويصبح الاستغناء عنك أو طردك من العمل خسارة لن يتحملها أرباب عملك إطلاقاً.
6. كُن أذكى شخص في مكان عملك، ولو بأمر واحد فقط:
يقول هنري فورد (Henry Ford): "إنَّ الأمان الحقيقي الوحيد الذي يستطيع أي إنسان أن يتمتع به في هذا العالم هو الاحتياطي من المعرفة والخبرة والقدرات".
هل تسعى إلى أن تكون الأفضل في كل شيء في عملك، كأن تكون أفضل مندوب مبيعات أو مسوق أو مبرمج أو كاتب؟ إذا كانت هذه هي استراتيجيتك، فسيكون كل عمل تقوم به متواضعاً وعادياً.
لا يوجد ما يعيب في كونك مرتباً ورائداً في كل المهن والأعمال، ولكنَّ التخصص بمجال واحد يمنحك أفضلية كبيرة عن غيرك في هذا المجال؛ لذا اسأل كيف يمكنك أن تصبح ركيزة أساسية للمؤسسة، وكيف يمكنك جمع المعرفة وتكوين العلاقات أو توليد الأفكار التي لا يستطيع أيٌّ من زملائك القيام بها في مجال واحد على الأقل.
ربَّما تعمل في مجال التسويق وتلاحظ أنَّ رسائل البريد الإلكتروني التي ترسلها لا تفي بالغرض، وتُهمَل في أغلب الأحيان؛ لذلك ينبغي أن تطور مهاراتك في التسويق، وذلك بأن تشارك في دورة تدريبية عن التسويق عبر البريد الإلكتروني كي تكتسب معلومات وحلولاً جديدة تطرحها في اجتماع الفريق التالي.
لست بحاجة إلى إظهار أعلى أداء ممكن في مجالات توصيف وظيفتك كافة؛ فإن كانت لديك صفة واحدة فقط يقدِّرها رئيسك أو عميلك بشدة، فكيف يمكنهم الاستغناء عنك؟
7. أظهِر أعمالك الجيدة:
يقول جيفري فيفر (Jeffrey Pfeffer): "إنَّ القادة ليسوا اعتياديين، إذ إنَّ الصفات والسلوكات التي يمتلكونها مفيدة في التوظيف، وتحقيق الترقيات، والحفاظ على الوظيفة، والحصول على راتب أعلى".
تُعلِّمنا الأخلاق السائدة في العالم الغربي أنَّ العمل الجيد يكون أكثر تعقلاً وأجمل إذا لم تتفاخر به وتتحدث عنه؛ فالنصيحة الوحيدة التي علقت في ذهني من المدرسة: "جهِّز الطاولة دون أن يطلب منك والداك ذلك"؛ لكنَّ الأفضل من ذلك هو ألَّا يعرف أحد غيرك عنها؛ حيث نحصل على هذا الشعور الدافئ والغامض من الحكايات التي تدور حول الغرباء الطيبين الذين يدفعون ثمن قهوة الشخص الذي يقف في السيارة خلفهم.
لا يوجد ما هو خاطئ في السخاء والكرم الذي نتلقاه من مجهول، ولكن تتضاعف الفوائد إذا سمحت للناس بمعرفة أفعالك؛ إذ لا يلهم ذلك الآخرين لفعل الأعمال الصالحة فحسب، بل يُظهِر للناس شخصيتك الحقيقية.
لا يُقدَّر هذا بثمن في العمل، حيث يكون الأمان الوظيفي على المحك؛ إذ يعمل العديد من الموظفين على نحو ممتاز دون أن يلاحظهم أحد على الإطلاق، أو يتعاملون مع ذلك باعتباره أمراً مفروغاً منه؛ فإن كنت تريد الاحتفاظ بوظيفتك أو عملائك، فأنت بحاجة إلى أن تثبت وجودك من وقت إلى آخر؛ لكن لا يعني هذا أن تتكلم باستمرار عن حكايات أعمالك البطولية، إذ قد يؤدي الكثير من الترويج الذاتي إلى نتائج عكسية تماماً.
قدِّم معلومة دقيقة في التوقيت المناسب هنا وهناك مع الأشخاص الذين يتحكمون بمصيرك المهني، كرئيسك في العمل؛ وإن كنت تريد أن تتوخى الحذر أكثر، فشارك المعلومات من خلال طرف ثالث، كمساعد رئيسك في العمل الذي تعرف أنَّه سينقل الرسالة بالتأكيد.
8. اعشق التغيير، فهو أمر ممتع ومثير:
تقول هيلين كيلر (Helen Keller): "إنَّ الأمان في الغالب مجرد خرافة، فتجنُّب الخطر ليس أكثر أماناً على الأمد البعيد من التعرُّض المباشر إليه"، وتكمن هنا المفارقة العجيبة، فأولئك الأقل تعلقاً بالأمان هم من يتمتعون به بوفرة؛ ويرجع هذا إلى أنَّ الأشخاص الآمنين حقاً يتمتعون بمرونة واضحة في الأساليب التي يتبعونها للحصول على الثروة والوفرة.
لن يرى الفرد الذي يتمتع بعقلية ثابتة سوى وسيلة واحدة لكسب لقمة عيشه في الوقت الحالي، وهي التمسك بوظيفته الحالية؛ والاستراتيجية التي من المحتمل أن يتبعها هي العمل بقدر أعظم من الجهد؛ ولكن بغض النظر عن مدى قدرتك على التنظيم والإدارة وغيرها من المهمات الوظيفية، فقد يُستغنَى عنك وظيفياً في أي وقت كان إن لم تكن فاعلاً بحق.
يتدهور اقتصاد البلدان شيئاً فشيئاً، وتتغير الصناعات، وتؤول معظم الشركات إلى تراجع مستمر؛ ويمكن أن يكون التمسك بالحلم أمراً كارثياً ومأساوياً، إذ لا يمكنك أن تستكين إلى أحلام غير واقعية تفيد بأنَّ الصناعة ستعاود الازدهار في مدينتك بعد كساد الاقتصاد، أو أنَّ المطعم الذي تعمل فيه سيعود ممتلئاً مرة أخرى عند تحسن الوضع الاقتصادي، أو أنَّ الناس سيرغبون مجدداً باستئجار أقراص رقمية (DVD) في ظل توافر كل شيء على شبكة الإنترنت.
إنَّ الأمل في بقاء كل شيء على الحال نفسه -بما في ذلك الوظيفة التي تخشى أن تخسرها- أمر عقيم وغير مجدٍ؛ فالتغيير قادم، وعليك أنَّ تتعلم كيف تحبه وتتأقلم معه؛ فلن تكون هناك حياة جديدة دون تغيير، ولن يكون هناك نمو أو فرص أو مفاجآت أو إثارة في حياتك.
المستقبل ملك لأولئك الذين يعملون عملاً مستقلاً:
إنَّ الفكرة السائدة قديماً والتي فحواها أنَّ شركة واحدة ستضمن لك العمل مدى الحياة ليست سوى محض خيال ووهم، وذلك حتى قبل انتشار مرض كورونا (19-COVID)؛ فقد شهدت العديد من الصناعات تراجعاً في العقود الأخيرة، وجاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بِلَّة، حيث تعيد الشركات الناشئة هيكلة صناعات بأكملها في غفلة عنك؛ فهل يجب أن نتقبل أي وظيفة منخفضة الأجر يقدمها لنا الاقتصاد؟ بالطبع لا.
يوجد في هذا النطاق فرص أعظم من أي وقت مضى لأولئك الذين يتمتعون بعقلية رواد الأعمال، فقد توصلت دراسة أُجرِيت في عام 2019 إلى أنَّ أكثر من 35٪ من القوى العاملة في الولايات المتحدة يعملون لحسابهم الخاص، وقد ازداد هذا العدد بالتأكيد بسبب الوباء العالمي.
هؤلاء الأشخاص ليسوا مجرد أشخاص عاديين لا يتمتعون بخبرات عالية، بل يُصنَّف العديد منهم على أنَّهم من أفضل العاملين في مجالاتهم؛ وهذه ليست نصيحة لترك مسارك الوظيفي، لكنَّها دعوة لتبنِّي عقلية العاملين المستقلين أو رواد الأعمال؛ نظراً إلى أنَّها أفضل طريقة لخلق أمان وظيفي لا يُقهَر في أي اقتصاد كان، بغض النظر عن عدد الأزمات التي تتربص بنا في العالم الخارجي.
أضف تعليقاً