وبالطبع، هذا لا يعني وجوب عدم الاهتمام بأي أمرٍ أو أي شخص؛ بل العكس تماماً هو الصحيح، هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال، وبعد قراءته، ستعرف كيف يمكنك فعلاً أن تهتم أكثر من خلال تقليل الاهتمام الزائد، وتتعلم كيف تملك حياتك.
هل الاهتمام الزائد أمرٌ سيئ؟
إذا كنت تعتقد أنَّه لا يوجد عدد كافٍ من الناس يهتمون بما يكفي في هذا العالم، فأنت محق إلى حد ما، ففي بعض الأحيان يبدو الأمر وكأنَّه لا يهتم سوى عدد قليلٍ من الناس، ومع ذلك، فإنَّ عدد الذين يهتمون أكثر من أولئك الذين لا يهتمون، وبعيداً عن ذلك، يعود الأمر جزئياً إلى كيفية تحوُّل البشر إلى أكثر نوع مهيمن.
بالإضافة إلى أنَّه إذا اهتم جميع الأشخاص البالغ عددهم سبعة مليارات، فمن المحتمل ألا نواجه المشكلات نفسها اليوم، مثل الفساد والحروب على سبيل المثال، فالاهتمام في حد ذاته شيء جيد، ومع ذلك، فإنَّ السبب وراء اهتمام معظم الناس يشكِّل مشكلة.
في الكثير من الحالات، نحن نهتم لأنَّنا نسعى إلى شيء في المقابل، فهو نوع من التحقق من الصحة أو الحب أو الاندماج أو الوضع الاجتماعي على سبيل المثال، وبالطبع القليل من الأنانية ليس سبباً سيئاً للاهتمام؛ وذلك لأنَّنا بحكم طبيعتنا، نقوم جميعاً بأشياء لجعل أنفسنا نشعر بالرضا، والاهتمام هو أحد الأشياء التي تجعلك تشعر بالرضا.
ولكن عندما تتوقع شيئاً في المقابل، يصبح الاهتمام في غير مكانه، فتخيَّل أنَّك تهتم بشخص ما وتفعل كل ما يطلبه منك، فأنت تفعل ذلك، وتتوقع شيئاً في المقابل، كالحب، لكن عندما لا يلبي هذا الشخص توقعاتك ماذا سيحدث؟ الإحباط، وربما الاستياء.
يحدث هذا دائماً مع أشخاص نهتم لأمرهم وهذا مؤسف، فهؤلاء الناس يضحون بأنفسهم لأنَّهم يهتمون بالآخرين، لكنَّهم يفعلون ذلك على حساب أنفسهم، ويشعرون بالعجز عندما لا يحصلون على أي شيء في المقابل.
بعبارةٍ أخرى: يجب أن تهتم ولكن ليس على حساب نفسك، إذا كنت تشعر بالاستياء يتراكم لأنَّك تهتم أكثر من اللازم، فسوف تتفاقم هذه المشكلة؛ لذا دعنا نلقي نظرة فاحصة على بعض العلامات التي تشير إلى أنَّك تهتم كثيراً.
علامات تدل على أنَّ الاهتمام في غير محله:
الاهتمام أمر جيد ويجب أن يهتم المزيد من الناس، لكنَّ الاهتمام المفرط يمكن أن يؤدي إلى الاستياء، خاصةً عندما تهتم على حساب نفسك، وفيما يأتي بعض علامات الاهتمام المفرط:
1. الإفراط في التفكير:
هل تفكر باستمرار في كل موقف ممكن؟
- ماذا لو حدث الأمر الفلاني؟
- ماذا لو فعلتَ شيئاً غبياً أو بدا غريباً؟
- ماذا لو لم يحب الجميع ما تقترحه؟
المواقف الأخرى التي يقلق الناس كثيراً بشأنها هي الأشياء التي حدثت بالفعل، مثل:
- لماذا تصرفوا بهذه الطريقة؟ لا بُدَّ أنَّهم اعتقدوا أنَّ...
- لماذا قلتُ ذلك؟ لا بُدَّ أنَّهم ظنوا أنَّني...
- لماذا لا أستطيع التصرُّف تصرُّفاً طبيعياً؟
- لو كنتُ قد فعلتُ كذا.
- لو لم أفعل كذا.
عندما تطرح هذه الأسئلة في رأسك، قد تشعر ببعض القلق، فهذا النوع من الأسئلة محبط، ويُظهِر البحث أنَّ هناك صلة بين الإفراط في التفكير والشعور بعدم الأمان والشك بالنفس، ويُعَدُّ الإفراط في التفكير علامة واضحة على أنَّك تقلق كثيراً.
شاهد بالفديو: 7 استراتيجيات للتغلب على الانشغال بالتفكير الزائد
2. السعي إلى تلقِّي القبول:
هل تحتاج إلى موافقةٍ على العمل الذي تقوم به مثل مديحٍ أو أي نوع آخر من التعزيز الإيجابي؟ وعندما لا تتلقى ذلك، هل تشعر بالضيق؟ وهل يجعلك تشعر بأنَّ العمل الذي قمتَ به لا يحظى بالتقدير الكافي؟ أم أنَّك لا تقوم بعمل جيد على الإطلاق؟ هذا ليس أمراً سيئاً بحد ذاته، فجميعنا نحتاج القليل من التقدير لما نقوم به، والمشكلة هي أنَّه لا يمكنك تغيير ما يفعله الآخرون، فلا يمكنك إجبار شخص ما على الإطراء عليك، فتوقُّع الإشادة بالعمل الذي تقوم به، يمكن أن يؤدي إلى خيبة الأمل.
المشكلة الأخرى هي أنَّك تصبح أكثر عرضة للشعور بخيبة الأمل، فعندما تسعى إلى عبارات المديح والثناء، يمكن أن تؤثر التعليقات السلبية فيك أكثر مما ينبغي، وقد تأخذ التغذية الراجعة الإيجابية على أنَّها نقد، بينما قد يقصد الآخرون مساعدتك فقط، وهذا لا يؤثر فقط في العمل، ويمكن أن يحدث في أي موقف، كما هو الحال في الرياضة أو عندما تكون مع الأصدقاء، وبالطبع في علاقتك الزوجية أيضاً.
3. عدم القدرة على الرفض:
نحن بطبيعتنا نحب مساعدة الآخرين، فهذه هي الطريقة التي يتعايش بها البشر، وعلاوة على ذلك، يجعلك تقديم المساعدة تشعر بالرضا، وهذا هو السبب في أنَّ الرفض أمر صعبٌ للغاية؛ حيث يجعلك تشعر وكأنَّك ترفض الشخص الآخر، خاصةً إذا شعرتَ بالرفض عندما يقول لك الآخرون "لا".
لكنَّ قول "نعم" طوال الوقت ليس بالأمر الجيد دائماً، فقد تشعر بالغضب عندما تفعل ذلك، فكم مرة قلتَ "نعم" ولكن كنتَ تريد أن ترفض بدلاً من ذلك؟ وكيف شعرتَ بعدها؟ يُظهِر ذلك عدم وجود حدود، وإذا كان الناس لا يعرفون حدودك، فهم لا يعرفون ما إذا كنتَ تقصد ما تقول، فعندما تقول "لا" أحياناً، يبني هذا الثقة؛ وذلك لأنَّ الناس يعرفون أنَّك عندما تقول "نعم" فإنَّك تقصدها، وفي حين أنَّ قول "لا" قد يجعلك تشعر بالسوء، فهذا يعني في بعض المواقف أنَّك تهتم أكثر.
4. محاولة إرضاء الجميع:
إن حاولتَ إرضاء الجميع، فلن ترضي أحداً؛ لأنَّك بذلك تفقد تميُّزك؛ لذا حاول التعبير عن نفسك، وابحث عما يجعلك فريداً، وستصبح شخصاً يحب الناس قضاء الوقت معه عندما تعبِّر عن هويتك، وبالطبع، لن يتفق الجميع مع ذلك، لكنَّ الأشخاص الذين تهتم بهم سيفعلون.
إنَّ عدم التعبير عن نفسك يجعلك تشعر باليأس، فتشعر وكأنَّك تحتضر في الداخل عندما تشعر أنَّك لا تستطيع التعبير عن هويتك والعيش بالطريقة التي تريدها؛ وذلك لأنَّه كما ذكرنا آنفاً إنَّ إرضاء الجميع يعني عدم إرضاء أحد، فأنت لا تقيِّد نفسك بذلك فحسب؛ بل أيضاً تضيع الفرصة للآخرين للتعرف إليك، وربما تضيع احتمالية أن يصبح بعضهم أصدقاء جيدين، والسعي إلى إرضاء الآخرين علامة على أنَّك تهتم أكثر من اللازم، ويؤدي إلى عكس النتائج التي ترجوها.
5. السعي إلى فعل الصواب دائماً:
تُعَدُّ المثالية من الأشياء التي تساعدنا على الوصول إلى الكمال، ولكن كما يعرف الجميع فلا وجود للكمال؛ وذلك لأنَّك ستجد شيئاً لتعديله أو تحسينه على الدوام، لكن مهما حاولتَ فلن تصل إلى الكمال؛ إذ يوجد سببان لكون المرء مثالياً:
- الرغبة في التميز: أن تضع توقعات عالية لنفسك وتريد أن ترقى إليها.
- الخوف من الفشل: أن تخشى فقدان احترام الآخرين عندما تقدِّم أدنى من المتوقع.
على الرغم من أنَّ السعي إلى الكمال يعطي دافعاً أفضل، إلا أنَّ الإفراط في ذلك يؤدي إلى التوتر والقلق، فهل تهتم كثيراً بجعل كل شيء مثالياً؟
ما هي أسباب الاهتمام المفرط؟
إن ظهرَت عليك أعراضٌ ما، فسوف تبحث محاولاً تشخيص المشكلة؛ لذا حاول أن تبحث عن السبب إذا حاولتَ إرضاء الجميع، فهل السبب وراء ذلك هو في الطريقة التي نشأتَ بها، وهل تخشى أن تكون وحدك؟ وهل هو قلة الثقة بالنفس؟ أم أنَّك لا تشعر بأنَّك هام بما فيه الكفاية؟ من الصعب معالجة هذا في مقال واحد.
لكل شخصٍ حالة فريدة ومختلفة، وعلى الرغم من أنَّه يمكننا تحديد سبب وجيه مشترك، فأنت وحدك تعرف التفاصيل الدقيقة له، ومع ذلك، فإنَّ الأمر يستحق التفكير؛ وذلك لأنَّه عندما تفهم السبب يصبح من السهل بكثير التوقف عن الاهتمام الزائد؛ حيث يأتي أي شكل من أشكال التغيير دائماً من مستوى جديد من الفهم.
فيما يأتي بعض الأفكار الشائعة التي يمكنك استخدامها كبداية:
- الاعتقاد بأنَّك يجب أن تكون قد حققتَ أكثر مما حققتَه حتى الآن.
- تريد السيطرة على كل شيء.
- تقارن نفسك بالآخرين.
- الخوف من الوحدة.
- تريد أن تكون محبوباً من الجميع.
- تريد تجنُّب الخلافات.
إن شعرتَ أنَّ المذكور آنفاً ينطبق عليك، فابحث في أعماق نفسك واسألها، واختبر العواطف والمشاعر التي تظهر؛ حيث سيمنحك هذا المقال بعض الخطوات، لكن لا أحد يستطيع إحداث تغيير حقيقي سواك؛ وذلك لأنَّ الوعي الذاتي هو خطوة هامة في ذلك.
كيف تتوقف عن الاهتمام بالآخرين؟
الاهتمام الزائد له تأثير عكسي لما تحاول تحقيقه، ويمكن للاهتمام المعقول أن يكون مفيداً للجميع، وستساعدك الخطوات الآتية على القيام بذلك، ولكن قبل خوض ذلك، من الهام أن نفهم أنَّ هذا نهجٌ كي تسير عليه، ويتطلب الأمر أكثر من مجرد قراءة مقال واحد؛ حيث لن يتم إصلاح كل شيءٍ على الفور، لذلك لا تقلق إذا لم تتمكن من التوقف عن الاهتمام في غضون أسبوع، وخذ وقتك في إنشاء التوازن الصحيح بين الاهتمام بالآخرين والتوقف عن الاهتمام عندما يصل إلى درجة غير صحية.
فلنلقِ نظرة على النصائح:
1. طوِّر وعيك الذاتي:
نحن نتحدث عن الوعي الذاتي باستمرار لسبب وجيه؛ وذلك لأنَّه من أهم المهارات التي يجب على أي شخص تطويرها من أجل حياة رغيدة، وفَهم نفسك هو أساس السعادة، وما يصلح لك قد لا يصلح لغيرك، فكل شخص لديه ذوقٌ مختلف، هذا هو المبدأ الأكثر وضوحاً في العلاقات على سبيل المثال.
ولن يقع الجميع في حب الجميع، لكنَّ هذا ينطبق أيضاً على الحياة اليومية، فلا توجد طريقة سحرية لعيش حياة جيدة تناسب الجميع، وهذا مخالف للنصائح الشعبية، فالنصيحة المعروفة للثراء هي مزاولة تجارة بيع وشراء العقارات أو تعلُّم كيفية ممارسة التجارة الإلكترونية، فإن كنتَ تريد بناء شيء ذي معنى، فيجب أن تبدأ مشروعاً تجارياً، وللحصول على قوام جيد، يجب أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، فهذه النصائح فعالة عموماً، لكن هل هي فعالة بالنسبة إليك؟ هذا أمر يعتمد عليك.
كل الطرق تؤدي إلى روما، لكن ما هو الطريق الذي سيناسبك أكثر؟ وما الذي ستتمسك به حتى في أوقات المحن؟ الأمر نفسه ينطبق على الاهتمام أكثر من اللازم، وقد يكون سبب اهتمامك الشديد مختلفاً عن سبب شخص آخر؛ إذ يختلف الوضع باختلاف الشخص، وبدلاً من ذلك، أجرِ بحثاً داخلياً بسيطاً لمعرفة ما الذي يجعلك تهتم ولماذا.
2. اهتم بنفسك:
عندما تهتم كثيراً، غالباً ما يكون ذلك بسبب الشك الذاتي وانعدام الأمن؛ حيث لا تشعر أنَّك جيد بما فيه الكفاية، وهنا يمكن للرعاية الذاتية مساعدتك، على الرغم من أنَّها ليست وصفة سحرية، إلا أنَّ الاعتناء بنفسك بشكل أفضل يساعدك على الشعور بالتحسن؛ لذا فكر في تناول الأطعمة الصحية، والقيام بالتمرينات الرياضية، وتخصيص الوقت لتعلُّم شيء جديد.
نحن غالباً نميل إلى نسيان الأشياء السهلة عندما لا نكون على ما يرام، ولكن إذا كنتَ تريد التوقف عن الاهتمام بما يعتقده الآخرون، فيجب أن تشعر بالرضا عن نفسك، فعندما تشعر بالرضا عن نفسك، ستتمتع بالثقة لتفادي أحكام الآخرين.
3. ركِّز على حياتك:
كل شخص يكوِّن آراءً عدَّة عن كل شيء، وتأتي معظم الآراء من تفكير متطرف أو متسامح، فلقد أصبح العالم مكاناً مستقطباً بشدة؛ لذلك لا تقلق كثيراً إذا سخر منك الآخرون، فقد سخر بعضهم من أفكار ناجحة مثل شركة "أوبر" (Uber) والمصباح الكهربائي وأجهزة الكمبيوتر الشخصية؛ ومع ذلك، فإنَّنا نعتمد الآن على هذه الأفكار.
عندما تعرف ما الذي تريده ولماذا؛ أي عندما تكون واعياً ذاتياً، يجب أن تركز على حياتك، وتصمَّ أذنيك عن آراء الآخرين، فأنت فقط مَن يستطيع معرفة ما هو جيد بالنسبة إليك؛ وذلك لأنَّك أنت من يجب أن تعيش حياتك، وسيكون للناس رأي حول كل ما تريد القيام به، واعلم أنَّه مهما كان رأيهم إيجابياً أو سلبياً، فلا علاقة لك به؛ لذا عش حياتك كما يحلو لك، حتى لا تندم عليها لاحقاً.
4. ركِّز على النمو:
عندما تركز على مسيرة حياتك، ستحدث بعض الأمور، وسوف تتساءل عما تقوم به وما إذا كنتَ قد اتخذتَ الخيارات الصحيحة، وسوف ترتكب أخطاء، وتمرُّ بالشك والإحباط، لكنَّ هذا كله جزء من مسيرة حياتك، فبناء الحياة التي تريدها ليس طريقاً سهلاً معبَّداً نحو القمة؛ لذلك توقَّف عن الاهتمام الزائد بالعقبات التي ستواجهها؛ بل تقبَّلها عوضاً عن ذلك؛ لأنَّ عدم التقبل هو السبب الأكبر لفشل معظم الناس؛ حيث يعتقدون أنَّهم سيحصلون على نتائج فورية وعندما لا يحصلون عليها، فإنَّهم يميلون إلى الاستسلام، فالمثابرة هي ما ستحتاجه، والتركيز على النمو بدلاً من النتائج هو السبيل إلى تطويره، ونتائج أي شيء تحصيل حاصل للنمو.
5. تمهَّل وخذ الأمور ببساطة:
هناك أوقات حيث يجب الانطلاق بسرعة وهناك أوقات للتمهل، فعندما تهتم كثيراً، غالباً ما تكون متسرعاً، فبعض الأعراض هي أنَّك تشعر بالتوتر والقلق، وفي بعض الأحيان، قد يؤدي ذلك إلى الإنهاك، إذاً ماذا لو تمهَّلت قليلاً؟ وما الذي يمكنك فعله كي تتمهل إذا كان عليك فعل ذلك؟ في مرحلة ما، عليك التركيز على نفسك؛ لأنَّه إذا لم تفعل ذلك، فقد تستنزف نفسك، وعندما يحدث ذلك، يستغرق التعافي وقتاً طويلاً.
تمهل، وخصص بعضاً من الوقت لنفسك، وإذا كنت تواجه صعوبة في القيام بذلك، فاخرج وحدك في عطلة، واجبر نفسك على التمهل وخذ بعض الوقت، وإذا كان من الغريب بالنسبة إليك أن تذهب في عطلة وحدك، فهذه أفضل طريقة لتتعلم التوقف عن الاهتمام كثيراً.
6. اختر ما يهمك:
إذا كنت تريد التوقف عن الاهتمام كثيراً بكل شيء، فقد ترغب في معرفة ما تريد الاهتمام به، فالوعي الذاتي هو الخطوة التي يجب اتخاذها هنا أولاً لمعرفة ما يهمك؛ لذا خصِّص بعض الوقت لنفسك لتفكر فيه، ليس ضرورياً أن تخترع شيئاً رائعاً، وإن كنت تريد ذلك، فلا بأس لكن حاول أن تفهم سبب أهمية ذلك بالنسبة إليك؛ وذلك لأنَّ فهم السبب وراء أي من الأشياء التي تريدها هو مفتاح التحفيز، ويساعدك على التوقف عن الاهتمام كثيراً بالآخرين.
7. لا تلقِ بالاً للمؤثرات الخارجية:
لن تستطيع التحكم بما يعتقده أو يقوله أو يفعله الآخرون، أو بالإجراءات التي تتخذها الحكومة، أو الطقس، أو الزمن، ومع ذلك، يستهلك 90% من الناس طاقتهم على ذلك، فنحن نلوم الاقتصاد أو الحكومة عندما لا تنجح أعمالنا التجارية، ونشكو من المواقف التي لا تتوافق مع توقعاتنا، ونحب أيضاً اختلاق الأعذار عندما لا تحدث الأشياء بالطريقة التي نرغب فيها، ولكن لا يمكنك التحكم بمعظم هذه الأشياء، فلماذا تنفق طاقتك كلها عليها؟ هذه الأمور مضيعة للوقت، وعندما تستوعب ذلك، ستعيش حياة أكثر سعادة، وسيكون لذلك أيضاً تأثير كبير في مقدار اهتمامك بكل شيء.
8. ضع الحدود:
أولئك الذين يهتمون أكثر من اللازم، غالباً ما يفتقرون إلى الحدود الشخصية؛ حيث تركوا العالم يقرر كيف يعيشون، ومن خلال محاولة إرضاء الجميع، فأنت تحاول أن تأخذ معاييرهم وتحاول تطبيقها على نفسك؛ لذلك أنت لا تعيش على طبيعتك أبداً.
فما هو الحل؟ ارسم حدوداً لنفسك، واكتشف ما هي أهم قيمك في الحياة؟ وماذا يهمك؟ وماذا تريد أن تفعل كل يوم وتشعر بالراحة؟ وما هي بعض الأشياء التي لا تريد القيام بها؟ يساعدك وجود قائمة من القواعد والقيم الخاصة بك على توجيه حياتك، ولا تنسَ تعريف الآخرين بقيمك، فسوف تكسب ثقتهم في المقابل.
في الختام:
عليك الاهتمام بالآخرين دون الاهتمام برأيهم فيك، فعندما يمكنك التخلص من ربط قيمتك الذاتية بآراء الآخرين، حينئذٍ يمكنك أن تعيش حياةً أكثر سعادة وصحة، ولا أحد يلقي بالاً على أي حال، فالكل لديه ما يشغله، بالإضافة إلى أنَّك عندما تحكم على الآخرين، فأنت تكشف طبيعتك وانطباعاتك وليس طبيعتهم، إن كان هذا صحيحاً، فلماذا إذاً تهتم بأحكام الآخرين؟ لا يزال في إمكانك الاهتمام بهم، فقط توقَّف عن الاهتمام بآرائهم فيك.
أضف تعليقاً