يُعد الوعي الذاتي أهم مهارة لتحقيق النجاح؛ حيث إنَّ الطريقة التي تستجيب من خلالها للمواقف الخارجية وتتصرف وفقها تحكمها عمليات ذهنية داخلية، ويكشف الوعي الذاتي عن أية أنماط فكرية مدمرة أو أية عادات غير صحية تمارسها، مما يؤدي إلى تحسين عملية اتخاذ القرارات والاستجابات السلوكية، وفيما يأتي 12 تمريناً يمكنك الاستعانة بها لرفع الوعي الذاتي:
1. تكرار طرح سؤال "لماذا؟" على نفسك ثلاث مرات:
قبل اتخاذ أي قرار اسأل نفسك: "لماذا ينبغي أن أفعل ذلك؟" ثم أتبِع ردك بسؤال لماذا مرة ثانية، ثم أتبعها بثالثة؛ فإن استطعت أن تجد 3 أسباب جيدة لمتابعة فعل الشيء؛ فهذا يعني أنَّ لديك رؤية واضحة وثقة مطلقة بأفعالك؛ وذلك لأنَّ إدراكك لذاتك يعني معرفة دوافعك وتحديد ما إذا كانت منطقية.
2. توسيع المفردات العاطفية الخاصة بك:
قال الفيلسوف النمساوي فيتغنشتاين (Wittgenstein): "حدود لغتي هي حدود عالمي".
تخلق العواطف استجابات جسدية وسلوكية أكثر تعقيداً من السعادة والحزن، وللتعبير عن مشاعرك بالكلمات تأثير علاجي في دماغك؛ فإذا كنت غير قادر على التعبير عن مكنوناتك، فقد تشعر بالإجهاد؛ لذا اعمل على زيادة المفردات العاطفية وتعلَّم كلمة جديدة كل يوم.
3. تعلَّم منع نفسك عن فعل أمور معينة:
تعدُّ القدرة على منع نفسك من ممارسة نشاطات تمنحك شعوراً مؤقتاً بالرضا لتحقيق مكاسب طويلة الأمد مهارةً حياتيةً هامةً، ويمكنك تعزيزها بالتدريب كما العضلات، وكلما تدربت على منع نفسك من الانغماس في تحديات يومية صغيرة؛ زادت قدرتك على مقاومة إغراءات أكبر، والتي تشمل: وسائل التواصل الاجتماعي وتناول الأطعمة السريعة والنميمة؛ لذا ضع هدفاً بأن ترفض الانغماس في خمسة إغراءات مختلفة يومياً.
4. التخلص من ردود الفعل الغريزية:
يتصرف الشخص غير الواعي لذاته دون وعي، ويستجيب بردَّات فعل حمقاء ولاإرادية، بينما يتيح الوعي الذاتي تقييم المواقف بصورة عقلانية وموضوعية، بعيداً عن التحيزات والقوالب النمطية؛ لذا خذ نفساً عميقاً قبل أن تتصرف، خاصة عندما يدعو الموقف إلى الغضب أو الإحباط، مما يعطيك وقتاً لإعادة تقييم أفضل ردة فعل يمكن أن تتخذها.
5. تحمُّل مسؤولية عيوبك:
ليس هناك من أحد مثالي، وإدراك عيوبك دون تقبُّلها يتركك في منتصف الطريق دون إكمال المهمة؛ إذ إنَّنا غالباً ما ننتقد الآخرين ونتجاهل عيوبنا وأخطاءنا؛ ولذا فإنَّ الوعي الذاتي يساعدك على الانتباه إلى تلك العيوب دون التصرف بنفاق.
ويحدث التحسين الذاتي بمجرد معرفة العيوب؛ لذا اتبع عادة معرفة أخطائك بدل اختلاق الأعذار.
6. مراقبة حديثك الذاتي:
يدور داخل رؤوسنا حديث لا معنى له، ويمكن أن يتصاعد هذا الكلام ليسبب التوتر والاكتئاب؛ لذا كن حذراً من الطريقة التي تستجيب بها لنجاحاتك وإخفاقاتك؛ فهل ترى نجاحك ضرب من الحظ وتجلِد ذاتك بعد الإخفاق؟
تتشكل في ذهنك حلقات التغذية الراجعة السلبية والإيجابية بناءً على الطريقة التي تستجيب بها للنجاحات والفشل، كما ينبغي أن توازن بين محاسبة نفسك والتعاطف معها؛ لذا احتفِ بإنجازاتك ونجاحاتك، واغفر زلاتك وأخطائك.
7. تحسين وعيك بلغة جسدك:
قد يكون من الغريب مشاهدة نفسك على شريط فيديو، إلا أنَّ وعيك بلغة جسدك وموقفك وأسلوبك له دور في تعزيز ثقتك.
يرفع التراخي في أثناء الجلوس مستويات هرمون الكورتيزول، ويقلل من ثقتك بنفسك، في حين يرفع وقوفك منتصب القامة من مستوى هرمون التستوستيرون ويحسن الأداء، كما يساعد استخدام إيماءات اليد على التعبير عن أفكارك، ويؤثِّر في كيفية استجابة الناس لك.
يمكنك تسجيل عرض أو خطاب لك، ثم تقييم طريقة وقوفك وإشارات يدك، أو شاهد مقاطع فيديو لمتحدثين مهرة، وتبنَّ أسلوبهم إلى أن يتحسن أسلوبك.
8. معارضة آرائك:
يجبرك اتخاذ رأي معارِض على التشكيك بافتراضاتك؛ وذلك لأنَّ معتقداتك الافتراضية ونظرتك إلى العالم ليست صحيحة دوماً، والتصرف الصحي هو أن تتجادل مع نفسك لترى كيف تصمد وجهات نظرك في مواجهة التشكيك بها وانتقادها، وبذلك تعطي عقلك تمريناً جيداً لمعالجة المعلومات الصعبة، وتحفيز الاتصالات العصبية الجديدة.
9. معرفة نوع شخصيتك:
تمكِّنك معرفة نوع شخصيتك من معرفة نقاط قوَّتك والتركيز عليها وإدارة نقاط ضعفك، وقد يشكِّل فهْم الفرق بين الموهبة ونقاط القوة فارقاً عند اختيارك بين خيار جيد وآخر رائع، فنقاط القوة هي المعرفة والمهارات التي يمكن اكتسابها، في حين أنَّ الموهبة هي شيء فطري.
ابدأ باكتشاف فيما إذا كنت انطوائياً أم اجتماعياً، ثم تعرَّف إلى نوع شخصيتك حسب تحليل مايرز- برينغز (Myers-Briggs)، وأتبعه بإجراء اختبار "سووت" (SWOT) لتحليل الشخصية، والذي يحدد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات.
10. ممارسة التقييم الذاتي:
احتفظ بمفكرة يومية وتابع تقدُّمك وقيِّم مستوى وعيك الحالي من عشرة، وفكر في عدد المرات التي تقول فيها أشياء وتندم عليها، وعدد المرات التي تكرر فيها عادات سيئة أو تتخذ قرارات دون تفكير واعٍ، فضلاً عن أفكارك السلبية.
ضع أهدافاً منتظمة، وقسِّم الكبيرة منها إلى أهداف صغيرة، واسأل نفسك كل يوم عن الأشياء الجيدة التي قمت بها، وكيف يمكن أن تحسِّن من الأشياء السيئة في اليوم التالي.
11. طلب التغذية الراجعة بانتظام:
لدينا جميعاً نقاط عمياء في أنماط تفكيرنا وسلوكنا؛ لذا فإنَّ طلب تغذيات راجعة باستمرار يمنع أي خداع ذاتي أو وجهات نظر أحادية البعد، ولكن احرص على طلبها ممن تعدُّهم مينتورز ومن يفهمونك ومن تحترمهم، والذين سيقدِّمون لك ما تحتاج إليه وليس ما ترغب في سماعه.
12. التأمُّل:
وهو من أساسيات تحسين الوعي الذاتي؛ وذلك لأنَّ التركيز على تنفُّسك يساعدك على أن تكون واعياً عندما يسرح عقلك.
على المبتدئين أن يبدؤوا بجلسات من عشر دقائق، والبحث عن مكان هادئ للجلوس والشهيق من الأنف والزفير من الفم، وينبغي عدُّ الأنفاس بصمت والانتباه لأفكارك عندما تبدأ بالتشتت.
أضف تعليقاً