تعريف مشاعر الرضا:
مشاعر الرضا عبارة عن حالة ذهنية وعاطفية يشعر على أثرها الشخص بإحساس شديد بالسعادة، والفرح، والإثارة، والانتشاء، والشعور بالذات.
ما هي الأمور التي تمنع مشاعر الرضا بالظهور؟
هناك الكثير من الأفكار، والمشاعر، والسلوكيات التي تمنع وصول الشخص إلى مشاعر الرضا، سنتعرف عليها فيما يلي حتى تتجنبّها في حياتك:
- الكراهية وعدم التعاطف:
الكراهية هي أحد أخطر المشاعر فهي تقتل مشاعر المحبة من القلوب، وتحرم الشخص من متعة الشعور بالرضا، حيث تتمثل الكراهية في الشعور بالنفور والعداوة وعدم التعاطف مع أحد ما، ما يجعل الشخص دائم التوتر، والغضب طوال الوقت.
- الشعور بالحقد:
الحقد هو النقمة على شخص ما لأسباب شخصية وفي كثير من الأحيان تكون أسباب غير منطقية، لذلك يعتبر الحقد الدفين من المشاعر المدمّرة فهي تلغي مشاعر الحب والود بين الناس، وتحرم الشخص من العيش براحة بال ورضا تام.
- الحسد وتمنّي زوال النعم:
يتمثل الحسد في تمنّي الشر للآخرين، والرغبة في زوال النعم عنهم، ووقوعهم في مصائب لا يخرجون منها، الحسد يزيل الخير من داخل الشخص فيمضي حياته وهو يتمنّى لغيره السوء فينحرم من طعم مشاعر الرضا.
- النميمة ونشر الفتن:
من أسوأ الصفات على الإطلاق فقد حرمتها جميع الأديان السماوية، النميمة هي القيام بنقل الكلام بين الطرفين بغرض الإفساد بينهم ونشر العداوة، والشخص النمّام محروم من مشاعر الرضا والراحة.
- الغيرة من الآخرين:
الغيرة تُسبّب الكثير من المشاكل للشخص فهي تدفعه لمراقبة من حوله وتقليدهم بشكل مبالغ به ما يجعله يعيش حياته بتعاسة، لأنه لا يقدّر ما يمتلكه من مواهب فيشعر بالنقص، وقلة الحيلة، وعدم الرضا.
- السعي نحو الكمال:
السعي وراء الوصول إلى الكمال يفسد على الشخص حياته، ويحرمه من مشاعر الرضا التامة لأنه مهما وصل وتقدّم لن يشعر بالسعادة، وحتى لو وصل إلى أعظم النجاحات سيعتقد بأنه لم يحقق شيء.
- تقديم الأعذار:
تتمثّل الأعذار في وضع المبررات الغير منطقية للسلوكيات والأفعّال، وفي كثير من الأحيان تكون الأعذار هي السبب وراء الشعور بعدم الرضا لأنه عندما يخطئ يبحث عن أعذار يدرك ضمنيًا أنها غير صحيحة.
- الانغلاق على الأفكار:
يعتقد الشخص المنغلق بأنه محور الكون كله، وأنّ أفكاره هي الصح والجميع على خطأ فلا يقبل التغيير، ولا التطوير الذي قد يحسن ظروف حياته، وهذا ما يقوده في النهاية نحو مشاعر عدم الرضا.
- التفكير في الماضي:
التمسّك بذكريات الماضي الحزين، والعيش على أطلال أحداثه المؤلمة لا يسمح للشخص من أن يستغل الفرص التي أمامه فيشكي من سوء حظه، وقلة حيلته، فيوصله هذا إلى مشاعر انعدام الرضا والحزن.
- النقد السلبي للذات:
نقد الذات بشكل مفرط، وإلقاء اللوم عليها، وتحميل النفس سبب كل المصائب يجعل الشخص يفتقد لمشاعر الرضا، كما قد يتسبب النقد السلبي للذات في الحرمان من مشاعر السعادة، وراحة البال.
اقرأ أيضاً: 11 نصيحة مهمّة تجعلك تحب نفسك
وسائل مساعدة للعيش برضا تام:
لا يخفى على أحد بأنّ مشاعر الرضا تساعد على استقرار الحياة وتجعل الشخص سعيد ومبتهج بما لديه، فيما يلي سنتعرف على الوسائل التي تساعد الشخص على العيش برضا تام.
- امنح الحب لنفسك ولجميع الناس:
لا يوجد أسمى وأرقى من مشاعر الحب فلا تحرم روحك وقلبك من هذا الشعور، وتوّقف عن لوم نفسك على الأخطاء التي قمت بها، ولا تحقد عن الناس لأنهم تسبّبوا لك في يوم ما الضرر بل سامحهم، واغفر لها، وليكون صوت المحبة هو الأعلى، بذلك ستعيش بسعادة ورضا تام. اقرأ مقالتنا في هذا الإطار: 5 نصائح تساعدك على كسب محبة الناس
- ركّز على نقاط القوة التي تمتلكها:
لكل شخص نقاط قوّة ونقاط ضعف بدلًا من التركيز على ما هو ضعيف في شخصيتك قم بمعالجته، وضع كل تركيزك على إخراج المواهب، والقدرات التي تتمتع بها من أجل تطويرها واستغلالها، سيشعرك هذا بالرضا عن النفس، والرضا عن حياتك بشكل عام، ولن تشعر بالحزن وقلة الحيلة بعد الآن.
- قدّم المساعدة لكل من يحتاج:
الحياة أخذ وعطاء، وحتى تعيش برضا تام عليك أن تقدّم المساعدة سواء المادية أو المعنوية لكل من يحتاجها دون مقابل، ولا بأس من أن تخصّص بعض الوقت للقيام بالأعمال الخيرية مثل العمل في دور المسنين، تقديم المساعدات للأطفال الأيتام، والأطفال المشردين.
- فكّر بما تملكه من نِعم:
توقّف عن التفكير بما يملكه الآخرون فهذا الأمر يجلب التعب والحزن، وقد يوقعك في فخ الحسد والغيرة، وفكّر في المقابل بما تملكه، ستجد أنّ الله سبحانه وتعالى وهبك الكثير من النِعم والأرزاق، سيشعرك هذا بالراحة، وستصبح راضيًا أكثر عن حياتك.
- اسعى لتطوير وضعك المعيشي:
بدلًا من الانشغال بما يملكه الناس من أموال، والتحسّر على حالك ادرس جيدًا حتى تجد فرصة عمل جيّدة في المستقبل، أما إذا كنت منتهياً من الدراسة ابحث عن عمل ثاني يساعد في زيادة مدخولك المادي، صدّقني سيساعد هذا على تحسين وضعك المعيشي، والشعور بالرضا التام عن حياتك.
- وسّع دائرة معارفك:
من المهم جدًا أن تسعى لتوسيع دائرة معارفك من خلال قراءة الكتب، والمجلات العلمية والمتخصّصة، ومشاهدة الأفلام التعليمية والوثائقية، وحضور الندوات، والمؤتمرات، والدورات التدريبية فهي ستزيدك ثقافة، وستجعلك أكثر انفتاحًا على المتغيرات ما يجعلك راضيًا عن حياتك.
- حقّق النجاح الباهر:
النجاح هو أحد أهم الوسائل التي تساعد على الشعور بالرضا عن نفسك وعن حياتك بأكملها، لذا ضع أهداف واقعية قابلة للتحقيق، ثم حدّد خطة وبرنامج تسير عليه طوال الوقت، ستتمكن في الآخر من تحقيق كل أهدافك، والوصول إلى النجاح الباهر الذي طال انتظاره. اقرأ مقالتنا: كيف تبدأ رحلة النجاح؟ 8 خطوات تضمن لك بداية رائعة
- استفد من تجارب الآخرين:
إذا كنت تظنّ أنك الوحيد الذي يعاني في هذه الحياة أنت على خطأ، اقرأ عن تجارب الناس الذين عاشوا في ظلّ ظروف صعبة ورغم كل هذا استطاعوا أن يستفيدوا من تجربتهم فنجحوا في تغيير حياتهم نحو الأفضل، لذلك حاول أن تستفيد من تجاربك الفاشلة حتى تصنع حياتك بالشكل الذي يرضيك.
- تحمّل المسؤولية كاملة:
كُن شجاعًا، ولا تتهرّب من تحمّل مسؤولية أفعالك وتصرّفاتك، فالاتّكال على الآخرين وطلب المساعدة منهم طوال الوقت سيجعل من حياتك لا معنى لها، ولن ترضا عما ستصل إليه لأنه من جهد الآخرين، لكن عندما تتولّى زمام السيطرة على حياتك سيتغيّر الأمر وستشعر بالرضا.
- فكّر بطريقة إيجابية:
حاول أن تطرد كلّ الأفكار السلبية من داخلك فهي تغذي الأحقاد، والكراهية، والحسد، والغيرة، واحرص في المقابل على اتّباع المنهج الإيجابي في التفكير فهو سيُبيّن لك الجانب المشرق، وسيساعدك على حلّ المشاكل التي تواجهك، وسيرشدك نحو الطريق الصحيح لتشعر بالرضا عن حياتك.
اقرأ أيضاً: 8 أمور عليك فعلها لتشعر بالرضا التام عن نفسك
التمييز بين الرضا الإيجابية والسلبية:
عندما نقول أن ترضا على حياتك لا نقصد هنا أن تستسلم للظروف، أو تكون خانع لكل ما تتعرّض له من تحديات، بل نقصد ألا تحمّل نفسك فوق طاقتها حتى لا تغرق في بحر الأحزان والهموم فلا بدّ من أن تكون راضيًا عن نفسك قبل كل شيء ومن ثم تباشر في مواجهة الظروف التي تعيشها لتبني مستقبل زاهر، وفي هذ الصدد سنستعرض بعض الحكم التي تناولت موضوع الرضا:
- (إنّ كان تغيير المكروه في مقدورك فالصبر عليه بلادة و الرضا به حمق) محمد الغزالي
- (ليس الخطأ عيبًا في ذاته، ولكن الرضا به والاستمرار عليه والدفاع عنه هو الخطأ كل الخطأ) حكمة
- (الطموح هو الذي يقض مضجعك لتعمل، وتفكّر، وتكدح، ويطرد من جفنيك النوم، والرضا هو تلك النسائم الجميلة التي تهب على قلبك لتخبره أن هنيئًا لك ما أنت فيه مهما كان) حكمة
- (السعادة والرضا أدوات تجميل عظيمة، وأدوات خادعة لحفظ مظهر الشباب) تشارلز ديكينز
- (من لا يرضى بالقليل، لن يرضى بشيء أبدا) مثل شعبي
- (الأكثر غنى هو من يرغب في القليل) حكمة
- (الرضا باب الله الأعظم، وجنّة الدنيا، وبستان العارفين) ابن تيمية
- (الرضا… كوب من الماء الصافي يمكن لأي شيء أن يفسده) احمد خالد توفيق
- (لو أن الحاجة هي أم الاختراع، فإن عدم الرضا هو أبو التقدم) ديفيد روكفلر
- (من ينطلق نحو المجهول عليه الرضا بالمغامرة وحيدًا) اندريه جيد
- (أريك الرضا لو أخفت النفس خافيا***وما أنا عن نفسي ولا عنك راضيا) المتنبي
- (ما أروع أن تكون الظروف التي تسببت في هنائي قد جلبت الرضا كذلك للآخرين) حكمة
- (السعادة هي التقاء النشوة والرضا في قلب إنسان) حكمة
- (لا تظن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا لكل إنسان شيء في داخله يهزهُ ويعذبه) حكمة
- (في إمكان المرء أن يبتهج بالقليل الذي بين يديه، وأن يجعل منه مصدر سرور مديد، وذلك إذا تحلى بالرضا) حكمة
- (سبحان من جعل الرضا بالله تاج يوضع على رؤوس المؤمنين الراضين بقضاء الله وقدره) علي الطنطاوي
- (إن الإنسان قد يفعل بحريته ما ينافي الرضا الإلهي، ولكنه لا يستطيع أن يفعل ما ينافي المشيئة) مصطفى محمود
- (السعيد من راض نفسه على الواقع، والتمس أسباب الرضا والقناعة حيثما كان) نجيب محفوظ
شاهد: 7 خطوات لبلوغ الرضا عن الذات
علاقة السعادة بالرضا:
من يبحث عن السعادة في حياته لا بد من يشعر قبل كل شيء بالرضا، بمعنى أن يكون راضيًا عن نفسه، ومفتخرًا بما قدمه طيلة مسيرة حياته من إنجازات، وأن يرضى بما وهبه إياه الله سبحانه، عندما يتحلّ بمشاعر الرضا حتمًا ستتغير ظروف حياته وستصبح أفضل مما كانت عليه، فالرضا سر من أسرار السعادة الأبدية.
أن تكون راضيًا عن نفسك وعن حياتك بشكل تام هذا أمر في غاية الأهمية، فمشاعر الرضا ستعلّمك كيف تحب الناس، وكيف تقدّر ذاتك، وكيف يتوجب عليك أن تعمل وتجتهد لتحقق النجاح، ولتتمكن في الآخر من إدخال التغيّرات التي تريدها على حياتك.
المصادر:
أضف تعليقاً