إنَّ وصف عام 2020 بأنَّه كان عاماً مليئاً بالتحديات التي خرجت عن سيطرتنا هو وصف غير دقيق وينم عن استهانة في خطورة الموقف، فمع استمرار التقارير في إظهار التأثير العاطفي للإغلاق وجائحة كورونا، أصبح اتخاذ خطوات لرعاية صحتنا العقلية أكثر أهمية من أي وقت مضى. إضافةً إلى ذلك، هناك العديد من المواقف في حياتنا اليومية التي تجعلنا نشعر باليأس والإحباط، وتزيد من قلقنا وتهيمن على أفكارنا.
إذاً، ماذا تفعل عندما تواجه إحساساً هائلاً باليأس؟ إليك هذه النصائح:
1. فكِّر بمنطقية:
من السهل قول ذلك ولكن العبرة في التطبيق، بكل الأحوال، فكر إلى لحظة في كل الحقائق، وانظر ما إذا كان بإمكانك تحديد ما يجعلك تشعر باليأس بدقة، ثم فكر في تأثيره في حياتك، وحدد الخيارات التي تحتاجها للتعامل مع تأثيره. على سبيل المثال، ربما من المقرر أن تفعل شيئاً لا تريد القيام فيه، ولكنَّك مضطر إلى إنجازه مهما كانت الأسباب، فتشعر بالتوتر والقلق كونك لا تستطيع فعل أي شيء لتغيير حقيقة أنَّه عليك إنجازه، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات للتخفيف من العواطف المرتبطة في ذلك.
2. تحدَّث عمَّا يقلقك:
إنَّ القول المأثور: "يَدُ الله مع الجماعة"، له أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر في العناية بصحتنا العقلية. سواء أكان إحساسك باليأس ينبع من شيء تمر به في حياتك الشخصية، أم من موقف أوسع، فلا بُدَّ أنَّ الكثير منا سوف يواجهه، ولكن قد يساعدنا إطلاع الآخرين على ما نمر به في التعامل مع ما يدور في أذهاننا، ويمنحنا شعوراً في الطمأنينة بأنَّنا لسنا وحدنا. لذا تواصل مع أحد الأحباء في حياتك، أو انضم إلى مجتمعات عبر الإنترنت.
3. جرِّب تقنيات التخيل:
تساعدنا تقنيات التخيل في التحكم في الأفكار المتطفلة التي تخطر في بالنا في أوقات غير مناسبة، مثل الوقت الذي نحاول فيه الخلود إلى النوم، أو عندما نحتاج إلى التركيز على العمل. إذا كان بإمكانك تخيل الشيء الذي يسبب إحساسك باليأس، تخيل وضعه داخل صندوق، ثم اقفله وضع المفتاح بعيداً في مكان آمن. إذا كان الشيء الذي يجعلك تشعر بالتوتر مجرداً، فيمكنك محاولة تخيله على شكل كلمة. هناك العديد من الطرائق التي يمكنك من خلالها استخدام تقنيات تخيل مثل هذه، وسوف يساعدك الكثير منها على التحكم في أفكارك بعناية، وتأجيل التفكير فيها ومعالجتها حتى يحين الوقت المناسب.
4. حقِّق مكاسب صغيرة:
في حين أنَّ الشيء الذي يسبب لك الضيق خارج عن سيطرتك، يمكنك استعادة السيطرة من خلال تحقيق أشياء صغيرة في حياتك اليومية، مثل: تنظيف خزانتك التي لم تجد وقتاً لترتيبها من قبل، أو ربما مساعدة أحد أحبائك في مهمة يتعثر في إنجازها، مثل افتتاح مطعم، أو حجز موعد. ومن المفيد أيضاً استعادة التركيز على الأشياء التي أمامنا، والتي نسيطر عليها، والتي نستطيع من خلالها اتخاذ خطوات إيجابية ومثمرة.
5. ارأف بنفسك:
من المهم أن نتذكر أنَّنا لن نشعر بالسيطرة والسعادة طوال الوقت، فأيام الصحة العقلية الجيدة والسيئة تأتي وتذهب. وفي كثير من الأحيان، يتوقف تعلمك كيفية الاعتناء بنفسك على قدرتك على تقبُّل التحديات والتغلب عليها. إذاً، إذا كنت تشعر بالحزن واليأس، فتقبل تلك المشاعر، واعلم أنَّها لن تبقى معك إلى الأبد، وتأكد أيضاً من التخلص من أي شعور بالذنب غير منصف، ففي بعض الأحيان، لا يوجد شيء يمكننا فعله لحل الموقف. لذا، ضاعف اهتمامك في نفسك، وكن متفائلاً، واستمتع في حياتك قدر الإمكان.
أضف تعليقاً