وأفضل طريقةٍ هي اتباع الخطوات الثماني للتوقُّف عن القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها:
1. التحديد الواضح لما يقلقك، ومعرفة لماذا يقلقك:
تكمن الخطوة الأولى للتوقُّف عن القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها في التحديد الواضح لما يقلقك، ومعرفة لماذا يقلقك؛ فلا يمكنك إصلاح ما لا تعرفه، والطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها التغلُّب على مخاوفك هي الوصول إلى أساس المشكلة؛ إذ يمكنك القيام بذلك من خلال البحث في ماضيك ومستقبلك عن الأحداث أو المؤشرات، وتحديد الأسباب الجذرية التي يمكنك معالجتها بإجراءاتٍ حقيقية.
ولأنَّ الناس عادةً ما يكونون قلقين بشأن شيءٍ ما في الماضي أو المستقبل؛ يتسبب لهم ذلك بمشاعر القلق أو التوتر أو الغيرة أو الاكتئاب، وتتضخَّم هذه المشاعر عندما لا نعرف سببها ولماذا تراودنا؛ وهذا ما يؤدي إلى تفاقم المشكلة والاستمرار في التفكير فيها.
حدِّد جذور قلقك في الماضي والحاضر:
القلق بشأن الماضي:
تأتي قُرابة نصف مشاعرنا السلبية من أحداث الماضي، فعندما نقلق بشأن الماضي، نشعر عادةً بأشياء مثل الذنب والغضب والعار والندم والاستياء وغير ذلك؛ وهذا لأنَّنا لا نستطيع تغيير الماضي، فقد حدث ما حدث في الماضي، ومن ثمَّ فهو أمرٌ نقلق بشأنه دون أن نتمكَّن أيضاً من التحكُّم به.
فكِّر في شيءٍ يُغضبك، متى حدث السبب الجذري الذي أدى إلى ذلك؟ بحكم التعريف، حدث هذا في الماضي حتى تغضب الآن؛ لذلك، عندما نشعر بالقلق ونستغرق في الماضي، فإنَّنا نركِّز على شيءٍ لا يمكننا التحكُّم به؛ وهذا ما يتسبَّب في مشاعر سلبية لا داعي لها.
بدلاً من القلق بشأن الماضي، انظُر إليه بِوصفه تجربةً تتعلَّم منها، فهل مررتَ بتجارب سلبية في حياتك تُسبِّب لك القلق؟ بالطبع، فأنت إنسان في نهاية المطاف، ومع ذلك، بدلاً من تذكُّر الأحداث السلبية تذكُّراً سلبياً، انظُر إليها على أنَّها نقاط انطلاق وتجارب ضرورية للنمو والتطوُّر في طريقك إلى أن تصبح شخصاً أفضل، وانظُر إلى ماضيك بموضوعية، بدلاً من النظر إليه بوصفه شيئاً يدعو للقلق.
القلق بشأن المستقبل:
يأتي النصف الآخر من مشاعرنا السلبية من أحداثٍ مستقبليةٍ لم تحدث بعد، وبحكم التعريف، فإنَّ مسألة حدوث أي شيءٍ أو عدم حدوثه في المستقبل خارجةٌ عن سيطرتنا، ومع ذلك، فإنَّنا نقلق بشأن المستقبل في كثيرٍ من الأحيان؛ وهذا ما يُسبِّب لنا التوتُّر والاضطراب والخوف؛ لذا فكِّر في الأمر مرةً أُخرى، وحدِّد الوقت الذي شعرت فيه بالقلق أو التوتر، وبكل تأكيد، فإنَّ الأمر يتعلَّق بشيءٍ مستقبلي.
ومرةً أخرى، هذا شيء لا يمكنك التحكُّم به، فعندما نقلق بشأن المستقبل، فإنَّنا ندع أذهاننا تفكِّر في جميع النتائج المحتمَلة، وغالباً ما نركِّز على كل ما يمكن أن يسير سيراً خاطئاً، ومع ذلك، فإنَّ النظر في النتائج المستقبلية المحتمَلة جميعها لا يُعَدُّ استراتيجيةً سيئة، وهو أمرٌ يجب عليك القيام به بموضوعية حتى لا يُسبِّب لك القلق، ومن ثمَّ تشعر بالتوتر أو الاضطراب.
يساعدك ذلك على إنشاء خارطةٍ لحياتك، وتحديد أهدافٍ يمكن التحكُّم بها، وتجنُّب العثرات؛ وهذا ما يمنحك التحكُّم والتوجيه، بالإضافة إلى قلة المشاعر السلبية التي تُشتِّت انتباهك.
لاحظ أنَّه في كلتا الحالتين أنت لا تقلق بشأن اللحظة الحالية؛ لهذا إنَّ تحديد ما يُقلقك في الماضي والمستقبل، سيساعدك على الفصل بين الاثنين والعيش أكثر في الوقت الحالي؛ إذ لا توجد أي مشاعر سلبية مباشرة؛ وذلك لأنَّك إمَّا تقلق بشأن شيءٍ سيحدث أو شيءٍ قد حدث، ونادراً ما تفكِّر في شيء يحدث الوقت الحالي.
2. تحديد ما يمكنك وما لا يمكنك التحكُّم به:
حدَّدنا في الخطوة الأولى ما كان يُقلِقنا في الماضي والمستقبل، ولقد تعمَّقنا في البحث ووجدنا السبب الجذري لقلَقِنا، ومن ثمَّ سبب مشاعرنا السلبية من غضبٍ وشعورٍ بالذنب والتوتر والقلق، وغير ذلك، والآن، قسِّم الأحداث أو الأشخاص أو الموضوعات التي تُسبِّب لك القلق إلى فئتين: أشياء يمكنك التحكُّم بها، وأشياء لا يمكنك التحكُّم بها.
لا توجد فائدةٌ من القلق بشأن الأشياء التي لا يمكننا التأثير فيها، وإنَّ التركيز على الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها، يُقلِّل في الواقع من القلق عن طريق زيادة السيطرة على حياتك، وفي الواقع، تساعدنا الأشياء التي يمكننا التحكُّم بها عند إضافتها معاً مع مرور الوقت، على تشكيل وتغيير الأشياء التي لا يمكننا التحكُّم بها.
على سبيل المثال، ربما يتقاعد موظفٌ ما في العمل وترغب أنت بوظيفته ذات المنصب العالي؛ وهذا ما يُسبِّب لك القلق والتوتر، فإذا كانت الحالة كذلك، فحدِّد ما يمكنك/ لا يمكنك التحكُّم به؛ إذ لا يمكنك التحكُّم بمن سيحصل على الترقية مباشرةً، فهذا أمرٌ يقرِّره مدير التوظيف، ومع ذلك، يمكنك التركيز على الأداء الممتاز في عملك وإجراء تغييراتٍ تدريجيةٍ تجعلك مرشحاً أفضل لهذا المنصب.
بهذه الطريقة، تتوقَّف عن القلق بشأن مَن سيحصل على الترقية وتركِّز على الهام، فإنَّ القلق بشأن زيادة الأجور، يضرُّك أنت وحدك، بينما القلق بشأن الأمور الهامَّة - مثل تحقيق أهداف مبيعاتك والتحضير تحضيراً مناسباً لاجتماعات القيادة - هو في الواقع شيءٌ إيجابيٌّ يصبُّ في مصلحتك.
3. التحدث مع الأصدقاء وأفراد الأسرة الموثوق بهم:
بعد تحديد وتصنيف الأشياء التي تُقلِقك، وقبل أن تضع خطةً للتوقُّف عن القلق، احرص على التحدُّث مع أشخاصٍ قريبين منك وتثق بهم، فمن الصعب تقييم حياتك وحالتك العقلية عندما تكون منغلقاً على نفسك، ففي كثيرٍ من الأحيان لا يكون لديك منظورٌ لتحديد ما يقلقك، ناهيك عن معرفة كيفية التغلُّب عليه.
لمساعدتك على ذلك، شارك أفكارك مع الأصدقاء والعائلة، واشرح ما تشعر به وما تظن أنَّه يسبب لك القلق، وابدأ بوضع مخطَّطٍ تقريبي فيما يتعلَّق بتفاصيل ما يُقلِقك وكيف يمكنك التعامل معه، واطلب النصيحة، لكن لا تلتزم مباشرةً بما يقولونه؛ بل فكِّر في الأمر أولاً، فهُم يُعانون من المشكلة نفسها أيضاً، وسيحكمون على موقفك بناءً على معتقداتهم، وليس معتقداتك.
ومع ذلك، فإنَّ منظور الآخرين يكون مفيداً عند محاولة التعامل مع المشاعر السلبية كالقلق، وهو غالباً ما يرفعك فوق المشاعر غير المرغوب فيها، ويتيح لك النظر إليها بموضوعية، مثل عالِمٍ يحاول حلَّ مشكلةٍ، بدلاً من شخصٍ عالقٍ في مشكلات الحياة، وإنَّ مجرد التحدث عن مشاعرك بصوتٍ عالٍ يساعد على التقليل من قلقك، وكذلك يساعدك على تحديد ما يزعجك، ولماذا يزعجك، وكيف يمكن أن تتعامل معه تعاملاً أفضل.
4. وضع خطة للتقدم:
لقد كنتَ تقوم بالعمل الصعب المتمثِّل في الجلوس وسط مشاعرك السلبية، والتفكير فيها، والشعور بها، ومعرفة ماذا ولماذا تشعر بهذه الطريقة، أمَّا الآن، فيمكنك معرفة كيفية التغلُّب على الأشياء التي تُقلِقك، وتقليل المشاعر السلبية، مثل: الغضب والتوتر والقلق؛ إذ يجب أن تحتوي خطَّتك على طرائق محددةٍ للتغلُّب على كلٍّ من الأشياء التي يمكنك والتي لا يمكنك التحكُّم بها.
يجب أن تتضمَّن خطتك للتغلُّب على قلقك ما يأتي:
التخطيط لأشياء يمكنك التحكُّم بها:
معظم الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها هي نقاط انطلاقٍ للحصول على أو تجنُّب الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها، وهذه نقطةٌ أساسيةٌ يجب توضيحها وفهمها، على الرَّغم من أنَّك قد لا تكون قادراً على ضمان اندماج شركتك مع شركة أكبر، فإنَّه يمكنك التركيز على جعلها شركة عالمية المستوى تتوق أي شركةٍ إلى الاندماج معها.
لهذا السبب، ابدأ بتحديد الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها، وتكون عادةً أشياء تحاول تجنُّبها أو تحقيقها، وتشعر بالقلق عمَّا إذا كنت ستحصل عليها أم لا، اعتماداً على ما يقلقك، وبهذه الطريقة، فإنَّ الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها هي "أهداف" من نوعٍ ما، تلك الأشياء التي تريد إمَّا السعي وراءها أو الابتعاد عنها، ويكون تحقيق الهدف إمَّا بتجنُّبه أو بتحقيقه بنجاح.
بعد تحديد هذه الأشياء، اكتشف الأشياء الصغيرة التي يمكنك التحكُّم بها والتي ستدفعك في الاتجاه الذي تريد الذهاب إليه، فقد لا تتمكَّن من التحكُّم بالنتيجة النهائية أو الهدف، لكن يمكنك غالباً التأثير في الخطوات التي تقودك إلى تحقيق الهدف، بدءاً من الخطوة الأولى.
لذلك، للتخطيط للأشياء التي يمكنك التحكُّم بها، حدِّد الخطوات اللازمة لتحقيق أو تجنُّب الشيء الذي يقلقك، وبعد ذلك، ضع خطةً متماسكةً تشمل الخطوات اللازمة جميعها، خطوةً بخطوة، مع التركيز على الشيء الذي تتطلَّع إليه مباشرةً، ويكمن المفتاح هنا في التركيز على سير العملية، والتفاصيل الدقيقة، ومع مرور الوقت، يتحوَّل هذا التفصيل إلى سيطرةٍ أكبر على حياتك.
شاهد بالفديو: كيف تخطط لمستقبلك بنجاح؟
التخطيط للأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها:
هذا أصعب قليلاً؛ وذلك لأنَّه بحكم التعريف، لا يمكنك التحكُّم بهذه الأشياء؛ ومع ذلك، فإنَّ التحديد الناجح للأشياء التي تُقلِقك والتي تقع خارج نطاق سيطرتك يُعَدُّ خطوةً أولى إيجابيةً للتخطيط للتغلب على هذا القلق، والخطوة التالية ليست محاولةً لتغيير هذه الأشياء تغييراً مباشراً؛ بل تتمثَّل في التعامل مع وجودها في حياتك، بالإضافة إلى وضع خطة طوارئ في حال حدوث ما يقلقك.
إنَّ الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها، قد تتحقَّق وقد لا تتحقَّق، وقد تؤذيك أو تتركك سالماً، وبصرف النظر، لا يمكنك التأثير فيما إذا كان هذا سيحدث أم لا، أو ماذا ستكون النتيجة؛ لذلك، في أثناء التركيز على الأشياء الصغيرة التي يمكنك التحكُّم بها، اعمل في الوقت نفسه على تقوية عقلك وأن تصبح راضياً عن حالة حياتك الحالية.
تتضمَّن الأشياء الأساسية التي يمكنك فعلها لقبول الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها ما يأتي:
- النظام الغذائي: احرص على أن تتمتَّع بصحةٍ نفسيةٍ جيدة من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، وتناول نظامٍ غذائي متوازن.
- النوم الكافي: حافظ على نشاطك الذهني وعقلك تحت السيطرة عن طريق النوم بانتظام وإعادة شحن طاقتك حتى تتمكَّن من التفكير بوضوح.
- العلاقات الجيدة: حافظ على علاقاتٍ جيدة، وركِّز على أصدقائك وعائلتك بوصفهم هدفاً لك، وليس شيئاً لا يمكنك التحكُّم به.
- العمل الهادف: اعمل في وظيفةٍ رئيسةٍ، أو في نشاطات جانبية مفيدة حتى لا تبدو الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها سيئةً جداً.
- التأمُّل: استمر في تقوية سيطرتك على عقلك، وتعزيز المتعة لديك في الوقت الحاضر من خلال التأمُّل الموجِّه أو الذاتي.
بالإضافة إلى ذلك، من الأفضل أن تضع خطة طوارئ موضوعية في حال حدوث الشيء الذي تقلق بشأنه، على سبيل المثال، إذا لم تحصل على الترقية التي كنت قلقاً بشأن الحصول عليها وكان دخلك قليلاً، فما هي الخطوات التي يجب عليك اتِّخاذها لزيادة دخلك على الأمدين القصير والطويل؟
لا داعي للقلق بشأن ذلك، لكنَّ الافتقار إلى التخطيط قد يكون كارثياً إذا لم تفكِّر على الأقل في النتيجة السلبية وعواقبها، وسيزيد هذا أيضاً من سيطرتك على حياتك، وسيعمل على تقليل مخاوفك وقلقك، بدلاً من زيادتها.
5. الالتزام بروتينٍ يومي:
بعد وضع خطةٍ للأشياء التي يمكنك والتي لا يمكنك التحكُّم بها، فإنَّ الخطوة التالية هي تحويل تلك الخطط إلى روتينٍ يومي يساعدك على استخدام الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها بوصفها خريطةً تمكِّنك من تجنُّب الشيء الذي تقلق تجاهه، أو تحقيق الشيء الذي تقلق بشأن فقدانه؛ لذلك يجب أن تبتكر روتيناً صباحياً وروتيناً ليوم العمل، بالإضافة إلى روتينٍ مسائي.
نفِّذ الإجراءات الآتية للتغلُّب على قلقك:
الإجراءات الصباحية:
يمكنك ممارسة تأمُّل اليقظة الذهنية، فتقضي الصباح أولاً في تصفية ذهنك من الفوضى التي لا يمكنك التحكُّم بها، ومن ثمَّ تحديد الأشياء التي يمكنك التأثير فيها تأثيراً مباشراً في ذاك اليوم، بالإضافة إلى وضع خطةٍ للقيام بذلك، وفي ذاك الوقت تكتب في مجلة الامتنان الخاصة بك، وتتأمَّل لمدة 15 دقيقة، وتشاهد لنصف ساعة قناة علمية لتنشيط عقلك قليلاً.
يجب أن يحقق روتينك الصباحي غايتين؛ الأولى هي التركيز على اللحظة الحالية والتوقُّف عن القلق بشأن الماضي أو المستقبل، والثانية هي أن تُعِدَّ نفسك لليوم الحالي وللأشياء التي يمكنك التأثير فيها تأثيراً مباشراً، ونسيان الأشياء التي لا يمكنك التأثير فيها.
روتين يوم العمل:
يجب أن تركِّز في روتين العمل اليومي تحديداً على الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها؛ فإذا كنت ترغب في الحصول على ترقيةٍ ما، ولكنَّك تعلم أنَّك تحتاج إلى التركيز على أداء العمل الممتاز، فهنا تنفِّذ خطتك المهنية اليومية والشهرية والربع سنوية كي تدفع نفسك في اتِّجاه تلك الترقية التي تريدها وتقلق بشأنها.
يوجد أنواع مختلفة من روتين العمل اليومي، لكن لنتحدَّث عن الفكرة التي يمنحها نموذج "الصانع ضد المدير" الذي وضعه عالم الحواسيب "بول غراهام" (Paul Graham).
في هذه الاستراتيجية، تُقسَّم الأيام والأسابيع إلى فتراتٍ من العمل العميق، أو عمل "السماء الزرقاء" (blue sky)، وفترات العمل الموجَّه نحو المهام، ويكون عادةً التقلُّب بين الاثنين هو ما يُسبِّب الإرهاق العقلي؛ لذا إنَّ اختيار أيام أو أوقات محددة من اليوم تقوم فيها بنوعٍ واحدٍ من نوعي العمل هذين يُعَدُّ أسلوباً رائعاً للتأثير في الأشياء التي يمكنك التأثير فيها.
ومن الهام بصرف النظر عن روتين يوم عملك، أنَّه يجب عليك أن تكون شديد الحرص بشأنه؛ إذ يجب أن تخطِّط ليوم عملك بالكامل باستخدام تقويمٍ أو أداة جدولة؛ فهي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها الاستمرار في التركيز على الأشياء التي يمكنك التحكُّم بها.
الروتين المسائي:
إنَّ آخر روتينٍ يجب مراعاته هو روتينك المسائي؛ يمكنك مثلاً أن تذهب في ذلك الوقت إلى صالة الألعاب الرياضية، أو تقرأ شيئاً ما، ومع وجود أشخاص يقومون بالأمرين معاً في الصباح، وبوصفه جزءاً من ذلك، حدِّد موعد نومك والمدة التي تستغرقها لتهدأ.
يتعلق روتينك المسائي بالتفكير في اليوم الذي حدث، وما الذي سار، وما الذي لم يسر سيراً جيداً، وما يمكنك القيام به غداً للتأثير تأثيراً مباشراً في الأشياء التي تحت سيطرتك.
6. تتبُّع التقدُّم ومستويات الإجهاد:
لا تكتمل الخطة ما لم تتبع تقدُّمك نحو أهدافك، وبالنسبة إلى الغرض من هذا المقال، فيكمن الهدف في التغلُّب على قلقنا، خاصةً فيما يتعلَّق بالأشياء التي لا يمكننا التحكُّم بها؛ لذلك، في أثناء تنفيذ خطتك، استمر في تتبُّع مشاعرك السلبية والقلق العام، وتحديد ما إذا كانت ستزيد أم تنقص بينما تركِّز على تغييرها.
يُعَدُّ ذلك تقييماً نوعياً إلى حدٍّ كبير ما لم تتبع مؤشرات حيوية معيَّنة، لكن ما تزال تستطيع القيام بذلك بدرجة معينة من الموثوقية، على سبيل المثال، تُعَدُّ كتابة اليوميات طريقة رائعة لاكتشاف الاتجاهات العاطفية، فإذا لاحظت أنَّ مشاعرك قد تحسَّنت باستمرار خلال الأسابيع الماضية من خلال مراجعة ما كتبته في دفترك اليومي سابقاً، فستعرف أنَّ خطتك تعمل جيداً، ومع ذلك، إذا كان العكس صحيحاً وما زلت تقلق، فاعلم أنَّك تحتاج إلى العودة وتعديل تخطيطك.
7. الاستمرار في تحسين ما يهم:
في أثناء التخطيط والتنفيذ وتتبُّع تقدُّمك للتخلُّص من القلق، من الهام أن تكون صادقاً مع نفسك وأن تحسِّن باستمرار ما يهمك.
إنَّ ما يعنيه ذلك هو إيجاد طرائق لزيادة تركيزك على ما يمكنك التحكُّم به، والتعامل تعاملاً أفضل مع الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها، والمحاولة كل يومٍ لتكون سعيداً أكثر بحياتك كما هي عليه في وضعها الحالي، حتى لو كان عليك التظاهر بذلك في البداية، وتأكَّد من أن تسأل نفسك باستمرار: "كيف تتوقَّف عن القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكُّم بها؟".
شاهد بالفديو: 10 نصائح عملية لزيادة تركيزك في العمل
8. السكوت وتقبُّل الأمر:
يجب عليك أن تسكت وتتقبَّل الأمر، فأنت وغيرك وجميع الأشخاص يقلقون بشأن مختلف الأشياء، ومع ذلك، فإنَّ هذا لا يمنحنا الإذن للانغماس في شفقتنا على ذواتنا، والشعور بالرضى السلبي يتغلغل في مشاعرنا؛ إذ لا يوجد وقت لذلك، في حين أنَّه من الهام أن تكون صادقاً بشأن الأشياء الخاطئة، وأن تعمل على تحسينها، فمن الهام أيضاً التركيز على الإيجابيات وتجاهُل السلبيات والاستمرار في العيش ما دام في إمكانك ذلك.
المفارقة هنا هي أنَّه من خلال القيام بذلك، ستقلِّل من قلقك، ومن ثمَّ تُقلِّل من توتُّرك، واضطرابك، وشعورك بالذنب، وغضبك، وغير ذلك، وكما قلنا، تظاهر بقدرتك على تحقيق ذلك حتى تتمكَّن من تحقيقه فعلاً، وبصرف النظر عمَّا إذا كنت تريد أن تتقبَّل الأمر أو لا، افعله فقط، وبالتركيز على المهمَّة الحالية وعدم القلق بشأن الباقي، ستكون أفضل حالاً بكل تأكيد.
الأسئلة المتكررة:
كيف أتوقَّف عن القلق بشأن المستقبل؟
المشاعر السلبية مثل، التوتر والقلق وعدم الثقة بالنفس والخوف، كلها تأتي من أشياء قد تحدث أو لا تحدث في المستقبل، وبحكم التعريف، لا يمكنك في كثير من الأحيان التأثير تأثيراً مباشراً في المستقبل، لكن يمكنك التأثير في الخطوات التدريجية التي تقع أمامك مباشرةً؛ لذا توقَّف عن القلق بشأن المستقبل من خلال التركيز على الخطوات الملموسة اللازمة لتحقيق أهدافك المستقبلية.
كيف أتوقَّف عن القلق بشأن الماضي؟
تذكَّر أنَّ المشاعر السلبية مثل؛ الغضب والذنب والعار تأتي كلها من الماضي، وعندما نشعر بالقلق بشأن الماضي، فإنَّنا نكون قلقين بشأن الأشياء التي لا يمكننا تغييرها، ونترك المشاعر السلبية تتغلغل فينا وتطول أكثر ممَّا ينبغي، فركِّز على الماضي بصفته مصدراً للتعلُّم وليس بصفته مصدراً للخزي كي تنجحَ في التوقُّف عن القلق بشأنه.
الخلاصة:
أنت مَن تملك القدرة على التوقُّف عن القلق أو لا، فالأمر متروك لك في النهاية، وعندما تتساءل عن كيفية التوقُّف عن القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنك التحكم بها، تذكَّر اتِّباع الخطوات الثماني المذكورة آنفاً، بالإضافة إلى الاعتماد على دليل عملي أو كرَّاس تمرينات أو شريك مساءلة.
أضف تعليقاً