ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "دانا سميث" (Danae Smith) والتي تُحدِّثنا فيه عن كيفية بناء روتين ناجح.
أولاً، يجب أن تلاحظ العبارة الرئيسة: "روتين خاص بي"؛ حيث إنَّ الروتين اليومي ليس أمراً عاماً أو شاملاً، فمن المحتمل ألا يناسب روتينك اليومي شخصاً آخر بسبب اختلاف الأهداف والاحتياجات والقدرات وغيرها، فعند بدء روتين يومي، علينا أولاً أن نمنح أنفسنا الإذن لإنشاء الروتين الذي يناسبنا؛ إذ إنَّنا بحاجة إلى قبول أنَّه يمكن أن يبدو مميَّزاً وخاصاً بنا.
بعد توضيح هذا الأمر، لندخل حقاً إلى الجوانب العملية لكل ذلك، فعندما تقرر بدء أو بناء روتين، هناك ثلاث نصائح يجب أخذها في الحسبان:
- حدد الهدف من الروتين.
- تساهل مع نفسك.
- ضع توقعات واقعية لروتينك.
لقد وقعتُ ضحية محاولة بناء روتين يومي، وخلال بنائي لروتيني، لم أفهم سبب قيامي به وما الذي كنتُ أرغب في النهاية بالشعور به وتجربته خلال هذا الروتين، ولم أكن متساهلة مع نفسي عندما لم تسر الأمور كما هو مخطط لها، وأخيراً، توقعتُ أن أنسجم وأكون مثالية في اليوم الأول، دون أن أدرك أنَّها رحلة وعملية طويلة؛ حيث ساعدني التفكير بهذه النصائح الرئيسة على إدراك أنَّه مع مرور الوقت، سيصبح الروتين اليومي معتاداً وسلساً في حياتي اليومية، ولكن في البداية، هناك الكثير من التعلم والاكتشاف، وإليك بعض الخطوات لبناء روتين يومي:
1. تحديد الهدف من الروتين:
تتمثل الخطوة الأولى في توضيح سبب إنشاء روتين يومي، وهذا مرتبط بالنصيحة الأولى التي ذكرناها آنفاً، فحدِّد واعرف الهدف من روتينك، ومن الأسئلة الهامة التي يجب أن تطرحها على نفسك "ما الذي أريد أن أشعر به/ أجربه/ أكسبه من روتيني اليومي؟"، وربما تريد أن تشعر بمزيد من الثقة عند بدء يومك، أو الاسترخاء عند نهاية اليوم، وربما تريد أن تشعر بالنشاط خلال يومك أو الاستمتاع بالبهجة في أبسط أشكالها.
مهما كان الأمر بالنسبة إليك، كن واضحاً بشأن سبب بدايتك، وما هي النيَّة من روتينك اليومي، فتساءل عن السبب واكتبه في مكان ما بحيث يكون مرئياً حتى تتمكن من التفكير فيه مرة أخرى عندما تشعر بعدم التوازن أو تكافح للوصول إلى انسجام مع روتينك اليومي.
2. تحديد نوع الروتين:
ستكون الخطوة التالية هي تحديد الروتين اليومي الذي تريد العمل عليه أولاً؛ حيث يمكن أن يكون لديك روتين لأي شيء تقريباً، ولكن في هذا المقال، سنركز على الروتين حسب الوقت من اليوم؛ فلذا، هل تريد روتيناً صباحياً لبدء يومك أو روتين منتصف النهار للاستراحة مع بدء يومك؟
ربما تريد أو تحتاج إلى روتين مسائي للمساعدة على إعدادك للنجاح في الصباح أو تخفيف الضغط، فأنصح باختيار واحد والتعامل مع هذا الروتين قبل تطبيق البقية، ويمكن تطبيق هذه الخطوة على أي روتين ترغب في تنفيذه في حياتك اليومية، فقد يكون لديك روتين ناجح ولكنَّه ليس روتيناً للإنتاجية، والغرض من هذه النصيحة هي أن تطبق روتينك بالشكل الذي يناسبك.
3. القيام بالعصف الذهني لروتينك:
بعد أن حددتَ غايتك من روتينك اليومي، وقررتَ نوع الروتين الذي تريد تنفيذه، فقد حان وقت العصف الذهني والتخطيط له، فمن المفترض أن تكون هذه الخطوة ممتعة؛ فيجب عليك أن تقرر ما تريد أن يشمل روتينك؛ حيث إنَّ هذه الخطوة تدور حول سرد الأشياء كلها؛ فلذا، اضبط عداد الوقت لمدة دقيقتين إلى خمس دقائق واكتب فقط جميع العادات أو الطقوس أو الممارسات أو النشاطات التي ترغب في تضمينها في روتينك اليومي، فأنت لم تقرر بعد ما سيكون في روتينك، فحدد الأشياء التي تعتقد أنَّها ستقويك وتجلب لك السعادة وتشبع رغباتك.
وإليك نصيحة إضافية: لا شيء مرفوض في هذه الخطوة، فضع قائمة بكل ما يمكن أن يخطر ببالك، حتى لو بدا غير عملي أو غير واقعي، فهذه لحظة تفكير وحلم بلا قيود، وللمساعدة في هذه الخطوة، فكر في الروتين الذي لديك الآن، وصدِّق أو لا تصدق، لدينا جميعاً إجراءات روتينية، سواء كانت متعمَّدة أم غير متعمدة، فقم بتدوين ما تفعله في الصباح قبل أن يبدأ اليوم، ولاحظ ما تفعله في المساء عندما تكون خارج العمل أو بعد العشاء، ففي بعض الأحيان لا نحتاج أن نبدأ من الصفر؛ حيث يمكننا العمل مع إجراءاتنا الحالية.
4. رسم خريطة لروتينك:
الآن أصبحنا عمليين وواقعيين، إذا صح التعبير، وبالعودة إلى الخطوة 3، إلى تلك القائمة الرائعة الخاصة بك، حدِّد 1 إلى 3 من الأفكار التي قررتَ إدراجها في روتينك اليومي، واطرح سؤالين على نفسك عند تحديد اختيارك:
- هل تتوافق هذه الطقوس/ الممارسة/ العادة مع هدفي من هذا الروتين اليومي؟
- كم من الوقت يمكنني أن أمنح هذه الطقوس/ الممارسة/ العادة بشكل واقعي؟
وتذكَّر أنَّ اتباع روتين يومي لا يعني القيام بكل شيء؛ حيث يتعلق الأمر بفعل ما يهم، فمن الهام أن تضع توقعات واقعية في أثناء تخطيطك لروتينك، وقد ترغب في قضاء 30 دقيقة كل صباح بمفردك دون ضجيج، ولكن إذا كان لديك أطفال صغار أو وظيفة تحرمك من هدوء الصباح، فربما لا تكون 30 دقيقة بمفردك واقعية في هذا الحالة، وهذا لا يعني أنَّ هذا الهدف لن يحدث أبداً، ولكن ربما يمكنك قضاء من 5 إلى 15 دقيقة فقط في الصباح، وبمعرفة ذلك، يمكنك مراجعة قائمة أحلامك من طقوس/ ممارسات/ عادات واختيار ما يتوافق بالفعل مع الوقت الذي لديك ونيتك مع الروتين اليومي.
وعلى غرار نصيحة رقم 1، فاكتب روتينك في مكان يسهل رؤيته ويمكن الوصول إليه بسهولة، ففي الوقت الحالي، هذه ليست عادة حتى الآن؛ لذا من المفيد أن تحتفظ بما قلتَ أنَّك ستفعله أمامك حتى تتذكره، واعلم أنَّ الأمر لا يتعلق بفعل كل شيء؛ بل بالقيام بما هو هام.
5. البدء بتطبيق الروتين:
القول أسهل من الفعل؛ حيث إنَّ الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى تنفذ ما خططتَ له، ويتطلب التخلص من العادات غير الصحية؛ لذا عليك تحديد نواياك، وطرح الأفكار، ورسم جميع الإجراءات الروتينية التي تريدها، ولكن لا تطيل التفكير في البدء، فقط ابدأ بالتنفيذ، فاستيقظ غداً ونفِّذ ذلك الروتين الذي حددتَه، وأنهِ يوم عملك وقم بعمل روتين ما بعد العمل الذي قمتَ بالعصف الذهني له.
وفي مرحلة ما، علينا أن نضع الخطط وننفذها؛ إذ لن تكون مثالية، وسوف تشعر بصعوبة وفوضى في البداية، وقد يبدو الأمر مستحيلاً، ويمكنك تنفيذ روتينك مرتين فقط في الأسبوع الأول، ولكن مرتان أفضل من عدم القيام بذلك على الإطلاق، كما تقول العبارة الشائعة "العمل أفضل من الكمال"، وتذكَّر أن تتساهل مع نفسك؛ حيث إنَّك تبدأ شيئاً جديداً وقد يكون غير مألوف، وقد تشعر بالفوضى أو الصعوبة، فاستمر وامضِ قدماً به.
بدأ الروتين يدخل مرحلة التجربة والخطأ، فأنت تبني عادةً جديدة وتتعلم عن نفسك في هذه العملية، فيمكنك تعديل روتينك وتغييره بعد أسبوع واحد عندما تدرك أنَّه غير مناسب لك، فلاحِظ ما التزمتَ به من الخطة التي وضعتَها وما لم تلتزم به، وابدأ مرة أخرى وركز على أجزاء من روتينك التي تقوم بها بالفعل، وتذكَّر، ابدأ بخطوات صغيرة وتوسَّع لاحقاً.
الروتين اليومي طريقة عملية وجميلة للاستثمار في نفسك يومياً والتخطيط لحياتك، وسيأتي التناغم مع روتينك اليومي مع الوقت، فهو عملية طويلة وليس وجهة، وسوف تنجح وتفشل إلى أن تعتاده، فالروتين اليومي لن يقيدك؛ بل سيمنحك الحرية ويساعدك على تنظيم حياتك.
أضف تعليقاً