19 نصيحة تبقيك متفائلاً

نواجه جميعاً تحديات وصعوبات بين الحين والآخر؛ لكنَّ رد فعلنا تجاه تلك التحديات هو الذي يحدِّد قدرتنا على التغلب عليها بسرعة، وعادةً ما يستجيب الناس للتحديات بأحد شكلين؛ بعقليةٍ متفائلة أو بعقليةٍ متشائمة.



بينما يميل الجميع بطبعهم للتحلي بوجهات نظر مختلفة، فإنَّ قدرتك على البقاء متفائلاً في وجه الصعوبات ستؤثِّر في نجاحك العام ونظرتك إلى الحياة، وسوف يشرح هذا المقال تأثير التفاؤل في السعادة، ويقدِّم لك 19 نصيحةً تستطيع من خلالها أن تصبح أكثر تفاؤلاً بدءاً من الآن.

كيف يؤثِّر التفاؤل في السعادة؟

مع أنَّ صحتك الجسدية عاملٌ أساسي لنوعية حياتك وطول عمرك، فإنَّ صحتك النفسية تحمل الأهمية نفسها، وتؤثِّر صحتك النفسية في كل شيءٍ تقوم به في حياتك تقريباً.

تشير الدراسات إلى أنَّ الأشخاص المتفائلين أقل عرضة للإصابة بمرض مزمن؛ إذ يعيشون حياةً أطول بنسبة 11-15% ولديهم فرصة أكبر للعيش أكثر من 85 سنة.

يتمتَّع الأشخاص المتفائلون بأمان وظيفي أفضل، ومن المرجح أن ينجحوا في حياتهم المهنية، ولديهم رضى وظيفي أكبر، إنَّهم يستطيعون تحويل خيبات الأمل إلى دافع لهم، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق مزيد من الإنجازات، فالأشخاص المتفائلون أقل مرضاً ويتعافون من الأمراض بسرعةٍ أكبر، والمقياس الحقيقي للصحة العقلية هو مدى تفاؤلك بنفسك وحياتك.

19 نصيحةٍ كي تبقى متفائلاً دائماً:

يجب أن تتعلم كيفية التحكم بتفكيرك بطرائق محدَّدة جداً لكي تتحلى بصحةٍ عقلية جيدة، إذ تشعر بالرضى عن نفسك وحياتك مهما حدث.

لذا إليك 19 نصيحة تستطيع اتباعها كي تحافظ على تفكيرٍ إيجابي، وتتغلب على التحديات، وتُحقق النجاح في حياتك:

1. تحكَّم بردود فعلك واستجابتك:

نلاحظ بعض الاختلافات الأساسية في ردود الفعل بين المتفائلين والمتشائمين، والاختلاف الأول هو أنَّ المتفائل يُعدُّ الانتكاسة أمراً مؤقتاً، أما المتشائم فيعدُّها دائمة.

يرى المتفائل أنَّ الأحداث المؤسفة، مثل فشل عملية مبيعات، شيء محدود الوقت، وجزء من العملية، وليس لها تأثير دائم في المستقبل، ومن ناحية أخرى يظن المتشائم أنَّ المواقف السلبية مدمرة وسوف تؤثِّر فيما يحدث في المستقبل، ويُرجِع السبب في هذه التجارب إلى القدر.

لذلك، عندما تجد نفسك في موقف صعب أو مُحبط، خذ وقتك وفكِّر ملياً في الأمر قبل أن تبدي أي استجابة، وحاول أن تتخيل الخطوة التالية التي قد تُحسِّن الأمور بدلاً من التعامل مع نكساتٍ لا تستطيع التحكم بها، فلا تدع حدثاً سلبياً واحداً يؤثِّر في جوانب حياتك الأخرى وفي الفرص التي تمنحك إياها الحياة.

2. افصل الأحداث عن بعضها بعضاً:

اختلاف آخر بين المتفائل والمتشائم هو أنَّ المتفائل يرى الصعوبات بصفتها حدثاً منفصلاً، بينما يرى المتشائم أنَّها تؤثِّر في حياته بمجملها؛ هذا يعني أنَّه عندما تسوء الأمور بالنسبة إلى الشخص المتفائل، فإنَّه ينظر إلى الحدث على أنَّه حادث منعزل لا علاقة له بالأشياء الأخرى التي تحدث في حياته.

أما المتشائم فيعدُّ هذا الحدث واحداً من المشكلات العديدة التي تحدث في حياته، ولديه نظرة سلبية جداً إلى كل شيء ويدع التوتر الذي يشعر به تجاه مشكلةٍ واحدة يؤثِّر في مجالات حياته الأخرى التي لا صلة لها بهذه المشكلة.

إذاً كي تبقى إيجابياً، حاول أن تُذكِّر نفسك أنَّ انتكاسةً واحدةً في مجال واحد، مثل التأخر في إنجاز مشروع في العمل أو الفشل في تحقيق إنجازٍ لطالما سعيت إليه، لا يعني أنَّ الهدف بأكمله معدوم الجدوى، ربما كل ما تحتاج إليه هو تعديلٌ بسيط على خطتك.

قد تبدو الانتكاسة كبيرةً جداً لحظة وقوعها، لكن في الواقع، تستطيع التغلب بسرعة على معظم النكسات إذا تحليت بالعقلية المناسبة، فيتيح لك عزل الحادث المؤسف عن أحداث حياتك الأخرى أن تتقبل الأمر وتمضي قدماً.

إقرأ أيضاً: نصائح فعّالة لتزرع التفاؤل في حياتك

3. اعلم أنَّ النكسات مؤقتة:

إذا فشلت على سبيل المثال في تحقيق شيء سعيت إليه، ونظرت إليه على أنَّه حدث مؤسف؛ لكنَّه شيءٌ طبيعي قد يحدث في الحياة والعمل، فإنَّك تتصرف بصفتك شخصاً متفائلاً.

من ناحية أخرى، يرى المتشائم أنَّ خيبات الأمل هي مؤشرات على وجود مشكلة أو عيب يسود كل مجال من مجالات الحياة، وإذا فكرت بهذه الطريقة، فذكِّر نفسك بأنَّك قادر دائماً على إحداث التغيير، وأنَّ لا شيء ثابت في الحياة، هذه العقلية المتفائلة تقودك إلى الاعتقاد بأنَّ شيئاً أفضل قادم، ويمنحك هدفاً تعمل من أجله.

بالمقابل، يستسلم المتشائم ويسمح لانتكاسة واحدة بأن تؤثِّر في مجالات أخرى من حياته، مما يسبب تأثيراً سلبياً مضاعفاً في حياتك، بينما يبقى المتفائل متحمساً في كل المواقف ويستثمر قوة التفكير الإيجابي.

4. لا تأخذ الفشل على محملٍ شخصي:

عندما يفشل المرء، غالباً ما يعجز عن رؤية جانبٍ مشرق في ذلك؛ لكنَّ المتفائل يرى الأحداث على أنَّها عوامل خارجة عن إرادته، بينما يرى المتشائم الأحداث أنَّها مشكلةٌ شخصية.

يحاول المتفائل ألا يأخذ المواقف السلبية على محمل شخصي ولا يعدُّها انعكاساً لقيمته بصفته فرداً، لا أحد يرغب في أن يواجه الفشل يوماً، إلا أنَّ المتفائل يعدُّه فرصةً للتعلم والتطور.

على سبيل المثال، لا يغضب الشخص المتفائل ولا ينزعج إذا قطع أحدهم عليه الطريق؛ بل يقلِّل من أهمية الحدث ويقول: "أظنُّ أنَّ ذلك الشخص يمر بيوم عصيب".

لا يرى المتفائل أنَّ ذلك الشخص يُضمر نوايا خبيثة ضده، من ناحية أخرى يميل المتشائم إلى أخذ كل شيء على محمل شخصي، فإذا ما قطع أحدهم طريقه، فسوف يتصرف كما لو أنَّ السائق الآخر قد تصرف عمداً لإزعاجه وإحباطه.

عندما تواجه الفشل، حلِّل دورك فيه حتى تكتشف ما تستطيع فعله؛ فتحصل على نتيجةٍ أفضل أو تمنع حدوث موقف مشابه في المستقبل، وإذا كانت الظروف خارجة عن إرادتك، فلا تأخذ الأمر على محمل شخصي، وتحلَّ بالوعي وتحمَّل مسؤولية أفعالك وعُدَّ تصرفات الآخرين عوامل خارجة عن سيطرتك.

5. فكِّر في الأمور من منظورٍ صحيح:

إنَّ التفكير في الأمور من منظورٍ أشمل يسمح لك بالتصرف بهدوء وتجاوز أي موقف كما فعل المتفائل في المثال آنف الذكر، وفي الواقع تستطيع حتى فعل ما هو أفضل من ذلك بتحويل أي موقف سلبي إلى موقف إيجابي، فمن خلال السماح لذلك الشخص بتجاوزك، ربما تكون قد ساعدته على الوصول إلى عمله في الوقت المناسب.

ضع الأمور في نصابها عندما تقع أحداث سلبية، وفكِّر فيها من منظورٍ أشمل، ولا تنشغل كثيراً بالتفاصيل، وتذكَّر أنَّ الانتكاسات الحتمية التي تواجهها مؤقتة وخارجة عن سيطرتك، وعدُّ الموقف السلبي حدثاً منفصلاً لا يرتبط بأحداث أخرى، وغالباً ما نتج عن عوامل خارجية لا تستطيع التحكم بها كثيراً.

لا تنظر إلى أي حدث مؤسفٍ على أنَّه دائم أو شامل أو يشير بأي شكل من الأشكال إلى عجزك أو قلة كفاءتك، فقد لا تكون قادراً على التحكم بالأحداث؛ لكنَّك تستطيع التحكم برد فعلك تجاهها، وكلما أدركت هذا مبكراً، أصبحت حياتك أكثر سعادة.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للتفكير الإيجابي من ديل كارنيجي

6. حافِظ على هدوئك وموضوعيتك:

سوف تبقى موضوعياً عندما تكون متفائلاً حقاً، فلا تدع العواطف تتملكك عندما تواجه صعوبات الحياة اليومية التي لا مفر منها، كما تستطيع أن تتحدث إلى نفسك بطريقة إيجابية وتبعث على التفاؤل بصرف النظر عما يحدث في حياتك.

يسمح لك ذلك بالحفاظ على ذهنك صافياً وهادئاً ومسيطراً تماماً، على الرَّغم من الظروف الخارجية؛ لأنَّك أكثر وعياً وهدوءاً، وسوف تتمكن من تفسير الأحداث بكفاءةٍ أكبر.

لذلك، عندما يواجه المتفائل تحدياً أو يعاني توتراً في أحد مجالات حياته، فإنَّ بوسعه أن يبقى إيجابياً ويتغلب عليه، إنَّه قادرٌ على الحفاظ على سيطرته كاملة، وأن يكون مبادراً، ولا يسمح للعوامل الخارجية بالتأثير في تقديره للأمور.

من ناحية أخرى، يسمح المتشائم للعواطف بالسيطرة عليه، مما يجعله غاضباً ومنزعجاً ومشتتاً، وهذا بدوره يجعله يتعامل مع المشكلات تعاملاً سيئاً، ويفكر بطريقة غير عقلانية، ويُصعِّب الأمور على نفسه؛ لأنَّه يتصرف بطريقةٍ انفعالية بدلاً من المبادرة إلى حل المشكلة قبل أن تتفاقم.

إذا شعرت بالإرهاق أو الغضب، حاول أن تبقى هادئاً في هذه المواقف، مع أنَّ الحديث عن هذا أسهل من تطبيقه، فإنَّ الهدوء والتفكير الإيجابي يستطيعان أن يغيران حياتك.

7. احتفِظ بمذكرة امتنان:

إنَّ التدوين في مذكرة الامتنان على نحوٍ منتظم يساعدك على التركيز على الأشياء الإيجابية التي تحدث في حياتك، وإنَّ الشعور بالامتنان يجعلك أكثر سعادة وتفاؤلاً.

تُظهر الدراسات التي شملت أشخاصاً يحتفظون بمذكرات الامتنان أنَّهم أكثر تفاؤلاً، ويشعرون برضى أكبر عن حياتهم، ويمارسون الرياضة أكثر، ويحتاجون إلى استشاراتٍ طبيةٍ أقل.

عزِّز تفكيرك الإيجابي من خلال تدوين ثلاثة إلى خمسة أشياء تشعر بالامتنان لها كل يوم، ستصبح أكثر وعياً بنفسك وسوف تتغير رؤيتك للحياة، ستركز على الجوانب الإيجابية في حياتك، بدلاً من التركيز على الأمور السلبية أو تلك الخارجة عن إرادتك.

8. فكِّر في إنجازاتك:

إن كانت لديك مسؤوليات كبيرةٌ تجاه العمل والأسرة، قد تشعر بالحاجة إلى الالتزام بمهامٍ كثيرة لا طاقة لك فيها، وقد تتساءل في نهاية اليوم إن كان ذلك قد قرَّبك من أهدافك قيد أنملة.

يميل الشخص المتشائم إلى التفكير في الأشياء التي لم ينجزها، ويركِّز أكثر على أخطائه أيضاً، أما الشخص المتفائل فيعدُّ كل خطوة اتخذها نحو هدفه خطوةً قيِّمة، إنَّه يظلُّ إيجابياً، ويحافظ على احترامه لذاته، ويركِّز على إنجازاته فقط.

لذا، بدلاً من القلق بشأن ما لم تكمله في قائمة مهامك، دوِّن قائمةً أو فكِّر كل ليلة بالأشياء التي أنجزتها، وستصبح عقليتك أكثر إيجابية، مما سيحفزك على تحقيق مزيد بدلاً من الشعور بأنَّك مثقلٌ بالأعباء.

9. خصِّص بعض الوقت لنفسك:

من الضروري أن تأخذ استراحة من مسؤولياتك وواجباتك اليومية؛ فالعمل المفرط يؤدي إلى ضعف الصحة البدنية والنفسية ويجعل عقليتك سلبية، ولا يسمح لك بأن تبقى متفائلاً؛ لذا خصِّص كل أسبوع بعض الوقت للقيام بأشياء تُجدد حيويتك؛ فالعزلة والهدوء يمنحانك وقتاً للتأمل والتفكير في الأمور وتخفيف التوتر.

تُحسِّن التمرينات المنتظمة مزاجك، وتقلِّل من مستوى التوتر ومن معدلات الاكتئاب والقلق، وتزيد الثقة بالنفس، فتنزه يومياً أو انضم إلى فريق رياضي محلي أو مارس التمرينات من ثلاثة إلى خمسة أيام في الأسبوع.

خصِّص وقتاً لممارسة هواية أو اقرأ كتباً ملهمةً أو اقضِ بعض الوقت مع أسرتك وأصدقائك المقربين؛ لأنَّ تخصيص بعض الوقت لنفسك بانتظام يجلب مزيداً من التفاؤل والسعادة.

10. أحِط نفسك بالأشخاص الإيجابيين:

تستطيع العقلية الإيجابية أن تنتقل من شخصٍ إلى آخر؛ لذا حدِّد الأشخاص الذين تُجِلُّهم بسبب إعجابك بتفاؤلهم واقض مزيداً من الوقت معهم، وراقب أقوالهم وتصرفاتهم، والأشياء التي يمتنعون عن قولها أو فعلها، وستلاحظ بعض أنماط السلوك التي تستطيع تبنيها، والتي ستساعدك على أن تصبح أكثر تفاؤلاً أيضاً.

يستطيع كوتش الحياة أن يكون مصدراً إيجابياً للتحفيز؛ إذ يستطيع مساعدتك على تطوير المهارات اللازمة لتعزيز وعيك وثقتك بنفسك وتفاؤلك.

من الهام أيضاً تحديد الأشخاص الذين يؤثِّرون فيك سلباً، فإن كنت تستطيع تجنب هؤلاء الأفراد أو قطع العلاقات معهم، فافعل ذلك، وإذا لم تستطع ذلك؛ أي إذا كان الشخص زميلاً في العمل أو أحد أفراد الأسرة، فحاول تقليل تأثيرهم فيك بطريقةٍ ما، وعندما تصبح أكثر تفاؤلاً، تستطيع أن تدافع عن نفسك.

11. أبعِد عنك المؤثرات السلبية:

تخلَّص أيضاً - إضافةً إلى تقليل التواصل مع الأشخاص السلبيين - من الأشياء التي تحبطك، بالنسبة إلى أشخاص عديدين، قد يشمل ذلك مشاهدة الأخبار، وقضاء الوقت في وسائل التواصل الاجتماعي، والاستماع إلى الموسيقى الكئيبة، أو العمل في بيئة عمل تبعث على الكآبة؛ لذا لاحظ كيف تشعر عندما تفعل هذه الأشياء وغيرها التي تشكِّل جزءاً من روتينك اليومي أو الأسبوعي، وإذا كنت تشعر بأنَّك مثقل بالأعباء أو متوتر أو غاضب أو متحفظ أو خجول أو أي مشاعر سلبية أخرى، يعني ذلك أنَّك يجب أن تستبدل هذه النشاطات بأخرى إيجابية.

ابقَ إيجابياً واملأ بيئتك بأشياء لطيفة وبهيجةٍ وتغذي الروح، وزيِّن منزلك أو غرفتك أو مكتبك بألوان زاهية وأثاث ونباتات مريحة، واستمع إلى كلماتٍ إيجابيةٍ وسعيدة، واملأ وقتك بالنشطات المُنتجة، مثل الإبداع ومساعدة الآخرين وتعلَّم مهارات جديدة.

شاهد بالفيديو: جدّد حياتك بثلاث خطوات بسيطة

12. حافِظ على ثقتك بنفسك:

يمكن للأفكار السلبية أن تحبطنا بسهولة، وعندما نفكِّر فيها، قد نقنع أنفسنا بأنَّنا سنفشل حتى لو لم يكن هناك دليل يدعمها.

إنَّ المتشائمين مليئون بالشكوك وليسوا مستعدين للمخاطرة أو لإجراء التغييرات التي قد تُحسِّن حياتهم، أما المتفائلون مليئون بالأمل، ويركِّزون فقط على الفرص التي تقدمها لهم الحياة.

عندما يكون لديك مخاوف أو شكوك أو أفكارٌ سلبية، واجه تلك الأفكار واسأل نفسك لمَ تشعر بها، فهل هي مبنيةٌ على أي دليل حقيقي؟ فإذا لم يكن كذلك، فحوِّل الفكرة إلى فكرة إيجابية، اسأل نفسك "ماذا لو حدث شيء إيجابي بدلاً من سلبي؟"، وفكِّر بهذه الطريقة بدلاً من ذلك.

قراءة الاقتباسات التحفيزية يومياً هي طريقةٌ ممتازة للحفاظ على نظرة متفائلة؛ فاشترك في قنوات التواصل الاجتماعي التي تقدِّم محتوى تحفيزياً، أو اقرأ كتباً ملهمة، أو استمع إلى مدوناتٍ صوتية تحفيزية، أو اشترِ تقويماً يتضمن اقتباسات تحفيزيةً تُنمِّي التفاؤل.

13. جِد الحلول:

كل مشكلة لها حل، فما عليك سوى إيجاده؛ إذ إنَّ المشكلات جزء طبيعي من الحياة، فلا مفر منها، ويجب ألا تتوقع عدم حدوثها، وإنَّ مواجهة المشكلات وحلها هو وسيلةٌ لنمو الفرد.

عندما تواجه مشكلةً ما، بدلاً من التذمر منها أو تجاهلها، فكِّر ملياً بالحلول، وابذل جهدك لحل المشكلة والمُضي قُدماً؛ إذ يجيد المتفائلون عادةً حل المشكلات، وعندما تحل المشكلات والمواقف السلبية بدلاً من الاكتفاء بالحديث عنها، فإنَّك تقضي على الطاقة السلبية التي تسببها هذه المشكلات، فتستطيع بذلك التحلي بنظرةٍ متفائلة.

14. اغفر لنفسك:

نرتكب جميعاً الأخطاء، فمثلما أنَّ وجود مشكلات يتعين علينا حلها هو جزء طبيعي من التقدم في الحياة، كذلك ارتكاب الأخطاء، وأفضل طريقة للتعامل مع الخطأ هو التعلم منه وتجنب تكراره في المستقبل.

أخطاء الماضي تبقى في الماضي، لكن إذا ركَّزت عليها كثيراً، لن تستطيع تجاوز العواطف والأفكار السلبية، وهذا سيؤدي إلى مزيدٍ من التفكير المتشائم، بدلاً من ذلك، تعلَّم من أخطائك واستثمرها لتصبح شخصاً أفضل من خلال المعرفة التي اكتسبتها.

ابذل جهداً صادقاً للمُضي قُدماً، وافهم أنَّ ماضيك لا يحدِّد هويتك، والخيارات التي تتخذها في الوقت الحاضر هي مؤشر أكثر دقةً على هويتك الحقيقية الشخصية.

15. اتَّبِع نمط حياة صحياً:

إنَّ التمتع بلياقة وصحة بدنية جيدةٍ يحسن الصحة النفسية والثقة بالنفس، ومن أسباب ذلك هو النواقل العصبية التي يفرزها جسمك عند ممارسة الرياضة؛ فهي لا تحسِّن مزاجك فحسب؛ بل تُحسِّن أيضاً من نومك، كما تعزِّز انتباهك وقدرتك على التعلُّم، وتقوي ذاكرتك ونشاطك الدماغي، وتخفِّف الإحساس بالألم.

تناول الأطعمة الصحية لتزويد جسمك وعقلك بالعناصر الغذائية التي تحتاج إليها لتعمل على أفضل وجه، واتبع أسلوب حياة أفضل من خلال التخلص من العادات الضارة، مثل التدخين وقلة النوم.

16. ساعد الآخرين:

إنَّ مساعدة الآخرين تُنسينا مشكلاتنا أو تسمح لنا على الأقل بالتفكير بها من منظورٍ أفضل، وعندما تحاول مساعدة شخص ما، فإنَّك تحاول تلقائياً أن تكون أكثر تفاؤلاً وتساعده على امتلاك نظرة أكثر إيجابية، وعندما تشجع الآخرين، فإنَّك بطبيعة الحال تزرع التفاؤل في نفسك.

تجعلك مساعدة الآخرين تشعر بالرضى عن نفسك أيضاً، وتستطيع أن تساعدك على التفكير بطريقةٍ أكثر واقعية وتعزيز ثقتك بنفسك أيضاً، والطاقة الإيجابية التي تشاركها مع الآخرين ستعود عليك بمزيدٍ من المشاعر الإيجابية في حياتك الخاصة.

17. جِد الجانب المشرق في كل شيء:

ربما تفعل ما يفعله كثير من الناس عندما تواجه موقفاً عصيباً، وتسأل نفسك: لماذا يحدث هذا لي؟ لكن يجب أن تتحلى بمزيدٍ من التفاؤل عندما تسأل نفسك: كيف أستطيع الاستفادة من هذا الموقف؟

سيساعدك تغيير هذه الصياغة على تغيير وجهة نظرك ورؤية النعم والفوائد التي تستطيع الأوقات الصعبة أن تأتي بها بدلاً من الشعور بأنَّك ضحية، وعندها ستشعر بأنَّ الأمور تحت سيطرتك، وسوف تمتلك نظرةً متفائلة، وسوف يتغير تفكيرك؛ إذ إنَّك ستُركِّز على الفرص والتحسينات التي قد يخلقها هذا التحدي.

إقرأ أيضاً: فوائد التفاؤل على الصحة النفسية والجسدية

18. ركِّز على ما تستطيع التحكم به:

تبقى هناك بعض الأشياء الخارجة عن سيطرتنا؛ إذ إنَّ المرض المفاجئ وموت أحد الأحباء وفقدان الوظيفة والكوارث الطبيعية ليست صنيعة أفعالنا؛ لكنَّها تؤثِّر فينا من خلال التفكير تفكيراً واقعياً؛ فتستطيع معرفة ما يمكنك التحكم به وما لا يمكنك التحكم به، ثم تركِّز على الأمور التي تستطيع التحكم بها.

إنَّ التحلي بطاقةٍ إيجابية عند القيام بالأشياء التي تستطيع التحكم بها يُقلِّل الشعور بالعبء، على سبيل المثال تستطيع التحكم بالخطوات التي ستتخذها للعثور على وظيفة جديدة، والعثور على كوتش حياة أو مستشار يستطيع مساعدتك على تجاوز الحزن والأسى، واتباع تعليمات طبيبك لتخفيف الأعراض.

يوجد شيء واحد تستطيع دائماً التحكم به، ألا وهو رد فعلك تجاه المواقف السلبية وطريقة تفكيرك بها؛ لذا حاول أن تبقى متفائلاً من خلال التفكير في الأمور ملياً بدلاً من إبداء رد فعل سريع، واتخذ قراراً واعياً بتفضيل التفكير الإيجابي على التفكير السلبي.

19. اضحك وامرح:

ربما قد سمعت مقولة "الضحك هو أفضل دواء"، وإنَّ فيها كثير من الحقيقية، وللضحك تأثيرٌ علاجي في صحتنا العقلية والجسدية على حد سواء؛ إذ يعود علينا بالفوائد الآتية:

  • يحفز استنشاق مزيد من الأوكسجين، مما يساعد على الاسترخاء.
  • له تأثير إيجابي في وظيفة القلب.
  • يقلِّل مستويات الكورتيزول (Cortisol) في الجسم، وهو الهرمون المسؤول عن التوتر.
  • ينشط نظام المكافأة في الدماغ.

تشير الدراسات إلى أنَّ الضحك يقلِّل أيضاً من الألم والقلق والاضطرابات، كما يحسِّن أداء الدماغ لتسهيل اكتساب المهارات التي تبقيك متفائلاً، كما ثَبُتَ أنَّه يحسِّن أعراض بعض الأمراض، بما في ذلك داء "باركنسون" (Parkinson’s disease) والتهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis) والفصام (Schizophrenia).

اجعل الدعابة جزءاً من حياتك اليومية، وقد يبدأ ذلك بابتسامة بسيطة، إضافة إلى مشاهدة مقاطع الفيديو والأفلام الكوميدية وقراءة الكتب المضحكة والاستماع إلى الحوارات الفكاهية وإلقاء النكات الظريفة.

جد الفكاهة في اللحظات العصيبة أيضاً، إنَّ الضحك على حادث مؤسف أو وسط لحظة عصيبة قد يريح نفسك والآخرين ويساعدك على إبقاء نظرة إيجابية حتى تستطيع إيجاد الحل، لكن تجنَّب الإساءة إلى أي شخص أو تقليل احترامه.

في الختام:

الآن أصبحت لديك الاستراتيجيات التي تحتاج إليها، وتستطيع البدء في تطبيق هذه الأفكار في حياتك اليومية حتى تبقى متفائلاً وتعيش حياةً أكثر سعادةً.




مقالات مرتبطة