وكبد مقصود بها تحدّيات الحياة، ولا شيء في هذه الدنيا ليس له ثمن، أمّا الجنة فقط هي التي يحصل الإنسان فيها على ما يريد بدون تعب ولا مشقّة. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك ولا تعجز) عن أبي هريرة رضي الله عنه رواه مسلم.
ويلعب الإنسان دور الضحية ليكسب التعاطف، أو ليدفع عن نفسه الملامة.
فلماذا تأخرت على العمل؟ بسبب زحمة المرور... أنا ضحية للمرور... ولماذا أخطأت على زوجتك بهذا الشكل؟ ولماذا غضبت على زوجك؟ ولماذا تصرّفت هذا التصرّف الذي فيه انفعال مبالغ فيه؟ لأنك تعرف أنّ الله خلقني عصبي... أنا ضحية خلقة ربنا سبحانه وتعالى... ضحية ضحية ضحية... قم ابحث عن عمل؟ أنت تعرف البلد ليس فيها عمل... أنا ضحية البلد ... انتبه لا ننكر أنه توجد تحدّيات... أمّا عندما تدخل في هذه الحال فسوف تحسّ بعجز كبير وضغط نفسي ضخم جداً.
ومن علامات سيطرة الدور عليك هو كثرة الشكوى، والرفض للحلول…
فاستشارة مختص لا نقصد بها الشكوى فهذا أمر حسن للاستزادة من المعلومات والخبرات، أما كثرة الشكوى للناس أو لأي شخص فهو من علامات سيطرة دور الضحية ورفض الحلول، وهو عندما تستشير مختص ويشير عليك بحلول تقول له أنك عملت ولم تنجح، فلماذا لا تجرب مرة ثانية؟ لا لا أقدر هذه تكفي... فهذا الدور ليس فقط يعطيك راحة ولكنه يعيشك معيشة الفقير، وهو دوام الاحتياج لأمر خارجي، والأصل أن الله قد أغناك ذاتياً...
فهذه هيلين كيلر بعد أن فقدت السمع والبصر والكلام اختارت ألا تهرب في سراديب الندب والشكاية، بل تحملت مسؤولية حياتها، ومن إنسانة لا تفهم إلا عن طريق اللمس إلى الدكتورة والفيلسوفة، وسطرت كتابها الخروج من الظلام، وسطرت فيه العبارة الخالدة:
“الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة أو لا شيء”..
فأنت مسؤول عن مجريات حياتك، في النعماء وفي البلاء، في السراء والضراء، ويقول شكسبير:
“تحرك في وجه الشدائد فإنك إن تحركت تغلبت عليها”.
ويقول روبن شارما الرجل التحفيزي المميز:
“مهما ألقت علينا الحياة من أحداث فنحن مسؤولون عن طريقتنا في الاستجابة لها”.
إنّ الحياة لك لا عليك
ولكي تُعزّز دور المسؤولية عليك أن تُعزّز هذه الفكرة (إن الحياة لك لا عليك) وقد قال تعالى:
(هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعاً) سورة البقرة الآية 29.
ويقول المؤمنون:
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا) سورة التوبة الآية 51.
فيقولون لنا وليس علينا .. ويقول عمر بن عبد العزيز:
“أصبحت سعادتي بالرضا بمواطن القدر” ..
وثاني فكرة لتعزيز دور المسؤولية، أسكت الشكوى لغير الخبير.
فتخلص من دور الضحية وعش دور المسؤولية لتزيد من سعادتك.
أضف تعليقاً