ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة كيرستين أودونوفان (Kirstin O´Donovan)، والذي تحدثنا فيه عن تجربتها في التعامل مع الأفكار السلبية.
لن أنسى أبداً المرة الأولى التي أدركت فيها أنَّ الطريقة التي أتحدث بها مع نفسي تؤثر بشكل مباشر في كل جانب من جوانب حياتي، وأنَّنا قد نكون أسوأ عدو لأنفسنا في بعض الأحيان، وأنَّ حوارنا الداخلي قد يحد من قدراتنا؛ وقد كان حالي كحال أغلب الناس، وكنت أجهل هذه المعلومة الواضحة وضوح الشمس.
لن أبالغ إن قلت أنِّي شعرت وكأنَّني قد ربحت اليانصيب بمجرد أن فهمت هذا الأمر؛ ذلك لأنَّني أدركت فجأة أنَّ الأفكار السلبية التي كانت لدي لم تكن حقائق على الإطلاق، بل كانت قيوداً أفرضها على نفسي؛ وأنَّني كنت قادرة على التخلص منها.
لقد اتضح لي تماماً على مدى العقد الماضي أنَّ معظمنا يمتلك بالفعل أفكار سلبية متماثلة جداً؛ لذا أورد لكم بعض الأفكار السلبية الأكثر شيوعاً التي تراودنا جميعاً، وبمَ علينا استبدالها:
1. أنا لست ماهراً كفاية:
عندما نشعر أنَّنا غير أكفاء، نغرق في مشاعر الشفقة وانعدام الثقة بالنفس؛ ولهذا علاقة بقلة تقدير الذات؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ كل شخص جيد بما يكفي.
قد لا تملك المهارات أو الأدوات اللازمة لتحقيق ما تصبو إليه في الوقت الحالي، ولكن من المؤكد أنَّك جيد بما فيه الكفاية، وتستحق الشيء الذي تريده.
إن كان لديك ورقة نقدية، وسقطت على الأرض في بركة من الطين، فهل تفقد هذه الورقة قيمتها؟ بالطبع لا؛ فلماذا تشعر إذاً أنَّك تفقد قيمتك استناداً إلى ما فعلته في الحياة؟
لا تقيِّد نفسك، وتبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "أنا جدير بكل ما أرغب فيه في هذه الحياة، تماماً كأيّ شخصٍ آخر".
شاهد بالفيديو: 10 عادات يومية ستُغيِّر حياتك تغييراً جذرياً
2. أنا لا أستطيع فعل ذلك:
عبارة "لا أستطيع" هي واحدة من أكثر العبارات تقييداً التي قد تقولها لنفسك؛ وكما قال "هنري فورد" (Henry Ford): "سواء كنت تظن أنَّك تستطيع أم لا تستطيع، فأنت محق"؛ لذا فإن قلت لنفسك أنَّك لا تستطيع، سترسل رسائل إلى عقلك بأنَّك عاجز عن القيام بذلك، فينعكس ذلك على تجربتك لا محالة.
لن يحاول دماغك بذل جهده إن أخبرته بالفعل أنَّه غير قادر على القيام بأمر ما؛ لذا تبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "يمكنني القيام بكل شيء أبذل جهدي في سبيله".
3. أنا لست محظوظاً كالآخرين:
تنبع هذه الفكرة عادة من وهم مفاده أنَّ حياة الآخرين أفضل وأنَّهم أكثر حظاً، وهذا ما يميزهم عنك؛ لكن في الحقيقة، لا شيء مثالي تماماً، بل هناك الكثير من الجهود المبذولة وراء هذا الحظ الذي تتصوره.
يثبط الاعتقاد أنَّك لست محظوظاً أبداً من عزيمتك، وهذا ببساطة غير صحيح؛ لذا تبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "يمكن أن تحدث الأمور الجيدة لي أيضاً".
4. أنا لا أعتقد أنَّني قادر على ذلك على الإطلاق:
تصنع أفكارك واقعك؛ فأنت ترسم مستقبلك كل يوم من خلال اختياراتك وعاداتك، وقد تخسر فرصك عندما تقيد أفكارك؛ لكن ماذا لو آمنت برغباتك وخبراتك بدلاً من ذلك؟
لا يتعلَّق الأمر بنجاحك من المحاولة الأولى، بل بالسعي إلى تحقيق هذه الغاية؛ لذا لا تتوقف قبل أن تمنح نفسك الفرصة لتحقيق ذلك، وتبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "أنا أؤمن بقدراتي".
5. يجب عليَّ أن أكون أفضل ممَّا أنا عليه:
يعطي استخدام كلمة "يجب" في هذا السياق إيحاء سلبياً، ويجعل المرء ينتقص من قدراته؛ فكم مرة وجدت نفسك تقول فيها: يجب أن أكون أكثر ذكاء والتزاماً وإنتاجية ممَّا أنا عليه حالياً؟ وهل تذكر كيف كنت تشعر بعد ذلك مباشرة؟
أنا متأكدةٌ من أنَّك لم تشعر بالرضا حينها؛ لذا ضع لنفسك أهدافاً للعمل على تغيير الأشياء التي لا ترضيك، بدلاً من أن تخبر نفسك بما يجب أن تكون عليه أو تفعله؛ واتخذ الإجراءات اللازمة لذلك، وأزِل العبارات المحبطة من قائمة مفرداتك، وتبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "أنا أعمل على تغيير ما لا يرضيني".
6. أنا لست قوياً بما يكفي:
إنَّه لمن الطبيعي أن تشعر أنَّك ضعيف في بعض الأحيان؛ فكلُّنا بشر، ولا أعتقد أنَّ هناك شخصاً على وجه الأرض لا يشعر بالضعف من حين إلى آخر؛ ولكنَّ الهام هو العبارات التي تقولها لنفسك بعد ذلك؛ فإن كنت تعزز تلك الحقيقة، فكيف تتوقع أن تشعر إزاء نفسك؟
أخبر نفسك بدلاً من ذلك أنَّك قوي بما يكفي، وقدِّم الدعم لنفسك لتجد القوة التي تحتاج إليها في وقتها، وتبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "لديَّ القوة الكافية للتعامل مع هذا الأمر".
7. لا أحد يبالي بي:
قد تشعر بالوحدة في بعض الأحيان، وأنَّه ما من أحد يهتم بك؛ لكنَّني على يقين أنَّ هناك أشخاصاً يفكرون فيك دون أن تدري؛ فالحقيقة أنَّ الناس يهتمون لأمرك، لكن يعبِّر كل شخص عن مشاعره بطريقة مختلفة.
إنَّه لمن المزعج أن تشعر أنَّه ما من أحد يهتم بك؛ لذا لا تركز على ذلك وتفترض ما يشعر به الناس في الوقت الذي تجهل فيه حقيقة مشاعرهم، بل حوِّل تركيزك إلى شيء يُشعِرك بمشاعر أفضل، وتبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "يهتم الناس بي فعلاً".
8. أنا لست ذكياً بما يكفي:
هذا حكم مطلق ومجحف، ويميل العديد من الناس إلى قوله كثيراً، ثمَّ تنتابهم مشاعر سيئة حيال أنفسهم؛ لكنَّني لو طلبت منك الآن ذكر بعض الجوانب التي تبرع فيها، فسيكون بمقدورك تحديدها بدقة.
لا يمكن لكل شخص أن يكون بارعاً ومثالياً في كل شيء، وهذا ما يميزنا كأفراد؛ فإن كنت تشعر أنَّك تفتقد المعرفة في جانب من الجوانب، فخصص وقتاً لدراسة وتعلُّم ما تشاء حتى لا تنتابك هذه المشاعر مجدداً، وتبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "أنا ذكي وأتعلم الشيء الفلاني لأكون بارعاً في هذا الجانب أيضاً".
9. إن لم يكن أدائي جيداً، فيعني هذا أنِّيَ فاشل:
ليس من العدل أن ترفع سقف توقعاتك وتقيِّم نفسك بناءً على أدائك؛ فلن تتعلم إن لم تحاول؛ لذا عليك أن تخاطر في الحياة إن أردت أن تحصل على نتائج مختلفة، ولا تخشَ الفشل؛ إذ يكمن الفشل الحقيقي في عدم المحاولة؛ لذا تبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "سأحاول مراراً، ولن أخشَ الفشل أو أهتم به".
10. يجب أن أتوقع السيناريو الأسوأ:
إنَّ التفكير بشكل سلبي عموماً هو توقع أسوأ سيناريو على الإطلاق في كل ما يحدث؛ لكن ماذا لو توقعت السيناريو الأفضل بدلاً من ذلك؟
إنَّ أفكارنا مؤثرة للغاية، ومن الشائع استخدام التجسيد المرئي لتخيل السيناريو الأفضل؛ فسواء تخيلت السيناريو الأسوأ أم الأفضل، فسيكون لذلك تأثير في النتائج حتماً؛ لذا لا تركز على ما تخشى حدوثه، بل على ما تريد حدوثه بدلاً من ذلك، وتبنَّ هذا التفكير الإيجابي الجديد: "سيحدث الأفضل".
الخلاصة:
تراودنا جميعاً أفكار سلبية من وقت إلى آخر، فنحن بشر في نهاية المطاف؛ ولكن عندما تكون غالبية أفكارك سلبية، فإنَّك تضع حدوداً لسعادتك.
تؤثر أفكارنا بشكل مباشر في شعورنا، وفيما نفعله في الحياة عموماً؛ لذا لا تحدَّ من نفسك أو قدراتك، وتحكم بأفكارك، وغيِّر نتائجك؛ ومهما كان رأيك، فأنت على حق.
أضف تعليقاً