قبل الانتقال إلى الطرق التي يمكن اتّباعها لحماية النفس من الأشخاص السلبيين من المهمّ أن تفهم لماذا تحدث مثل هذه المواقف التي تحدثنا عنها وكيف تحدث. يحبّ الأشخاص السلبيون الذين يعيشون على قصص الكآبة أن يكون ثمَّة أشخاص يُنصتون إلى قصصهم وأن يُسلِّطوا سلبيتهم على أيّ شخص حتى يتعاطف معهم الآخرون ويقولوا لهم "كم أنتم مساكين". يثبت القيام بذلك صدقهم وصدق البؤس الذي يعيشونه ويقتاتون عليه، وحينما نُصدِّق ما يقولون فإنَّنا نوفر لهم الدعم وهذا يجعل سلبيتهم تستمر إلى الأبد. ربما سمعت العبارة التي تقول: "إنَّ البؤس يتغذّى على الصحبة"، وهي عبارةٌ صادقةٌ فعلاً، فكيف تقي نفسك إذاً من كلّ هذه السلبية؟ وكيف نحمي طاقاتنا منها؟ الأمر أهون مما تظن، إليك 7 طرق لتحمي نفسك من "مصاصي الطاقة" الذين ينشرون الطاقة السلبية في كلّ مكان:
1- وضع حدّ لهم:
قد يبدو أنَّ هذه الخطوة لا تراعي مشاعر الآخرين ولا تكترث بها لكنَّها خطوةٌ ضرورية لأنَّ المعلومات التي يذكرونها ويُقحمونها في أحاديثهم وتذمُّرهم من سياراتهم التي تعطّلت والمعلمين اللئيمين الذين يُدَرِّسون أبناءهم وجيرانهم الحمقى معلوماتٌ عديمة النفع لا يريد أحدٌ سماعها.
حينما ترى أنَّ الحوار مع هؤلاء بدأ يأخذ ذاك المنحى ضع لهم حدَّاً فوراً وأوقف الحوار معهم. غيِّر موضوع الحديث فوراً إمَّا من خلال الحديث عن أشياء إيجابية وإمَّا عن طريق إسكاتهم تماماً وإخبارهم أنَّك لا تريد فعلاً الاستماع إلى هذا النوع من الأحاديث. قد تبدو هذه الطريقة في التعامل مزعجة لكنَّها حقيقةً ليست كذلك، بل ستكون درساً يتعلّمون منه التفكير مرتين قبل الإقدام على ذلك مرةً أخرى - معك على الأقل.
2- نشر الطاقة الإيجابية:
إذا كنت يوماً ما بين مجموعةٍ من الناس الذين ينشرون الطاقة السلبية لا تخف من السماح لبَريق الإيجابيّة أن يُشِعَّ منك ودع إيجابيتك تُبدِّل الأجواء. سترى كيف سيتغيّر سلوك الجميع وكيف ستتحوّل الوجوه العابسة إلى مُبتسمة.
3- اتّخاذ جدار حماية:
قد يبدو أنَّنا نتحدّث عن مباراة كرة قدم، لكن جرّب فعلاً أن تفعل ذلك. إذا كنت تعلم أنَّك ذاهبٌ إلى مقابلة شخصٍ معروفٍ بطبيعته السلبية تحصَّن خلف درعٍ من الحب. قبل الوصول إلى مكان اللقاء تخيَّل أنَّك تحتمي بدرعٍ خياليٍّ يُشعُّ إيجابيةً وحبَّاً. خلف هذا الدرع ستكون محميَّاً بشكلٍ جيّدٍ ومُحصَّناً من جميع أشكال الطاقة السلبية التي ينشرها الناس حولك. يُعَدُّ هذا تمريناً مسلِّياً ومفيداً.
4- تعزيز الطاقة الإيجابية المحيطة بك:
اتَّبع نصائح واستعمل أدواتٍ تحافظ على الطاقة الإيجابية في أعلى مستوياتها دائماً:
- كرّر عبارات الثناء الإيجابية.
- استمع إلى تسجيلاتٍ صوتيَّةٍ مثيرةٍ للحماس.
- اقرأ كتباً تثير الفرح في النفس.
ستتيح لك جميع هذه الأمور وغيرها الحفاظ دائماً على أعلى مستويات الإيجابية حتى لا تتأثر أبداً حينما تقابل أشخاصاً سلبيين.
5- مصاحبة أشخاص إيجابيين:
كلما قضيت وقتاً أطول مع أشخاصٍ سعيدين، ومبتهجين، ومتفائلين قلَّ الوقت الذي يمكن أن تقضيه مع أشخاصٍ سلبيين، وحينئذٍ سيفهم هؤلاء السلبيّون أنَّهم أمام خيارين: إمَّا أن يغيروا سلوكهم وإمَّا أن يَدَعُوْكَ وحدك.
6- التحلي بالصراحة:
يُعَدُّ التخلّي عن الأشخاص عملاً قاسياً لا سيما حينما يتعلّق الأمر بمَن يُدعَون أصدقائنا. يبدو مؤخَّراً أنَّ ثمَّة أشخاصاً لا يكلموننا إلَّا ليتذمرو، أو يشتكو، أو يعبِّرو عن غضبهم، أو يصرخو، وهؤلاء لا يكلّمونك أبداً من أجل الخروج لمشاهدة فلم، أو التسوّق، أو التنزّه في الحديقة وإطعام السناجب، كلّ ما يفعله هؤلاء هو التذمّر فقط.
أخبر هؤلاء أنَّك تحبّهم وتريد الخروج معهم لكنَّ الوقت الذي تقضونه معاً لم يَعُد مسلِّياً أبداً. دعهم يعرفوا أنَّ غياب التسلية عن العلاقة يدفعك إلى إزالتهم نهائيَّاً من حياتك. يؤدي القيام بذلك إلى أمرٍ من اثنين: إمَّا أن ينتبهوا إلى تصرفاتهم وإمَّا أن ترتاح منهم، وفي كِلتا الحالتين الخيار خيارهم.
7- الدعاء:
تُعَدُّ هذه الخطوة سهلةً وتؤدي دوراً فعالاً للغاية في مساعدتك على تجنُّب أيّ إحساسٍ بالذنب قد تواجهه لأنَّك قرّرت التخلّص من الأشخاص السلبيين الموجودين في حياتك.
لا يوجد أيّ شيءٍ آخر يمكن أن تفعله من أجل هؤلاء، فقد حاولت أن تساعدهم وقضيت في الإنصات إليهم وقتاً أطول ممَّا كنت تريد لكنَّ الأمور يجب أن تصل إلى النهاية. كلّ ما في إمكانك أن تفعله من أجلهم الآن هو أن تدعو لهم وترسل لهم رسائل مليئةً بالحب. تذكَّر أن ما تزرعه ستحصده، والطريقة الوحيدة التي بقيَت للتعامل مع هؤلاء إرسال رسائل الحب وانتظار عودتها منهم إليك.
حاول أنَّ تتذكَّر أنَّ الأشخاص السلبيين هم من اختاروا أن يكونوا كذلك. يمكنك أن تنصح هؤلاء الأشخاص وأن تقدِّم لهم أدواتٍ تساعدهم في التحوّل إلى أشخاصٍ إيجابيين لكنَّ اتخاذ القرار النهائيّ يقع على عواتقهم لا على عاتقك. افعل ما في وسعك لكن لا تَدع التفكير في ذلك يرهق أعصابك، وحافظ على إيجابيّتك، فقد تنتقل يوماً ما إليهم.
أضف تعليقاً