12 طريقة مثبتة لتحسين العافية الذهنية

إذا كنتَ تبحث عن طرائق لتعزيز قدراتك الدماغية والتفكير بشكل أسرع وتحسين قدراتك الاستيعابية وتحسين صحتك العامة وسعادتك، فحان الوقت للتركيز على صحتك الذهنية.



يركز العديد من الأشخاص على صحتهم الجسدية، إلا أنَّ تخصيص الوقت والطاقة للاهتمام بالصحة الذهنية لا يقل أهميةً عن الاهتمام بالصحة الجسدية؛ فالصحة الذهنية لا تُحسِّن أداء جسدك وعقلك فحسب؛ بل قد تقلل المشاركة في النشاطات المحفزة للذهن ضعف الإدراك ومخاطر الإصابة بالخرف والزهايمر.

ما المقصود بالعافية الذهنية؟

يُعرِّف "المعهد العالمي للصحة" (Global Wellness Institute) "العافية" بأنَّها السعي الفعَّال إلى ممارسة أنشطة واتخاذ خيارات وأسلوب حياة يؤدي إلى حالة من الصحة المتكاملة.

وبالتالي، تكون العافية الذهنية هي السعي الفعَّال إلى العمل لبلوغ أفضل حالة ذهنية، ويمكِن أن تشمل تقبُّل الأفكار الجديدة والتفكير النقدي وتوسيع المعارف والمهارات والاطلاع على أفكار ومعتقدات جديدة واكتشاف المزيد حول نفسك وقدراتك والانفتاح لمختلف وجهات النظر وتعزير الإبداع.

12 طريقة لتحسين العافية الذهنية:

تجني العديد من شركات المكملات الغذائية ملايين الدولارات عبر الادعاء بأنَّها تُقدِّم منتجات لتحسين الطاقة والصحة الذهنية، ولربما ينجح الأمر أحياناً، إلا أنَّه يمكِنك القيام بالعديد من الأمور المجانية لتحسين عافيتك الذهنية والوظائف العقلية، ونستعرض فيما يلي 12 طريقة لتحسين عافيتك الذهنية.

1. تجربة أشياء جديدة:

المرونة العصبية هي قدرة الدماغ على الاستمرار في النمو والتطور مع كل تجربة حياتية يعايشها المرء، واعتقدَ العلماء على مر التاريخ أنَّ الدماغ يتوقف عن النمو بعد الطفولة، ولكن أثبتَت الدراسات الحديثة أنَّه يمكِن للدماغ أن يستمر في التطور والتغيُّر مدى الحياة، ويمكِن لدماغك أن يتغير ويتأقلم مع المحفزات والتجارب، وما عليك إلا توفير هذه التجارب.

يمكِنك اختيار تجارب خارج منطقة راحتك مثل: ممارسة رياضة جديدة أو السفر إلى مكان جديد والاطلاع على تاريخه أو تعلُّم لغة جديدة أو التسجيل في دورات تتعلق بموضوعات جديدة، فما عليك سوى اختيار تحدٍّ جديد لتحسين قدراتك العقلية.

2. القراءة:

إحدى الهوايات الشائعة للأشخاص الناجحين هي القراءة؛ فالسمة التي تجمع أبرز الشخصيات الناجحة، مثل: "أوبرا" (Oprah)، و"بيل غيتس" (Bill Gates)، و"جيف بيزوس" (Jeff Bezos)، و"إيلون ماسك" (Elon Musk)، و"وارين بافيت" (Warren Buffett)، وغيرهم، هي عشقهم للمطالعة.

يمكِنك قراءة أي شيء يوسع مدارك تفكيرك ويُثري وجهات نظرك وتجاربك ومعارفك؛ حيث يمكِنك أن تقرأ مجلةً أو جريدةً أو روايةً أو كتاباً غير أدبي؛ فلا يهم ما تقرأ؛ بل أن تقرأ ما يحفز عقلك ويثير اهتمامك أو يسمح لك بتعلُّم شيء جديد أو اكتشاف أمور ممتعة؛ لذا كل ما عليك فعله هو الغوص في كتاب، وستلاحظ تحسُّناً في قدراتك الذهنية.

إقرأ أيضاً: أهم فوائد القراءة

3. ممارسة الرياضة:

لا تقتصر فائدة الرياضة على الجسد والقلب فحسب؛ بل يمكِنها أيضاً أن تُحسِّن عضلة أساسية أخرى، ألا وهي الدماغ، وأظهرَت دراسةٌ أُجرِيَت في جامعة "كولومبيا البريطانية" (University of British Columbia) أنَّ ممارسة التمرينات الهوائية بانتظام - أي تلك التي ترفع معدل ضربات القلب، وتزيد من إفرازات الغدد العرقية - تزيد من حجم قرن آمون (hippocampus)، وهي المنطقة المسؤولة عن الذاكرة اللغوية والتعلم في الدماغ.

كما أظهرَت دراساتٌ أخرى أنَّ التمرينات الهوائية تحفز إفراز مادة تُعرَف باسم عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (BDNF)، ومهمتها دعم نمو روابط جديدة في الدماغ؛ وبالتالي، تُعزز الرياضة من قدرتك على التعلم، وتُقوِّي الذاكرة، وتساعدك على الشعور برضا عام.

حاوِل ممارسة التمرينات الهوائية، مثل: المشي أو الجري أو ركوب الدراجة الهوائية أو السباحة، لمدة تتراوح بين 30-60 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع.

شاهد بالفديو: فوائد الرياضة على الصحة النفسية

4. الاجتماعية:

الإنسان مخلوق اجتماعي بالفطرة، ويحب التواصل مع الآخرين؛ مما يعني أنَّك تحتاج إلى الاختلاط مع الآخرين لتنمو وتتعلم وتحظى بحياة أفضل، حيث أظهرَت الدراسات أنَّ الأشخاص الاجتماعيين غالباً ما يحصلون على مستويات سعادة أعلى من أولئك غير الاجتماعيين، إضافة إلى ذلك، عندما تتعامل مع الآخرين، تُحقِّق التعلم والنمو؛ لأنَّك تكتشف وجهات نظر مختلفة وقصصاً جديدة.

ابذل مجهوداً لتنمية وتعزيز علاقات صحية في حياتك، واقضِ الوقت مع أصدقائك وعائلتك وزملائك، إما شخصياً أو من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث يمكِنك الاشتراك في مجموعة للتنزه سيراً على الأقدام أو تسجيل دروس لتعلُّم الطبخ أو الرقص أو الاشتراك في فريق لممارسة الرياضات الترفيهية، فاجتمِع مع زملاء العمل بعد انتهاء الدوام، وابذل جهداً لتوطيد أواصر علاقاتك والإصغاء إلى الآخرين والتعلم من محيطك.

5. الحفاظ على فضولك:

يزيد الفضول من نشاط الدماغ وأدائه؛ فالفضول لا يُحسِّن من معرفتك حول موضوع ما فحسب؛ بل يزيد من قدراتك التعلمية والذاكرة بشكل عام أيضاً.

إذا شعرتَ بالفضول حول كيفية عمل محرك السيارة، ففُكَّ محرك سيارتك وتعرَّف إلى أجزائه وطريقة عمله، وإذا شعرتَ بالفضول حول كيفية إنشاء الخبز المحلي في مكان إقامتك، فاسأل أصحاب المخبز عن مكوناته، وفي حال شعرتَ بالفضول حول النباتيين، فشاهِد وثائقياً حولهم، وحدِّد شيئاً تريد فهمه بشكل أفضل، فلا يهم حجمه؛ بل يكفي أن تُحدِّد شيئاً يثير فضولك واكتشِفه لتنشيط دماغك.

6. تناول الطعام الصحي:

الطعام الذي نأكله هو وقود جسدنا ودماغنا معاً؛ إذ يستهلك دماغك قرابة 20% من السعرات الحرارية اليومية، حيث تؤثر الأطعمة التي تسبب الالتهابات، مثل: السكر ومشتقات الحليب والكربوهيدرات، فيك تأثيراً سلبياً، بينما تؤثر الأطعمة الصحية والغنية بالمغذيات فيك تأثيراً إيجابياً.

تشمل بعض مصادر الأطعمة المناسبة لصحة الدماغ مضادات الأكسدة الموجودة في التوت البري، والمغذيات الصغرى، مثل: المغنيزيوم والزنك الموجودة في بذور اليقطين، وفيتامين "ك" وحمض الفوليك وبيتا كاروتين الموجود في الخضروات الورقية، و فلافونيد الموجود في الشوكولا، واللوتين والشحوم الصحية الموجود في المكسرات، ولا سيَّما الجوز، ويشبه الجوز شكل الدماغ؛ لأنَّه يزيد من العافية الذهنية، ويمكِنك تعزيزها من خلال استهلاك بعض أنواع هذه الأغذية في وجباتك.

إقرأ أيضاً: 5 علامات تدل على أنّك تتناول الطعام الصحي

7. الإبداع:

يحفز الإبداع العافية الذهنية ويُحسِّن من الصحة العامة؛ فالموسيقى، على سبيل المثال، تزيد من مستوى الذكاء، وقد أظهرَت إحدى الدراسات أنَّ الوظائف التنفيذية تكون أقوى عند الموسيقيين أكثر من غيرهم، وتشمل هذه الوظائف حل المشكلات والذاكرة القوية وسرعة الاستيعاب والمرونة العقلية.

لا بأس إذا كنتَ لا تحب الموسيقى؛ لأنَّ الإبداع، مهما كان شكله، يُحسِّن من العافية الذهنية؛ كالرسم أو الحرف اليدوية أو الكتابة أو التصوير أو الشعر أو حتى البستنة، بعبارة أخرى، يتضمن ذلك أي نشاط تقوم به لإرضاء فضولك وحبك للاستكشاف.

8. شرب الكثير من السوائل:

تُشكل المياه 75% من تكوين الدماغ البشري، وتقول بعض الدراسات إنَّ النسبة تصل إلى 85%؛ وبالتالي، عندما لا نشرب ما يكفي من السوائل، يعني ذلك أنَّ خلايا الدماغ تعاني من الجفاف أيضاً، مما يؤدي إلى فقدان التركيز وضعف الذاكرة، إضافة إلى آلام في الرأس ومشكلات عاطفية مثل: المزاجية والإرهاق. وفقاً للدراسات، تمد المياه الدماغ بالطاقة للقيام بالوظائف الدماغية جميعها التي تشمل التفكير ومعالجة الذاكرة.

وبالتالي، إذا أردتَ تحسين تركيزك، فعليك أن تشرب ما لا يقل عن 8 أكواب ماء يومياً، ويمكِنك رفع إماهة جسدك من خلال إضافة بعض الشوارد (electrolytes) أو القليل من ملح البحر لرفع مستوى امتصاص الخلايا.

9. الحصول على قسط كافٍ من النوم:

قد تظن أنَّ النوم عامل غريب إذا كنتَ تسعى إلى تعزيز قدراتك العقلية، ولكن في أثناء النوم يتخلص الدماغ من السموم المخزَّنة، مما يسمح للدماغ بالعمل بشكل أفضل، وتقول الدراسات إنَّ النوم يعمل على إعادة تنشيط وظائف دماغك، حيث تُعيق قلة النوم عملية التفكير وحلَّ المشكلات والانتباه للتفاصيل وغيرها من التأثيرات العديدة الأخرى.

قد تفتخر بنفسك بأنَّك لا تنام كثيراً، ولكن تستمر الدراسات في تأكيد أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم، وتؤكد على عواقب الحرمان من النوم؛ لذا خصِّص سبع أو ثماني ساعات للنوم يومياً، وستلتمس التحسن العقلي والجسدي لديك.

10. ممارسة التفكُّر الذاتي:

تتعلق العافية الذهنية بالنمو والقوة حالها كحال العافية الجسدية، ويُعَدُّ تخصيص الوقت للتأمل الذاتي في نفسك وحياتك وسيلةً ممتازةً لتشغُل دماغك.

يُعرَّف التأمل الذاتي بأنَّه "التأمل أو التفكير العميق في شخصية المرء وأفعاله ودوافعه"، ويتعلق الأمر بالتوقف والتأمل في حياتك وسلوكاتك ومعتقداتك، ويُحسِّن التأمل الذاتي من الوعي الذاتي، ويعطيك منظوراً جديداً، ويُسهِّل التعلم على مستوى أعمق، ويتحدى افتراضاتك، ويمنحك القدرة على التعلم وفرصاً للنمو، كما يُحسِّن من ثقتك بنفسك.

11. التأمُّل:

يبدو أنَّ التأمل واليقظة الذهنية هما الحل لكل ما يقلقك، ويمكِنهما مساعدتك لتعزيز قدراتك الذهنية أيضاً؛ حيث يسمح لك التأمل بأن تُهدِّئ أفكارك وتُحقِّق صفاءً ذهنياً وعاطفياً أكبر.

إن لم ترغب في التأمل، فيمكِنك التنفس بعمق؛ حيث يُحسِّن التنفس العميق الدورة الدموية من خلال إيصال الأوكسجين إلى الدماغ والعضلات، كما يعزز عمل الجهاز العصبي اللاودي، مما يطور حالة من الهدوء والراحة الذهنية.

يُحدِث التنفس العميق أو التأمل لمدة خمس دقائق يومياً تغيُّراً كبيراً في عافيتك الذهنية.

12. استخدام مكعب روبيك (Rubik’s Cube):

قد تطن أنَّها وسيلة قديمة، إلا أنَّ الألعاب تساعد الدماغ وتُحسِّن الذاكرة طويلة الأمد، ويستهلك حل الألغاز أو الكلمات المتقاطعة كميةً كبيرة من الطاقة الذهنية، ويمكِن لزيادة قدرتك على إنجاز هذه النشاطات أن يحافظ ويزيد من عافيتك الذهنية.

يمكِنك حل الكلمات المتقاطعة أو حل لغز سودوكو أو لعب الشطرنج، أو يمكِنك لعب ألعاب الذكاء والكلمات باستخدام الهاتف الذكي.

في الختام:

ليس عليك القيام بهذه الخطوات جميعها لتحسين عافيتك الذهنية؛ بل عِدَّها قائمة نشاطات لتحسين طاقتك العقلية والتحفيز الذهني، أما الخطوة التالية فهي تحديد عنصرين أو ثلاثة عناصر من هذه القائمة والبدء بتطبيقها، حيث يتحكم العقل بالجسد والصحة العامة، وقد آن أوان الالتزام الفعلي لتحسين عافيتك الذهنية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة