وبالإضافة إلى تأثيره في الصحة الذهنية، يؤثِّر العقل كذلك في الطاقة الجسدية، فكثيراً ما تؤدي زيادة الإرادة والدافع إلى عادات غذائية صحية وتقليل التسويف والمماطلة وغيرها الكثير.
ويؤثر تفكيرنا في الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلينا وإلى أدائنا، فعندما تشعر بالثقة يظهر ذلك جلياً مما يزيد من أدائك زيادة فعالة، وبالتالي يزيد من احتمالات النجاح في كل ما تقوم به مع ارتفاع مستويات الطاقة على الأمد الطويل.
وفي هذه المقالة خمس عشرة طريقة لترفع مستوى طاقتك الذهنية:
1. الامتنان:
يعطيك الامتنان دفعة من التفكير الإيجابي والطاقة؛ لذا ذكِّر نفسك دائماً بالأشياء التي أنت ممتن وشاكر لها في حياتك، فإذا كنت تقضي وقتاً عصيباً في العمل، فكن ممتناً أنَّك تملك عملاً وتحصل على راتب آخر الشهر، أو إذا واجهت تحديات في جوانب حياتك المختلفة، فكن ممتناً أنَّك لا تملك حياةً مملة واعلم أنَّها تزيدك قوة.
كما يذكِّرك الامتنان بالأمور الهامة، فقد تنزعج مثلاً من زحمة السير، لكنَّ الإحساس بالامتنان لوجود عائلة تنتظرك، يجعل زحمة السير أمراً لا أهمية له.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: اكتب خمسة أشياء تمتن لوجودها في حياتك، وذلك لتعزز طاقتك.
2. التدرُّب على التخيل السلبي:
نشأت هذه الرؤية في فلسفة تدعى: الرواقية؛ حيث يفكر أتباع هذه الفلسفة تفكيراً مستمراً لكنَّهم لا يشغلون تفكيرهم بأسوأ الاحتمالات، وتُمارَس هذه الفلسفة للحد من التأثير النفسي الشديد في حال تحققت هذه الاحتمالات السيئة، كما أنَّها تخفف من التعصب وتزيد تقديرنا للأشياء التي نملكها.
وبما أنَّ معظمنا يقضي وقت فراغه في التفكير فيما نريده ولكن لا نملكه، وكيف ستكون حالنا أفضل معه، يعتقد أتباع هذا المذهب أنَّه علينا قضاء هذا الوقت في التفكير بما لدينا وكم سنفتقده لو لم يكن بحوزتنا.
3. إحاطة نفسك بأشخاص رائعين:
إنَّ البشر ذوو طبيعة اجتماعية؛ لذا فإنَّ بناء العلاقات يزيد من سعادتنا ويعطينا الطاقة وخاصة عند قضاء وقت مع أشخاص ذوي تفكير إيجابي؛ لأنَّهم بذلك يعززون طاقتنا وتجاوبنا مع الحياة تجاوباً أفضل.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: ضع خطة لمقابلة الناس الإيجابيين وقضاء الوقت معهم والابتعاد عن كل من يسمم حياتك بالطاقة السلبية.
4. التفكير الإيجابي:
كلما فكرت بطريقة إيجابية ستشعر بها تنساب في حياتك مما يجعلك متفائلاً ويزيد طاقتك الذهنية، ويُعَدُّ إجبار نفسك على التفكير تفكيراً إيجابياً عند شعورك بالخمول أو الاكتئاب وسيلة مثالية لمنع تدفق الأفكار السلبية إلى عقلك، والتي تؤثر تأثيراً عميقاً في مستويات طاقتك؛ وذلك لأنَّ الطاقة تتراكم تراكماً شديداً، فإذا كانت مستويات طاقتك منخفضة يغدو الأمر صعباً في كل مرة تبدأ بتحسينها.
ركز دائماً على الجانب المشرق في أي وضع واستغل الفرص كما هي عندما تأتي إليك، وبدل أن تفكر في أسوأ الاحتمالات فكر كيف سيغدو الأمر إذا سار على الوجه الأكمل.
5. إعادة تنظيم عقلك:
تشغل كثرة الأفكار عقول كثيرٍ من الناس، مما يقف عقبة في طريق رفع طاقتهم، وكوننا نتلقى المعلومات بوتيرة سريعة، علينا تنظيمها في العقل بوساطة وضع رسائل تذكير وأخذ الملاحظات وتسجيل المواعيد.
وتجنباً لارتكاب الأخطاء وتنظيم عقلك وتحرير مساحة داخله أبقِ الأمور خارج عقلك قدر المستطاع، على سبيل المثال؛ إذا كان لديك اجتماع مع شخص ما، سجله ضمن مواعيدك حتى لا تُجبِر نفسك على تذكره، كما عليك وضع قائمة بالمهام المطلوبة منك لتكون واعياً وحاضراً لما تفعله في كل لحظة.
6. الخروج إلى الهواء الطلق:
لقد اعتادت أجسادنا وعقولنا أن تكون متنبهة في أثناء النهار؛ لذا فمن الطبيعي أن تكون طاقتنا عالية خلال تلك الساعات، كما أنَّ تعريض البشرة والعينين لأشعة الشمس يُعزِّز من فيتامين (د) مما يزيد طاقتك ويُذكِّر جسمك أنَّ هذا وقت النهار، وأنَّ عليك تحصيل المزيد من الطاقة.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: إذا كنت تشعر بالتعب في أثناء العمل، خذ استراحة قصيرة في الهواء الطَلق تحت أشعة الشمس.
7. الاستمتاع:
إنَّ قيامك بنشاطات مثل قضاء الوقت مع العائلة أو الأصدقاء أو ممارسة الهوايات تحمِّسك وتحفزك، قد يبدو هذا أمراً غير منطقي، لكنَّ الاستراحة من العمل تساعد في إنجازه إنجازاً أفضل؛ وذلك لأنَّ المتعة تُحفِّز العقل وتُعزِّز الطاقة.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: خصِّص أوقاتاً ضمن الأسبوع لتمارس فيها هواياتك أو الأنشطة التي تجدها ممتعة.
8. تحفيز عقلك:
أبقِ عقلك متحفزاً ولكن دون مبالغة في ذلك؛ لأنَّ التحديات العقلية سوف تعطيك الطاقة ولكنَّ المبالغة فيها قد ترهقك، وبما أنَّه من الممكن أن يتسلل الملل والفتور بدون تحديات كافية فحاول تعلُّم مهارة جديدة لتحفيز عقلك.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: احرص على تحدي نفسك كل يوم بتجربة جديدة أو هدف جديد.
شاهد بالفديو: 11 وسيلة لتعزيز القدرات العقلية والذاكرة والتحفيز
9. التأمل:
يجد العديد من الناس التأمل وسيلة عظيمة لرفع طاقتهم، والتأمل بشكل أساسي هو أن تكون واعياً للعقل والتنفس، وقد ثبتت فوائده الصحية التي تساعد على رفع مستوى طاقتك، والهدف من التأمل ألا تفكر في الماضي أو المستقبل؛ بل أن تركز الاهتمام على لحظات الحاضر، لذا فكر في التأمل كوقت لانسياب الأفكار وتدفقها بحرية، ولاحظ ما يحصل في عواطفك وأفكارك وجسدك.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: ابحث عن أقرب جهةٍ تُقدِّم دروساً في التأمُّل.
10. خوض تجارب جديدة:
إذا بقيت في دوامة الروتين فقد يتحول دماغك إلى النظام الآلي؛ وذلك لأنَّ التحفيز العقلي ضروري لتعزيز الطاقة كما ذُكِر سابقاً؛ لذا عليك كسر الروتين وتعلُّم أشياء جديدة، اذهب في مغامرة عفوية لترى الحياة من منظور جديد أو اختر كتاباً لم تقرأ مثله سابقاً من المكتبة.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: اختر نشاطاً تقوم به باستمرار وعدِّله بطريقة ما.
11. الرضا بالقليل:
تعلَّم أن ترفض وتُزيح كل فائض عن حياتك، وتخلَّص مما لا تحتاجه؛ فعندما تكون لديك أشياء قليلة في حياتك، فإنَّ ذلك يفسح مجالاً أكبر للأشياء التي تريدها.
12. التركيز على ما يمكنك التحكم فيه:
يؤمن أتباع الفلسفة الرواقية بالتركيز على ما هو تحت سيطرتنا؛ وذلك لأنَّ الرغبة أو الأمل فيما ليس تحت سيطرتنا يُشوِّش هدوءنا ويُسبِّب لنا القلق.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: ضع قائمة بما يقلقك حالياً أو ترغب فيه، وفرِّق بين ما هو تحت سيطرتك وما هو ليس كذلك.
13. السعي وراء الشغف:
ينجم عن المشاركة في الأنشطة - سواء أكانت مهنية أم شخصية - التي تكون شغوفاً تجاهها جرعة زائدة من السعادة، أما قضاء الوقت فيما لا يعطيك متعة فقد يكون مرهقاً.
الإجراء الذي ينبغي اتِّخاذه: فكر فيما تحب فعله والطريقة التي تُرتِّب فيها حياتك المهنية أو نمط حياتك حتى تتمكن من القيام بالمزيد من النشاطات الممتعة.
14. تحمَّل مسؤولية عواطفك:
للمشاعر تأثير قوي على مستويات طاقتك، فإذا كنت حزيناً أو محرَجاً تكون طاقتك في مستوياتها الدنيا، بينما مشاعر الفخر والثقة ترفع منها.
وفي اللحظة التي تتحمل مسؤولية عواطفك، يقل اعتماد طاقتك على إطراء الآخرين أو الظروف.
15. التفكير في الوقت الراهن:
يُسبب التفكير السلبي في الماضي أو المستقبل القلق؛ لذا تقبَّل الوضع الذي أنت فيه وتصرف بأفضل طريقة ممكنة؛ وذلك لأنَّ تمنِّي أوضاع مختلفة أو تصرفات مختلفة في الماضي يسبب لك الإجهاد فحسب.
خلاصة القول:
كل من الإجراءات المذكورة أعلاه يمكن إدراجها بسهولة في روتينك اليومي لتحسين صحتك الذهنية؛ لذا حدد ما يمتص طاقتك ويَحول دون حصولك على ليلة هادئة فضلاً عن التمرين والأكل الصحي، وجرب بعض ما ذُكِر في هذه المقالة لتزيد طاقتك وتبقى في حالة من السلام والرضى دون مشروبات طاقة أو حتى كوب إضافي من القهوة.
أضف تعليقاً