في هذا المقال، نكشف لك 7 فوائد مثبتة للشطرنج مدعومة بالأبحاث والتجارب، مع نصائح عملية لتطبيقها في حياتك اليومية – سواء كنت طالبًا، ولي أمر، أو محترفًا يسعى لشحذ قدراته العقلية.
فوائد الشطرنج على الدماغ
تُعد الشطرنج لعبة ذهنية وتمرين عقلي متكامل يحفّز عديداً من وظائف الدماغ الحيوية. من خلال التحدي المستمر الذي يفرضه على اللاعبين في التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار والتخطيط، أظهرت عديدٌ من الدراسات فوائد لعبة الشطرنج وتأثيراتها الإيجابية في القدرات المعرفية، ومنها:
1. تحسين الذاكرة العاملة
الذاكرة العاملة من القدرات الأساسية للدماغ؛ إذ تمكّنه من الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة أثناء تنفيذ مهام معينة، مثل تذكر خطوات اللعب أثناء التفكير في الخطوة التالية.
ومن أبرز فوائد الشطرنج أنّها تعزز هذه القدرة من خلال تدريب العقل على:
- حفظ مواقع القطع.
- التفكير في الحركات المتوقعة.
- تنظيم سلسلة من القرارات في الذهن.
كما أكدت دراسة "سالا وغوبي (2017)" حول فوائد لعبة الشطرنج بعنوان "هل يُحسّن تعليم الشطرنج القدرة على حل المشكلات الرياضية؟ دراستان تجريبيتان مع مجموعة ضابطة نشطة"، أن ممارسة الشطرنج تؤدي إلى تحسن واضح في أداء الذاكرة العاملة، خاصة لدى الأطفال، نظراً لما تتطلبه اللعبة من احتفاظ بعدة احتمالات وحركات متوقعة وتنظيمها أثناء اللعب.
2. تنشيط مناطق متعددة من الدماغ
تظهر فوائد لعبة الشطرنج جلياً في تنشيط الدماغ؛ إذ يعمل اللاعب على تنشيط عدة مناطق في آن واحد تشمل:
- التفكير المنطقي.
- التخطيط.
- التركيز.
- حل المشكلات.
مما يعزز التواصل بين خلايا الدماغ ويساهم في تطوير مهارات معرفية شاملة.

3. رفع مستوى الذكاء البصري والمكاني
الذكاء البصري والمكاني يعني القدرة على تصور الأشياء في الفضاء وتخيل تحركاتها واتجاهاتها. وفي الشطرنج، يجب على اللاعب أن يتخيل تحركات القطع على اللوحة ويخطط بناءً على ذلك، مما يحفز الدماغ على تطوير هذه القدرة وتحسين مهارات التفكير المكاني.
حيث أكدت دراسة "نيشيللي وآخرون (1994)" بعنوان: "أنماط تنشيط الدماغ لدى لاعبي الشطرنج أثناء حل المشكلات: دراسة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي"، أنّ لاعبي الشطرنج يستعينون بالمناطق المسؤولة عن الذاكرة البصرية والمكانية، وخاصةً الفَص الجداري، مما يؤدي إلى تحسن ملحوظ في الذاكرة المكانية لديهم مقارنة بغيرهم، لأن اللعبة تتطلب تصور وتذكر مواقع القطع وحركاتها بدقة.
تٌعد لعبة الشطرنج رياضة عقلية تعود بالفائدة على مختلف الأعمار، وتنشط الدماغ وتعزز الذاكرة والتركيز، وتُظهر تحسناً في الأداء العقلي حتى لدى كبار السن.
تعزيز التركيز والانتباه
من فوائد لعبة الشطرنج تعزيز مهارات الانتباه والتركيز. ففي دراسة نُشرت في مجلة Psychology Research and Behavior Management في عام 2016، وُجد أنّ الأطفال الذين مارسوا الشطرنج بانتظام أظهروا تحسناً كبيراً في مدى الانتباه مقارنة بأقرانهم، خاصة في المهام التي تتطلب متابعة طويلة الأمد واتخاذ قرارات مدروسة، وذلك لأن:
1. تتطلب الشطرنج تتبع كل قطعة وتوقع الحركات
أثناء اللعب، لا يكتفي اللاعب بمتابعة حركته فقط، بل عليه أن يراقب جميع قطع الخصم أيضاً ويتوقع استراتيجياته المقبلة. ويتطلب ذلك تركيزاً ذهنياً عالياً وتحليلاً مستمراً لكل حركة على الرقعة، مما يدرب الدماغ على الانتباه للتفاصيل الدقيقة وتوقع النتائج قبل حدوثها، وهي مهارة معرفية هامّة في الحياة اليومية والمجالات الأكاديمية والمهنية ومن أكثر فوائد الشطرنج التي أثبتتها الدراسات.
2. يعزز القدرة على العمل دون مشتتات
في بيئة اللعب، لا مكان للتشتت؛ إذ قد تؤدي لحظة واحدة من عدم التركيز إلى خطأ استراتيجي كبير. ومع تكرار اللعب، يكتسب الدماغ القدرة على تجاهل الأصوات أو الأفكار المشتتة والتركيز على المهمة الأساسية، وهي مهارة قابلة للنقل إلى مواقف حياتية، مثل:
- المذاكرة.
- إنجاز المهام.
- القيادة.

3. تعزيز التركيز طويل المدى
غالباً ما تكون مباريات الشطرنج طويلة وتتطلب تركيزاً متواصلاً على مدى زمني يمتد أحياناً لساعة أو أكثر. ويساعد ذلك في تقوية القدرة على الحفاظ على الانتباه لفترات طويلة دون الشعور بالإرهاق العقلي، وهي مهارة نادرة في زمن يمتلئ بالمشتتات الرقمية والانفعالية.
ويُعد هذا النوع من التركيز العميق "Deep Focus" هو مفتاح النجاح في كثير من المهام المعقدة وهو من بين أفضل فوائد لعبة الشطرنج المتحصلة لكل لاعب.
4. التدريب على ضبط الانفعالات
إنّ الشطرنج ليست فقط لعبة عقلية، بل هو تمرين على الهدوء والصبر. حيث أن اتخاذ قرار سريع بدافع الغضب أو الاندفاع قد يؤدي إلى خسارة المباراة.
ولذلك، يتعلم اللاعب كيف يتحكم في مشاعره ويهدئ ذهنه قبل اتخاذ أي خطوة، مما يعزز الذكاء العاطفي ويساعد على التفكير الواضح في المواقف الصعبة، سواء داخل اللعبة أو خارجها.
5. تحسين الأداء في المهام الأخرى
تشير دراسات متعددة إلى أنّ التدريب المنتظم على الشطرنج لا يقتصر تأثيره على رقعة اللعب فقط، بل يمتد إلى جوانب أخرى من الحياة. فالأشخاص الذين يمارسون هذه اللعبة يظهرون أداءً أفضل في:
- الدراسة.
- حل المشكلات.
- إدارة الوقت.
وذلك بفضل ما اكتسبوه من مهارات التركيز والتنظيم العقلي أثناء اللعب. حيث تُعد هذه المهارات من فوائد لعبة الشطرنج التي تُعد من الأسس التي يعتمد عليها النجاح الأكاديمي والمهني.
تساعد لعبة الشطرنج على تدريب العقل على التركيز المطول والانتباه للتفاصيل الدقيقة.
تقوية مهارات اتخاذ القرار
تتعدى فوائد لعبة الشطرنج التسلية أو الترفيه، إذ تساهم بفعالية في تعزيز مهارات اتخاذ القرار، وخاصةً لدى اللاعبين المنتظمين.
كما أكد عديدٌ من المدربين المحترفين أنّ الشطرنج تُعد من أقوى الأدوات التدريبية الذهنية التي تنمّي التفكير العقلاني والمنطقي وكما يقول بطل العالم والمدرب المحترف في الشطرنج (غاري كاسباروف): "تعلمك الشطرنج أنّ كل حركة لها ثمن، وأنّ اتخاذ القرار لا يتوقف على ماتراه فقط، بل على ما تتوقعه وتخطط له؛ إنّها مدرسة في التفكير المنهجي".
1. التقييم السريع للمخاطر
في الشطرنج، يتطلب كل تحرك تقييماً سريعاً للعواقب المحتملة. ويجب على اللاعب أن يحسب المخاطر، ويفكر في نتائج تحركاته وتحركات خصمه في الوقت نفسه. حيث يعلّم هذا النوع من التدريب اللاعب أن يتّخذ قرارات سريعة لكنها مدروسة، وهي مهارة حيوية في الحياة اليومية والمواقف المهنية.
2. تطوير القدرة على التحليل والتخطيط
إحدى أبرز فوائد الشطرنج هي تطوير مهارات التخطيط الاستراتيجي. فاللعبة تدرّب العقل على التفكير بخطوات متسلسلة وتحليل كل خيار قبل تنفيذه.
ومع الوقت، يصبح الدماغ أكثر مهارة في جمع المعلومات، ترتيبها، واتخاذ قرارات دقيقة بناءً عليها، مما يعزز القدرة على التفكير التحليلي في مواقف الحياة المتنوعة.
بمواجهة التحديات المتكررة، تقوّي لعبة الشطرنج مهارات اتخاذ القرار والتخطيط الإستراتيجي.

تأثير الشطرنج في الأطفال
ترى د. ماريا كفوري أنّ تعليم الشطرنج للأطفال في سن مبكرة، يساهم مباشرةً في تطوير مهارات التفكير العليا، مثل التحليل، التخطيط، والربط بين الأسباب والنتائج.
وتقول: "الشطرنج ليست لعبة فقط، بل هو بيئة تدريب فكري تسمح للطفل بتمرين دماغه في إطار ممتع وتفاعلي. فمن خلاله، يتعلم الطفل التفكير قبل اتخاذ القرار، وهذه مهارة حياتية أساسية".
1. تحفيز التفكير النقدي والإبداعي وبناء مهارات حل المشكلات
تحفز الشطرنج الأطفال على التفكير النقدي، من خلال تحليل المواقف واتخاذ قرارات منطقية. كما أنّها تشجع على الإبداع في إيجاد حلول غير تقليدية للهروب من مواقف صعبة داخل اللعبة.
بالإضافة إلى بناء مهارة حل المشكلات ويرى البروفيسور أدريان دي غروت، أحد أوائل الباحثين في علم النفس المعرفي والشطرنج، أن هذه اللعبة تعزز قدرة الطفل على حل المشكلات بطريقة منهجية.
حيث أكد أن الأطفال الذين يتعلمون الشطرنج مبكراً، يظهرون تحسناً في القدرة على استيعاب المشكلات وتحليلها من زوايا متعددة.

2. تعزيز الانضباط الذاتي والذكاء العاطفي
أشار الدكتور جون فاليه من جامعة بوردو - أمريكا إلى أنّ الشطرنج تساعد الأطفال على تطوير الانضباط الذاتي؛ إذ يتعلمون:
- انتظار الدور.
- احترام القواعد.
- التعامل مع الفوز والخسارة بمرونة.
حيث قال: "تعلم الشطرنج الأطفال أنّ القرارات العاطفية لا تؤدي إلى النجاح؛ فهم بحاجة إلى التفكير بهدوء، حتى عندما يشعرون بالضغط، وهذه مهارة تنعكس إيجاباً على سلوكهم داخل الصف".
3. الأثر الأكاديمي – رأي منظمة FIDE للتعليم المدرسي بالشطرنج
تؤكد اللجنة التعليمية التابعة للاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE) أنّ الشطرنج تُعد أداة تعليمية فعالة في دعم الأداء الأكاديمي للطلاب، خاصة في الرياضيات والقراءة.
كما تشير التقارير أيضاً إلى أنّ الأطفال الذين يتعلمون الشطرنج يظهرون أداءً أفضل في الاختبارات المدرسية مقارنة بأقرانهم الذين لا يلعبون الشطرنج.
4. تشجيع التعاون والتواصل
تقول كارولين جيل (مؤسسة مشروع "شطرنج في المدارس" في بريطانيا): "تخلق الشطرنج مساحة للطفل ليُظهر شخصيته ويتواصل مع الآخرين بطريقة إيجابية. حتى في لعبة تنافسية، هناك احترام متبادل وتبادل فكري راقٍ".
تُنمّي الشطرنج قدرات الطفل العقلية والاجتماعية، ويعزز ثقته بنفسه في بيئات التعلم.
الشطرنج كوقاية معرفية
من أبرز فوائد الشطرنج أنّها لا تقتصر على تنشيط الدماغ فقط، بل يمتد تأثيرها ليكون وسيلةً فعّالةً في الوقاية المعرفية وتجنيب الدماغ مخاطر التدهور بفضل تحفيزها المستمر للدماغ.
1. تقليل مخاطر التدهور العقلي
أظهرت دراسة منهجية نُشرت في The New England Journal of Medicine عام 2003 أن المشاركة في أنشطة فكرية ترفيهية كالقراءة ولعب ألعاب الطاولة والشطرنج مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين 7% و33% حسب نوع النشاط.
فمن فوائد لعبة الشطرنج أنّها تُعد تمريناً معرفياً مستمراً يحافظ على صحة الدماغ، كما يحافظ النشاط البدني على صحة القلب.
2. علاقة لعب الشطرنج بتأخر الزهايمر
في دراسة مراجعة لعام 2019 أظهرت أنّ الشطرنج تُعد عاملاً وقائياً ضد التدهور المعرفي لدى كبار السن، من خلال تعزيز "الاحتياطي المعرفي" (cognitive reserve).
كما أشار تقرير من مجلة GQ نُقل عن دراسة أسترالية شملت ما يزيد على 10,000 رجل مسن كشفت أنّ لعب الشطرنج والألعاب اللوحية قد تقلل من خطر الإصابة بالخرف بنسبة تقريبية تصل إلى 9%.
يظهر الشطرنج قيمة تتجاوز الترفيه فهو نشاط ذهني متكامل يحفز الذاكرة، وقد توصلت دراسات إلى أنّ لعب الشطرنج بانتظام، قد يساعد في الوقاية من الزهايمر والتدهور العقلي.

اليوم العالمي للشطرنج
يتم الاحتفال باليوم العالمي للشطرنج سنوياً في 20 يوليو، وهو اليوم الذي تأسس فيه الاتحاد الدولي للشطرنج (FIDE) في عام 1924.
اقترحت منظمة اليونسكر فكرة الاحتفال بهذا اليوم باعتباره اليوم العالمي للشطرنج، ويتم الاحتفال به على هذا النحو منذ عام 1966، بعد أن أنشأه الاتحاد الدولي للشطرنج.
ينظم الاتحاد الدولي للشطرنج، الذي يضم في عضويته 181 اتحاداً للشطرنج، أحداث ومسابقات الشطرنج حول العالم في هذا اليوم.
في الآونة الأخيرة في عام 2013، تم الاحتفال باليوم الدولي للشطرنج في 178 دولة، وفقاً لرئيس الاتحاد الدولي للشطرنج كيرسان إليومينجينوف.
وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع يوم 12 ديسمبر 201 على قرار اعتماد يوم العشرون من تموز يوما عالميا للاحتفال بلعبة الشطرنج.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
1. هل الشطرنج تزيد الذكاء؟
نعم، لأنّها تنشّط مناطق الدماغ المرتبطة بالتفكير المنطقي، والذاكرة، واتخاذ القرار، مما يعزز القدرات العقلية بمرور الوقت.
2. ما فوائد الشطرنج للأطفال؟
تساعد على تحسين التركيز والانتباه، ويطوّر مهارات التفكير النقدي، كما تعزز الثقة بالنفس والتفاعل مع الآخرين.
3. هل الشطرنج تقلل من التوتر؟
نعم؛ لأنّها تشغل الذهن في نشاط هادف ومنظم، مما يقلل من القلق ويعزز الشعور بالتحكم والهدوء النفسي.
4. ما الفرق بين الشطرنج ولعب الورق؟
تعتمد الشطرنج على التخطيط العميق والتحليل الطويل الأمد، بينما تعتمد ألعاب الورق غالباً على الحظ والذاكرة قصيرة المدى.
ختاماً، لعبة الشطرنج ليست مجرد تسلية ذهنية، بل أداة فعالة لبناء عقل أكثر تركيزاً، ذاكرة أقوى، وشخصية أكثر توازناً. فممارسة الشطرنج تساهم في تطوير مهارات التفكير المنطقي، تعزيز الذاكرة العاملة والبصرية، وتنمية القدرة على اتخاذ القرارات تحت الضغط.
تعزز هذه اللعبة الانتباه والانضباط الذاتي، وتساعد على التحكم في الانفعالات، مما ينعكس إيجاباً على الأداء الدراسي والمهني، ويشكل دعماً هامّاً لنمو الأطفال العقلي والاجتماعي. سواء كنت تسعى لتحسين مهاراتك في العمل، أو ترغب في تقوية قدرات أطفالك الذهنية، فإنّ لعبة الشطرنج تمنحك طريقاً ممتعاً وفعّالاً لتحقيق ذلك.
خصص وقتاً أسبوعياً لخوض مباراة شطرنج مع صديق أو فرد من العائلة، أو شجع أطفالك على اكتشاف هذا العالم المليء بالتخطيط والتحديات. تذكّر أن فوائد الشطرنج لا تتوقف على الرقعة، بل تمتد إلى جوانب عديدة من حياتك اليومية. شاركنا رأيك: ما الذي تعلمته من تجربتك مع الشطرنج؟ وكيف تنوي أن تستفيد منه في حياتك بعد اليوم؟
التعليقات
اطلب كوبون
افادني كثيييييييراً هذا المقال
أضف تعليقاً