سواء كان الأمر يتعلق بفقدان الوزن أم بتحقيق أهدافك أم بجني ثمار عملك، فإنَّ الحافز ضروري للنمو والنجاح في كل مجالات الحياة؛ ومع ذلك، ليس من السهل أن تبقى متحفزاً طوال الوقت، وعليك من أجل ذلك أن تتولى زمام أمور حياتك وتبذل جهوداً واعية في هذا الصدد.
لم يفت الأوان بعد، فأنت ما زلت قادراً على تولي الأمور وتغيير مجرى حياتك؛ لذا نقدم لك في هذا المقال 11 نصيحة فعالة للتغلب على نقص الحافز والبقاء متحمساً دائماً:
1. دوِّن أهدافك:
يقلِّل الناس عموماً من شأن وضع الأهداف عندما يتعلَّق الأمر بفقدان الحافز؛ فنحن غالباً ما ندوِّن أهدافنا عندما نتذكرها فقط، وغالباً ما تكون أفكارنا مبعثرة، إلَّا أنَّ الخطوة الأولى لتحقيق أهدافك وتعزيز التنمية الشخصية هي تنظيم أفكارك؛ لذا دوِّن أهدافك مهما كانت كبيرة أو صغيرة، وحددها قدر الإمكان، وحدد مواعيد نهائية لتحقيق كلٍّ منها.
عندما تدوِّن أهدافك وتعيد النظر فيها بانتظام، فإنَّها تترسخ أكثر في ذهنك؛ ممَّا يقرِّبك من تحقيقها، ويساعدك على الحفاظ على تركيزك وتحفيزك، ويتيح لك تتبع تقدمك بسهولة.
2. تخلَّ عن المماطلة والتسويف:
يرتبط فقدان الحافز بالمماطلة وتأجيل الأعمال؛ ففي كل مرة تقوم فيها بالمماطلة، يؤثر ذلك في مستويات تحفيزك؛ والطريقة الوحيدة للتغلب على ذلك هي التوقف عن هذه المماطلة.
لذا في المرة القادمة التي تكون فيها على وشك تأجيل أمر ما إلى وقت لاحق، تمهل وقيِّم الأسباب الكامنة وراء ذلك، وتوصَّل إلى السبب الجذري، وتعامل معه للتغلب على هذه العادة السيئة التي تؤثر في حياتك وصحتك النفسية؛ فعندما تتغلب على المماطلة، تدرك التأثير الإيجابي الذي ينعكس على مزاجك ومستويات تحفيزك.
3. احتفِ بانتصاراتك الصغيرة:
ننسى في أثناء سعينا إلى تحقيق الأهداف الكبيرة في الحياة والتغلب على نقص الحافز الاحتفاء بالانتصارات الصغيرة التي نحققها على طول الطريق؛ فسواء كان الإنجاز كبيراً أم صغيراً، يبقى إنجازاً، ويستحق التقدير والاحتفاء.
هل انتهيت من تنفيذ مشروعك في الوقت المحدد؟ حسناً، كافئ نفسك؛ أو هل تمكَّنت من الركض على جهاز الجري لمدة ساعة؟ جيد، فلتثنِ على نفسك؛ فهذه الإنجازات الصغيرة هي التي تساعدنا في العودة إلى المسار الصحيح، وتقربنا خطوة واحدة من تحقيق الأهداف الكبيرة؛ لذا، تعرَّف على المكاسب الصغيرة وقدِّرها، وستندهش عندما ترى كيف يساعدك ذلك على البقاء متحمساً.
4. مارس الامتنان:
إنَّه لمن السهل التذمر من عدم امتلاكنا بعض الأشياء بدلاً من تقدير النعم التي نمتلكها بالفعل، أليس كذلك؟
يؤدي هذا التذمر إلى فقدان الحافز، في حين يعدُّ جعل الامتنان جزءاً من حياتك خطوة هامة للغاية للحفاظ على مستويات التحفيز عالية؛ فهو ينشط أرواحنا، ويجدد حماستنا.
بيَّنت إحدى الدراسات الحديثة أنَّ الأدلة الجديدة تشير إلى أنَّ المشاعر الإيجابية -خاصة الامتنان- قد تلعب دوراً هاماً في تحفيز الأشخاص على الانخراط في السلوكات الإيجابية التي تؤدي إلى تطوير الذات.
لذا احتفظ بدفتر يوميات للامتنان، ودوِّن كل ما أنت ممتن له، وعبِّر عن امتنانك للأشخاص الذين تحبهم، وانشر الإيجابية أينما ذهبت؛ وستبدأ بهذه الطريقة التركيز أكثر على ما تملكه، وتكون هذه بداية رائعة لكي تبقى متحفزاً.
شاهد بالفديو: 5 فوائد مثبتة للشعور بالامتنان
5. تفاءَل:
الحياة ليست دائماً رائعة وجيدة، حيث ستواجه أياماً سيئة عندما لا تسير الأمور لصالحك، أو عندما تشعر بالضياع، أو ترغب في الاستسلام.
لذلك، بدلاً من السماح للسلبية بالسيطرة على حياتك، اتبع نهجاً متفائلاً في الحياة، وتوقف عن التفكير الزائد، واطرح الأسئلة المناسبة، وركز على إيجاد الحلول.
ستواجه بعض العقبات على طول الطريق، ولكن إذا تمسكت بالتأكيدات والآمال الإيجابية، فستكون الرحلة أكثر سلاسة وسهولة.
6. لا تنشغل بالماضي:
غالباً ما يرتبط افتقارنا إلى الحافز بالتفكير في الماضي والانشغال به، ويثير هذا الأمر فينا الخوف والندم، ويمنعنا من التقدم والتطور في الوقت الحالي.
إنَّ التفكير في الماضي ليس سوى مضيعة للوقت؛ لذلك، تيقن أنَّ الماضي قد ولَّى منذ زمن طويل، ولا يمكنك تغيير حقيقة ذلك، وكل ما يمكنك فعله الآن هو جعل يومك الحالي جديراً بالاهتمام؛ فبدلاً من النظر إلى الوراء والشعور بالندم، تعلم من أخطائك، واغفر لنفسك، وامضِ قدماً؛ وفي المرة القادمة التي تجد فيها عقلك منشغلاً في الماضي، صمِّم على تغيير طريقة تفكيرك والتركيز بوعي على الوقت الحاضر.
7. واجه مخاوفك:
إنَّه لمن الصعب التغلب على فقدان الحافز في حال شعورك بالخوف؛ لذا حدد الأسباب التي تمنعك من مواجهة الخوف والتعامل معه ومعالجته؛ فإذا لم تواجه مخاوفك، فلا يمكنك التغلب عليها وتجديد حافزك.
اسأل نفسك: "ما الذي يمنعك من ذلك؟ وما هو سبب خوفك؟"؛ وبمجرد تقبُّل مخاوفك، يمكنك اتباع خطة عمل والتفكير في الحلول المناسبة للتغلب عليها، ويمكنك كذلك طلب مساعدة طبيب نفسي إذا لزم الأمر؛ ولكن لا تتجاهل مخاوفك مهما حصل.
شاهد بالفديو: 6 نصائح بسيطة تساعدك على التخلص من مخاوفك
8. تصوَّر نجاحك:
لا بدَّ أنَّك قد سمعت بالاقتباس الشهير: "لتصدق أي أمر، عليك أن تراه بنفسك"؛ وهذا ما يعنيه التصور.
إنَّ إحدى أكثر الأساليب فاعلية للتغلب على نقص الحافز هي تصور عملية النجاح حتى تصل إلى النتيجة المرجوة، حيث يساعدك ذلك على التقدم وتحقيق أهدافك؛ لذا أغلق عينيك وركز طاقاتك على أدق التفاصيل التي ستساعدك في تحقيق ما تريد.
على سبيل المثال: إذا كان هدفك هو كتابة رواية، فتخيل نفسك جالساً عند توقيع الكتاب وتتحدث مع المعجبين عن أحداث روايتك، وحاول تخيل شعورك في هذه اللحظة، وما الذي تراه، وأين ستكون مستقبلاً، وما إلى ذلك.
يؤدي القيام بهذا التمرين يومياً إلى إلهامك للاستمرار وزيادة الحافز لديك، حيث سيدفعك تصور النجاح إلى القيام بعمل أفضل مع ترسيخ مشاعر الإيمان والثقة بالنفس.
9. ابحث عن الإلهام:
لا يمكنك أن تستمد الإلهام من داخلك، ولا مشكلة في ذلك، وما من داعٍ للذعر والخوف؛ إذ توجد الكثير من المصادر الخارجية لمساعدتك في ذلك عندما تشعر بفقدان الحافز.
يستمد كل شخص الإلهام بصورة مختلفة؛ لذا اكتشف كل ما يلهمك، وعُد إليه عندما تكون بحاجة ماسة إلى التحفيز.
10. استمتع بوقت الفراغ:
إنَّه لمن الواضح أنَّك مرهق من انشغالاتك الكثيرة في الحياة، وليس لديك وقت للتوقف والتفكير في أسباب حزنك وتعاستك، وكل ما تعرفه هو أنَّك تفتقر إلى الحافز، ويبدو أنَّ كل يوم يشكل بالنسبة إليك صراعاً وسعياً دون جدوى، وأنت بالتأكيد لا تفضل عيش بقية حياتك بهذه الطريقة.
لذلك، تحتاج إلى تحديد وقت فراغ لنفسك، والاسترخاء ومنح عقلك وجسمك بعض الراحة؛ لذا، جرب أحد الخيارات التالية لمساعدتك في الاستفادة من وقت فراغك:
- خذ إجازة أو اذهب في نزهة صباحية.
- مارِس بعض الهوايات.
- التقِ عدداً من أصدقائك.
- استمع إلى بعض التسجيلات التعليمية.
- مارس الرياضة أو اليوغا.
إنَّه لمن الهام أن تقوم بالأشياء التي تجعلك سعيداً؛ ذلك لكي تفكر بوضوح وتبقى متحمساً.
11. تأمل بانتظام:
يتيح لك التأمل التحكم بعقلك، ويحسن تركيزك، ويساعدك على الاسترخاء؛ فكلما مررت بيوم عصيب أو وجدت أفكارك تضيع سدى، فإنَّ أفضل طريقة لتهدئة نفسك هي إغلاق عينيك والتأمل؛ حيث يساعدك ذلك على التخلص من جميع الأمور غير الضرورية في الحياة، والشعور بالرضا، والبقاء على المسار الصحيح.
لقد وجدت دراسة أُجرِيت عام 2020 أنَّ التأمل يُقلِّل من درجات القلق والاكتئاب والألم، كما يعد أمراً أساسياً لمساعدتنا في التغلب على فقدان الحافز؛ فإذا كنَّا قلقين أو مكتئبين، فمن المرجح ألَّا نقوم بالأمور التي نريدها؛ لذا تأمل يومياً، ومن المؤكد أنَّك سترى تحسناً في إنتاجيتك وتحفيزك.
الخلاصة:
إنَّ ممارسة هذه الإجراءات البسيطة ليست بالأمر الصعب؛ لكن مع ذلك، إذا كنت ترغب في زيادة تحفيزك، فلا تتوقع أن تتغير الأشياء بين ليلة وضحاها.
ستبقى طاقتك منخفضة في بعض الأيام، ولكن من خلال بذل هذه الجهود الواعية للبقاء متحمساً، كن على يقين بأنَّك ستتمكن من إجراء تغيير كبير في نظرتك إلى الحياة واستجابتك للأيام العصيبة؛ لذا ابدأ اليوم، والتزم بإحداث تغيير إيجابي في حياتك.
أضف تعليقاً