الفوائد الجسدية والنفسية للاستحمام

يعرف جميع البشر ما هو الاستحمام، لكنَّنا نستطيع تعريفه بأنَّه الاغتسال الكامل بالماء مع منظفات معينة أو من دونها، وللاستحمام عدة طرائق منها: الاغتسال تحت رشاش الماء، أو الانتقاع في الحوض، أو سكب الماء المسخن في أوعية مخصصة على الجسد من خلال أدوات معينة.



وللاستحمام عدة طرائق منها: الاغتسال تحت رشاش الماء، أو الانتقاع في الحوض، أو سكب الماء المسخن في أوعية مخصصة على الجسد من خلال أدوات معينة. وتستمر عملية الاستحمام عادة ما بين 9-11 دقيقة، وقد تقل أو تزيد حسب حالة الشخص نفسه، وحسب كمية الماء المتاحة، وحسب عوامل الطقس الخارجية من برودة أو حرارة.

قد تؤدي بعض الأمراض التي تصيب جلد الإنسان دوراً في مدة عملية الاستحمام؛ فبعض الأمراض مثل الأكزيما الجلدية أو الجفاف قد يزيد من حدتها تعرُّض الجسم لوقت طويل للماء؛ لذلك ينصح الأطباء في هذه الحالة بتقليل مدة الاستحمام، وسوف نبحث في هذا المقال عن فوائد الاستحمام الجسدية والنفسية، وعن المزايا الجمة لعملية الاستحمام الصحية، والفوائد الكثيرة المتعلقة فيها، وكذلك سوف نرى أهمية الاستحمام للصحة النفسية لكافة البشر.

فوائد الاستحمام الجسدية:

من أهم فوائد الاستحمام الجسدية أنَّه يحافظ على النظافة الشخصية للفرد، ويحسِّن من الرائحة التي يصدرها الجسد، وهذا له تأثير هام في علاقة الفرد مع الوسط المحيط.

ونذكر من فوائد الاستحمام الجسدية أيضاً:

1. توازن الإفرازات الهرمونية:

يساعد الاستحمام على تنظيم إفرازات العديد من الغدد الحيوية في جسم الإنسان، مثل هرمون قشرة الكظر، والكورتيزول، ويساعد على زيادة إفرازات السيروتونين، وزيادة الخصوبة سواء عند الرجال أم النساء، والتخفيف من الإرهاق المديد.

2. المحافظة على صحة عضلة القلب:

يحفِّز الاستحمام عضلة القلب ويساعدها على زيادة النبض، وهو من الأمور الهامة لفوائد الاستحمام الجسدية، وتساعد زيادة معدل ضربات القلب على تحسين الدورة الدموية وتنشيطها في أنحاء الجسم وخاصة اليدين والقدمين؛ وهذا بدوره يساعد على خفض التوتر الشرياني، كما يساعد على معالجة الانتفاخات، وخصوصاً الانتفاخ في القولون والبطن، ويحفز الجسم على طرح الفضلات بشكل أفضل.

3. تسهيل عملية التنفس:

وهي من أهم فوائد الاستحمام الجسدية؛ إذ يحسِّن الاستحمام من كمية الأوكسجين التي تدخل إلى الجسم عن طريق الرئتين في أثناء عملية التنفس، ويسهم في تنشيط الرئتين، كما يساعد أيضاً على الوقاية من الانسدادات الرئوية والجلطات التي قد تصيب الأوعية الدموية المغذية للرئتين.

فوائد الاستحمام بالماء البارد:

في سياق الحديث عن فوائد الاستحمام الجسدية والنفسية، سوف نتطرق إلى فوائد الاستحمام بالماء البارد، والتي نذكر منها:

  • مفيد للبشرة والشعر: أكد الأطباء أنَّ الاستحمام بالماء البارد هو من العوامل الأساسية في المحافظة على بشرة مشرقة وشعر انسيابي؛ إذ إنَّ الاستحمام بالمياه الباردة يساعد على تضييق طبقة الأدمة، ومن ثمَّ تضييق المساحات في البشرة؛ وهذا يساهم في تقليل كمية الأوساخ التي من المحتمل دخولها إلى البشرة، كما أنَّ الاستحمام بالماء البارد، يفيد في إغلاق مسامات الشعر إغلاقاً جزئياً، فيقلل هذا من الأوساخ التي تتجمع في الرأس.
  • يسرع في الشفاء من ألم العضلات الهيكلية: فالاستحمام بالماء البارد يساعد على استرخاء العضلات، وخصوصاً بعد القيام بأعمال متعبة أو تمرينات رياضية؛ ولذلك نلاحظ أنَّ أغلب الرياضيين يلجؤون إلى الاستحمام بالماء البارد بعد المباريات المتعبة.
  • يزيد من نشاط جهازَي الدوران والمناعة: عن طريق رفع مستوى ضربات القلب وتحسين جريان الدم، وهذا بدوره يحمي من الانسدادات الشريانية، ويزيد قدرة جهاز المناعة على حماية الجسد من الأمراض المختلفة التي قد يتعرض لها.
  • يساعد الاستحمام بالماء البارد فقط دون منظفات كيميائية على إفراز زيوت طبيعية منشؤها الطبقة العميقة للبشرة، وهذه الزيوت تساعد على ترطيب البشرة وزيادة نضارتها، والحد من ظهور الحبوب والبثور المؤلمة وغير المرغوبة.
  • الاستحمام بالماء البارد ذو لمسات سحرية في تخفيض الوزن؛ وذلك لأنَّ المياه الباردة تزيد معدل عملية الاستقلاب في الجسم، ومن ثمَّ تزيد حرق السعرات الحرارية الزائدة والدهون المتراكمة تحت طبقة الجلد، وتوجد دراسة أمريكية تقول إنَّ الوزن الذي يمكن أن يخسره الشخص في العام الواحد إذا استحم بالماء البارد بانتظام قد يصل إلى 4 كيلوغرامات.
  • ومن فوائد الاستحمام بالماء البارد خفض حرارة الجسم خفضاً ملحوظاً في حالة الترفع الحروري، فحمام بارد من 6-9 دقائق يفي بالغرض.

شاهد بالفديو: 8 عادات يومية من أجل صحة قوية

فوائد ومضار الاستحمام بالماء الساخن:

إنَّ الاستحمام بالماء الساخن له كثيرٌ من الفوائد، فهو يساعد على استرخاء العضلات بعد يوم من العمل المجهد، وأثبتت دراسات بريطانية أنَّ الانتقاع في حوض من المياه الساخنة لمدة 50 دقيقة كفيل بحرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية، كأنَّ الشخص قد قام بالتمرينات الرياضية لمدة 30 دقيقة.

ولاحظ بعض الأطباء أنَّ حمام المياه الساخنة يمكن أن يخفض نسبة السكر في الدم بنسبة قد تصل إلى 10%؛ وذلك دون القيام بأي مجهودات رياضية، وأكد بعض الباحثين أنَّ من فوائد الاستحمام بالماء الساخن الحماية من نزلات الجهاز التنفسي ونواتج التعرض للبرد.

لكن بالمقابل، حذَّر معظم الأطباء أنَّ الاستحمام بالماء الساخن جداً، له تأثير سلبي كبير في الطبقة الجلدية الخارجية من جسم الإنسان، ويمكن أن يكون لهذا الاستحمام أضرار جسيمة على صحة الشخص الجسدية؛ فقد يؤدي الاستحمام بالماء الساخن ذي درجة الحرارة المرتفعة جداً إلى موت خلايا الكيراتين المتموضعة في الطبقة الخارجية من البشرة، ويؤدي أيضاً إلى ظهور نوع من أنواع الفطريات والأكزيما، والشعور بتهيج في الجلد يولِّد رغبة في الحكة؛ وهذا يسبب آلاماً في الجلد مزعجة جداً.

إقرأ أيضاً: 6 عادات صحيّة يجب أن تمارسها في حياتك اليوميّة

فوائد الاستحمام الصباحي:

من أهم فوائد الاستحمام الصباحي هو التنشيط الفعال للدورة الدموية، وتنشيط العقل وتحسين النفسية، كما يساعد الاستحمام الصباحي على ابتكار أفكار جيدة لليوم، سواء أكانت هذه الأفكار اجتماعية أم اقتصادية.

ويساعد الاستحمام الصباحي الأشخاص الذين يعانون من التعرق المفرط في أثناء النوم والذين يعانون من رائحة العرق الكريهة على امتلاك الثقة لمتابعة يومهم بنشاط دون خجل، ودون الخوف من أن ينفر الناس من رائحتهم، فالاستحمام الصباحي لهؤلاء هو الحل الأمثل.

فوائد الاستحمام الليلي:

 للاستحمام الليلي عدة فوائد؛ إذ يؤدي إلى الشعور السريع بالإرهاق بعد يوم عمل طويل؛ وهذا بدوره يساعد الشخص على النوم بسرعة، خاصة إذا كانت لديه مقابلات عمل صباحية أو حاجة إلى الاستيقاظ المبكر للقيام ببعض النشاطات قبل الذهاب إلى العمل.

ويفيد الاستحمام الليلي في الحماية من ضغط الدم المرتفع؛ وذلك لأنَّه يساهم في توسيع الشرايين وخصوصاً عند الاستحمام بالماء الساخن، وأكد بعض الأطباء أنَّ الاستحمام الليلي يساهم نوعاً ما في إفراز هرمون "ميلاتونين" والذي يسمى أيضاً هرمون النوم، كما يساعد الاستحمام الليلي على المحافظة على نضارة البشرة؛ وذلك لأنَّ طبقات الجلد تأخذ الرطوبة اللازمة من عملية الاستحمام لتجديد نفسها في أثناء النوم.

إقرأ أيضاً: 6 عادات صحية تُؤخر شيخوخة الجلد

بعض التوصيات لعملية استحمام مثالية:

فوائد الاستحمام

فيما يأتي بعض التوصيات التي من شأنها أن تجعل من عملية الاستحمام مثالية وذات فائدة قصوى:

  • يجب أن تكون مدة عملية الاستحمام قصيرةً؛ وذلك لأنَّ طبقة الجلد سوف تعاني من بعض الحكة والتهيجات إذا بقيت معرضة للماء لفترات طويلة جداً.
  • لا ينصح الأطباء أبداً بالاستحمام بمياه ساخنة جداً بعد القيام بتمرينات رياضية مجهدة؛ وذلك لأنَّه سوف تتغير حرارة الجسم تغيراً فجائياً وكبيراً، وهذا بدوره قد يسبب بعض الهيجان الجلدي.
  • لا ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون من أمراض جلدية مزمنة كالفطور والصدفية بالاستحمام بالماء الساخن؛ بل يؤكدون أنَّ الماء الدافئ الأقرب للبرودة هو الأمثل في هذه الحالة.
  • ينصح الأطباء بعدم دفع الجلد إلى الاحمرار في أثناء عملية الاستحمام، ومراقبة الجسم والقيام مباشرة بخفض درجة حرارة المياه إذا لاحظ الشخص احمراراً في جلده؛ وذلك لأنَّ المياه الساخنة تقوم بدفع الدم للتهيج والاتجاه نحو الطبقات الخارجية في الجلد.
  • ينصح الخبراء بترك الجسم بعد عمليات الاستحمام لكي يجف من تلقاء نفسه، دون التنشيف بالمناشف الخاصة، وهذا يساعد الجلد على الترطيب والتخفيف من التهيج والحكة.
  • ينصح خبراء التجميل والعناية بالجلد باستخدام مستحضرات الترطيب الخاصة بالعناية بالجلد، وذلك مرة على الأقل في اليوم الواحد؛ لأنَّ من الآثار الجانبية لعملية الاستحمام هو تبخر الماء السريع من طبقة الجلد بفعل الحرارة؛ لذلك إنَّ استخدام المستحضرات المخصصة للترطيب يحافظ على نضارة البشرة وحيويتها ويحميها من الأمراض.

فوائد الاستحمام النفسية:

من أهم فوائد الاستحمام عموماً هي حصول الشخص على فوائد الاستحمام النفسية التي تنعكس على مزاج الشخص وشخصيته وهي:

  • يحافظ الشخص على ثقته بنفسه طوال اليوم؛ وذلك لأنَّ الاستحمام سوف يمنحك مظهراً جميلاً، بالإضافة إلى الرائحة المنعشة التي سوف تنبعث من الشعر والجسد.
  • يساعد الاستحمام على التوليد المنتظم للأفكار الإيجابية الخلاقة؛ وذلك بفضل لحظات الهدوء والسكينة التي يمنحها، فالابتعاد عن الناس دائماً ما يولِّد الأفكار المبدعة.
  • ومن فوائد الاستحمام النفسية وخصوصاً الاستحمام بالماء البارد أنَّه يُعَدُّ من أهم محفزات النوم العميق والجيد؛ وذلك لأنَّه يقلل تقليلاً كبيراً من التوتر والضغط الذي قد يتعرض له الشخص يومياً.
  • تعزيز درجات التركيز والانتباه وغمر الشخص بيقظة وحيوية دائمة.
  • يقول بعض الأطباء النفسيين إنَّ ما يسمى بالعلاج المائي وهو المرادف للاستحمام بالماء البارد، يمكن أن يكون حلاً ناجعاً في معالجة نوبات القلق الشديدة التي يتعرض لها المريض.
  • إنَّ الاستحمام وخصوصاً بالماء البارد يعزز إفراز هرمون "الإندورفين"، وهذا الهرمون من المعروف عنه أنَّه مسؤول عن تحسين المزاج ورفع المعنويات.
  • يعزز الاستحمام الحالة الإيجابية لدى الشخص؛ وذلك بفضل التغيير الكيميائي للقشرة الدماغية؛ إذ إنَّ الاستحمام يزيد من مستويات هرمون "النورأدرينالين" المسؤول عن التيقظ والتحفز والانتباه.
  • يؤكد بعض الأطباء النفسيين أنَّ الأجواء المرافقة لعملية الاستحمام إذا كانت جميلة وهادئة مع موسيقى خفيفة وأضواء خافتة، سوف تؤثر تأثيراً كبيراً في تحسين نفسية الشخص وتخفيف الضغط والتوتر النفسي الذي قد يعاني منه في أثناء النهار؛ إذ إنَّ هذه الأجواء مع الانتقاع بحوض من الماء الدافئ مع روائح عطرة، هي الأجواء الأمثل للاسترخاء والراحة النفسية.

وإنَّ فوائد الاستحمام الجسدية والنفسية أكثر بكثير من أن تُحصَر بعدة كلمات؛ فالشعور بالخفة والنظافة والانشراح الذي يتركه الاستحمام في نفوسنا بعد الانتهاء، كفيل بأن يجعل عملية الاستحمام واحدةً من اللحظات الترفيهية بعد يوم شاق ومتعب.

 

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5




مقالات مرتبطة