الإدمان على التسوق: أسبابه وعلاجه

هل رغبت يوماً ما في الخروج للتسوق مع أنَّك لست بحاجة إلى أشياء ضرورية؟ أم أنَّك لا تفعل ذلك دون وجود حاجة فعلية إلى التسوق، يوجد فارق بين الحالتين السابقين فإمَّا أن تكون إنساناً طبيعياً يلتزم بشراء ما يحتاج إليه أو أن تكون مصاباً بما يسمى هوس الشراء أو التسوق القهري، وإذا أردت أن تعرف المزيد عن التسوق القهري "الإدمان على التسوق"، إليك المقال الآتي:



أولاً: ما هو التسوق القهري؟

تشير كلمة القهري أو الإدمان عموماً إلى تكرار السلوك المؤذي؛ أي الاستمرار في القيام به على الرغم من النتائج التي يحصدها، ويوجد العديد من الباحثين الذين درسوا هذا السلوك ومن بينهم سارة رجب السيد التي عرفته بأنَّه "رغبة مُلحة تصعب مقاومتها لشراء أشياء لا يحتاج إليها الفرد ولن يستخدمها، ويصاحب عملية الشراء شعور بالسعادة والإثارة ويعقبها الشعور بالذنب والندم".

  1. إنَّه شكل غير طبيعي للتسوق والإنفاق؛ إذ يعاني المستهلك من الرغبة القهرية والمزمنة والمتكررة في التسوق والإنفاق ولا يمكن السيطرة عليها، وقد يكون الإنفاق القهري وسيلة للتخفيف من المشاعر السلبية كالضغوطات والقلق.
  2. كما يُعرَف التسوق القهري بأنَّه سلوك يحدث بصفة متكررة كرد فعل للمشاعر السلبية التي تتملك الفرد وتسيطر عليه أو للأحداث السيئة التي تصيبه، بمعنى هو رد فعل سيِّئ لتجارب الحياة القاسية والمريرة التي يتعرَّض إليها خلال عدة مواقف في حياته؛ إذ يلجأ الفرد إلى الشراء بشكل لا شعوري وبدافع لا يستطيع مقاومته ويشعر بالرغبة الكبيرة في الشراء من الأماكن التي تكون مكتظة بالسكان؛ إذ يشتري كميات كبيرة من المنتجات والأشياء التي لا يحتاج إليها، والتي قد لا تُحدِث فارقاً جوهرياً في حياته، وتؤثر في قدرته المالية وكذلك في وقته؛ إذ يمضي الكثير من وقته في التسوق.
  3. لقد أشارت بعض الدراسات إلى أنَّ الإعلانات التسويقية للمنتجات تؤثر في عاطفة الفرد وتدفعه إلى الشراء؛ إذ تُعَدُّ سبباً رئيساً في ظهور سلوك الإدمان على التسوق.
  4. إنَّ هذا الداء؛ أي داء الإدمان على الشراء - إن صحَّ التعبير عنه - يصيب كلاً من النساء والرجال على حدٍّ سواء، وليس فقط النساء كما هو متداول.
  5. حادث أو موقف خاص في مرحلة الطفولة؛ كالمعاناة من الحرمان أو الفقر وعدم القدرة على الحصول على ما يريد ويرغب مثل بقية الأطفال.
  6. التخلص من المشاعر السلبية التي يشعر بها الفرد بسبب ضغوطات الحياة اليومية.
  7. ترميم المشاعر وسد الفراغ العاطفي والتخلُّص من الاكتئاب الذي يرافق الفراغ العاطفي؛ وذلك من خلال الشعور بالمتعة الزائفة عند شراء الأغراض الجديدة.
  8. الاندفاع والحماسة الزائدة؛ إذ يصبح الفرد عاجزاً أمام دافعه القوي للتسوق.
  9. عدم القدرة على التحكم بهذا السلوك القهري.
  10. الرغبة الجامحة في الحصول على السعادة عن طريق ممارسة سلوك الشراء فقط وما يصاحب ذلك السلوك من شعور إثبات الذات.
  11. البحث عن الإثارة واللذة التي يحصل عليها بعض الأفراد من خلال المرور بالمخاطر المتمثلة في إنفاق الأموال ومدَّخراتهم على الشراء وما يتبع ذلك من سلوكات يقوم بها الفرد لتجاوز تلك المخاطر.
  12. الرغبة في الحصول على القبول الاجتماعي من قِبل الآخرين.
  13. هوس الموضة أو اقتناء أشياء محددة بقصد التباهي بها.
  14. وجود الكثير من وقت الفراغ ومحاولة ملئه عن طريق القيام بنشاطات مسلِّية مثل التسوق؟
  15. عدم القدرة على التكيُّف مع التغيرات المجتمعية أو المواقف الصعبة التي يمر بها مثل الشعور بالوحدة أو الغضب أو الاكتئاب أو التوتر لمختلف الأحداث التي يمر بها.

ثانياً: أسباب الإدمان على التسوق

ثالثاً: أعراض الإدمان على التسوق "التسوق القهري"

  1. الخروج إلى التسوق بشكل يومي أو أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد.
  2. الشراء بكميات كبيرة وأشياء غير ضرورية.
  3. الشعور بالحاجة الماسة إلى التسوق من أجل تعديل المزاج.
  4. إنفاق المال بطريقة سريعة تتصف بالهدر غير المبرر.
  5. الإحساس بشعور المتعة الكبيرة واللذة والسعادة البالغة عند شراء وامتلاك أشياء جديدة.
  6. الإحساس بالذنب وتأنيب الضمير بعد إنفاق المال على شراء أشياء غير مفيدة في غالبها ولا يحتاج إليها الفرد.
  7. الاستمرار في متابعة إصدارات الماركات وتطورها ومحاولة الحصول على كل جديد منها، بالإضافة إلى متابعة مواسم التخفيضات.
  8. اختيار الأشياء التي لن تُستَخدم أبداً بكثرة.
  9. الكذب على الآخرين عند الذهاب إلى التسوق والادعاء بأنَّ الشخص كان في مكان آخر.
  10. شعور الفرد بالخجل من الأشياء التي اشتراها ومحاولته تخبئتها بعيداً عن أنظار الآخرين.
  11. بعد الانتهاء من عملية التسوق تبدأ مشاعر الذنب والندم تتملك الفرد.

شاهد: 6 أسئلة عليك أن تسألها قبل شراء سلعة باهظة الثمن

رابعاً: ما هي آثار الإدمان على التسوق؟

  1. الوقوع في الضائقة المادية بسبب إنفاق الأموال وعدم القدرة على الادِّخار بسبب كثرة الشراء.
  2. الشعور الدائم بالقلق من المجهول؛ إذ يخاف الفرد من المرور في موقف قد يحتاج فيه إلى المال ولا يستطيع تأمينه بسبب إنفاقه على عمليات الشراء المختلفة.
  3. تدنِّي مستوى تقدير الذات وفقدان الثقة بالنفس.
  4. التعرُّض إلى الضغوطات والمشكلات الاجتماعية ولا سيما العائلة؛ وذلك بسبب الوقوع في الضيقة المادية والحاجة إلى أشياء لم يَعُد بوسعهم شراؤها.
  5. الإصابة بحالة من الاكتئاب بعد إنفاق الأموال والمدخرات.
إقرأ أيضاً: 6 خطوات للتخلص من إدمان وسائل التواصل الاجتماعي

خامساً: علاج التسوق القهري "الإدمان على التسوق"

تبين الدراسات النفسية أنَّ سلوك الإدمان على التسوق هو سلوك قهري مرتبط بالحالات النفسية للفرد، ويدأب الفرد على تكراره بشكل دائم حتى لو كانت له عواقب وخيمة، ويكون العلاج بدراسة كل مصاب بهذا الداء كحالة فردية خاصة به دون تعميم حالته وطريقة علاجه على الآخرين، لكن يمكن ذكر طرائق عامة يمكن اتِّباعها للتخلُّص من هذا السلوك الإدماني:

  1. إدراك الفرد واعترافه بأنَّ لديه سلوك إدماني نحو الشراء.
  2. يجب البحث في حياة الفرد عن الأشياء التي تسبب له الضغوطات النفسية والمشكلات والوقوف على أسبابها الحقيقية ومحاولة علاجها.
  3. ممارسة النشاطات المختلفة لملء وقت الفراغ مثل الجلوس مع العائلة والأصدقاء، والقيام بالتمرينات الرياضية، وتعلُّم شيء جديد مثل لغة جديدة أو مهارات يمكن أن تجعل الفرد شخصاً أفضل ومنافساً قوياً لغيره، كما يمكن الاهتمام بالمواهب التي يمتلكها الفرد وتحفيزه على التقدم بها.
  4. تحقيق الاندماج الاجتماعي من خلال ممارسة النشاطات برفقة الأصدقاء مثل حضور الندوات الثقافية أو القيام بالرحلات، وتؤثر هذه العلاقات في الفرد إيجاباً؛ إذ يكتسب الخبرة وكيفية إدارة كل ما يتعلق بنفسه وكذلك كيفية إدارة أمواله؛ وذلك من خلال الاستفادة من تجارب الآخرين.
  5. أن يعمل الفرد على المساهمة والمشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية؛ إذ تُعَدُّ طريقة لبناء ثقة الفرد بنفسه ووسيلة لإسعاد الآخرين، كما أنَّه فرصة للتخلص من المشاعر السلبية التي تكون سبباً في الإدمان على الشراء، فرؤية من هو بحاجة فعلية إلى هذا المال تجعل الفرد أكثر تبصراً بالحقيقة وتقوي الدافع لترك هذا السلوك، كما أنَّ معاشرة أفراد إيجابين تجعل منه فرداً إيجابياً يمتلك نظرة مختلفة للأشياء.
  6. الذهاب إلى السوق برفقة شخص ما سواء من العائلة أم الأصدقاء أم أحد المقربين وعدم الذهاب بشكل منفرد إطلاقاً؛ إذ يقلل ذلك من إمكانية صرف الأموال دون تدبير صحيح.
  7. اللجوء إلى الطبيب النفسي واستشارته؛ فإذا كان الإدمان على التسوق سببه الإصابة بالاكتئاب أو القلق مثلاً، يمكن للطبيب وصف الأدوية الخاصة به.
  8. تعليم الفرد عادات الشراء الصحيحة من خلال تحديد الأولويات وحاجاته الفعلية وضرورة صرف اللازم من المال فقط.
  9. تذكير الفرد بشكل دائم بأنَّ شراء الأشياء يحقق سعادة مؤقته وهذه السعادة زائلة لا محالة؛ لذا يجب ترشيد الإنفاق وشراء ما هو ضروري فقط وما سوف يستهلكه بالفعل؛ وذلك من خلال وضع قائمة بالأشياء والالتزام بها حرفياً وذلك تجنُّباً لحالات الانبهار التي يُصاب بها الشخص في أثناء التسوق وتدفعه إلى شراء كل ما قد يراه حتى ينفق جميع أمواله.
  10. محاولة دفع المال لقاء المشتريات بشكل نقدي وليس عبر بطاقات الائتمان أو على الأقل وضع حدٍّ معيَّن لها، كما يجب حمل مبلغ قليل من المال يتناسب مع حجم قائمة المشتريات التي سجلها الفرد.
  11. تجاهل الإعلانات الترويجية قدر الإمكان.
  12. الذهاب إلى التنزه بعيداً عن أماكن التسوق؛ إذ يمكن الذهاب إلى الحدائق أو مشاهدة مسرحية أو فيلم سينما.
  13. طرح الأسئلة على النفس قبل شراء أي شيء من السوق، من مثل "لماذا أرغب في شراء هذا الشيء؟"، أو "هل أنا بحاجة إلى هذا الشيء؟"، أو "كيف سوف أستفيد منه؟"
  14. تنمية القدرة على التحكم بالعواطف والرغبات وقمعها عند اللزوم؛ أي عندما تصبح سلوكاً غير مقبول.
إقرأ أيضاً: كيف تحدد السلوكات الإدمانية وتتخلص منها؟

الخلاصة:

كل سلوك لا يستطيع الفرد الابتعاد عنه ويكرره بصفة مستمرة هو عبارة عن سلوك إدماني يسبب المتاعب له، والإدمان على التسوق أو ما يُسمى الشراء القهري مثله مثل الإدمان على لعب القمار، أو الإدمان على الإنترنت، أو الإدمان على الكحول وغيرها بحاجة إلى علاج؛ لذا على الفرد التحلي بالشجاعة والاعتراف بإدمانه على التسوق، ففي الاعتراف يكمن نصف العلاج ومن ثم وضع برنامج محدد بإشراف متخصصين للتخلص من هذا الإدمان.

المصادر:

  • 1،2،3
  • نشوى أو بكر، أحمد المعمري، الخصائص السيكومترية لمقياس الشراء القهري ( البنية العاملية للشراء القهري ) ، كلية التربية ، جامعة القصيم، منشورات المجلة العربية للعلوم التربوية والنفسية، عدد ( 11 ) يوليو 2019.
  • كاران ناراك وفارون شارما، ترجمة علي عبد الرحيم صالح، دراسة في سيكولوجية التسوق القهري، كلية العلوم الطبية، جامعة دلهي.



مقالات مرتبطة