الأعشاب والنباتات الطبية ودورها العلاجي

مع تزايد العودة العالمية لطب الأعشاب والنباتات، يجد الطبيب نفسه في وضع يلزمه الإجابة على أسئلة المرضى حول إستعمال بعض الأعشاب والنباتات التي قاموا أو يقومون باستخدامها، وقد يكون مبعث استفسارهم أسباب عديدة كسماع رأي الطبيب في إستخدام نبات معين أم لا، أو تعارض أخذه مع دواء سيقوم بوصفه الطبيب للمريض، أو قد يكون بغرض المعرفة وزيادة المعلومات لدى المريض، أو رغبة المريض في علاج زهيد الثمن لعدم قدرته على دفع فاتورة الدواء. لهذا ينبغي على الطبيب أن يكون لديه تصور جيد عن موضوع النباتات الطبية كي يستطيع الإجابة بمسؤولية وأمانة علمية مجردة فيها النصح والفائدة للمريض، بعيداً عن المبالغة وبعيداً عن التقليل من هذا الاتجاه الطبيعي المفيد الذي تزداد العودة له يوماً بعد يوم في جميع أنحاء العالم.



الأسس التي بني عليها طبّ الأعشاب:

قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف النباتات الطبية لثلاث زمر:

1- الأعشاب الآمنة: التي شاع إستخدامها في بلادنا منذ قرون عدة وليس فيها سُمّيّة، ينصح باستعمالها في معالجة المشاكل الصحية العارضة مثل: اليانسون لغازات البطن، والمريمية للمغص، والثوم لنزلات البرد والضغط الخفيف، والحناء لتساقط الشعر، والشومر لغسل العيون المحتقنة نتيجة الغبار وغيرها من الأعشاب واستخداماتها.

2- الأعشاب الشائعة في بلاد غير بلادنا: وهي معروفة للمواطنين بل يستخدمها العشابون (العطارون) حسب خبراتهم ومعرفتهم. كذلك قد تتواجد منها مستحضرات مرخصة في الصيدليات ومستوردة من مختلف بلاد العالم ومصرّح باستخدامها في تلك البلاد مثل نبات الجنكو، ونبات الجنسنغ والرواند وغيرها من النباتات. فإن كانت مرخصة يكون استعمالها بأمان، ولها الأولوية على الأدوية المصنعة، وعلى الطبيب الاطلاع على النشرة الداخلية لهذا المستحضر ومعرفة خصائصه وأية تفاعلات له مع أعشاب أو أدوية أخرى إن وجدت.

3- الأعشاب التي تحتوي على مواد تعتبر سامة: وهذه تخضع لنفس قوانين الأدوية الكيماوية ولا يجوز للمريض أن يستخدمها أبداً بأي صورة من الصور، إلا إذا كانت بشكلها الصيدلاني المرخص له وبالجرعة المقررة من قبل الطبيب المختص مثل نبات البلادونا (ست الحسن) والداتورة والدفلة.

بصورة عامة ينبغي للطبيب أن يشجع المريض على استعمال الأعشاب المتداولة والمعروفة بأمانها خصوصاً في الأمراض الخفيفة العارضة لأثرها المأمون والفعال في تخفيف المرض وحدة المعاناة.

بشكل عام يمكن المزج بين الأعشاب والأدوية الحديثة ويستثنى من ذلك بعض الأعشاب مثل الأعشاب التي لها علاقة بالجهاز الدوري والدم.

إن مفعول الأعشاب بطئ وليس كالدواء الكيماوي الذي يعطي مفعولاً أسرع منها ولذا فعلى الطبيب إفهام المريض ذلك.

يمكن إستخدام الأعشاب الآمنة فترة طويلة دون الخوف من مضاعفات جانبية حيث أن الكثير من النباتات يعتبر غذاءً قبل أن تكون دواءً، فمثلاً يمكن للإنسان تناول فص من الثوم يومياً للمساعدة في خفض الضغط وتقليل إحتمالات الإصابة بالذبحة الصدرية.

هناك بعض النباتات ذات فعالية أفضل من بعض الأدوية المتوفرة في الصيدليات مثل إستخدام الزنجبيل لمنع دوار السفر فهو أقوى من بعض الأدوية، واستخدام المريمية للمغص أسرع فاعلية من الحبوب المحتوية على الهايوسين.

في كثير من الأحيان يكون دور النباتات وقائياً أكثر منه علاجياً مثل نبات الشطة الحمراء الذي يعتبر مميعاً للدم، والثوم الواقِ من الجلطات القلبية وغيرها.

إقرأ أيضاً: الطب البديل ودوره في علاج أمراض الرشح والزكام

قابلية الاستفادة من النباتات والأعشاب الطبية:

النبات ذو الفائدة العلاجية قد يستخدم من قبل عدد من الأفراد المصابين بنفس المرض ولكن نجد أن أحدهم يستفيد من العلاج بينما الآخر لم يستفد، تعود الأسباب إلى:

  1. إنّ قابلية جسم الإنسان للإستفادة من المادة الفعالة في النبات تتعلق بالنظم الفيزيولوجية في الجسم، فإذا كانت تلك النظم سليمة تم الإستفادة من المواد الفعالة في النبات، وتعتمد سلامة هذه النظم على سلامة البيئة المحيطة بالإنسان من جهة وعلى مدى نظافة وصلاحية المواد الغذائية التي يستخدمها الإنسان من جهة أخرى.
  2. إنّ تراكيز المواد الفاعلة في النبات يختلف من منطقة لأخرى، وذلك تبعاً لعوامل البيئة الأرضية والعوامل المناخية والعوامل الطبوغرافية.
  3. إنّ صفاتنا الوراثية للإستفادة من النباتات الطبية والعلاجات وهضم وتمثيل الأغذية المختلفة تختلف من إنسان لآخر، تماماً مثل بصمات أصابعنا تختلف من شخص لآخر.

تجرى أبحاث ودراسات عديدة في أنحاء العالم حول إستكشاف إستطبابات عديدة من النباتات لأمراض مستعصية، فهناك كنوز من الأعشاب والنباتات لا تزال بحاجة إلى باحثين ومكتشفين خصوصاً من الأطباء والعاملين في مجال العقاقير الطبية والصيدلة.

بعض الأعشاب الطبيعية وفوائدها للجسم:

بالرغم من كثرة انتشار الأدوية في عصرنا الحالي، ودورها المهم في علاج الكثير من الأمراض الخطيرة والمستعصيّة، إلّا أنّ هناك عدداً لا بأس به من الأشخاص في العالم يعتمدون على الطب البديل، وعلى استخدام بعض الأنواع من الأعشاب الطبيعية الفعّالة لعلاج معظم أنواع الامراض التي قد يُصابون بها، وذلك لأنّها على عكس الأدوية الطبيّة لا تحتوي على أي مواد كيميائيّة ضارة، إليك على بعض الأنواع من هذه الأعشاب الطبيعيّة والفوائد التي تمنحها لجسم الإنسان:

أولاً: فوائد البقدونس

  1. يُساعد على مكافحة تجاعيد البشرة ومختلف مشاكلها.
  2. يعمل على معالجة مختلف الإلتهابات التي تُصيب الجسم.
  3. يُساعد على خفض حرارة الجسم والتخلص من الحُمى.
  4. يُساعد على سرعة التئام الجروح.
  5. يحتوي على كميّةٍ من المواد المضادة للأكسدة للوقاية من السرطان.
  6. الحفاظ على صحة القلب والجهاز المناعي في جسم الإنسان.
  7. يُعالح مختلف أمراض فقر الدم.
  8. تقليل نسبة الكوليسترول الضّار في الجسم.
  9. يساعدُ في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي ومختلف أمراض النساء.

شاهد بالفيديو: 10 فوائد للبقدونس تجعل منهُ طبقاً رئيسياً

ثانيّاً: فوائد الكزبرة

  1. التخلص وبشكلٍ سريع من مشاكل حموضة المعدة.
  2. تساعد على طرد الديدان المعوية وعلى التخلص منها بشكلٍ سريع.
  3. تقي من الإصابة بالأمراض الهضميّة الخطيرة كالكوليرا والتسمم الغذائي.
  4. تحتوي على كميّةٍ من الحديد للوقاية من كل حالات فقر الدّم.
  5. تساعد على التخلص من اضطرابات الدورة الشهرية.
  6. علاج بعض الأمراض الجلدية كالحساسيّة والأكزيما.
  7. تعمل في علاج مختلف التقرحات الفموية.
  8. تعالج مشاكل البشرة وتساقط الشعر.
إقرأ أيضاً: 10 طرق بسيطة وصحية للتخلص من سموم الجسم

ثالثاً: فوائد الميرميّة

  1. تقضي على مختلف حالات الدوار التي قد تُصيب الإنسان.
  2. تساعد في القضاء على الجذور الحرة المسببة للإلتهابات الخطيرة.
  3. تساعد على تقوية الذاكرة لحماية الإنسان من الإصابة بالنسيان.
  4. تساعد في الوقاية من الإصابة بسرطان الرئة.
  5. تلعب دوراً مهماً في القضاء على البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان.
  6. تعمل على تسكين آلام عضلات الجسم والعظام.
  7. تُعالج أمراض الاكتئاب والتوتر العصبي.
  8. تساعد على تطهير الرحم من الجراثيم.

شاهد بالفيديو: 10 نصائح حياتية لتنشيط العقل وتقوية الذاكرة

رابعاً: فوائد الزعتر

  1. يُساعد على تقوية الذاكرة وعمل الدماغ.
  2. يساعد على التخلص من مشاكل السعال المزمن، والتخفيف من أعراض الربو.
  3. يُعالج أمراض الجهاز البولي والتهاب المثانة.
  4. يعمل وبفعاليّة على التخلص من غازات الأمعاء.
  5. يُساعد في علاج التهاب الحلق والبلعوم.
  6. يُعالج مختلف الأمراض الجلدية كالصدفيّة، والأكزيما.
  7. يعمل على تنقية الدم من السموم.
  8. يُساعد على تفتيت الحصى.

خامساً: فوائد الزنجبيل

يحتوي الزنجبيل على مجموعةٍ من المركبات العضوية الفعّالة من الناحية العلاجية، حيثُ أنّ الزنجبيل يُساعد في علاج:

  1. حالات الغثيان والقيئ.
  2. حالات الإسهال.
  3. آلام البطن والأسنان.
  4. الروماتيزم؟
  5. بالإضافة لاحتوائهِ على مُضادات لمرض السرطان والالتهابات.
إقرأ أيضاً: الفوائد الصحيّة للزنجبيل

سادساً: فوائد الثوم

يتميز الثوم بمكانة هامة ومميزة في التغذية والطُب، وذلك بفض مميزاتهِ التي تشمل:

  1. إعاقة عمل أنزيمات لها وظيفة في إنتاج الدهنيات في الدّم، وتقليص عمل الصفائح الدّمويّة.
  2. يحتوي الثوم على الكثير من مضادات الأكسدة التي تساعدُ في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
  3. يُعتبر الثوم الدواء الأكثر فعاليّة للوقاية من مرض السكري والإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي العلوي.

سابعاً: فوائد نبات القرّاص

يُساعد نبات القراص في:

  1. تنظيف الجسم.
  2. علاج التهابات الأمعاء.
  3. علاج القولون العصبي.
  4. يساعد في علاج أمراض الكبد.
  5. يساعد في علاج التهابات المسالك البولية وحل المشاكل التي تُصيب الكلى والجلد.

ثامناً: فوائد العرق سوس

  1. يتميّز نبات العرق سوس بقدرتهِ الكبيرة على تقوية الجهاز الهضمي.
  2. مكافحة جميع أنواع الالتهابات التي تُصيب القولون، الأمعاء، الكلى، المثانة، الأمعاء، والكبد.

تاسعاً: فوائد النعناع

لقد استُخدم النعناع ومنذ زمنٍ بعيد في علاج الكثير من الأمراض، فهو:

  1. يُساعد في تقوية اللثة.
  2. التخلص من الغازات، وتخفيف الآلام التي تُصيب المعدة.
  3. تقوية القدرة الجنسيّة.
  4. تثبيط مرض السرطان.
  5. يُخفف من الصداع وآلام المفاصل.
  6. يقضي على الشعور بالغثيان، والضيق.
إقرأ أيضاً: الفوائد العلاجية الخارقة التي يقدمها النعناع للجهاز الهضمي

عاشراً: فوائد الكركم

الكركم من البهارات الشهيرة في الهند والذي يُستخدمُ لعلاج الكثير من الأمراض، وبشكلٍ خاص:

  1. أمراض الحُمى والتهاب المفاصل.
  2. يحتوي الكركم على الكثير من مركبات الكركمين الذي لهُ تأثير مضاد للسرطان وخصوصاً سرطان الثدي، البنكرياس، القولون، والبروستات.

الحادي عشر: فوائد حبة البركة

تُعتبر حبة البركة من الأعشاب المتميزة والمنتشرة بكثرة في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتُستعملُ هذهِ النبتة عن طريق الشرب لمنع الإصابة بأمراض الربو والأمراض التحسسية التي تُصيب الرئة.

 

أخيراً ننصحكَ بأن تحرص على استخدام تلك الأعشاب الطبيعية التي ستُساعد على حماية جسدك من الإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة، دون أن تترك أي آثار جانبيّةٍ ضارة.




مقالات مرتبطة