ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن تجربة شخصية للمدونة تريسي كينيدي (Tracy Kinnedy)، والذي تخبرنا فيه عن تجربتها في ممارسة عادات الرعاية الذاتية.
نزع الطبيب نظارته وأشار إلى الصور، ثمَّ أخبرني بأنَّ لدي انضغاط قرص فقري في أسفل ظهري، وتضيق في عمودي الفقري، والتهاب مفاصل.
لقد كنت حينها في الـ 21 من عمري، وكنت أعيش لوحدي في بلد أجنبي؛ لذا انفجرت بالبكاء، وأخذت أفكر في أسوأ السيناريوهات.
أخبرني الطبيب أنَّني لن أستطيع الركض أبداً مرة أخرى، وأنَّني يجب أن أتوقف عن ممارسة الرياضة تماماً لفترة زمنية غير محددة؛ وقد كانت الرياضة والأنشطة والتمرين والجري هي كلُّ ما يشكل هويتي لمعظم حياتي، وذلك لكوني رياضية ومغامرة.
عدت إلى المنزل يومها، وشعرت باليأس والهزيمة والاكتئاب، وجاء زوجي وحاول إسعادي بشتَّى السبل؛ لكن بدا أنَّه ما من شيء يمكنه جعلي كذلك.
لقد انتهت حياتي التي أعرفها؛ فكيف يمكنني بعد الآن أن أعرف من أكون إذا لم أستطع أن أكون رياضية مغامرة كما اعتدت دوماً؟
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يخبرني فيها طبيب ما بأنَّ عليَّ ألَّا أركض مرة أخرى، بل كانت المرة الرابعة في الحقيقة؛ حيث كانت الأولى عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، وذلك بعد جراحة أجريتها في ركبتي لعلاج تمزق في الغضروف الهلالي؛ وكانت المرة الثانية عندما كنت طالبة في السنة الثانية في الجامعة، حيث كنت أتدرب وقتها للمشاركة في ماراثون الجري، لكن اضطررت إلى التوقف قبل الموعد المحدد بأسبوعين لأنَّني أصبت بكسور في عظام فخذي بسبب الإجهاد؛ وكانت المرة الثالثة عندما كنت في السنة الثالثة، حيث وجدت نفسي فجأة على طاولة الجراحة لإزالة جزء من الغضروف المفصلي، وقد أخبرني الطبيب مرة أخرى -تماماً كما فعل آخرون من قبله- أنَّني يجب ألَّا أركض ثانية، فأومأت برأسي؛ ولكن ما إن تعافت ركبتي، وقويت ساقي بالعلاج الفيزيائي؛ حتى عدت إلى الركض مرة أخرى.
لم يكن الأمر الذي أعادني إلى غرفة الطبيب في سيدني هذه المرة هو "ركبتي"، بل "ظهري"، حيث أخبرني الطبيب أنَّني إن لم أصغِ هذه المرة وواصلت الجري، فقد أضغط على العصب؛ ممَّا قد يتسبب بمشكلات خطيرة على الأمد الطويل.
كان بإمكاني تحمل الألم، لكن كانت فكرة أن أصاب بالشلل -أو ما هو أسوأ- مخاطرة لم أكن على استعداد لتحملها، وبالتالي لم يعد الاستمرار في تجاهل الألم ونصيحة طبيبي خياراً ممكناً بعد الآن، وقد حان وقت الاعتناء بنفسي وجسدي، وكان هذا هو الوقت الذي تعلمت فيه ماهية الرعاية الذاتية.
لطالما انزعجت من مصطلح الرعاية الذاتية، ومن أيِّ نصيحة كان علي أن أتبعها بهذا الخصوص؛ وما زالت هذه الكلمة تشعرني حتى اليوم بعدم الارتياح عندما أسمعها، وبالضعف في مكان ما في أعماقي؛ وتوحي إليَّ بأنَّني لست قوية بما يكفي، أو أنَّني لا أستطيع تحمل ما تضعه الحياة في طريقي؛ وربَّما كان هذا لأنَّني كنت دائماً رياضية، أو لأنَّني نشأت في عائلة مشهورة بالسرعة.
مازلت أذكر حينما كنت أمشي خلف والدي إلى المتجر عندما كنت في السادسة من عمري، حيث كان يحافظ على وتيرة سريعة في المشي، وكنت أصرخ فيه كلَّ مرة: "انتظر أبي، تمهل"، فيجيب: "عجلي. أسرعي. الحقي بي. هيا اركضي"؛ وكان هذا ما فعلته معظم حياتي؛ فقد تحملت الألم وتجاهلته، وتجاهلت التعب، ودفعت الحزن عندما يراودني جانباً، وجريت.
عنت لي الرعاية الذاتية التباطؤ لا التقدم؛ ولطالما فكرت في استخدام مصطلح كان جدي يقوله لوصفها، وهو أنَّ "الرعاية الذاتية للضعفاء"؛ ولكن ما لم أدركه حتى تلقيت تلك الصدمة في مكتب الطبيب هو أنَّ الرعاية الذاتية الشيء الذي يسمح لنا بالقيام بكلِّ ما نريد فعله في حياتنا، ويمنحنا الطاقة والقوة والمرونة للاستمرار.
أريد أن أؤكد على شيء أتمنى لو قاله لي أحدهم سابقاً، وربَّما فعل أحدهم ذلك يوماً ما؛ لكنَّني كنت بحاجة إلى أن يشدني من كتفي ويهزني، وينظر في عيني ويقولها، ويصر عليها مراراً؛ وهي أنَّ "الرعاية الذاتية ليست للضعفاء، وليست رفاهية، ولا أنانية".
عندما لا تعتني بنفسك، تكون قاسياً جداً على جسدك؛ وعندما لا تعتني باحتياجاتك العاطفية، فأنت تعرِّض نفسك إلى خطر أكبر بكثير بسبب الإنهاك، وإلى مجموعة متنوعة من مشكلات الصحة النفسية، بما في ذلك: القلق، والاكتئاب، والإصابات الجسدية، والمرض عموماً؛ وستلاحقك لعنة عدم الاعتناء بنفسك إلى الأبد.
لماذا تعدُّ الرعاية الذاتية هامة؟
تعني الرعاية الذاتية العناية بنفسك حرفياً؛ حيث لا يتعلق الأمر بتلقي جلسة تدليك فحسب، بل بأيِّ إجراء تتخذه لتحسين الصحة والعافية والسعادة والأداء، والحفاظ عليها.
سمع جميعنا القول: "لا يمكنك الصب من كأس فارغة"؛ وهذا ما تعنيه الرعاية الذاتية، إذ لا يمكنك الاعتناء بالآخرين إذا لم تعتنِ بنفسك أولاً.
الرعاية الذاتية هي "فعل ما يجب عليك حتى تكون متوازناً ومفعماً بالحيوية، وما يساعدك على تحقيق كلِّ ما تريده من الحياة"؛ فهي تغذي العقل والجسد والروح، وتسمح لك بالازدهار، وتزيد سعادتك وقدرتك على النجاح، وتحسن نوعية حياتك وعلاقاتك؛ وعندما ننظر إليها على أنَّها ليست شيئاً للضعفاء، بل شيء يساعدنا على عيش حياتنا الأفضل؛ تصبح أمراً أساسياً في حياتنا، ولا تكون هدفاً ثانوياً بعد الآن.
في الحقيقة، أنا أعرف الآن أنَّها الطريقة الوحيدة لعيش حياتي بكلِّ تفاصيلها وأبعادها؛ ولهذا السبب جمعت 30 نصيحة لممارسة الرعاية الذاتية، لكي تتمكنوا من عيش أفضل ما في الحياة.
30 طريقة للاعتناء بذاتك:
هذه بعض ممارسات رعاية ذاتية يمكنك القيام بها يومياً، والتي يستغرق الكثير منها القليل من الوقت أو الطاقة، ويمكن إنجاز معظمها في أقل من خمس دقائق، وبعضها الآخر في أقل من دقيقة:
1. تنفَّس:
يزوِّد التنفس العميق عضلاتك ودماغك بالأوكسجين، والذي تؤدي زيادته إلى زيادة الطاقة، وتحسين صحة العضلات والأعضاء والأنسجة.
ماذا حدث عندما بدأت بقراءة هذا؟ هل أخذت نفساً عميقاً؟ رائع، أنت تمارس الرعاية الذاتية بالفعل.
2. تناول طعاماً صحياً:
"إنَّ جسدك آلة، والطعام هو وقودك".
لقد تعلمت شيئين رئيسين من خلال دراسة النظم الغذائية على مر السنين، والعمل مع أفضل أطباء الصحة العامة؛ وهما:
- أولاً: يجب أن نركز على تناول طعام حقيقي كامل وغني بالعناصر الغذائية، ونتجنَّب الأطعمة المعالجة والسكريات المكررة.
- ثانياً: يجب على كلٍّ منَّا أن يبحث عمَّا يناسبه، فهناك الكثير من الخيارات المتاحة؛ مثل: حمية باليو، وحمية البحر المتوسط، والحمية النباتية؛ وما علينا سوى الاختيار من بينها.
3. حافظ على إماهة جسمك:
يتكون 50-65٪ من جسم الإنسان من الماء، وتتألف بعض أجزاء أجسامنا -كالدماغ والقلب والرئتين- من الماء بنسبة 70٪؛ لذلك فإنَّ شرب الماء طريقة بسيطة وفعالة للاعتناء بنفسك.
لا يتطلب هذا مزيداً من الوقت والطاقة والجهد، فقط خذ كأساً وابدأ الشرب، وليكن هدفك شرب ثمانية أكواب يومياً.
4. خذ قسطاً كافياً من النوم:
اعتدت أن أعتبر قلة النوم وسام شرف، إلَّا أنَّ مزيداً من الدراسات أظهرت أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم النوعي، والأهم: العواقب التي تصيبك عندما لا تفعل ذلك؛ لذا اجعل النوم أولوية بالنسبة إليك؛ وسيشكرك عقلك وجسمك على هذه الهدية.
5. راجع طبيبك:
منذ متى وأنت تؤجل تحديد هذا الموعد وتتحمل آلاماً مستمرة، أو تتعامل مع شيء لا تعرف ما هو؟
يمكن التعامل مع معظم الأشياء إذا اكتُشِفت مبكراً، في حين يصعب إدارتها أكثر بكثير إذا أجلتها مراراً؛ لذا التقط هاتفك، وحدد موعداً الآن.
6. عبر عن امتنانك:
لكي نعيش حياة نحبها، يجب أولاً أن نحب الحياة التي نعيشها حالياً؛ حيث تُظهِر الأبحاث باستمرار أهمية وفوائد الامتنان على الصحة.
أن تكون ممتناً هو أحد أبسط الأشياء -رغم أنَّها الأقوى- التي يمكن أن تفعلها كي تعتني بنفسك.
7. تناول المكملات الغذائية:
حدد ما يزعجك، وابحث أو اسأل طبيبك عن الفيتامينات أو المعادن أو الأعشاب التي يمكنها أن تدعم صحتك وسلامتك، واحرص دائماً على ضمان جودة وفعالية ما تتناوله؛ فمثلاً: أولئك الذين يعانون من نقص فيتامين B-12 أكثر عرضة إلى الإصابة بالقلق، وقد رُبِط نقص فيتامين د بالعديد من المشكلات الصحية.
أنا أتناول الكركمين لتخفيف الالتهاب، وفيتامين B2 ومكملات المغنيزيوم التي أوصى بها طبيب الأعصاب لمعالجة الصداع النصفي الهرموني (الشقيقة).
8. عانق طفلك أو زوجتك أو حيوانك الأليف:
يعزز العناق مستويات الأوكسيتوسين (هرمون الحب) والسيروتونين (رافع المزاج ومولد للسعادة) لديك، حيث يقوي السيروتونين جهاز المناعة، ويعزز تقدير الذات، ويخفض ضغط الدم، ويصنع توازناً في الجهاز العصبي، ويخفف من التوتر؛ لذا عانق من تحبهم، وستصبح في مزاج إيجابي خلال بضع ثوانٍ فقط.
9. تأمل:
كنت تعلم أنَّ هذه النصيحة قادمة، أليس كذلك؟ إذا كنت أحد هؤلاء الأشخاص الذين يعتقدون أنَّه لا يمكنهم ممارسة التأمل، فقد حان الوقت لتجربه الآن، وتدخل في عالم من الصفاء الذهني.
10. اعتنِ بجسدك:
إنَّ التدليك ليس الشكل الوحيد للرعاية الذاتية، لكنَّه جيد؛ فالعناية بأجسادنا عنصر أساسي في روتين الرعاية الذاتية.
تخزن أجسادنا التوتر العاطفي بطرائق لا ندركها حتى، ويتيح لنا الاعتناء بها التحرر من هذا التوتر؛ وتشمل الخيارات هنا: العلاج بتقويم العمود الفقري، وتمارين التمدد، والعلاج القحفي العجزي، وتحرير الألياف العضلية، والعناية بالعظام، وعلم المنعكسات.
11. تنزه:
نعلم جميعنا فوائد ممارسة التمرينات ودورها في تنشيط تدفق الدم في عروقنا؛ ويمكن لذلك أن يكون مشياً، أو جرياً، أو تسلقاً، أو رحلة إلى صالة الألعاب الرياضية، أو اليوجا، أو التمدد.
12. أمضِ الوقت مع من تحب:
تثبت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يتواصلون اجتماعياً غالباً ما يكون لديهم مستويات أعلى من السعادة؛ لذا حدد موعداً لليلة مع شريك حياتك، أو يوماً خاصاً مع طفلك، أو ساعة سعيدة مع صديقك المفضل؛ فنحن مبرمجون بيولوجياً على الانفتاح على العلاقات والتواصل.
ليس من الضروري أن يكون التواصل وجهاً لوجه؛ فأحياناً مكالمة هاتفية هي كلُّ ما تحتاجه، خاصةً في هذه الأيام.
13. خذ إجازة (أو استراحة):
أكثر من 50٪ من الأمريكيين لا يستغلون كلَّ أيام عطلتهم؛ لذا خذ إجازة من روتين الحياة، وخصص وقتاً للاستمتاع والتعافي واستعادة نشاطك.
14. افعل شيئاً من أجل المتعة فقط:
متى كانت آخر مرة قمت فيها بشيء ما لأنَّه كان ممتعاً أو منحك الفرح، لا لأنَّ له فائدة أو غرضاً أو عائداً استثمارياً ملموساً؟
استمتع بالموسيقى والرقص، أو اضحك مع أطفالك، أو توجه إلى صالة ترفيه، أو اكتب، أو اشترِ الزهور؛ واتبع شغفك.
15. عالج نفسك وجسمك:
عندما تبدو جيداً، ستشعر بحالة جيدة؛ لذا احصلي على تسريحة شعر مختلفة، واستمتع بالعناية بنفسك؛ فنحن نشعر بتحسن عاطفي عندما نعتني بمظهرنا.
16. اقضِ بعض الوقت في الطبيعة:
أظهرت الدراسات أنَّ قضاء الوقت في الطبيعة له فوائد صحية عديدة؛ بما فيها خفض مستويات هرمون التوتر؛ لذا اذهب الى الخارج، وتوجه إلى الغابة أو الشاطئ، أو قم بنزهة سيراً على الأقدام.
كما يمكن أن يكون المشي حافي القدمين (التأريض) أن يكون علاجاً شافياً على وجه الخصوص.
17. اقضِ على السمية والسلبية:
ابذل جهداً متعمَّداً لقضاء الوقت مع الأشخاص الذين يغذون روحك ويُشعِرونك بالنشاط والحيوية، واستغنِ أو قلل مقدار الوقت الذي تقضيه مع الناس السلبيين، وفي المواقف التي تستنزفك أو تتركك مرهقاً؛ وأحط نفسك بالحب والتشجيع والطاقة الإيجابية.
18. استحمّ:
هذه طريقة بسيطة وغير مكلفة للاعتناء بنفسك.
أضف قليلاً من "أملاح إبسوم"، أو زيوت الأساس، أو فقاعات الصابون إلى حوض الاستحمام؛ ثمَّ أشعل شمعة، واجلس واسترخِ.
19. مارس التأمل الذاتي:
التأمل الذاتي هو التراجع خطوة إلى الوراء والتفكير في حياتك وسلوكك ومعتقداتك.
امنح نفسك فرصة الخروج من روتينك اليومي بانتظام، وفكر في ما ينجح وما لا ينجح في حياتك، واعترف بمكاسبك ونجاحاتك، وحدد ما يجب الاحتفاظ به وما يجب تغييره.
20. غذِّ عقلك:
نحن لدينا كبشر حاجة إلى استخدام كامل قدراتنا المعرفية؛ فنحن هنا لننمو ونتطور، والتعلم جانب أساسي يدفعنا إلى الشعور بالنشاط والحيوية؛ لذا تعلَّم شيئاً جديداً، والتحق بفصل دراسي أو دورة عبر الإنترنت، أو اقرأ كتاباً، أو استمع إلى بث إذاعي.
21. مُدَّ يد العون:
نحتاج إلى الشعور بالأهمية والمساهمة، وبأنَّنا نصنع فارقاً في هذا العالم، وقد تبيَّن أن التطوع يساعد الناس على الشعور بأنَّهم أكثر صحة وسعادة.
22. فرِّغ مشاعرك:
تتعلق الرعاية الذاتية بكلِّ ما يخصك، وغالباً ما يعني هذا التعامل مع الصدمات العاطفية أو الأحداث الماضية أو المعتقدات المحدودة.
زُر معالجاً، أو تحدث إلى مدرب، وأجرِ المحادثة التي تحتاج إلى القيام بها مع ذلك الشخص الذي كنت غاضباً منه لفترة طويلة.
23. كن مغامراً:
اخرج من منطقة راحتك، وكن شجاعاً، وتحدَّ نفسك؛ سواء كان ذلك رحلة مع حقائب الظهر، أم تجربة نشاط جديد، أم دفع نفسك جسدياً أو عقلياً أو عاطفياً.
24. رتِّب:
نحن نشعر بأنَّنا أكثر ارتياحاً وأقل توتراً عندما نسعى إلى الترتيب والحد من التزاماتنا في منازلنا وجداولنا الزمنية، وحياتنا عموماً؛ لذا حاول تبسيط مجال واحد من حياتك، واختبر مستوىً جديداً من السلام.
25. غذِّ روحك:
كيف تغذي روحك؟ يمكن أن يكون هذا أيُّ شيء روحاني يُشعِرك بالإلهام.
تواصل مع ما يجعلك تشعر بأنَّك قريب من شيء أعمق وأكبر وأعلى، أو يجعلك تشعر بأنَّك أكثر ارتباطاً بنفسك؛ حيث يمكن أن يشمل هذا: التأمل، أو الدراسة الروحية، أو الدراسة الدينية.
26. كن مبدعاً:
نحن جميعاً بحاجةٍ إلى النمو واستخدام إبداعنا والتعبير عن أنفسنا على نحو كامل؛ لذا ابحث عن منفذك الإبداعي، أو اطرح الأسئلة، أو حلَّ المشكلات، أو أنشئ شيئاً ما.
أبدع في أيِّ مجال تحبه؛ وعندما ترى ابتكاراتك، تصبح أكثر سعادة وثقة بالتأكيد.
27. كن صادقاً مع نفسك:
إنَّ الوعي الذاتي وكونك صادقاً مع نفسك ضروريان لتعيش حياة سعيدة ومرضية وناجحة؛ لذلك تعدُّ هذه العناصر هامة في الرعاية الذاتية.
أصغِ إلى صوتك الداخلي، وحدد ما تحتاجه؛ فعندما لا نتوافق مع أنفسنا، سنكون أكثر توتراً وإرهاقاً، وأكثر عرضة إلى خطر الإصابة بمشكلات صحية.
28. ضع حدوداً:
هذا هام للعلاقات الصحية والشعور القوي بتقدير الذات والحياة الصحية عموماً؛ لذا يجب أن تعرف ما الذي ستقبله، وما الذي لن تقبله.
حدد أين تتسرب الطاقة من حياتك؛ فإذا واصلت العطاء عندما لا يكون لديك ما تعطيه أو استمريت في القبول عندما يتعين عليك الرفض؛ فستستمر في المعاناة.
29. اهرب:
في حين أنَّه يمكن لتفادي الصراعات والتهرُّب من المشكلات أن يكونا ضارين، إلَّا أنَّ بعض أنواع الهروب يمكن أن يساعد في إعادة شحن طاقتك.
لذا شاهد برنامجاً تلفزيونياً دون الشعور بالذنب، وشاهد أحدث فيلم، وتعمق في تلك الرواية، أو توجه إلى المتحف.
30. كن لطيفاً مع نفسك:
كن لطيفاً وصبوراً ومتفهماً، وتعامل مع نفسك كما لو كانت صديقاً مقرباً، وتحدث إليها كما تتحدث مع شخص تحبه؛ فأنت جيد، وتقوم بما يكفي لتثبت ذلك.
امنح نفسك فترة راحة، وقليلاً من الحب، ومزيداً من التعاطف؛ فأنت تقوم بعمل رائع، وقد حان الوقت لتخبر نفسك بذلك.
ابدأ الاعتناء بنفسك الآن:
لديك الآن 30 طريقة للاعتناء بنفسك؛ ومع ذلك، أنت ما تزال تختلق الأعذار في ذهنك لعدم القيام بذلك.
شاهد بالفيديو: 10 طرق للاعتناء بالنفس
تخلص من أعذارك:
فيما يلي الأعذار الأكثر شيوعاً، التي يساعدك اكتشافها على التخلُّص منها:
1. ليس لدي وقت لذلك:
كم ساعة في اليوم تقضيها في مشاهدة التلفزيون، أو على وسائل التواصل الاجتماعي؟
تظهر بعض الدراسات أنَّ الشخص البالغ العادي يقضي أكثر من أربع ساعات في مشاهدة التلفزيون، وأكثر من ساعتين على وسائل التواصل الاجتماعي؛ فماذا لو خصصت نصف هذا الوقت فقط كي تعتني بنفسك؟
لدينا جميعاً الـ 24 ساعة نفسها في اليوم؛ لكن ما يهم حقاً هو ما تختار القيام به في ذلك الوقت.
لا تتطلب الكثير من الاقتراحات أعلاه وقتاً على الإطلاق؛ لذا خذ نفساً عميقاً، واشرب كمية إضافية من الماء، وتحدث بلطف إلى نفسك، وتناول تفاحة.
2. أنا لا أحتاج إلى ذلك:
صدقني، إذا كنت لا تعتني بنفسك الآن، فسوف تتلقى تحذيراً صحياً يوماً ما؛ هذا إذا لم يكن قد حدث ذلك بالفعل وأنت لا تدري.
أؤكد أنَّ الأمر سيستغرق وقتاً وطاقة لإصلاح ما كُسِر، وطاقة أكثر بكثير من الطاقة المطلوبة للاعتناء بنفسك دائماً؛ ولكن تقع عليك مسؤولية القيام بهذا لنفسك في نهاية المطاف.
3. أنا مرهق جداً:
عظيم! خذ قيلولة، وستكون عندها قد قدمت لنفسك الرعاية الذاتية لهذا اليوم؛ وهذا أمرٌ جدِّي، فلا مزاح بخصوص أهمية النوم.
تختلف الرعاية الذاتية من يوم إلى آخر، وستكون بعض الأيام أصعب من الأخرى؛ لذا يهدف كلُّ عنصر في القائمة إلى منحك الطاقة، وستندهش من مدى شعورك بالنشاط واليقظة بعد إحدى هذه الممارسات.
4. هذا صعب للغاية:
أحد الأسباب الرئيسة لعدم بدء الناس هو اعتقادهم أنَّ الأمر سيكون قاسياً عليهم؛ لكن لا تسقط في فخ عدم فعل شيء على الإطلاق، واختر شيئاً يبدو بسيطاً ويسهل القيام به، وافعله.
تعرَّف على دوافعك:
ليس القيام بالرعاية الذاتية هو الأهم؛ حيث يتعلق الأمر بما تحصل عليه عند العناية بنفسك.
ما القيمة الحقيقية للرعاية الذاتية أو أهميتها في حياتك؟
لكي تكون أباً أفضل، وتبدو بمظهر جيد، وتكون أكثر صحة، وتمتلك طاقة أكثر؛ قلل مستويات التوتر لديك، واشعر بتحسن، وشاهد أحفادك يتخرجون من الكلية، واحصل على ترقية، وحافظ على العمل الذي تبنيه، وقدم أفضل ما لديك.
اعرف السبب حتى تتمكَّن من الاستفادة من دوافعك لرعاية نفسك؛ فإذا كنت تفعل هذا لأنَّه "واجب" ليس إلَّا، فلن ترعى نفسك جيداً، ولن يستمر ذلك طويلاً؛ ذلك لأنَّه يجب أن تفعل هذا لأنَّك تدرك القيمة والغرض والفوائد على جميع المستويات.
أفكار أخيرة:
"اعتنِ بجسمك، إذ إنَّه المكان الوحيد الذي لديك لتعيش فيه" - جيم رون (Jim Rohn)
تعني الرعاية الذاتية فعل ما يجعلك تشعر بالسعادة؛ سواء على صعيد العقل، أم الجسم، أم الروح.
هناك شيء واحد يجب أن تتذكره: افعل مزيداً من الأشياء التي تُشعِرك بالرضا، وتجلب لك الطاقة والفرح؛ ولا تقم بالأشياء التي لا تفعل ذلك.
هل اعتنيت بنفسي بشكل أفضل في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات من عمري؟ لو فعلت، فربَّما كنت تجنَّبت عمليتين جراحتين للركبة، وكسور الإجهاد، والتهاب المفاصل؛ ولو أنِّي اعتنيت بنفسي بشكل أفضل في الثلاثينيات من عمري، لربَّما كان بإمكاني تجنُّب القلق والانهيار الوشيك؛ لكن هذه كانت رحلتي، وهي من قادتني إلى هنا، ويجب أن أقول أنِّي سعيدة جداً بنفسي الآن.
رغم أنَّني لم أغير رأيي بشكل كامل عن مصطلح الرعاية الذاتية، إلَّا أنَّني أنتبه إلى ممارستها بانتظام؛ وغالباً ما أتساءل عمَّا إذا كان بمقدوري الركض في ذلك الماراثون - ولو ليوم واحد- في حال استمريت في الاعتناء بنفسي.
أضف تعليقاً