إنَّه لمن الهام الآن -أكثر من أيِّ وقت مضى- الحرص على بذل قصارى جهدنا لتعزيز جهازنا المناعي وتقويته في هذه الأوقات العصيبة من تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.
نحن نعرف أنَّ نظام المناعة الصحي يعتمد على مجموعةٍ متنوعةٍ من العوامل، بما في ذلك: التغذية، والتمرينات الرياضية، والقدرة على التحكم بالضغوطات والإجهاد، والنوم، والملوثات البيئية، والعوامل الوراثية؛ لكن بالإضافة إلى ما سبق، توجد العديد من معززات الجهاز المناعي التي تُنشّط الاستجابة المناعية السليمة، وبإمكاننا جميعاً الحصول عليها ممَّا تقدمه الطبيعة من كنوز صحية ومفيدة، لتكون بمثابة دعم إضافي.
سنقدم لك في هذا المقال بعض المكملات الغذائية، وهي مجرد عينة من بعض خيارات تعزيز المناعة المتوفرة والمتاحة؛ ولكن يجب أن نأخذ في عين الاعتبار أنَّ لكلِّ شخصٍ وضعه الصحي الخاص، وقد يكون بعضها أكثر ملاءمةً لاحتياجاتك من البقية.
1. القَتَاد (Astragalus):
يعدُّ نبات القتاد أحد أنواع الأدابتوجينات "Adaptogen"، وهو قادرٌ على محاربة الإجهاد، وتنظيم الجهاز العصبي، وتحسين المزاج، وإعادة التوازن إلى الجسم. ولأنَّ الإجهاد عاملٌ هام في تعريض الجهاز المناعي إلى الخطر، فقد يكون لاستخدام هذه النبتة دورٌ فعَّالٌ في دعم وظيفة المناعة.
لقد كشفت الدراسات عن العديد من تأثيرات نبات القتاد في الجهاز المناعي، بما في ذلك تأثير تلك الأعشاب في معالجة الالتهابات والقضاء عليها؛ لذا في حال كنت تريد تناول القتاد كمكمّلٍ غذائي، فيجب عليك اتباع توجيهات الشركة المُصَنِّعَة، أو استشارة أخصائي في الرعاية الصحية.
2. الفضة الغروانية (Colloidal Silver):
الفضة الغروية أو الغروانية هي أحد أنواع أدوية الطب البديل الشائعة؛ ومع ذلك، يعدُّ استخدامها مثيراً للجدل.
يُستخدَم هذا المصطلح لوصف جزيئات الفضة الصغيرة المعلقة في سائل؛ ونظراً إلى صغر حجمها، لا تؤدي عملية التصفية العادية إلى إزالتها.
يمكن أن يتغيَّر حجم الجزيئات الفضية في الفضة الغروانية، ولكنَّ بعضها صغير جداً، ويُشار إليه باسم "الجسيمات النانوية"، والتي تتراوح أحجامها من 10 إلى 1000 نانومتر؛ وكلَّما كانت الجسيمات أصغر، كان المكمل أكثر فعالية حيوية.
تُعرَف الفضة الغروية بأنَّها عامل مضاد للميكروبات، ووفقاً للدكتور "جوزيف ميركولا" (Dr. Joseph Mercola)، فإنَّ الفضة الغروية نشطة ضد بعض البكتيريا، مثل:الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، والزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosahg)، والمكورات العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus)، والعنقودية البشروية (S. epidermidis)؛ كما تُظهِر الأبحاث أنَّ مكمل الفضة الغروية يساعد في القضاء على عددٍ محدود من الفطريات.
توجد أيضاً طريقةٌ أخرى قد تفيد بها الفضة الغروية في تعزيز الجهاز المناعي، وهي أنَّها تقوي المضادات الحيوية، حيث يؤدي استخدام هذا المكمل الغذائي مع الأموكسيسيلين أو الكليندامايسين أو الإريثرومايسين أو الفانكومايسين إلى زيادة فاعلية هذه الأدوية؛ ولكن يجب استخدامها على النحو المُوصَى به من قِبل مسؤولي الرعاية الصحية.
3. اللبأ (Colostrum):
إنَّ اللبأ مصطلح يُقصَد به الحليب الذي يُنتَج بواسطة الغدد اللبنية عند الثدييات، وهو يوفر ثروة من الفيتامينات والمعادن والإنزيمات والأجسام المضادة والمكونات الأساسية الأخرى الضرورية للثدييات حديثة الولادة فور ولادتها، والذي تفرزه الأُمَّهات خلال الأيام الأربع الأولى بعد الولادة.
تُدخِل هذه المادة الشفافة أيضاً العصيات اللبنية الحمضية (Lactobacillus acidophilus) والمعينات الحيوية (Bifidobacterium) -بكتيريا مفيدة وهامة جداً- إلى الجهاز المناعي والجهاز الهضمي، وتعمل على حماية الجسم في الفترات الأولى من عدم اكتمال نمو الجهاز المناعي للرضيع.
يمكن أيضاً للبالغين الاستفادة من اللبأ، حيث يمكن أن تساعد المكملات المصنوعة من اللبأ البقري في تحقيق التوازن بين الميكروبيوم (microbiome) -ميكروبات بشرية متعايشة معنا- وحماية بطانة الأمعاء من السموم الغازية والميكروبات المسببة للأمراض، مثل: الإشريكية القولونية والملوية البوابية (Helicobacter pylori)، والعطيفة البكتيرية (Campylobacter jejuni)، وغيرها.
تتوفر مكملات اللبأ على شكل مسحوق ومضغوطات مُعدَّة للمضغ وكبسولات، ويُفضَّل تناولها على معدة فارغة قبل 30 دقيقة من تناول الطعام، أو بعده بساعتين؛ كما أنَّ الجرعة القياسية تتراوح ما بين 1-3 جرام يومياً، في حين تُعطَى جرعات أعلى لمَن يعانون من إجهاد كبير.
4. القنفذية (Echinacea):
القنفذية زهرة لها خصائص مضادة للبكتيريا والفيروسات، وتُوفِّر لنا الطبيعة منها تسعة أنواع؛ ولكن عادةً ما تُستخدَم ثلاثة أنواع فقط في العلاجات الطبيعية، وهي:
- القنفذية الأرجوانية (Echinacea purpurea) التي تعدُّ الأكثر فعالية.
- القنفذية المتزوية الأوراق (Angostole Echinacea).
- القنفذية الشَّاحبة (E. pallida).
تحتوي الأنواع الثلاثة هذه على الفينولات، وهي من مضادات الأكسدة القوية؛ كما تحتوي القنفذية المتزوية الأوراق والشاحبة على الكلاميدات (alkamides) التي تدعم عمل الجهاز المناعي؛ بالإضافة إلى حمض الكافئين الذي يشكل مع الكلاميدات مركباً له خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات.
لقد أثبتت عدَّة دراسات أُجرِيت عن نبات القنفذية قوته في مكافحة العدوى، كما أظهر التحليل التلوي لما يقرب من 2500 مشارك أنَّ هذه النبتة تقلل من خطر التهابات الجهاز التنفسي المتكررة، وخاصة لدى الأشخاص ذوي المقاومة الضعيفة.
لا توجد في الوقت الحالي جرعة قياسية محددة من القنفذية، وتكون الجرعة المقترحة بالنسبة إلى الصبغات العشبية -الصبغة عادة عبارة عن مستخلص من مادة نباتية أو حيوانية مذاب في الإيثانول- هي 0.75-1.5 ملليلتر يومياً؛ أمَّا إذا كنت تتناوله كمشروب ساخن، فيُوصَى بتناول 6-8 أونصات (170-227 غرام) لأربع مرات يومياً؛ كما بإمكانك استشارة الطبيب أو مسؤول رعاية صحية ذي خبرة للحصول على اقتراحات إضافية.
5. خاتم الذهب (Goldenseal):
غالباً ما يُستخدَم خاتم الذهب جنباً إلى جنب مع القنفذية؛ ذلك لأنَّ الأعشاب عادةً ما تكمِّل وتعزز من فوائد الأعشاب الأخرى.
إنَّ الفائدة الرئيسة لهذا المزيج من الأعشاب هي تقوية جهاز المناعة، ويُعدُّ هذا المزيج المصنوع من خاتم الذهب والقنفذية معاً نوعاً من أنواع العلاجات العشبية المفضلة لنزلات البرد والإنفلونزا وغيرها؛ بما في ذلك تلك التي تؤثِّر في الجيوب الأنفية والحنجرة والمسالك البولية والأمعاء والفم.
تحتوي عشبة خاتم الذهب على البربارين، وهو مركب ثَبُت أنَّه يقتل البكتيريا والخميرة والطفيليات، ويحفز خلايا الدم البيضاء لجعلها أكثر فعالية في مكافحة العدوى.
يجب تناول خاتم الذهب والقنفذية بحسب التعليمات الموجودة على العبوة، أو باستشارة أخصائي رعاية صحية.
6. الفطر (Mushrooms):
يحظى الفطر الطبي بأهمية وقيمة كبيرة في جميع أنحاء العالم، وذلك لخصائصه العلاجية المتعددة.
يتواجد الفطر بأنواع عديدة ومختلفة في الشكل والحجم واللون، ولقد أظهرت النتائج البحثية قدرة كلٍّ من فطر الميتاكي (Maitake)، والريشي (reishi)، والشيتاكي (shiitake)، والتشاجا (Chaga)، و"ليونز ماين" (lions Mane)، وغيرها؛ على دعم وتعزيز جهاز المناعة.
يُعدُّ الغلوكان -وغيره من عديدات السكاريد- من مقويات الجهاز المناعي في هذه الفطور؛ كما تحتوي على الديسميوتاز فائق الأكسدة، وهو إنزيم قوي مضاد للأكسدة موجود بكثرة في فطر تشاجا (Chaga)؛ وقد وُجِد أنَّ هذا الفطر يحتوي على سبعة مضادات أكسدة أخرى على الأقل؛ كما أثبت كلٌّ من الشيتاكي والميتاكي أيضاً قدرتهما القوية على تحفيز الاستجابة المناعية، وقد وجد الباحثون في دراسة أُجرِيت عام 2014، أنَّ مزيجاً من نوعي الفطر أدَّى إلى استجابة أقوى وأكبر من استهلاك الميتاكي لوحده.
يجب أن تُؤخَذ مكملات الفطر الطبية وفقاً لتوجيهات الشركة المصنعة أو نصيحة أخصائي الرعاية الصحية.
7. زيت الأوريجانو (Oil of Oregano):
يُشتَق هذا الزيت العطري من نبات الأوريجانو (Origanum vulgare)، ويحتوي على مركبات قويَّة ذات خصائص علاجية، وهي:
- الكارفاكرول: التي يمكن أن توقف نمو البكتيريا، بما في ذلك: المكورات العنقودية الذهبية والبشروية.
- حمض الروزماري: الذي يُعدُّ أحد مضادات الأكسدة القوية.
- الثيمول (thymol): الذي يعدُّ مضاداً طبيعياً للفطريات، وفعَّالاً ضد سلالات المبيضات البيض (tropicalis) و(C. krusei).
تفيد الدراسات المخبرية والبحوث التي أُجرِيت على الحيوانات أيضاً، أنَّ زيت الأوريجانو قد يقلل من الالتهابات عموماً، ومن التورم خصوصاً.
يمكنك استخدام زيت الأوريجانو بدهنه موضعياً، أو عن طريق تناوله عبر الفم (قطرات، كبسولات)؛ كما يُستخدَم على البشرة لمحاربة الالتهابات الفطرية أو تورُّم الغدد.
إذا كنت تتناوله عن طريق الفم، فاستخدمه مرة أو مرتين يومياً للمساعدة في الحماية من نزلات البرد أو الإنفلونزا؛ أمَّا إذا كنت تعاني بالفعل من نزلة برد، فإنَّنا نوصي بتناوله كلَّ يوم حتى تختفي هذه الأعراض.
8. مستخلص أوراق الزيتون (Olive Leaf Extract):
يحتوي مستخلص أوراق الزيتون على جزيء فريد يُسمَّى الأوليوروبين (oleuropein)، وهو عنصر قوي مضاد للأكسدة والالتهابات، وله أيضاً القدرة على مكافحة السرطان وفقاً لبعض الأبحاث.
لقد وُجِد في الدراسات التي أُجرِيت على الحيوانات أنَّ مستخلص أوراق الزيتون يُخفِّض من الالتهابات والعلامات الالتهابية، بما في ذلك تلك التي تنطوي على التهاب القولون ومرض كرون؛ كما أكَّد الباحثون في دراسة أُجرِيت عام 2018 في مجلة طب الغذاء (Journal of Medicinal Food)، أنَّ أوراق الزيتون مصدر غني بمركبات البوليفينوليك التي ثبت أنَّ لها قدرات مضادة للالتهابات وللأكسدة والميكروبات، والتي يقتصر تأثيرها على البكتيريا إيجابية الجرام.
عادةً ما تكون الجرعة القياسية لمستخلص أوراق الزيتون هي 500-1000 مجم يومياً.
9. معززات الحيوية أو "البروبيوتيك" (Probiotics):
فلنتعرف سوياً على البكتيريا المفيدة، والتي تُعرَف أيضاً باسم "البروبيوتيك"، والمسؤولة عن المحافظة على توازن الميكروبيوم لدينا، ومساعدة جهاز المناعة ليعمل بسلاسة، وحماية الجهاز الهضمي.
يعدُّ البروبيوتيك هامَّاً جداً؛ ذلك لأنَّ حوالي 80% من جهاز المناعة يوجد في أمعائك؛ فإذا حافظت على أمعائك بحالةٍ صحيةٍ جيدةٍ من خلال تزويدها بأنواع البكتيريا المفيدة، خاصةً بكتريا العصيات اللبنية (Lactobacillus) والمعينات الحيوية (Bifidobacterium)؛ فستحافظ أيضاً على أنظمتك المناعية والجهاز الهضمي بصحةٍ جيدة.
البروبيوتيك مفيد أيضاً لزيادة الاستفادة من العناصر الغذائية التي تستمدها من طعامك، فإذا كان جسمك يفتقر إلى ما يكفي من البروبيوتيك للمساعدة في امتصاص العناصر الغذائية، فهناك احتمالٌ بأن تواجه نقصاً غذائياً، وأن يؤدي ذلك إلى مشكلاتٍ في وظائفك المناعية.
تستطيع تناول مكملات البروبيوتيك قبل 30 دقيقة من تناول الوجبة للحصول على أفضل النتائج.
10. فيتامين سي (Vitamin C):
يبدأ معظمنا بتناول مكملات فيتامين سي عندما نشعر بالخوف من الإصابة بنزلات البرد أو الإنفلونزا؛ ولكن هل من الضروري حقاً أن نحافظ دائماً على مستويات مستقرة من فيتامين سي في الجسم؟ ولماذا؟
يذوب هذا الصنف الغذائي -المعروف أيضاً باسم "حمض الأسكوربيك"- بسرعةٍ في الجسم، ولا يُخزَّن؛ لذلك، فإنَّه لمن الضروري تناوله بانتظام عن طريق الأطعمة والمكملات الغذائية عند الحاجة.
عندما يتعلق الأمر بالجهاز المناعي، يلعب فيتامين سي العديد من الأدوار الحاسمة، ولعلَّ أهمَّها خصائصه المضادة للأكسدة؛ ممَّا يعني أنَّه يساعد في القضاء على جزيئات الجذور الحرة المسببة للأمراض والمدمِّرة للخلايا، ويقلل من الالتهابات، ويساعد في التئام الجروح.
الحصة اليومية المسموح والمُوصَى بها من فيتامين C للرجال والنساء البالغين هي 90 مليغرام (ملغ) و75 ملغ على التوالي، أي بحدٍّ أقصى يبلغ 2000 ملغ يومياً.
يمكن لتناول كميات كبيرة من هذا الفيتامين أن يسبب الغثيان والإسهال والصداع والأرق وتشنجات البطن والإقياء؛ لذا تجنَّب تناول الكثير من المكملات، واعتمد بشكلٍ أكبر على حصولك عليه من الغذاء الطبيعي؛ حيث لا يسبب تناول كميات كبيرة من الطعام الحاوي على فيتامين سي أيّ مشكلةٍ، وإنَّما يتفوق بالفائدة على أقراص الفيتامين.
11. فيتامين د (Vitamin D):
سبب الحاجة المتزايدة إلى فيتامين الشمس هذا هو أنَّ غالبية الأشخاص يعانون من نقصٍ فيه.
قد يخفف تناول فيتامين د كمكملٍ غذائي من الإصابة بحالات الإنفلونزا أو نزلات البرد، وذلك كما أفادت إحدى المراجعات التي أظهرت نسبة انخفاض خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي بنسبة 12% عند من يتناولون فيتامين د بانتظام، وتعدُّ أفضل طريقةٍ للحصول عليه هي التعرُّض المباشر إلى أشعة الشمس.
وفقاً لمجلة الطب الاستقصائي (Journal of Investigative Medicine)، يتمتع فيتامين د بالقدرة على تعديل الاستجابات المناعية، ويرتبط نقصه بزيادة خطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتية وزيادة قابلية الإصابة بالعدوى.
قبل تناول مكمل فيتامين د، اطلب من طبيبك أو المختص في الرعاية الصحية اختبار مستويات فيتامين د في جسمك؛ ثمَّ يمكنك بعد ذلك تحديد أفضل جرعةٍ تناسب احتياجاتك.
12. الزنك (Zinc):
أصبح الزنك تقريباً مرافقاً دائماً للتدخلات العلاجية للمساعدة في التعامل مع نزلات البرد، حيث يقلل من مدة الإصابة بنزلات البرد لمدة يوم أو يومين، وذلك إذا جرى تناوله خلال 24 ساعة من ظهور الأعراض؛ كما له دورٌ كبيرٌ في خفض حالات التهابات الجهاز التنفسي العلوي لدى الأطفال.
ومع ذلك، يمكن لهذا المعدن أن يساعد أيضاً في هجمات الجهاز المناعي الأخرى؛ وذلك لأنَّ الزنك الموجود في الخلايا في جميع أنحاء الجسم يساعد على درء الفيروسات والبكتيريا أينما كانت.
الجرعة المسموح بها من الزنك هي: 8 (مجم) يومياً للنساء و11 (مجم) للرجال.
إذا كنت تحصل بالفعل على كمية كافية من الزنك من نظامك الغذائي، فإنَّ الخبراء ليسوا على يقين من أنَّ تناول مزيدٍ منه عبر المكملات سيكون أمراً مفيداً.
أضف تعليقاً