تؤمن عقلية النمو بأنّ القدرات ليست ثابتة، بل يمكن تطويرها من خلال الجهد المستمر والتعلم من الأخطاء، فكيف يمكن لعقلية النمو أن تكون المفتاح لتحقيق أهدافك، وكيف يمكنك تبنّيها لتتخطّى العقبات وتصل إلى إمكانات لم تكن تتصوّرها.
تعريف عقلية النمو
تُعد عقلية النمو (Growth Mindset) مفهوم نفسي طوّرته عالمة النفس كارول دويك، وتشير إلى الاعتقاد بأنّ الأفراد يمكنهم تحسين مهاراتهم وقدراتهم من خلال الجهد، والتعليم، والتجارب.
على النقيض، تعبّر عقلية الثبات (Fixed Mindset) عن اعتقاد بأن القدرات الفكرية والشخصية هي سمات ثابتة لا يمكن تغييرها.
العقلية النامية هي نوع من التفكير الذي يغرس في عقلنا الباطن فكرة قدرتنا على النجاح، يتمحور الأمر حول إقناع أنفسنا بأنّنا قادرون على تحقيق ما نطمح إليه في الحياة إذا بذلنا الجهد اللازم وسعينا نحو هدف واضح، ورغم أهمية القدرات، فإنّ العادات الصحيحة والإيمان القوي غالباً ما يسهمان في توجيهنا نحو اتخاذ خطوات إيجابية. ترتبط بعقلية النمو مفاهيم أساسية، وهي:
1. الجهد كوسيلة للتطوير
يؤمن الأفراد الذين يتمتعون بعقلية النمو بأنّ العمل الجاد والمثابرة يمكن أن يؤديان إلى تحسين القدرات والمهارات. يرون أن الجهد هو عنصر أساسي في النجاح.
2. تقبل التحديات
يميل الأشخاص ذوو عقلية النمو إلى قبول التحديات بدلاً من تجنبها؛ إذ يعدّون أن مواجهة التحديات تعزز من فرص التعلم والنمو الشخصي.
3. التعلم من الفشل
يعتقد هؤلاء الأفراد أنّ الفشل هو جزء طبيعي من عملية التعلم، وليس نهاية الطريق. يستخدمون الفشل كفرصة لتحليل الأخطاء وتحسين الأداء.
عقلية النمو مقابل عقلية الثبات
يتمحور الفرق بين عقلية النمو وعقلية الثبات حول كيفية نظرة الأفراد لقدراتهم ومهاراتهم، وتحديداً إذا ما كانوا يرون أنّ هذه القدرات قابلة للتطور أم ثابتة وغير قابلة للتغيير.
1. ردود الفعل على الفشل
ينظر الأفراد ذوو عقلية النمو إلى الفشل كفرصة للتعلم، بينما الأفراد ذوو عقلية الثبات يرون الفشل كعلامة على عدم الكفاءة.
2. التحديات
بينما يتجنّب الأشخاص ذوو عقلية الثبات التحديات خوفاً من الفشل، يسعى الأشخاص ذوو عقلية النمو لتجاوز التحديات باعتبارها فرصاً للنمو.
3. الإلهام من الآخرين
يرى الأشخاص ذوو عقلية النمو أنّ نجاح الآخرين مصدر إلهام لهم، بينما قد يشعر الأشخاص ذوو عقلية الثبات بالتهديد من نجاح الآخرين.
4. التعلم المستمر
يرى الأفراد مالكو عقلية النمو أنّ التعلم عملية مستمرة، ويعتقدون أنّ بإمكانهم دائماً تحسين مهاراتهم وتوسيع معرفتهم عن طريق التجربة والمحاولة، بينما يعتقد من لديهم عقلية ثابتة أنّ قدراتهم ثابتة ولا يمكن تطويرها تطويراً كبير، ولذلك قد لا يبذلون جهداً في التعلم المستمر بعد مرحلة معينة.
5. النقد البنّاء
بينما يتقبّل الأفراد ذوو عقلية النمو النقد البنّاء ويرونه فرصةً لتحسين أدائهم وتطوير قدراتهم، يميل ذوو عقلية الثبات إلى رفض النقد أو التفاعل معه بصورة دفاعية، وينظرون إلى أي نقد وكأنّه تهديد لذاتهم وقدراتهم.
6. المرونة
يتمتع أصحاب عقلية النمو بمرونة عالية؛ إذ يتكيفون مع الظروف والتحديات، ويرون في التغيير فرصة للنمو، وعلى العكس منهم يواجه الأفراد من مالكي عقلية الثبات صعوبة في التكيف مع التغيير، ويميلون إلى التمسك بالوضع الراهن خوفاً من الفشل أو فقدان السيطرة.
7. الجهد
يرى الأفراد في عقلية النمو أنّ الجهد مفتاح النجاح والتطور، ويؤمنون بأنّ المثابرة والالتزام هما العاملان الأساسيان لتحقيق الأهداف، بينما يرى الأفراد ذوو عقلية الثبات أنّ الجهد دليلاً على نقص القدرات الطبيعية، ولذلك قد يتجنَّبون المحاولة المستمرة لتجنُّب الفشل.
8. النقد
يَعُد أصحاب عقلية النمو النقد على أنّه جزء طبيعي من عملية التحسُّن، ويبحثون عنه لتحسين أدائهم دائماً، بينما يرى أصحاب عقلية الثبات النقد على أنّه تهديد مباشر لثقتهم بأنفسهم، وقد يتجاهلونه أو يتجنّبونه خشية الإضرار بصورتهم الذاتية.
أهمية عقلية النمو في تحقيق الأهداف
تؤدي عقلية النمو دوراً محورياً في تحقيق الأهداف الشخصية والمهنية، وذلك لأنّها تعزز الإصرار والمثابرة وتفتح المجال للتعلم المستمر. في ما يلي، أهمية عقلية النمو في تحقيق الأهداف بالتفصيل:
1. القدرة على مواجهة التحديات والتغلب على العقبات
يرى الأفراد الذين يتمتعون بعقلية النمو التحديات والعقبات كجزء طبيعي من رحلة تحقيق الأهداف؛ إذ يرونها فرصاً لتعلم مهارات جديدة وتطوير قدراتهم. عندما يواجهون صعوبات، يكون رد فعلهم البحث عن حلول مبتكرة والاستفادة من أخطائهم السابقة، مما يعزز لديهم صفة المرونة التي تُعد ضرورية لتحقيق النجاح على الأمد البعيد، فهم لا يستسلمون للفشل بسهولة، بل يستمرون في محاولات التحسين والتقدم، مما يجعلهم أكثر قدرةً على تجاوز العقبات والوصول إلى أهدافهم.
2. التركيز على التحسين المستمر
يؤمن أصحاب عقلية النمو بأنّ القدرات والمهارات قابلة للتطوير باستمرار، من خلال التعلم والتدريب، مما يدفعهم دائماً إلى البحث عن طرائق جديدة لتحسين أنفسهم، يسعون باستمرار لاكتساب مهارات جديدة وتوسيع معارفهم، مما يمكنهم من تحقيق أهداف أكثر تعقيداً مع مرور الوقت، الفشل بالنسبة لهم ليس نهاية الطريق، بل فرصةً للتعلم من الأخطاء، واكتشاف نقاط الضعف، والعمل على تقويتها كجزء أساسي من رحلة تحقيق النجاح.
3. التكيف مع المتغيرات والمرونة الذهنية
تعزز عقلية النمو قدرة الأفراد على التكيُّف بسرعة مع الظروف المتغيرة؛ إذ يدركون أنّ تحقيق الأهداف يتطلب مواجهة أوضاع غير متوقعة، بدلاً من الجمود أو الاستسلام أمام المفاجآت.
يَعُد أصحاب عقلية النمو التغيير فرصةً لإعادة تقييم خططهم وتعديلها لتحقيق نتائج أفضل، تمكّنهم هذه المرونة الذهنية من التعلم من بيئات وتجارب متنوعة، مما يساعدهم على تحقيق أهدافهم بصورة أكثر فاعليةً ونجاحاً.
4. تعزيز التعلم
تأتي أهمية عقلية النمو في تعزيز التعلم من خلال إيمان الأفراد بأن قدراتهم قابلة للتطور بالتعلم والممارسة. يدفعهم هذا الفهم للسعي المستمر لاكتساب معارف جديدة وتحسين مهاراتهم، مما يجعلهم أكثر انفتاحاً على التجارب المختلفة والتعلم من الأخطاء، بفضل عقلية النمو، يصبح التعلم عملية مستمرة غير محدودة بوقت أو مكان.
شاهد بالفديو: 8 نصائح للتحول من العقلية الثابتة إلى العقلية النامية
استراتيجيات لتطوير عقلية النمو
عقلية النمو تعني الإيمان بقدرتنا على التعلم والتطور عبر الجهد والمثابرة، وهي مفتاح النجاح الشخصي والمهني. إليك أهم الاستراتيجيات لتطوير هذه العقلية:
1. حدد المعتقدات المقيدة لتبدأ بالتحول إلى عقلية النمو
ما هي الأفكار السلبية التي تعيق تقدمك؟ قد تكون عبارات مثل: "أنا سيء في كذا"، أو "لا أستطيع القيام بذلك"، أو "سأفشل إذا حاولت". قد تبدو هذه المعتقدات المقيدة مألوفةً لك، وربما صادفت بعضها في حياتك اليومية. لكنّ المميز هنا هو القدرة على التعرف على هذه الأفكار وإدراك أنّها مجرد عوائق ذهنية، وليست حقائق.
لمواجهة هذه المعتقدات، يجب تبني أفكار عقلية النمو، عندما تشعر أن عقلية الثبات تحاول السيطرة عليك، قاومها بإصرار ولا تقبل الاستسلام، على سبيل المثال، إذا لم تحقق هدفاً معيناً، لا تعتقد أنك فشلت، بل قل لنفسك أنك لم تصل إليه بعد، النجاح لا يزال ممكناً طالما تستمر في المحاولة.
إذا كانت عقليتك الثابتة تجعلك تخشى الفشل، تذكر أنّ الفشل الحقيقي هو عدم المحاولة. إن لم تصل إلى الهدف، فهذا ليس فشلاً بقدر ما هو فرصة للتعلم. في كل مرة تحاول مجدداً، تكون أكثر استعداداً ومعرفةً، مما يزيد من فرصك للنجاح في المستقبل.
2. تبنَّ عقلية "لم أتعلم بعد"
يُعد تبنّي عقلية "لم أتعلم بعد" من الاستراتيجيات الأساسية لتطوير عقلية النمو، ويعتمد على إعادة صياغة اللغة المستخدمة في التفكير والتحدث عن القدرات، بدلاً من الاعتماد على عبارات سلبية تحكم على الذات مثل "لا أستطيع" أو "أنا لست جيداً في هذا"، يعتمد تبني هذه العقلية على إدخال كلمات تعكس الإيمان بالقدرة على التعلم والتطور، مثل "لم أتعلم بعد" أو "سأصبح أفضل مع الوقت".
يؤدي هذا التغيير البسيط في اللغة دوراً كبيراً في تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع التحديات، عند استخدام عبارات مثل "لم أتعلم بعد"، يعبر الفرد عن اعترافه بأن هناك مجالاً للتقدم، وأنّ قدراته ليست ثابتة، هذا يفتح المجال أمام عقلية النمو التي تعزز من الإصرار والتحفيز الذاتي على التعلم والممارسة المستمرة.
عندما نتبنى هذه العقلية، نبدأ في التعامل مع التحديات كفرص للتعلم بدلاً من أن نراها عقبات غير قابلة للتجاوز. تحفّز عبارة "سأصبح أفضل مع الوقت" الفرد على التحلّي بالصبر والمثابرة، مما يؤدي إلى تحسين أدائه تدريجياً. مع كل تحدٍ يواجهه، يتعلم الفرد شيئاً جديداً، مما يجعله أقوى وأكثر قدرةً على تحقيق أهدافه.
بالتالي، هذا التغيير البسيط في الطريقة التي نفكر بها يدفعنا لعدم الخوف من الفشل، بل يجعله جزءاً من عملية التعلم والتطور. عندما يصبح الفشل فرصة للتعلم بدلاً من نقطة نهاية، فيكون الفرد أكثر استعداداً لمواجهة الصعوبات والإصرار على تحقيق النجاح في النهاية.
3. حدد أهدافاً ذكية
يُعد "تحديد الأهداف "الذكية" (SMART goals) استراتيجيةً فعّالةً لبناء وتطوير عقلية النمو؛ إذ تتيح هذه الطريقة للفرد التخطيط الجيد لتحقيق أهدافه مع التركيز على التحسين المستمر، أهداف "ذكية" هي اختصار لخمسة معايير تساعد في تحقيق النتائج المرجوة بكفاءة، وهي: محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وذات صلة، ومرتبطة بإطار زمني. في ما يلي، شرح مفصّل لكل عنصر:
3.1 محددة (Specific)
يجب أن يكون الهدف واضحاً ومحدداً بدقّة، بدلاً من وضع هدف عام مثل "أريد أن أكون ناجحاً"، يجب أن تركز على هدف ملموس، مثل "أريد تحسين مهاراتي في البرمجة". يتيح لك تحديد الهدف بوضوح معرفة ما يجب عليك فعله، ويساعدك في تنظيم جهودك.
3.2 قابلة للقياس (Measurable)
من الضروري أن يكون الهدف قابلاً للقياس حتى تتمكن من تقييم التقدم الذي تحرزه، القياس يساعد في معرفة مدى قربك من تحقيق الهدف.
على سبيل المثال، إذا كان هدفك تحسين مهارات البرمجة، فيمكن أن يكون الهدف القابل للقياس هو "إكمال خمس دورات تدريبية في البرمجة خلال ستة أشهر"؛ إذ سيساعدك هذا في تتبُّع التقدم ويدفعك إلى تحقيق الخطوات الصغيرة التي تؤدي في النهاية إلى الهدف الأكبر.
3.3 قابلة للتحقيق (Achievable)
يجب أن يكون الهدف واقعياً وقابلاً للتحقيق بناءً على قدراتك الحالية والموارد المتاحة لك؛ إذ قد تؤدي الأهداف المبالغ فيها أو غير القابلة للتحقيق إلى الإحباط والتخلي عن المحاولة.
من الهامّ أن يكون الهدف تحدياً لكنه في الوقت ذاته قابلاً للتحقيق. على سبيل المثال، إذا كنت مبتدئاً في البرمجة، يمكنك البدء بتعلم لغة برمجة واحدة بدلاً من محاولة إتقان عدة لغات دفعة واحدة.
3.4 ذات صلة (Relevant)
يجب أن يكون الهدف متسقاً مع أولوياتك الشخصية والمهنية، أي أن يكون له قيمة حقيقية في حياتك ويؤدي إلى تحسينات ملموسة، على سبيل المثال، إذا كان تعلم البرمجة يسهم في تحسين فرصك الوظيفية أو يساعدك في تحقيق مشروع هامّ، فإنّه سيكون ذا صلة بواقعك.
3.5 مرتبط بإطار زمني (Time-bound)
يجب أن يكون للهدف إطار زمني محدد لإنجازه، تحديد المدة الزمنية يشجعك على العمل بجدية والتقدم على نحوٍ متواصل، بدلاً من قول "سأتعلّم البرمجة يوماً ما"، يجب أن تقول "سأتمكن من إتقان لغة برمجة خلال ستة أشهر"؛ إذ يعزز وجود موعد نهائي من الالتزام ويساعدك في تحديد أولوياتك تحديداً أفضل.
تحديد الأهداف الذكية يساعد الأفراد على تطوير عقلية النمو من خلال توفير إطار عمل واضح ومنظم للوصول إلى الأهداف، كل مرة تحقق فيها جزءاً من هدفك، يزيد من شعورك بالإنجاز ويحفزك على المضي قدماً في تحقيق مزيد من الإنجازات.
كما يعلمك هذا النهج الصبر والمثابرة؛ إذ تُجزَّأ الأهداف الكبيرة إلى خطوات صغيرة قابلة للتحقيق، مما يعزز مرونتك في مواجهة التحديات.
4. البقاء إيجابياً والقضاء على الطاقة السلبية
تُعد المحافظة على الإيجابية والتخلُّص من السلبية عنصرين حاسمين في تطوير عقلية النمو وتحقيق النجاح، نحن غالباً أسوأ ناقدين لأنفسنا، هناك صوت داخلي يحاول إحباطنا، يقارننا بالآخرين وينغمس في الاحتمالات المتراكمة جميعها ضدنا.
لكن بدلاً من الاستسلام لهذا النقد، يمكننا تبنّي عقلية النمو التي تركز على قبول عملية التعلم والتطور، بل وحتى معرفة متى يجب أن نغير خططنا. كما أنّ التحدث إلى أنفسنا بلطف – كما نفعل مع صديق – يُعد خطوةً أولى هامّة نحو تعزيز الإيجابية.
من جهةٍ أخرى، القضاء على السلبية يتطلب عدم السماح للأشياء الصغيرة، مثل يوم سيء أو عدم تحقيق أهدافنا في الوقت المتوقع، أن تعيق تقدمنا، كبشر، نحن نميل أحياناً إلى تحديد أهداف غير واقعية أو مفرطة في الطموح. ربما يؤدي هذا إلى الإحباط عندما لا نصل إلى أهدافنا في الوقت المحدد.
لكنّ السر يكمن في قبول حقيقة أن بعض الأهداف التي نعتقد أنّنا سننجزها في يوم واحد قد تستغرق في الواقع سنة، من الهامّ أن نبقى مرنين ومتفهمين لهذا الواقع.
من المفيد في هذه الرحلة أن نتواصل مع أشخاص مروا بالتحديات نفسها، أو أن نطلب نصيحةً من مدرب أو خبير؛ إذ إنّ طلب المساعدة ليس علامة ضعف، بل هو خطوة حكيمة نحو النجاح، في نهاية المطاف.
إنّ الهامّ ليس عدد الأيام التي تستغرقها لتحقيق هدف ما، بل النمو الإيجابي الذي تحققه على طول الطريق.
5. التواصل مع أشخاص يشاركونك الهدف نفسه
إنّ الانضمام إلى مجموعة من الأفراد الذين يسيرون في مسارك نفسه، يمكن أن يعزز من تطور عقلية النمو لديك، هؤلاء الأشخاص يشاركونك التحديات والطموحات نفسها، مما يجعل من السهل تبادل الخبرات والأفكار، البيئة الداعمة تساعدك على البقاء متحمساً وتوفر لك الفرص للتعلم والنمو من تجارب الآخرين، في مثل هذه البيئة، يمكنك مواجهة التحديات بروح إيجابية والاستفادة من دعم الأشخاص الذين يفهمون طريقك.
6. إنشاء رؤية ملهمة للتحفيز
تساعد الرؤية الواضحة في تحفيزك نحو تحقيق الأهداف، عندما تكون لديك صورة ذهنية واضحة لما تريد تحقيقه ولماذا هو هامّ لك، يصبح من السهل أن تبقى متحمساً خلال المراحل الصعبة، تمنحك هذه الرؤية الشعور بالهدف وتساعدك على التمسك بالطريق رغم التحديات.
لذا، من الهامّ أن تأخذ الوقت لإنشاء رؤية شاملة وملهمة ترشدك في رحلة تحقيق النجاح.
7. التركيز على العملية وليس فقط النتائج
عوضاً عن التركيز فقط على النتائج النهائية، يجب أن تركز على عملية التعلم والتطوير، فالنتائج هي مكافأة على العمل الجاد، ولكنّ الرحلة نفسها تحمل كثيراً من القيمة.
عندما تركز على ما تتعلمه خلال كل مرحلة، ستجد أنّ الأخطاء والعقبات تصبح فرصاً لتحسين مهاراتك بدلاً من عوائق، مما سيعزز من مرونتك وقدرتك على التطور باستمرار.
8. ممارسة الصبر والمثابرة
إنّ الصبر والمثابرة هما المفتاح لتحقيق الأهداف بعقلية النمو؛ لأن النتائج السريعة لن تأتي دائماً. لكنّ المثابرة في السعي وراء أهدافك وتقبُّل الفشل كجزء من الرحلة، هو ما يميز الأشخاص الذين ينجحون على الأمد الطويل.
عليك أن تتحلى بالصبر وتفهم أنّ النجاح يتطلب وقتاً وجهداً متواصلين، وألا تدع العقبات البسيطة تردعك عن مواصلة الطريق نحو تحقيق رؤيتك.
شاهد بالفديو: 7 استراتيجيات لتطوير عقلية النمو إذا كنت تمتلك عقلية ثابتة
فوائد عقلية النمو
عقلية النمو تساعد الفرد على تطوير قدراته من خلال الإيمان بأن التعلم والجهد المستمر يؤديان إلى النجاح، مما يعزز المرونة والتكيف مع التحديات، تعرف معنا على فوائد امتلاك عقلية النمو:
1. المحافظة على شغف التعلم
إنّ الأفراد الذين يتبنّون عقلية النمو لديهم حماس دائم لاكتساب المعرفة؛ فهم يدركون أن إمكانياتهم وقدراتهم ليست ثابتة، بل يمكن توسيعها وتطويرها على مدار حياتهم، هذه القناعة تدفعهم إلى السعي نحو استكشاف فرص تعليمية جديدة، مما يعزز نجاحهم ويساعدهم في تحقيق مزيدٍ من الإنجازات.
2. الازدهار في الأوقات الصعبة
بينما يعتقد الأشخاص أصحاب العقلية الثابتة أنّ قدراتهم وظروفهم لا تتغير، فإنّ أصحاب عقلية النمو يتمتعون بتفاؤل أكبر وإصرار على التغلب على التحديات. هم ينظرون إلى الظروف الصعبة كفرص للتعلم واكتساب خبرات جديدة، ويسعون لاستغلال هذه الدروس في اتخاذ قرارات أفضل وتحقيق نجاح أكبر في المستقبل.
3. اختلاف نظرتك إلى الفشل
بدلاً من الاستسلام عند مواجهة الفشل، يرى أصحاب عقلية النمو أن الفشل مجرد مرحلة تعلم، إذا لم يتمكّنوا من تحقيق أهدافهم في المحاولة الأولى، فإنّهم يأخذون الدروس من هذه التجربة، ويطبقون ما تعلموه في المحاولات القادمة، وما يميّزهم هو عدم استسلامهم، حتى عندما لا تكون الأمور مثاليةً من البداية؛ لأنّهم يدركون أنّ النجاح يتطلب مرونة واستمرارية.
4. الترحيب بالتحديات
يسعى أصحاب عقلية النمو للتحديات لتوسيع قدراتهم. في بحثٍ أجرته "كارول دويك"، اختار الأطفال ذوو عقلية النمو الألغاز الصعبة لتحدي أنفسهم، في حين فضّل الأطفال ذوو العقلية الثابتة الألغاز السهلة. يوضح هذا أنّ مواجهة التحديات بعقلية النمو، تعزز التطور الشخصي وتجعل الفرد أكثر استعداداً للتعلم والنمو.
5. زيادة القدرة على التحمل والمثابرة
عقلية النمو تساعد الأفراد على مواجهة الصعاب بتفاؤل وإصرار، مما يعزز قدرتهم على الاستمرار في العمل حتى في الظروف الصعبة.
6. تحسين الأداء الأكاديمي والمهني
يسعى الأشخاص الذين يتبنون عقلية النمو باستمرار لتطوير مهاراتهم ومعرفتهم، مما ينعكس إيجابياً على أدائهم سواء في الدراسة أو العمل.
7. تعزيز الابتكار والإبداع
تشجّع عقلية النمو على تجربة أفكار جديدة وعدم الخوف من الفشل، مما يدعم التفكير الإبداعي والابتكار.
8. التفاعل الإيجابي مع النقد
بفضل عقلية النمو، ينظر الأفراد إلى النقد كفرصة للتعلم والتطوير، مما يساعدهم على تحسين أدائهم ومهاراتهم.
9. تعزيز الثقة بالنفس والمرونة
يزيد الإيمان بالقدرة على النمو والتطور من ثقة الفرد بنفسه ويجعله أكثر قدرةً على التكيف مع المتغيرات.
10. تحسين العلاقات الشخصية
يكون الأفراد الذين يتمتعون بعقلية النمو أكثر تفهُّماً وتعاوناً مع الآخرين، مما يسهم في بناء علاقات قوية ومستدامة.
في الختام
تُعد عقلية النمو أداةً قويةً لتحقيق الأهداف الشخصية والمهنية؛ فهي تمنح الأفراد القدرة على التحمل والمثابرة في مواجهة التحديات، وتفتح أمامهم أبواباً لا حدود لها للتعلم والتطوير.
من خلال تبنّي هذه العقلية، يصبح الفرد أكثر قدرةً على التعامل مع الصعوبات، وتقبُّل الفشل كجزء من مسار النجاح، مما يعزز ثقته بنفسه ويدفعه لتحقيق طموحاته بمرونة وتفاؤل، باختصار، عقلية النمو ليست مجرد مفهوم، بل هي نهج حياة يدفع الأفراد نحو تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
أضف تعليقاً