1. هل تدعم هذه المهنة أسلوب الحياة الذي ترغب فيه؟
يتمحور أسلوب حياتك حول الوقت والمال؛ فسواء كان لديك أطفال أم ترغب في السفر، ستحتاج إلى مقدار معين من الوقت لتقضيه خارج العمل؛ فهل يعني هذا أنَّ العمل الذي يناسبك ينبغي أن يقدم خيارات مرنة؟
هذه إحدى الطرائق التي تحرص بها على توفير وقت تقضيه مع عائلتك، أو تمارس فيه النشاطات التي تحبها؛ كما يمكنك التفكير في العمل 10 ساعات يومياً خلال أربعة أيام في الأسبوع، أو اتباع رزنامة الـ 9 أشهر؛ وبمجرد أن تعالج موضوع الوقت، عليك تحديد الدخل الذي تحتاجه كي تعيش أسلوب حياتك؛ فإذا أردت أن تسافر أو تكوين عائلة كبيرة، ستحتاج إلى مقدار معين من المال لتتمكن من توفير تلك الحياة؛ فبناء على أكثر ما هو هام في حياتك، يمكنك أن تختار التضحية بوقتك لبضعة سنوات لتتمكن من توفير مزيد من الوقت في مهنتك فيما بعد، أو يمكنك أن تمنح الأولوية لتحقيق شغفك والحصول على وظيفة أحلامك.
إنَّ الخيارات واسعة للغاية، لكن عليك أن تتعلم كيفية إدارة وقتك وأموالك؛ حيث تُظهر الدراسات أنَّ 78% من الناس يعيشون على رواتب لا تسدُّ حاجاتهم؛ ومع ذلك، نعلم أنَّ أولئك الأشخاص لا يعيشون في فقر مدقع تماماً، بل تعكس تلك النسبة عدد الأشخاص الذين ينفقون كل المال الذي يكسبونه.
2. هل تثير مهنتك التحدّي في نفسك؟
تخيل أن تكون رياضياً محترفاً وموهوباً، وتتنافس مع أطفال في المدرسة الابتدائية. ستفوز بكل مباراة بالتأكيد، ولكنَّك لن تشعر بدرجة الرضا نفسها كما لو كنت تتحدى محترفين موهوبين آخرين؛ إذ يتطلب اختيار المهنة قياس فرصتك في تحقيق التنمية والتقدم.
هذا الأمر في غاية الأهمية؛ ذلك لأنَّ المهنة التي تختارها ستسمح لك ببناء مهارات جديدة، ونيل تعليم إضافي، وتوسيع قاعدة معارفك؛ ومع تقدمك في حياتك المهنية، ستصبح المهمات التي كانت صعبة في السابق أكثر سهولة؛ وعندما يحدث ذلك، سيكون أمامك خياران: أن تحقق نجاحاً بسهولة حتى تقاعدك، أو أن تبذل جهداً قليلاً لتحقيق نتائج أعلى من المتوسط، أو تواجه تحديات جديدة في مجالات لا تضمن فيها إحراز النجاح.
تكمن صعوبة هذا القرار في خوفنا من الفشل؛ فعندما تواجه تحديات جديدة، تخوض تجربة تعلم تثير الخوف والشك في النفس؛ لذا لا تسمح لخوفك من المجهول أن يبقيك في منطقة راحتك.
3. مَن سيوجِّهك؟
أنت تعرف ما يتوجب عليك معرفته فقط؛ وإذا أردت أن تعرف أكثر، فينبغي عليك تجربته بنفسك، أو التعلم من تجربة شخص آخر.
سيكون لديك أحد تسأله وتطلب منه التوجيه من خلال العثور على شخص يزاول المهنة التي ترغب في مزاولتها، حيث يمكنه مشاركة ما تعلمه من تجربته، وإخبارك بما يلزمك لبناء مستقبل مهني في مجال معين؛ لذا بدلاً من الانتظار حتى تبدأ العمل لتتعلم كل هذه الأمور، ابحث عن موجِّه يسبقك ببعض الخطوات.
4. ما الوظيفة التي قد تعمل فيها دون مقابل؟
يُعدُّ السعي وراء المال من أسرع الطرائق التي تقودك إلى الإفلاس؛ حيث تتطلب معظم الوظائف ما هو أكثر من حبك للمال كي تضمن الاستمرار فيها.
لعلَّك تعرف أشخاصاً يكسبون مالاً وفيراً، ولكنَّهم تعيسون للغاية؛ إذ يزاولون مهنة تُشعِرهم أنَّهم يفقدون أنفسهم كل يوم شيئاً فشيئاً.
إنَّه لأمر جيد أن تسأل نفسك عن وظيفة يمكنك أن تعمل فيها دون أجر؛ ذلك لأنَّ دماغك يتمتع بقدرة رهيبة على تبرير كل شيء؛ فقد تقنع نفسك بالعمل في وظيفة تستنزف طاقتك لأنَّها "ليست سيئة لتلك الدرجة"؛ لذا بدلاً من إقناع نفسك بأنَّك تقوم بما هو ضروري، تخيل الوظيفة التي قد ترغب في مزاولتها دون أي مقابل.
5. ما هي حدودك؟
إنَّه لمن اللطيف أن تعيش في عالم يتمتع كل شخص فيه بالأخلاق والثقة؛ ولكنَّ ذلك لا يحدث دائماً؛ فإذا وجدت نفسك في موقف يثير الشبهة، عليك أن تضع حدودك.
على سبيل المثال: ظهرت إدارة شؤون المحاربين القدامى في الولايات المتحدة الأمريكية (Veterans Administration) في الأخبار لأنَّ المرضى كانوا ينتظرون 115 يوماً حتى يُعايَنون؛ وعندما طبقت الإدارة الجديدة فترة انتظار مدتها 24 ساعة، أعرب الموظفون عن شعورهم بأنَّهم كانوا مجبرين على التلاعب بسجلات الأداء لتحقيق هذه الأهداف الطموحة.
شاهد بالفديو: المبادئ 12 لتحقيق أهداف النجاح
ناقش باحثون في دراسة أعدَّتها جامعة هارفارد (Harvard) كيف يمكن للأناس الطيبين أن يُجبَروا على اتخاذ خيارات خاطئة؛ وإليك بعض الأسباب:
- عندما لا يكون التعبير عن رأيك بحُرية آمناً.
- عندما تتعرض إلى ضغط شديد لتبلغ أهداف أداء غير واقعية.
- عندما يكون هناك أهداف متعارضة.
- عندما لا يوجد مثال يُحتذَى به.
ستواجه بالتأكيد إحدى هذه السيناريوهات الأربعة على الأقل في عملك، ويكون عليك أن تقرر بنفسك إذا كان الأمر يستحق العناء.
6. هل تُخضع نفسكَ إلى تنمية مستمرة؟
أحد أكثر الأسباب التي تدفع الناس إلى ترك وظائفهم هي أنَّها لا تساعدهم على التنمية؛ إذ لا يقتصر اختيار المهنة على جني المال أو الحصول على الأمن الوظيفي، بل على الشعور بأنَّك تتعلم أشياء جديدة.
يرتفع معدل دوران العمالة -مصطلح يشير إلى نسبة عدد الموظفين الذين يغادرون الشركة بالمقارنة مع الملتحقين بها خلال فترة زمنية محددة- في الوظائف التي تتطلب مهارات محدودة، كما تعدُّ الأجور المنخفضة التي عادة ما ترافق الوظائف التي تتطلب مهارات محدودة جزءاً من عملية اتخاذ القرار؛ إضافة إلى الطبيعة المملة لفعل الشيء نفسه يومياً.
يرغب الجميع في نيل ترقية أو علاوة؛ ولكنَّ هذه الأمور ما هي إلَّا تَجَلٍّ يعكس رغبتك الداخلية في التنمية، وستشعر بقيمة الترقية عندما تعلم أنَّك تستحقها من خلال التطور المستمر لمهاراتك وقيادتك.
7. هل تناسب الوظيفة شخصيتك؟
يمكنك أن تجد الكثير من المعلومات على الإنترنت حول اختيار وظيفة تناسب طبيعة شخصيتك، وتُعدُّ نظرية العالم الأمريكي جون هولاند (John Holland) فيما يخص الاختيار المهني إحدى أكثر النظريات استخداماً لإرشاد الناس للمهنة المناسبة لهم؛ فوفقاً لجون هولاند (John Holland): توجد ست أنواع رئيسة تحدد الموظفين في عصرنا الحالي، وهي: الواقعي، والاستقصائي، والفني، والاجتماعي، والمغامر، والتقليدي؛ كما يقدم تقييمه إطاراً تندرج تحته الاهتمامات المهنية، ويقرن البيئات المثالية بشخصيات محددة تلعب دوراً في الأداء والرضا الوظيفي؛ فمثلاً: تناسب المهن التي تتمحور حول مهارة القيادة وفن الإقناع أولئك الذين يتمتعون بشخصية المغامر، وبالتالي سيستمتع هؤلاء بمزاولة وظيفة كمدير مبيعات أو محامٍ.
8. أين ترغب في العيش؟
سيؤثر اختيارك لوظيفة ما تأثيراً مباشراً في المكان الذي ستعيش فيه؛ فإذا كنت ترغب في العمل في أسواق العمل الرئيسة، عليك أن تعيش في المدن الكبرى؛ كما توفر التجمعات السكنية الكبير عادة فرصاً للراغبين في العمل في مجال الهندسة؛ وفي حال كنت لا تفضل العيش في المدن الكبرى، عليك أن تبحث عن وظيفة تناسب المناطق الريفية.
عليك أن تكون دقيقاً في اختيار المكان الذي ستعيش فيه لتحصل على أفضل فرصة لتحقيق النجاح؛ وفي حال كنت ترغب في البقاء في مسقط رأسك حيث تعيش عائلتك، عليك إذاً البحث عن الوظائف المتوفرة في منطقتك؛ فإذا تمكنت من إيجاد شركة لها مقرات محلية في منطقتك، سيتيح لك ذلك فرصاً لتجد وظيفة تناسبك.
شاهد بالفديو: 10 طرق كي تتألق في مقابلات التوظيف
أفكار أخيرة:
تُعدُّ هذه الأسئلة الثمانية نقطة انطلاق فعالة عندما يتعلق الأمر باختيار وظيفة تناسبك، وقد تتغير إجاباتك عن هذه الأسئلة خلال مراحل مختلفة من حياتك؛ فقد ترغب في كسب مزيد من المال، أو الانتقال إلى مكان آخر، أو مجرد عيش حياة بسيطة تقضي فيها مزيداً من الوقت مع أحبائك؛ لكن بغض النظر عن السبب، عندما تبدأ رحلتك مع هذه الأسئلة الثمانية، ستتمكن من اختيار وظيفة تناسب رغباتك واحتياجاتك.
أضف تعليقاً