7 طرق بسيطة لتحسين صحتك العقلية

يمكن أن يشكِّلَ إيجاد الوقت المناسب للعناية بصحتك العقلية تحدياً حقيقياً؛ إذ يُعَدُّ الوقت هامَّاً دائماً، وهو من الموارد التي نعاني عادةً نقصاً فيها، لا سيما وأنَّك شخص طَموح لديك شغف بأن تكون الأفضل في كل ما تفعله، سواءٌ في العمل أم في المجالات الأخرى؛ فمع كل الشؤون الحياتية التي يجب القيام بها، والالتزام بالمواعيد النهائية والأشخاص الذين يحتاجون إلى اهتمامك الكامل، لا يبدو أنَّ هناك وقتاً كافياً في اليوم لإنجاز كل شيء.



وبالنسبة إلى معظمنا ممَّن يطمحون إلى أن يصبحوا أفراداً يتمتعون بالوعي على المستوى الاجتماعي، فهذا يعني العمل عادة لساعات طويلة وشاقة في تعزيز أعمالنا، والتواصل بفاعلية مع المستهلكين المُحتملين، والتغلب على العقبات التي تظهر باستمرارٍ في طريقنا، وتسويق منتجاتنا وخدماتنا بقوة في أي مكان وفي أي وقت تسنح فيه الفرصة.

ما يهمُنا هو المقصود بالصحة العقلية، إذ تشير بشكل أساسي إلى العناية الصحيحة بصحتك التي تشمل سلامتك العاطفية والنفسية والاجتماعية، فذلك يساعد في تحديد طريقة تعاملك مع التوتر، والتواصل مع الآخرين، واتخاذ القرارات الحاسمة في الحياة، ففي معظم الأحيان، تتأثر الصحة العاطفية تأثراً كبيراً بتجارب الحياة البيئية والاستعداد الوراثي.

وعلى الرغم من أنَّك قد لا تكون قادراً على محو مورِّثات الاكتئاب الموجودة لدى العائلة، فنحن على ثقة بأنَّك تمتلك القدرة على تحسين العوامل البيئية التي تؤثر في صحتك العقلية من خلال تنفيذ مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات العملية لتحقيق ذلك؛ لذا سنلقي فيما يلي نظرة فاحصة على بعض الأمثلة العملية الواقعية للاستراتيجيات التي يجب أن يكون الجميع قادرين على تطبيقها حتى في حال ضيق الوقت:

1. التحدث إلى شخص ما:

قد يبدو هذا الأمر بسيطاً بما فيه الكفاية، أليس كذلك؟ ومع هذا، فنحن لا نشعر جميعاً بقدرتنا على البوح بمشاعرنا صراحةً، ونشعر بأنَّنا لا نمتلك الوقت لمشاركتها بشكل بنَّاء مع شخص آخر؛ في الواقع، يجد الكثير من الناس أنفسهم يرمون مشاعرهم بعيداً، إلى جانب مشاكل الطفولة الخفية التي تُركِت دون حل واستقرت مع غيرها من العواطف المدفونة في أعماق النفس.

وعلى الرغم من أنَّ بعض الناس قد اتخذوا قراراً واعياً بأن يعيشوا حياتهم منعزلين عن الآخرين، فإنَّ معظم البشر كائنات اجتماعية بشكل عام؛ حيث يتفاعلون غريزياً مع الآخرين، ويُكوِّنون الصداقات والعائلات والمجتمعات الكبيرة؛ وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نوصي بشدة بالعمل مع مستشار محترف مُدَرَّب جيداً إذا وجدت صعوبة في البَوح صراحةً بمشاعرك وعواطفك للآخرين والتعبير لهم عنها.

بغض النظر عن مدى تقدم حياتك علميَّاً وتكنولوجياً، أو إلى أي مدى تعتقد أنَّك بعيد عن العلاقات العاطفية، فلا يوجد بديل للفوائد النفسية التي يوفرها التواصل مع الناس، ففي مرحلة أو أخرى من حياتنا، نحن نحتاج جميعاً إلى معرفة أنَّ ثمَّة شخصٌ آخر على قيد الحياة يُنصِتُ إلينا.

وعلى الرغم من أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي تمكننا من التواصل مع الآخرين في أي مكان في العالم بسرعة كبيرة، إلا أنَّ الإعجابات والمشاركات والمراسلة الفورية لا يمكن أن تحل محل الاتصال البشري المباشر وجهاً لوجه؛ في الواقع، تَبيَّن أنَّ استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يضاعف من آثار الشعور بالوحدة والاكتئاب.

يجب أن يكون المستشار المحترف المناسب قادراً على مساعدتك في التغلب على بعض أكثر العوائق الشخصية صعوبة من خلال تقديم التغذية الراجعة والتحقق من مساعدتك في الحفاظ على صحتك العقلية، والآن مع وجود العديد من منصات الاستشارات المتاحة عبر الإنترنت، لن تضطر حتى إلى مغادرة منزلك لتصل إلى جلستك في الوقت المحدد.

2. قراءة الكتب:

أظهرت الدراسات أنَّ القراءة تُقَلِّل من أعراض الاكتئاب والقلق كثيراً؛ حيث تأخذك القراءة في إجازة مدفوعة التكاليف إلى أماكن بعيدة، وإلى عصر النهضة والمستقبل وأبعد من ذلك في أقل من ساعة، كل ذلك وأنت مرتاح في منزلك، كما تجبرك القراءة بشكل أساسي على الاهتمام بالتفاصيل، حتى لا تفوتك أي من الحبكات الهامة في القصة؛ لذا انطلق واحمل كوباً ساخناً من الكاكاو، وابحث عن المكان الأكثر راحةً وهدوءاً في منزلك، وضع هاتفك على وضع الاهتزاز، واقرأ رواية لمؤلفك المفضل.

على الرغم من عدم إمكانية إنهاء الرواية في جلسة واحدة، حدد وقتاً كافياً لتقرأ فصلاً أو فصلين على الأقل، وغالباً كلما قرأت أكثر، وجدت نفسك أكثر انسجاماً مع القصة، وبالتالي ترغب في مواصلة القراءة لمعرفة ما سيحدث بالضبط في النهاية.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لقراءة الكتب دون الشعور بالملل والضجر

3. الذهاب في نزهة على الأقدام:

ستشعر بشعور رائع بعد الذهاب في نزهة على الأقدام، فهي تجربة مشجعة ومُنشطة ومفيدة لقلبك كما لعقلك؛ حيث يساعد المشي في تحسين صحتك العقلية. في الواقع، تُظهِرُ الدراسات أنَّ المشي يساعد على بناء تقدير الذات عن طريق تقليل معدلات السمنة المفرطة والتوتر، وبالتالي أعراض الاكتئاب والقلق؛ إنَّ المعدات الوحيدة اللازمة بالفعل هي حذاء رياضي مريح وزجاجة مياه حتى تتمكن من البقاء منتعشاً بشكل صحيح.

ومرة أخرى، العائق الحقيقي الوحيد الذي يمنعنا من الذهاب في نزهة سريعة بالنسبة إلى معظمنا هي امتلاك الوقت للقيام بذلك بالفعل، ومع ذلك بدلاً من انتظار الوقت والمكان المثاليَين للذهاب في نزهة، نوصيك بالذهاب فقط؛ حيث ستكون هناك دائماً مشكلات تتطلب اهتمامك الفوري والكامل والتام.

لا يوجد وقت مثل الوقت الحاضر للبدء في وضع صحتك العقلية في المرتبة الأولى من خلال ممارسة تمارين القلب والأوعية الدموية (تمارين الكارديو) الجيدة، ومع ذلك، إذا كنت غير قادر على الخروج في نزهة على الأقدام بسبب سوء الأحوال الجوية أو بسبب الحجر الصحي غير المتوقع بسبب جائحة كورونا، فإنَّنا نوصيك بتحديد مسار في منزلك أو حوله بأكبر مساحة مفتوحة قدر الإمكان، وقد ترغب في التفكير في شراء جهاز فعال للمشي بحسب ميزانيتك.

4. الاستماع إلى الموسيقى:

قبل بضع مئات من السنين، كتب الكاتب المسرحي الإنجليزي ويليام كونجريف (William Congreve): "للموسيقى القدرة على جذب حتى أكثر الناس قساوة".

بغض النظر عن نوع الموسيقى الذي تفضله، يتفق معظمنا على أنَّ الموسيقى تؤثر على مزاجنا وعلى إنتاجيتنا وإبداعنا؛ حيث أظهرت الدراسات أنَّ الاستماع إلى الموسيقى يساعد الناس على الاسترخاء والتفكير والتعافي من كل الأمراض العقلية، وبالتالي فإنَّ الاستماع إلى أغنيتك المفضلة يمكن أن يُحسِّن حالتك المزاجية بشكل كبير؛ لذلك إذا كنت مستعداً حقاً للعلاج الصوتي، نقترح عليك إغلاق النوافذ، وسدل الستائر، ورفع مستوى الصوت، والغناء مباشرة مع أغنيتك المفضلة سواء كنت تعرف كل الكلمات أم لا.

5. تناول الطعام الصحي:

يجب أن نعترف أنَّنا نفضل تناول بعض الأطعمة مثل المعكرونة والفطائر والبيتزا، ومع ذلك، نحن نعلم أيضاً أنَّ هناك الكثير من الأشياء الجيدة خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والصوديوم والمواد الحافظة والكربوهيدرات والسعرات الحرارية يمكن أن تكون ضارة جداً بالنسبة إليك؛ حيث أظهرت الدراسات أنَّ الالتزام بنظام غذائي متوازن يمكن أن يحسن صحتك العقلية، ويعتقد الباحثون أنَّ هناك علاقة مباشرة بين ما تأكله وما تشعر به تجاه نفسك.

تبيَّن سريرياً أنَّ الأنظمة الغذائية الغنية بالفيتامينات والبروتينات والألياف ومضادات الأكسدة تعمل على تحسين صحتك العامة، فتقلل بالتالي من أعراض الأمراض العقلية المرتبطة بالحالات الطبية المزمنة، مثل الاكتئاب والقلق.

تكمن الفكرة في تناول الأطعمة التي يمكن أن تقوي جهاز المناعة لديك، وتنظم عملية الهضم، وفي نفس الوقت تُعدِّل مزاجك وتُهدِّئ أعصابك؛ لذا حاول أن تتناول طعاماً صحياً قدر الإمكان للحفاظ على صحتك العقلية.

إقرأ أيضاً: انفوغرافيك: 7 استراتيجيات لتناول الطعام الصحي

6. الاحتفاظ بدفتر يوميات:

صحيحٌ أنَّك قد لا تُوقِّع أبداً على صفقة كتاب بملايين الدولارات، أو تكتب رواية وتصبح ضمن قائمة أكثر الروايات مبيعاً، إلا أنَّ قصة حياتك رائعة لأنَّها ملكك، ولا أحد يستطيع توثيق أفكارك والتعبير عن مشاعرك أفضل منك.

يساعدك الاحتفاظ بدفتر يوميات على الاحتفاظ بسجل أكثر دقة للأمور الهامة في حياتك مما يسهل معالجة مشاعرك تجاه تلك الأحداث عندما يحين الوقت، ولكن ربما تكون أهم فائدة يوفرها دفتر اليوميات هي مساعدتك على التخلص من الأفكار العالقة في ذهنك، مما يؤدي إلى تحرير فراغ ثمين بفاعلية.

7. النوم الجيد:

هل يمكنك أن تتذكر آخر مرة نمت فيها لمدة 8 ساعات كاملة؟ النوم جزء أساسي من الحفاظ على توازن الجسم؛ حيث يساعدنا بشكل أساسي في إعادة تنشيط طاقتنا الجسدية والعاطفية والمعرفية؛ فعندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم في الليل، فإنَّك عادةً ما تكون غريب الأطوار وكسولاً وأقل إنتاجية بشكل ملحوظ في اليوم التالي.

أنت بالتأكيد قد جرَّبتَ هذا الإحساس من قبل؛ حيث أظهرت الأبحاث أنَّ كلاً من الحرمان من النوم وأنماط النوم المضطربة يمكن أن يؤديان إلى مجموعة كاملة من مشكلات الصحة العقلية، مثل القلق والاكتئاب وحتى الاضطرابات الذهنية مع الأوهام والهلوسة، وواحدة من أسهل الطرائق لتحسين نوعية نومك هي محاولة البقاء نشيطاً قدر الإمكان خلال النهار ثم التوقف عن العمل في المساء.

شاهد بالفديو: 7 نصائح مضمونة للحصول على نوم أفضل ليلاً

نحن لا نعرف شيئاً عنك، ولكن من الصعب جداً أن تنام وعقلك مشغولٌ بالمهام التي لم تُنهِها؛ فكِّر في ممارسة التأمل اليقظ قبل الذهاب إلى الفراش حتى تتمكن من التخلص من توترك من خلال تعزيز طاقاتك الروحية، وعلى الرغم من أنَّه يمكنك التحدث مع طبيبك حول الوصفات الطبية لمساعدتك على النوم، فقد ترغب في استكشاف المزيد من العلاجات الطبيعية الشاملة أولاً، مثل شاي البابونج ومكملات الميلاتونين.

أخيراً، حاول الابتعاد عن الكافيين والنيكوتين والسكر والأنشطة المحفزة بشكل مفرط، مثل ألعاب الفيديو في الليل إن أمكن؛ فالنوم جيداً أمر ضروري للحفاظ على صحتك العقلية.

إقرأ أيضاً: موضوع شامل عن اضطرابات النوم والأرق عند الإنسان

فكرة أخيرة:

بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه أو ماذا تفعل من أجل العيش بصحة جيدة، يتفق الجميع على أنَّ صفاء الذهن هو جزء أساسي من القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة وحكيمة؛ لذا يجب أن تأخذ الوقت الكافي لضبط عقلك دورياً  مع استخدام بعض الاستراتيجيات البسيطة لتحسين صحتك العقلية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة