1- الحذر من الثقة المفرطة في النفس:
تستطيع الثقة المفرطة أن تَشُلَّ قدرتك على اتخاذ القرارات، وقد أظهرت الدراسات دائماً أن الناس يميلون إلى المبالغة في تقدير أدائهم ودقة المعلومات التي يمتلكونها.
ربما تكون متأكداً بنسبة 90% من أنَّك تعلم أين المكتب الذي تنوي أن تزوره أو ربما تكون واثقاً بنسبة 80% من أنَّك تستطيع أن تقنع مديرك بمنحك علاوةً، لكنَّ الثقة المفرطة في النفس تؤدي إلى إخفاق الخطط غالباً.
من المهمّ بشكلٍ خاص أن تراقب مستوى الثقة التي تتمتّع بها حينما يتعلّق الأمر بإدارة الوقت، إذ يُبالغ العديد من الناس في تقدير حجم العمل الذي يستطيعون إنجازه خلال فترةٍ زمنيةٍ محددة. أتعتقد أنَّك ستحتاج إلى ساعةٍ واحدةٍ فقط لإنهاء ذلك التقرير؟ أتتوقع أنَّك قادرٌ على تسديد فواتيرك الإلكترونية خلال 30 دقيقة؟ قد تجد أنَّ توقعاتك تعكس ثقتك المفرطة بنفسك.
خصّص وقتاً كلّ يوم لتقدير احتمالية تمكُّنك من تحقيق النجاح، ثم راجع تقديراتك في نهاية اليوم وحدد التوقعات الدقيقة التي كنت مصيباً بها.
2- تحديد الأخطار:
حينما يكون أمرٌ ما مألوفاً بالنسبة إليك فإنَّ ذلك يدفعك إلى التراخي، ومن المحتمل جدَّاً أن تتخذ بعض القرارات السيئة لمجرد أنَّك اعتدت على الأشياء التي تفعلها ولم تَعُد تفكر في الأخطار التي تتربص بك أو الأذى الذي يمكن أن يَحِلَّ بك.
قد تقود سيارتك بسرعةٍ إلى العمل كلّ يومٍ على سبيل المثال وتصل كلّ يومٍ سالماً دون أن تتلقى أيَّة مخالفة، ونتيجةً لذلك أصبحت متساهلاً نوعاً ما مع موضوع قيادة السيارة بسرعة. لكن من الواضح أنَّك تُعَرّض سلامتك للخطر وتجازف بتجاوز القانون. أو ربما تتناول وجباتٍ سريعةً كلّ يومٍ على الغداء، ولأنَّك لا تعاني حالياً من أيَّة علاماتٍ تدلُّ على وجود مشاكل صحيّة لديك قد لا تجد أنَّ في ذلك أيَّة مشكلة، لكن مع مرور الأيام قد يزداد وزنك أو قد تعاني من مشاكل صحيةٍ أخرى.
3- النظر إلى المشاكل بطريقة مختلفة:
تؤدي الطريقة التي تطرح بها سؤالاً أو مشكلةً ما دوراً أساسياً في تحديد طريقة إجابتك عن السؤال أو تعاملك مع المشكلة وتحدد نظرتك إلى فرصك في تحقيق النجاح. تخيَّل أنَّ ثمَّة طبيبين جراحين:
- أخبَر أحد الجَّراحين مريضه قائلاً: "90% من الناس الذين يخضعون لهذه العملية تُكتَب لهم الحياة".
- بينما قال الجراح الآخر: "يلقى 10% من الأشخاص الذين يجرون هذه العملية حتفهم".
لقد قال الطبيبان الحقيقة نفسها، لكن بحثاً يُظهر أنَّ الأشخاص الذين يسمعون عبارة "يلقى 10% من الأشخاص الذين يجرون هذه العملية حتفهم" يعتقدون بأنَّ الخطر المُحدق بهم أشدّ.
لذلك حينما تُضطرّ إلى اتخاذ قرارٍ ما ضع المسألة في إطارٍ مختلف. قف دقيقةً وفكر إذا كان تغيير الكلمات بشكلٍ بسيط يؤثر في رؤيتك للمشكلة.
4- التوقُّف عن التفكير في المشكلة:
حينما تواجه خياراً صعباً، مثل الانتقال إلى مدينةٍ جديدةٍ أو إلى مهنةٍ جديدة، قد تقضي الكثير من الوقت في التفكير في إيجابيّات كلّ خيارٍ وسلبيّاته أو في المخاطر والمكاسب المُحتملة.
بينما يبيِّن العلماء أنَّ التفكير في الخيارات يحمل بين طياته الكثير من القيمة، وقد تكون المبالغة في التفكير في الخيارات مشكلةً حقيقية، قد يرفع طول التفكير في الإيجابيات والسلبيات مستوى الضغط إلى درجةٍ يصبح عندها من الصعب اتخاذ القرار.
تُظهر الدراسات أنَّ قضاء الأفكار فترة "حضانةٍ" داخل الذهن يُعَدّ مفيداً للغاية، إذ تُعَدّ معالجة المشكلة في العقل الباطن إجراءً ذكيَّاً بشكلٍ مذهل، لذلك جرِّب أن تؤجِّل البتَّ فيها حتى وقتٍ لاحق. أو اشغل نفسك بنشاطٍ يُلهي عقلك عن التفكير في المشكلة ودَع دماغك يعالج الأمور وستصل على الأرجح إلى إجاباتٍ واضحة.
5- تخصيص وقت للتفكير في الأخطاء:
سواءً غادرت المنزل دون مظلّةٍ وأصابك البلل وأنت في طريقك إلى العمل، أم أهدرت مالك لأنَّك لم تتمكن من مقاومة الرغبة في الشراء، خصص وقتاً للتفكير في الأخطاء التي ارتكبتها.
عوِّد نفسك على القيام بذلك يومياً لإعادة التفكير في القرارات التي اتخذتها خلال اليوم، وحينما لا يُكتَب لقراراتك التي اتخذتها النجاح اسأل نفسك ما الخطأ الذي ارتكبته وابحث عن الدروس التي يمكن أن تتعلّمها من كلّ خطأٍ ارتكبته.
احرص فقط على ألَّا تُطيل التفكير كثيراً في أخطائك، إذ إنَّ إعادة التفكير فيها مراراً وتكراراً لا يُعَدُّ مفيداً للصحة الذهنية. حدّد الوقت الذي تقضيه في التفكير - ربما تكون 10 دقائق في اليوم كافيةً للتفكير في الأمور التي يمكن أن تؤديها غداً بشكلٍ أفضل. بعد ذلك اجمع المعلومات التي حصلت عليها والتزم باتخاذ قراراتٍ أفضل مستقبلاً.
6- التخلّي عن الأفكار الجامدة:
على الرغم من أنَّ الاعتراف بذلك يمكن أن يكون مزعجاً قليلاً إلَّا أنَّك منحازٌ بطريقةٍ أو بأخرى، إذ من المستحيل أن تكون موضوعياً بشكلٍ كامل.
يبني العقل في الواقع طرقاً مختصرةً تساعدك في اتخاذ القرارات بشكلٍ أسرع. بينما تعفيك هذه الاختصارات من قضاء ساعاتٍ طويلةٍ في التفكير كلما اضطررت إلى اتخاذ قرارٍ ما، إلَّا أنَّ في إمكانها أيضاً أن تقودك إلى ارتكاب الأخطاء.
يتضمّن ميل الناس إلى تخمين احتمالات حدوث ظاهرةٍ ما من خلال مدى سهولة تبادر مثال لها إلى الذهن، على سبيل المثال، اتخاذ القرارات اعتماداً على الأمثلة والمعلومات التي تتبادر فوراً إلى الذهن. فإذا استمعت دائماً إلى قصصٍ تتناول حرائق المنازل ستبالغ على الأرجح في تقدير احتمال تعرض منزلك إلى حريق. أو إذا تابعت مؤخراً الكثير من الأخبار عن حوادث تحطم الطائرات قد تعتقد بأنَّ احتمال وفاتك في حادث تحطم طائرة أكبر من احتمال وفاتك في حادث سيارة (حتى لو كانت الإحصاءات تُظهر العكس).
عوِّد نفسك على التفكير في الطرق المختصرة التي تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة واعترف بالفرضيات الخاطئة التي قد تبنيها حول أشخاصٍ أو أحداث وحينئذٍ قد تصبح قادراً على أن تكون أكثر موضوعيةً بقليل.
7- التفكير في الخيار الآخر:
إذا قرّرت أنّ أمراً ما يُعَدّ صحيحاً فإنَّك ستتمسّك بقرارك هذا على الأرجح، يُعَدُّ هذا مبدأً في علم النفس يُعرَف باسم "التمسك بالاعتقاد". يحتاج تغيير الاعتقاد حينئذٍ إلى دليلٍ أكثر إقناعاً من الدليل الذي بُنيَ على أساسه الاعتقاد الأول، ومن المحتمل جدَّاً أنك تؤمن ببعض المعتقدات التي لا تَصُبُّ في مصلحتك.
قد تفترض على سبيل المثال أنَّك لا تجيد الحديث أمام الجمهور فتتجنَّب الحديث بصوتٍ مرتفعٍ في الاجتماعات، أو قد تعتقد بأنَّك لا تجيد بناء العلاقات فتتوقف عن مواعدة الآخرين.
قد تتشكّل لديك أيضاً معتقداتٌ عن مجموعاتٍ معينةٍ من الأشخاص، إذ ربما تعتقد بأنَّ: "الأشخاص الذين يمارسون الكثير من التمارين الرياضية هم أشخاصٌ نرجسيون" أو بأنَّ "الأغنياء أشرار".
قد تقودك هذه الاعتقادات التي تفترض دائماً أنَّها حقيقية أو دقيقة بنسبة 100% إلى الضياع. أفضل طريقةٍ لإعادة النظر في اعتقاداتك أن تفكر في الخيار الآخر.
إذا كنت تعتقد بأنَّه لا يجب عليك أن تتحدّث بصوتٍ مرتفعٍ في اجتماعٍ ما فكّر في جميع الأسباب التي يجب عليك من أجلها أن تتحدّث بصوتٍ مرتفع، أو إذا كنت تعتقد بأنَّ الأغنياء سيّئون تذكّر الأسباب التي قد تجعل الأثرياء أشخاصاً لطيفين أو مفيدين.
8- التعبير عن العواطف:
يميل الناس غالباً إلى استعمال عباراتٍ مثل "أشعر أنَّ عفريتاً يسكنني" أو "أُحِسُّ بالاختناق" عوضاً عن استعمال الكلمات التي تَصِف أحاسيسهم مثل حزين أو متوتر للحديث عن أحوالهم العاطفية.
لا يُحِسّ العديد من الأشخاص الناضجين بالراحة عند الحديث عن مشاعرهم، لكنّ وصف المشاعر يمكن أن يكون مفتاح اتخاذ قراراتٍ أفضل.
تؤدي المشاعر دوراً كبيراً في القرارات التي تتخذها، إذ طالما أظهرت الدراسات أنَّ القلق يجعل الناس يلجأون إلى أسلم الخيارات، وهو ينتقل من إحدى الجوانب في حياة الشخص إلى الجوانب الأخرى.
إذا كنت متوتراً لأنَّك أقدمت على عملٍ ينطوي على قدرٍ من المجازفة من المحتمل جدَّاً ألَّا تتحلّى بالشجاعة لطلب مواعدة شخصٍ ما لأنَّك تعتقد بأنَّ الأمر يبدو خطيراً جدَّاً.
في المقابل قد يجعلك الإحساس بالحماسة تبالغ في تقدير فرصك في تحقيق النجاح، وحتى لو كان احتمال النجاح ضئيلاً قد تكون لديك الرغبة في الإقدام على مجازفةٍ خطيرة إذا كنت متحمساً لتحقيق المكاسب المحتملة (هذا هو غالباً الحال مع المقامرة).
عوِّد نفسك يومياً على وضع المشاعر التي تُحِسُّ بها من حُزنٍ، أو غضبٍ، أو إحراجٍ، أو قلقٍ، أو إحباط، ثم قف لحظةً للتفكير في مدى تأثير هذه المشاعر في القرارات التي تتخذها.
9- الحديث مع النفس بطريقة ودية:
حينما تُضطر إلى اتخاذ قرارٍ صعبٍ اسأل نفسك: "ما الذي كنت سأقول لصديقٍ يعاني المشكلة نفسها؟". من المحتمل أن تعثر بسهولةٍ على إجابة هذا السؤال حينما تتخيل نفسك تسدي نصيحةً إلى شخصٍ آخر.
الحديث مع النفس كأنَّها صديقٌ مُقرَّب يجعلك تُحيّد العواطف التي تُحِسّ بها جانباً ويساعدك في الابتعاد قليلاً عن القرار ويمنحك فرصةً للتحلّي قليلاً بالموضوعية.
يساعدك ذلك في التعامل بلطفٍ قليلاً مع نفسك، إذ بينما من المحتمل أن تخاطب نفسك بعباراتٍ سلبيةٍ مثل: "لن يجدي هذا نفعاً أبداً. لا يمكنك أن تفعل أيّ شيءٍ بشكلٍ صحيح"، من المحتمل جدَّاً ألَّا تقول مثل هذه العبارات السلبيّة لصديقك. ربما تقول له عباراتٍ من قبيل: "يمكنك أن تفعل ذلك، أعلم أنَّ في إمكانك".
يحتاج الحديث مع النفس بشكلٍ لطيف إلى التدرب، لكن حينما تعتاد يومياً على إظهار التعاطف مع نفسك ستتحسّن قدرتك على اتخاذ القرارات.
يُعَدّ اتخاذ قراراتٍ صائبة من أهمّ الأمور التي تساعد الإنسان في تحقيق النجاح لذلك يجب على جميع من يسعون إلى تحقيق النجاح أن يتقنوا مهارة اتخاذ القرارات. إذا كنت تتمنى تحقيق النجاح وتسعى إلى إتقان مهارة اتخاذ القرارات اتبع هذه العادات البسيطة وتعلّم كيف تتحمل مسؤولية قراراتك.
أضف تعليقاً