4 أسباب تجعل المرونة النفسية مهارة شديدة الأهمية

هل تساءلت يوماً كيف يستطيع بعض الناس مواجهة المِحَن بهدوء بينما ينهار الآخرون؟ يتمتع الأشخاص القادرون على مواجهة تقلبات الحياة بنجاح بما يسميه علماء النفس "المرونة النفسية"، أو القدرة على النهوض والتعافي من المِحَن.



عندما تواجه موقفاً صعباً، فلديك خياران: أن تدع عواطفك تتغلب عليك وتصبح عاجزاً عن اتخاذ أي قرار بسبب الخوف، أو أن ترفع روحك المعنوية وتحوِّل الألم إلى فرصة.

حتى لو كنت تَعدُّ نفسك شخصاً سعيداً، فمن المؤكد أنَّك ستواجه تحديات في مرحلة ما خلال رحلتك، وقد تُضعفك هذه التجارب، لكنَّها لن تحطمك؛ إذ إنَّ اكتساب المرونة هو مفتاح تحويل التحديات إلى نجاحات.

كل واحد منَّا لديه القدرة على اكتساب عقلية مرنة؛ تماماً مثلما تُكتسب العضلات التي يجب تمرينها وتقويتها كل يوم، وفي بعض الأحيان، يتطلب الأمر الوصول إلى أقصى قدرات التحمل على المستوى العاطفي قبل التمكُّن من الاستفادة من مرونتك الشخصية؛ فما هي المرونة وما أهميتها من أجل النجاح؟

المرونة في علم النفس:

تعود جذور فكرة المرونة إلى مجال علم النفس التنموي خلال السبعينيات؛ إذ لاحظ أطباء الأمراض العقلية وعلماء النفس في أثناء إعدادهم دراسة عن الأطفال الذين يعانون من اضطرابات نفسية، أنَّ عدداً قليلاً منهم لم يُظهِروا سلوكاتٍ تَنُمُّ عن سوء التكيُّف مثلما كان مُتوقَّعاً، وإنَّما أظهروا سلوكات تقع ضمن النطاق الطبيعي للتطور الاجتماعي.

بيد أنَّ الدراسة كانت قد أُجريَت على أبناء أشخاصٍ يعانون الفصام، والنتائج التي توصلت إليها أنَّ بعض الأطفال تمكنوا من النمو على الرغم من حالتهم عالية الخطورة هي التي أدت إلى توسيع نطاق البحث حول المرونة، والتي شملت ظروف سلبية متعددة؛ بما في ذلك الحرمان الاجتماعي والاقتصادي، والمرض العقلي للوالدين، وسوء المعاملة، والمرض، وأحداث الحياة الكارثية.

وفي أواخر الثمانينيات والتسعينيات، كشفت الأبحاث حول المرونة أنَّها ظاهرة عادية أكثر مما كان يُعتقد في البداية؛ ثم تطورت فكرة المرونة فيما بعد لتشمل التعرض لمِحَن كبيرة.

تعريف المرونة في علم النفس:

حتى الآن، ليس هناك إجماع كامل بين الباحثين حول تعريف ومعنى فكرة المرونة؛ إذ تغيَّر مفهوم المرونة في العقد الماضي بعد أن كان مقتصراً على مجموعة من السمات الفردية الثابتة في وقتٍ سابق؛ على أي حال، تحوَّل المفهوم إلى نتيجة وعملية ديناميكية تعتمد على التفاعلات بين المتغيرات الفردية والظرفية، والتي تتحسن بمرور الوقت.

ما هي المرونة النفسية؟

يُشار اليوم إلى المرونة النفسية عموماً على أنَّها عملية التكيف الجيد لمواجهة المِحَن أو الصدمات أو المآسي أو المخاطر أو المصادر الهامة للتوتر؛ يُصوِّر هذا التعريف خاصية "التعافي واستئناف النجاح"، والتي تعكس إحدى الخصائص المركزية للمرونة.

أدى استمرار تزايد الحاجة إلى الوقت والطاقة إلى خلق بيئة يشعر فيها الناس بالإرهاق، وعدم القدرة على التعامل مع ارتفاع سقف التطلعات في حياتهم اليومية من خلال مهارات حل المشكلات أو استراتيجيات التعامل معها؛ ونتيجة لذلك، أصبح الناس يقومون بمهام متعددة باستمرار، وفقدوا التركيز، وأصبحوا منجذبين نحو العديد من الاتجاهات المختلفة، فإذا كنت ترغب في البقاء رائداً في حياتك وعملك، فمن الضروري أن تتعلم كيف تشق طريقك بنجاح خلال الظروف الصعبة.

في دراسة برعاية شركتَي نيشن وايد (Nationwide) وفودافون (Vodafone)، أشار ما يقرب من 100% من المشاركين إلى المرونة بوصفها عاملاً أساسياً للنجاح الوظيفي؛ فالأرقام لا تكذب؛ المرونة هي سر النجاح.

ما هو مقياس المرونة النفسية؟

يعد مقياس "كونور ديفيدسون" من أشهر مقاييس المرونة النفسية، حيث قامت كل كاثرين م.كونور -الطبيبة والباحثة في المركز الطبي بجامعة ديوك في دورهام بولاية نورث كارولينا-، وجوناثان آر تي ديفيدسون -الأستاذ الفخري في الطب النفسي والعلوم السلوكية في جامعة ديوك-، بالبحث والكتابة عن المرونة النفسية، وأرادا تطوير اختبار لقياس المرونة النفسية للأشخاص، فقاما بوضع اختبار "كونور ديفيدسون" الذي يقيس 25 عنصر من عناصر المرونة النفسية، مثل: القدرات والمعايير والخصائص، تحمل المشاعر السلبية، قبول التغيير بشكل إيجابي، إقامة العلاقات الآمنة، تأثير الروحانيات على الشخص.

ثم تم وضع ثلاثة إصدارات للاختبار، اختبار بعشرة أسئلة، واختبار بسؤالين، ولكن يبقى الاختبار الأصلي ب25 سؤال هو الأكثر دقة.

الفرق بين الصلابة النفسية والمرونة النفسية:

يمكن القول أنَّ هناك ارتباطاً بين الصلابة النفسية والمرونة النفسية؛ فصاحب الصلابة النفسية هو شخص مرن نفسياً، فالصلابة النفسية هي قدرة الإنسان على البقاء صلباً أمام ضغوط الحياة، وعدم تركها تكسره أو تحبطه، والمرونة النفسية هي القدرة على التكيف وتقبل الصدمات والضغوط والتحكم بالمشاعر وردات الفعل، إذن المرونة النفسية والصلابة النفسية تصبان في صحة الإنسان النفسية ومقاومته للتوتر و الإحباط والانكسار.

نظريات المرونة النفسية:

يرى فرويد أنَّ المرونة النفسية وقدرة الإنسان على مواجهة الشدائد مرهونة ب"قوة الأنا"، وقدرة الإنسان على إحداث التوازن النفسي، وتحقيق التوافق بين متطلبات الهو والأنا.

يُعرف راشيل نيومان المرونة النفسية على أنَّها: "عملية المواجهة الفعالة للتحديات والضغوط النفسية لأحداث الحياة، من خلال  حسن الحال الذاتي والأداء الفعال في البيئة".

ويُعرفها كل من سندر ولوبيز على أنَّها: "التكيف الإيجابي للشدائد أو الأخطار أو المحن، ويُقصد بالتكيف الإيجابي كل من التكيف الخراجي وهو الوفاء بالمتطلبات الاجتماعية والتعليمية والمهنية، والتكيف الداخلي وهو الحالة النفسية الإيجابية التي تدل على الصمود أمام تلك الشدائد".

يرى روجرز أنَّ المرونة النفسية تدل على الترابط بين الذات والخبرات، فحسب رأيه أنَّ الشخص الصحيح نفسياً لديه القدرة على إدراك الواقع والانفتاح على كل التجارب.

أهمية المرونة النفسية:

فيما يلي أربعة أسباب تجعل امتلاك المرونة مهارة حياتية بالغة الأهمية في عالم اليوم:

1. تُحوِّل الإخفاق إلى نجاح:

إنَّ الطريق إلى النجاح محفوف بالكثير من الإخفاق، وهو جزء طبيعي من الحياة؛ إذ لا يمكنك اكتساب المرونة إن لم تكن مستعداً للإخفاق، فأولئك الذين يفتقرون إلى القدرة على النهوض والتعافي من المِحَن ينتهي بهم الأمر إلى قبول الإخفاق والاستسلام كلياً؛ وإذا كان بإمكانك قبول طريقة التفكير هذه، فمن الهام أن تفهم أنَّ الإخفاق مجرد حدث، وأنَّه لا يحدد هويتك.

تُظهِر الأبحاث أنَّه عندما تحاول، وتخفق، وتحاول مرة أخرى، وتنجح في النهاية، تحصل على دفعة نشاط من نظام المكافآت المُعتمِد على الدوبامين (dopaminergic)، وهذا ما يمنحك الدافعية التي تحتاجها عندما تواجه المِحَن والمصائب.

إنَّ الإخفاق هو مجرد مرحلة انتقالية يمر بها الجميع في طريقهم نحو العظمة؛ لذا عليك أن تسأل نفسك إذا كنت على استعداد لاتخاذ خطوات جريئة من أجل أن تصبح الشخص الذي طالما رغبت في أن تكونه.

2. تؤسس مركز تحكم داخلي:

هل تعتقد أنَّ الحياة تعمل في صالحك أم ضدك؟ من أجل تحسين سعادتك في أي مجال من مجالات حياتك، يجب عليك أن تسأل نفسك السؤال الصعب: "من المسؤول عن سعادتي؟"، ستحدد إجابتك على هذا السؤال مدى فعالية قدرتك على التغلب على تحديات الحياة.

يواجه الأشخاص الذين يؤمنون بسيطرة العوامل الخارجية عليهم صعوبةً في التعافي من ابتلاءات الحياة؛ فهم يعتقدون أنَّ القوى الخارجية هي التي تحدد الاتجاه الذي ستتخذه حياتهم؛ لذلك ليس من المستغرب أن يجعلهم هذا الاعتقاد يشعرون بالعجز، وعلى النقيض من ذلك، يرى الأشخاص المرنون الذين تنبع قدرتهم على السيطرة من داخل نفوسهم أنَّهم الرئيس التنفيذي لحياتهم؛ فهم يعرفون أنَّهم يتحكمون في كل قرار يتخذونه؛ وعندما يخفقون، يكونون قادرين على النهوض والتقدم إلى الأمام، مما يعني أنَّهم قادرون على استخدام أشد مِحَن الحياة بوصفها نقاط انطلاق للنجاح.

عندما تفعل هذا، تصبح أنت الوحيد القادر على تحديد مصيرك، وتصبح المرونة حالتك الطبيعية.

3. تَبْنِي معتقدات إيجابية:

عندما يتحطم عالمك، يصبح من السهل الوقوع في فخ السلبية والتفكير بطريقة "لماذا أنا؟"،  لكن على أي حال، لن تستطيع التغلب على تحديات الحياة إذا كنت تعتقد أنَّ الكون لا يقف إلى جانبك، ولن تفيدك السلبية على الإطلاق؛ إذ تُظهر الأبحاث أنَّ أحد العوامل الرئيسة التي تساهم في المرونة هو تجربة تسخير المشاعر الإيجابية، حتى في خضم الأوقات العصيبة أو المرهقة.

يجابه الشخص المرن التحديات من خلال تسخير قوة المشاعر الإيجابية والاعتماد على نظام الدعم عند الضرورة، وهو قادر على إعادة تأطير المِحَن وتحويلها إلى شيء إيجابي، مما يسمح له بالتعافي واستئناف حياته من جديد ووضع خطط واقعية على المدى الطويل.

4. تساعدك على تقبُّل التغيير:

تكمن في قلب المرونة حقيقة بسيطة، وهي أنَّ التغيير أمر حتمي؛ فنحن نعيش في عالم يتغير باستمرار، إذ يقع الناس في المشاكل عندما يتجاهلون التغيير أو يقاومونه؛ ونتيجة لذلك، ينتهي بهم الأمر إلى عيش حياة مليئة بالألم والمعاناة؛ لأنَّهم غير قادرين على إيجاد الراحة في هذه الفوضى.

لن تكتسب المرونة طالما أنت في منطقة راحتك؛ فالطريقة الوحيدة للنمو والتوسع هي التحرر من قيود الاستقرار والغوص في المجهول؛ لذا سيتطلب ذلك منك القيام ببعض الأعمال الداخلية العميقة، مثل تغيير معتقداتك التي تحد من قدراتك، والتخلص من العادات السيئة، وتعلم كيفية التعامل مع التوتر.

في حقيقة الأمر، لا أحد متحمس لمواجهة مشكلاته، لكَّنها خطوة أساسية على طريق التحول إلى شخص مرن؛ فعلى حد تعبير سقراط: "سر التغيير هو تركيز كل طاقتك، ليس على محاربة القديم، وإنَّما على بناء الجديد".

شاهد بالفيديو: 6 عادات خاطئة تقضي على صحتك النفسيّة

المرونة النفسية وعلاقتها بالرضا عن الحياة:

تمنح المرونة النفسية الإنسان الشعور بالرضا عن حياته، كونها تحقق له الأمور الآتية:

  • تجعله يتصالح مع فكرة أنَّه لا حياة بدون ضغوط، بل هي جزء من الحياة، مما يجعله أكثر راحةً ورضا عن حياته.
  • تساعد المرونة النفسية الإنسان على تجاوز الألم والمعاناة، والمشاعر السلبية في أسرع وقت وبأقل درجات التأثر، مما يحميه من مشاعر السخط والتذمر والرفض لواقعه.
  • الإنسان المرن نفسياً أكثر وعياً ونضجاً، ويتمتع بـ الثبات الإنفعالي ومهارة عالية في حل المشاكل بحكمة وعقلانية.
  • تحسين علاقاته الاجتماعية والأسرية والزوجية.
  • التعامل مع ضغوط ومشاكل العمل بمرونة مما يجعله أكثر نجاحاً وتميزاً في عمله.
  • تنعكس المرونة النفسية إيجاباً على صحة الإنسان الجسدية، كونها تحميه من القلق والتوتر والانفعال.

المرونة النفسية في العمل:

كثيرة هي ضغوطات العمل؛ من اتخاذ القرارات الحاسمة، وملاحظات وانتقادات المدير، أو التعامل مع زميل مزاجي أو سلبي، والاجتماعات العاجلة، ومواعيد التسليم، وشكاوى العملاء، والبريد المتراكم، وغيرها من المهام الكثيرة، لذا فإن مفتاح النجاح في بيئة العمل هذه؛ هو المرونة النفسية، وتخطي هذه الضغوط، وتجاوزها دون السماح لها بإصابتنا بالإحباط أو الاكتئاب.

إقرأ أيضاً: كيف تعزز المرونة وتمنع نفسك من الإرهاق؟

كيف تمارس المرونة النفسية في عملك؟

يمكنك ممارسة المرونة النفسية في العمل من خلال:

1. القدرة على التعلم:

تُمارس المرونة النفسية في العمل من خلال امتلاكك القدرة والرغبة الدائمة بالتعلم وتطوير نفسك، واكتساب مهارات وخبرات جديدة.

2. تقبل الخطأ:

من لا يعمل، لا يُخطئ؛ إذن طالما أنت تعمل، فالخطأ أمر طبيعي وصحي، لذا من أسس المرونة النفسية في العمل، أن تتقبل الخطأ وتعترف به، وتنظر إليه على أنه فرصة للتعلم.

3. المخاطرة:

اخرج من منطقة الراحة، وتحمل قليلاً من المخاطرة، فاغتنام الفرص الكبيرة غالباً ما يحتاج إلى بعض المخاطرة.

4. تقبل النقد:

من أهم قواعد المرونة النفسية في العمل أن تتقبل النقد البناء، وألا تنظر إليه على أنَّه أمر شخصي، بل تحاول الاستفادة من الملاحظات وتحسين نفسك.

5. الذكاء العاطفي:

أن تدرب نفسك على اكتساب مهارة الذكاء العاطفي، أمراً في غاية الأهمية لممارسة المرونة النفسية في العمل، أن تتعلم كيف تتحكم بمشاعرك وردات فعلك، وألا تنفعل أو تفقد السيطرة على أعصابك مهما كان الأمر مزعجاً بالنسبة إليك.

6. التواصل الاجتماعي:

أن تمتلك مهارات التواصل الاجتماعي مع مديرك وزملائك والعملاء، ويكون لديك مهارة قراءة شخصية الشخص الذي يتعامل معك، والتعامل معه حسب ما يناسب شخصيته، وتتدرب كيف تُدير الحديث، كيف تسأل وتجيب بلباقة، أن تنتبه للغة الجسد؛ طريقة جلوسك ووقوفك وحركات يديك ونظرات عينيك، وتقرأ لغة جسد الشخص المقابل لك أيضاً، كل هذه الأشياء تزيد من مرونتك النفسية في العمل.

7. مهارة الاستماع:

هناك مثل يقول "المتعلم الجيد، هو المُصغي الجيد"، لذا درب نفسك على الاستماع والإصغاء الجيد للمتكلم، فحينها أنت تتعلم منه، وتفهم جيداً ما يقول، مما يجعلك تختار الاستجابة والرد المناسب للموقف، مما يزيد من مرونتك النفسية في التعامل مع الآخرين في عملك.

8. تقبل التغييرات المفاجئة:

من المعروف أنَّ بيئة العمل بيئة غير ثابتة، ومتغيرة باستمرار، قد تكون اليوم في وظيفة معينة، وفي الصباح يتم إخبارك أنَّك أصبحت في وظيفة أخرى، لذا يجب أن تكون على استعداد لتقبل هذه التغييرات المفاجئة والتعامل معها بمرونة.

طرق بناء المرونة النفسية:

تعد المرونة النفسية مهارة يمكن بناؤها والتدرب عليها، ويقدم خبراء وعلماء النفس مجموعة من النصائح حول بناء المرونة النفسية، من أبرزها:

1. تقدير الذات:

من أهم أسس بناء المرونة النفسية هي أن يكون تقديرك لذاتك عالياً، بمعنى أن تثق بنفسك وبقدراتك ولا تقارنها بالآخرين، مما يجعلك مرناً في تقبل كل انتقاداتهم أو كلامهم السلبي عنك، دون أن تتأثر به.

2. العائلة:

تعد العائلة خط الدفاع الأول في حماية الإنسان وتقويته نفسياً، لذا من الضروري أن تحرص على علاقات عائلية صحية ومشبعة بالأمان والعاطفة.

3. التواصل مع الأصدقاء:

يحتاج الإنسان للأصدقاء في حياته، خاصة الذين هم مصدر سعادة ودعم وحب، لذا احرص على اختيار هؤلاء الأصدقاء، والتواصل الدائم معهم، مما يجعلك أكثر مرونة واستقراراً نفسياً.

4. تصالح مع الضغوط:

حتى تبني مرونة نفسية عليك أن تتصالح مع ضغوط ومصاعب الحياة، وأن تنظر إليها على أنَّها من أساسيات الحياة، فلا حياة بلا ضغوط وحتى نكسات، وخيبات، ولا نجاح بلا إخفاقات.

5. التغيير:

تحتاج المرونة النفسية أن تجعل التغيير أحد مبادئك في الحياة، وأن تخرج من منطقة الراحة، فأنت لن تحقق شيئاً وأنت تخشى التغيير والمغامرة.

6. تحرر من الماضي:

لن تتمكن من بناء مرونة نفسية ما لم تتحرر من الماضي، وألا تبقى أسيراً له، وأن تنظر إلى  أخطائك على أنَّها دروس وتجارب وخبرات حياتية.

7. اختلاف الآخر:

من أهم قواعد بناء المرونة النفسية هي تقبلك للآخر واختلافه عنك، وقناعتك أنَّ كل شخص له مبادئه وأفكاره ومعتقداته الخاصة، التي يجب احترامها وتقبلها، فعندها ستكون أكثر مرونة في التعاطي معه وتبرير سلوكياته وردات فعله.

8. تجاوز المشاعر السلبية:

لا تعطي المشاعر السلبية اهتماماً كبيراً، كالحزن والقلق والخوف، بل اسعَ إلى تجاوزها، واشغال نفسك بنشاطات تُنسيك إياها، كأن  تخرج في نزهة مع صديق تحبه، أو تمارس هواية تحبها، أو تحضر فيلماً كوميدياً.

9. مواقف صعبة:

ذكِّر نفسك دائماً بمواقف صعبة مررت بها، وكيف تعاملت معها بهدوء ومرونة، وكيف أنَّها مرت بسلام وبأقل الخسائر.

10. تحدى نفسك:

انظر إلى المصاعب والمشاكل التي تتعرض لها، على أنَّها تحدٍ لك، تدريب لك لصقل مهاراتك وخبراتك، وزيادة مرونتك النفسية في التعامل مع المشاكل.

11. التسليم بالأمور القدرية:

هناك أمور قدرية في الحياة، لا نملك خيار تغييرها، كالموت أو العائلة التي ننتمي إليها، فالتسليم بها، يجعل مرونتك النفسية عالية في التعامل معها.

12. أنت تستحق السعادة:

انظر إلى نفسك دائماً على أنَّها تستحق السعادة، ولا ترضى أن تعيش في الحزن والكآبة، فقناعتك بأنَّك تستحق السعادة تجعلك مرناً نفسياً في تقبل المصاعب والخيبات وتجاوزها.

13. روح الدعابة:

تمتع بروح المرح والدعابة، مهما كانت الضغوطات من حولك، إذ أثبتت الدراسات أنَّ تخفيف الجدية في التعامل مع الحياة، وأخذها أحياناً بالمرح والدعابة، يزيد من مرونتك النفسية.

14. كبِّر الصورة:

عندما تتراكم عليك الضغوطات من كل الجوانب، كبِّر الصورة، بمعنى إلقِ نظرة على وضعك بطائرة هيلوكبتر، وسِّع المنظور الذي تنظر من خلاله، حينها ستزداد مرونتك في تقبل هذه الضغوطات، وستكتشف أموراً لم تكن تراها، وحلولاً وخيارات جديدة.

15. تقبل الواقع:

في أحيان كثيرة لا يكون بمقدورك تغيير الواقع، تقبله كما هو، وتحلى بالصبر، مما يجعلك مرناً في التعاطي مع واقعك ومجرياته.

شاهد بالفيديو: 6 طرق في التعامل مع الضغط النفسي

كتب عن المرونة النفسية:

1. الطريق إلى المرونة النفسية أبو حلاوة محمد السعيد:

يتناول كتاب "الطريق إلى المرونة النفسية" الذي ترجمه إلى العربية محمد السعيد أبو حلاوة، موضوع المرونة النفسية، ويشرح المقصود بمصطلح المرونة على أنَّها "عملية التوافق الجيد والمواجهة الإيجابية لشدائد، صدمات، نكبات أو الضغوط النفسية التي يواجهها البشر"، ويعدد الكتاب العوامل المتضمنة في المرونة، واستراتيجيات بناء المرونة، ويقدم الكتاب 10 طرق لبناء المرونة النفسية.

اقتباسات من كتاب الطريق إلى المرونة النفسية:

عشر طرق لبناء المرونة النفسية:

  1. إقامة روابط مكثفة مع الآخرين.
  2. تجنب رؤية الأزمات على أنَّها مشكلات لا سبيل للتخلص منها أو التغلب عليها.
  3. تقبل التغيير واعتبره جزءاً متضمناً بنيوياً في الحياة.
  4. اندفع بالتحرك تجاه أهدافك.
  5. اتخذ قرارات حاسمة أو قاطعة.
  6. تلمس كل الفرص التي تدفعك باتجاه اكتشاف ذاتك.
  7. تبني رؤية أو نظرة إيجابية لذاتك.
  8. ضع الأمور أو الأشياء في سياقها وحجمها الطبيعي.
  9. لا تفقد الأمل وكُن مستبشراً ومُتلمساً للخير فيما هو قادم.
  10. اعتنِ بنفسك.
إقرأ أيضاً: المرونة والتكيف: مهارات أساسية للنجاح في العمل

2. كتاب المرونة النفسية د. بندر آل جلالة pdf:

يعد كتاب "المرونة النفسية" للكاتب الدكتور بندر آل جلالة، أحد أشهر الكتب الصحة النفسية، التي تحدث فيه الكاتب عن أهمية المرونة النفسية وكيفية الوصول إليها، والتعامل مع الضغوط والتعريف بأنواعها، ويتميز الكتاب بسهولته ووضوحه، ويركز على فكرة الامتنان والتفكير الإيجابي، ويقدم د. بندر 26 خطوة لتطبيق المرونة النفسية وتحويلها إلى واقع.

اقتباسات من كتاب المرونة النفسية:

  • يقول د.بندر آل جلالة: "إن كنت قد أثقلتك الهموم والغموم، إن كنت تعاني توتراً وضغوطاً نفسية في حياتك، إن كنت تمر بتحديات وعقبات، إن كنت عانيت من الصدمات والانكسارات، إن كنت تود تحقيق نجاحات وإنجازات، إن كنت تسعى لتكون سعيداً مستمتعاً هادئ البال، هذا كتابي كتبته لأجلك".
  • المرونة النفسية ليست قوة خارقة أو نادرة، ففي الواقع توجد المرونة النفسية في الأشخاص العاديين، كما أنَّ أي شخص يمكنه اكتسابها وتنميتها، لذا يجب النظر إلى المرونة النفسية على أنَّها عملية نضج وليست صفة، فهي عملية فردية يسعى من خلالها الفرد  لمعرفة ذاته وقدراته المتميزة".
  • "ما هي المرونة النفسية: هي أن تسبح دون أن تغرق، وتنحني وتميل دون أن تنكسر!، هي ليست فقط لتحمل الألم النفسي، وإنَّما أيضاً القدرة على الانشغال به، وهي مهارة يمكن تعلمها واكتسابها".
  • "من عوامل المرونة النفسية؛ البعد عن التعميم، فحين يعاني البعض من أزمة في عمله، قد يعمم ذلك على بقية جوانب حياته، صحيح أنَّ كل جانب قد يؤثر على الآخر، ولكن في أغلب الأحيان يمكننا الفصل ذهنياً بين كل جانب وآخر".
  • "مع زحام الحياة والضغوط قد تنسى من أنت، وما هي إنجازاتك، وأين هي مكانتك، وقد تنسى أيضاً روعة ممتلكاتك المادية والمعنوية، لذا اعطِ نفسك قدرها، بأن تدلل روحك وجسدك لتُصفي ذهنك، لترى حياتك كما هي، جميلة بالرغم مما قد تعانيه أحياناً".
  • "تزيد مرونتك النفسية كلما صرت أكثر فهماً ووعياً ب: أفكارك، وطريقة تفكيرك،  وقناعاتك، ومشاعرك، وسلوكياتك".
  • "حين تشعر بخوف وقلق؛ فأنت -غالباً- تفكر كأنَّها واقع، بينما هي مجرد أفكار وتوقعات، بمجرد أن تكتشف أنَّها كذلك، شتِّتها بأبسط شيء، كالمشي أو الركض أو التواصل مع أحد وغيرها، شتِّت الفكرة؛ لكيلا يستمر عقلك في بناء قصة مروعة".

في الختام:

في المرة القادمة التي تفاجئك فيها الحياة بما تكره، ثق في قدرتك على مجابهة التحديات، واعلم أنَّ المِحَن قد تُضعفك، ولكن لا تدعها تحطمك، إذ لا يهم كم مرة تسقط فيها؛ فكل ما يهم هو أن تنهض من جديد وتواصل المضي قدماً.




مقالات مرتبطة