15 طريقة للتخلص من الكسل والافتقار إلى الدافع

قد يكون بعضنا كسالى، وهذا أمر طبيعي، على الأقل لبعض الوقت. يعني كونك كسولاً أنَّك لا ترغب في بذل جهد وطاقة كبيرين، ومن قد يرغب في بذل مزيد منهما دون مبرر أو سبب حقيقي لذلك؟



يعدُّ الكسل مشكلة كبيرة؛ فإن كنت تشعر بالكسل والافتقار إلى التحفيز، فلن تستطيع اتخاذ أي إجراء لتحقيق أهدافك المرجوة، وقد تواجه صعوبة في حياتك الشخصية والمهنية؛ ولكن لحسن الحظ، يوجد العديد من الاستراتيجيات المختلفة لمساعدتك في التغلب على هذا الجانب المظلم من تفكيرك؛ لذلك فإن كنت ترغب في التخلص من الشعور بالكسل، فعليك التفكير ملياً في ذلك؛ ولا داعي للقلق، فقد تجد أنَّه من السهل الحفاظ على طاقتك وتحفيزك بمجرد البدء بتنفيذ التقنيات والخطوات التالية:

1. تعلُّم قبول الكسل:

صُمِّم الجزء الأكبر من هذه المقالة لمساعدتك على مقاومة الكسل كما لو أنَّه شرير غادر يحاول تخريب نجاحك عمداً، ويؤدي هذا بدوره إلى التفكير السلبي تجاه ذاتك، وقد أُثبِت علمياً أنَّ ذلك يخلق تأثيراً سلبياً على مزاجك؛ ممَّا يزيد من الإجهاد والتوتر، واللذان قد يؤديان إلى انخفاض الإنتاجية انخفاضاً ملحوظاً؛ لينتهي بك الأمر إلى تدني تقدير ذاتك، وإلى نتائج عكسية أخرى أنت بغنى عنها.

لتتخلص من ذلك الشعور وتمضي قدماً، ينبغي لك تعلُّم تقبُّل كسلك، وإدراك أنَّ من الطبيعي أن تشعر به أحياناً؛ حيث يمكنك بذلك معالجة هذا الكسل دون الشعور بالذنب أو السوء.

2. فهم مصدر الكسل والافتقار إلى الدافع:

خذ وقتك لفهم أسباب الكسل والافتقار للحافز، حيث تعدُّ هذه واحدة من أصعب الخطوات التي ينبغي عليك اتخاذها، بل وأهمها أيضاً؛ فإن تمكَّنت من اكتشاف مصدر ذلك الشعور، فسيكون بوسعك إيجاد طريقة لمنع تأثيره أو تخفيفه.

على سبيل المثال: اسأل نفسك: هل تشعر دائماً بالافتقار إلى الدافع والتحفيز في وقت معين من اليوم؟ أو هل تبدأ الشعور بالكسل حين لا يكون لديك عمل مطلوب منك إنهاؤه؟

يعدُّ التوتر مصدراً شائعاً للافتقار إلى التحفيز، حيث يشعر 57% من الموظفين الذين يعانون من ضغوطات عالية في العمل أنَّهم غير منتجين مقارنة بـ 10% من الموظفين الذين لا يخضعون إلى ضغوطات كبيرة في العمل.

لذلك انتبه إلى البيئة المحيطة بك، والوقت والأشخاص من حولك، ونوع العمل الذي تقوم به أيضاً؛ إذ يوجد العديد من الاحتمالات لأسباب الشعور بالكسل، وقد يوجد نمط معين لذلك.

إقرأ أيضاً: الكسل – أسبابه – أهم النصائح للتغلب عليه

3. تغيير روتين حياتك الحالي:

يكون الكسل في كثير من الأحيان نتيجة ثانوية لعادة معينة تقوم بها، سواء كان ذلك بصورة مباشرة أم غير مباشرة؛ ويكون هذا صحيحاً على وجه الخصوص إن وجدت نفسك تشعر بالكسل يومياً في الوقت نفسه أو عند التعرض إلى الظروف المحيطة نفسها.

يمكنك تقليل شعورك بالكسل من خلال تغيير عاداتك ونمط حياتك ببساطة، ويعدُّ ذلك أمراً هاماً؛ خاصة إن كنت تعمل من المنزل أو في المكتب نفسه يومياً، لذا فكر في العمل في بيئة جديدة، أو اعمل في ساعات مختلفة، أو غيِّر طريقتك في ارتداء الملابس؛ فقد يكون لأي تغيير من هذا القبيل تأثير إيجابي فيك.

4. وضع أهداف معقولة:

قد يكون الناس كسالى في بعض الأحيان؛ ذلك لأنَّ الأهداف التي وضعوها لأنفسهم عالية للغاية وصعبة المنال، فعلى سبيل المثال: لنفترض أنَّك تريد أن تجري مسافة (10) أميال في الهواء الطلق في يوم حار جداً. يعدُّ هذا تمريناً صعباً للغاية حتى على عدَّاء بارع؛ لذا إن ماطلت أو خشيت القيام به، فذلك أمر طبيعي؛ ولكن ماذا لو خفَّضت هدفك إلى الجري مسافة ميلين فقط؟ سيكون ذلك بالتأكيد أمراً سهلاً بوجود حافز للخروج، فالجري مسافة ميلين أفضل من لا شيء.

حاول أن تستخدم معايير تحديد الأهداف الذكية (SMART) لتحديد أهداف مناسبة لنفسك، ولا تخشَ تخفيض سقف أهدافك قليلاً إن لم تشعر بالتحفيز.

5. البدء بإنجاز أمر صغير:

يمنحك الشعور بالإنجاز دافعاً وحافزاً كبيراً؛ فإن تمكَّنت من إنجاز أمر معين وشعرت بالرضا تجاه ذلك، فستستمر هذه الطاقة الإيجابية في مساعيك التالية أيضاً، حتى لو كنت تخشى فعلها.

يمكنك بالتأكيد التخفيف من أعباء عملك أو يومك لتشعر بالإنجاز؛ لذا اختر مَهمَّة صغيرة، واعمل بالنصيحة التالية: "إن استغرق إنجاز أمر معين أقل من دقيقتين، فابدأ به حالاً"، والتي تعدُّ من أفضل نصائح زيادة الإنتاجية.

تعدُّ قاعدة الـ 5 ثوانٍ مماثلة لذلك: "إذا كان لديك الحافز والدافع للقيام بشيء مثمر ومنتج، فأمامك خمس ثوانٍ لاتخاذ الإجراءات اللازمة بناء على هذا الدافع"؛ لذلك استفد من تلك المشاعر العابرة لتعزيز الإنتاجية، ولا تتردد في التصرف بناء عليها.

إذا وجدت نفسك عالقاً دون وجود ما تفعله، فابحث عمَّا يمكنك فعله ليعود عليك بنتائج مثمرة تُشعِرك بالرضا عن نفسك، حتى لو غيَّرت قليلاً من خطتك المعتادة.

6. استخدام تقنية بومودورو (Pomodoro Technique) للابتعاد عن الكسل:

تهدف تقنية بومودورو (Pomodoro Technique) إلى مساعدة مختلف الأشخاص على الاستمرار بتحقيق نتائج مثمرة ليبقوا منتجين وفاعلين، والفكرة الرئيسة لهذه التقنية هي تقسيم عملك إلى عمل مركز وفترات راحة قصيرة؛ حيث كانت الفكرة الأصلية المقترحة هي العمل لمدة 25 دقيقة، ثم الاستراحة لمدة ثلاث إلى خمس دقائق، ثم أخذ استراحة أطول بعد 4 دورات كهذه.

اتبع هذه الطريقة للابتعاد كلياً عن الكسل وتركه لفترات الراحة القصيرة، ثم الاستعداد بعدها للتركيز عند انتهاء الوقت المخصص للاستراحة.

إقرأ أيضاً: أفضل تطبيقات مؤقتات بومودورو لتزيد من إنتاجيتك

7. إدراك "طرائق الهروب" التي تلجأ إليها والابتعاد عنها:

تعتمد معظم أشكال الكسل على "طرائق الهروب"؛ فمن السهل أن تكون كسولاً للغاية بالنسبة إلى مهماتك اليومية إذا جذبك محتوى وسائل التواصل الاجتماعي المفضلة لديك، أو إذا أردت مشاهدة حلقة واحدة أخرى فقط من برنامجك التلفزيوني المفضل.

لذلك حدد "طرائق الهروب" التي تجعلك تهمل وظائفك ومهماتك المختلفة، وافعل ما بوسعك للابتعاد عنها؛ فعلى سبيل المثال: يمكنك إيقاف الإشعارات على جهازك المحمول، أو العمل في غرفة أخرى بعيدة عن غرفة التلفزيون، أو قطع الوصول إلى الإنترنت لبعض الوقت.

8. الاستفادة من الكسل قدر الإمكان:

إنَّه لمن المفيد والجيد أن يكون المرء كسولاً في بعض الأحيان؛ فعندما تقرر التخلص من ضغوطات العمل والتكاسل قليلاً، استفد من هذا الوضع إلى أقصى درجة ممكنة.

على سبيل المثال: يمكنك قضاء بضعة أيام إجازة إن وجدت نفسك غير متحمس تماماً للعمل، ويمكنك خلال تلك الأيام إعفاء نفسك من جميع المسؤوليات، واعلم أنَّ فترات الراحة والإجازات لها تأثير إيجابي كبير في الإنتاجية والعافية عموماً.

إقرأ أيضاً: 5 طرائق لمساعدة الموظفين على قضاء استراحاتهم بشكل أفضل

9. تجنَّب السعي إلى الكمال:

خفف من السعي إلى الكمال لأنَّه عدو للإنتاجية، ويمكن أن يُشعِرك بأنَّك أقل تحفيزاً وأكثر كسلاً؛ فقد أظهرت الدراسات العلمية أنَّ السعي إلى الكمال يضر بالصحة، وأنَّ خطر وفاة الأشخاص الذين يسعون دوماً إلى المثالية أعلى بنسبة 51% مقارنة بغيرهم.

يُفضَّل أن تكافح ذلك من خلال تقليل رغبتك في أن يكون كل شيء مثالياً، وأن تفهم أنَّه لا يوجد أمر كامل في الحياة.

10. مكافأة نفسك:

يجد معظمنا أنفسهم أكثر اندفاعاً وتحفيزاً عند وجود مكافأة في نهاية رحلة شاقة؛ فعندما تجد نفسك متكاسلاً أو مفتقراً إلى التحفيز اللازم للعمل الجاد والصعب، خطط لتعطي نفسك مكافأة عند تحقيق هدفك؛ فمثلاً: دلِّل نفسك بوجبة خفيفة تحبها، أو تسوَّق لشراء منتج جديد، أو خذ استراحة طويلة.

شاهد بالفديو: 5 أمور هامَّة ترشدك للوصول إلى هدفك

11. الحصول على شريك:

عندما يوجد إلى جانبك شخص تحبه ويمكنك الاعتماد عليه، يكون من الأسهل عليك الاندفاع وامتلاك الحافز للقيام بالأعمال المختلفة؛ فقد يقدم لك مساعدة في معالجة مشاريعك، وتجده مصدراً للطاقة الإيجابية وبعض الجمل الملهمة والمحفزة.

ربَّما يكون العثور على شريك أمراً صعباً؛ فإن لم تتمكن من ذلك، حاول الاتصال بأحد أصدقائك أو أحد أفراد العائلة لتتحدث عن مشكلتك وتحصل على الدعم والمساعدة؛ فقد تكفي الكلمات اللطيفة من شخص تحبه وتهتم لأمره لتحفيزك على اتخاذ الإجراءات المناسبة والمضي قدماً.

12. إحاطة نفسك بأشخاص متحمسين:

الطاقة الإيجابية معدية في معظم الأحيان؛ فإذا كنت محاطاً بأشخاص متشائمين أو لديهم مشاعر سلبية أو يعانون من الكسل، فمن الطبيعي أن تصبح مثلهم أو تشاركهم المشاعر ذاتها.

وفي المقابل، يمكنك بمجاورة الأشخاص الإيجابيين ومخالطتهم أن تصبح مثلهم حتماً، فيزداد تحفيزك وتتعزز إيجابيتك وتفاؤلك؛ لذلك ابحث عن هؤلاء الأشخاص وانخرط معهم، سواء من خلال توظيفهم، أم مصادقتهم، أم قراءة المحتوى الذي يضعونه على وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً.

إقرأ أيضاً: 10 خطوات بسيطة لنشر التفاؤل والطاقة الإيجابية

13. ضبط تنبيهات التوعية لديك:

قد تجد نفسك كسولاً ومفتقراً إلى التحفيز في بعض الأحيان كالعديد من الأشخاص، ويعود هذا إلى تقصير غير واعٍ، وليس إلى قرار واعٍ؛ فمثلاً: قد تتصفح تويتر (Twitter) باندفاع كبير مطَّلعاً على أكثر من مئة تغريدة، أو قد تحدق ببساطة في الفضاء أمامك لساعات قبل أن تدرك ذلك.

يمكنك مكافحة ذلك عن طريق ضبط "تنبيهات التوعية"، حيث تنطلق هذه التنبيهات على فترات زمنية دورية في الأوقات التي تختارها، ولكن يُفضَّل أن تكون غير منتظمة؛ وعندما تبدأ هذه التنبيهات، تتذكر أنَّ عليك التفكير فيما تفعله.

14. تحويل المهمات الصعبة إلى نوع من الترفيه:

تُحوِّل أكثر من 50% من المنظمات التي تدير عمليات الابتكار والإبداع بعض أعمالها إلى أنشطة ترفيهية؛ فرغم بعض التحذيرات، يظهر أنَّ تحويل هذه الأعمال إلى أنشطة ممتعة من شأنه أن يجعل الناس أكثر تحفيزاً وانخراطاً في العمل.

يحب الناس الألعاب عموماً، ممَّا يُشعِرك بدافع أكبر لإنجاز المهمات الممتعة؛ فعلى سبيل المثال: لا يعدُّ غسل الأطباق ممتعاً، ولكن ماذا لو أنشأت نظاماً لتسجيل النقاط يكافئك على تنظيفها بأسرع وقت ممكن؟ وماذا لو ابتكرت تحديات فريدة لنفسك في أثناء القيام بمَهمَّة شاقة؟

إقرأ أيضاً: الفرق بين وضع الأهداف وتحقيقها: 3 خطوات لتبدأ بتحقيق أهدافك

15. تحويل الكسل إلى شيء منتج:

صدق أو لا تصدق، قد يساعدك الكسل في الواقع على أن تكون أكثر إنتاجية؛ إذ يدفعك إلى إيجاد حلول لا تتطلب جهداً كبيراً، والبحث عن خطط سهلة التطبيق للتغلب على المصاعب التي تواجهك.

تذكَّر أنَّ الإنتاجية لا تتعلق بمقدار الجهد الذي تبذله، بل بالكمية التي يمكنك إنجازها؛ وقد يشجعك الكسل على تطوير خوارزمية معينة أو شراء تطبيق يؤتمت مَهمَّة قد تستغرق الكثير من الوقت، ويسمح لك بإنجاز مزيد من المهمات من خلال بذل وقت وجهد أقل.

ينطبق الأمر ذاته على تعيين موظفين إضافيين أو تفويض المهمات إلى أشخاص قادرين على القيام بها على نحوٍ أكثر كفاءة.

الخلاصة:

يقول بيل غيتس (Bill Gates): "سأختار دوماً شخصاً كسولاً للقيام بعمل صعب؛ ذلك لأنَّه سيجد وسيلة سهلة للقيام به".

قد تشعر بالكسل لبعض الوقت أو معظمه، وقد يواجه الناس الأكثر إنتاجية تحدياً بسبب التكاسل الذي يشعرون به؛ ومع ذلك، لا يجب أن يعيقك الكسل والافتقار إلى التحفيز عن تحقيق النتائج والأهداف المرجوة؛ لذا ابحث عن استراتيجية أو مجموعة من الاستراتيجيات التي تناسبك، والتزم بها، وستحقق ما ترنو إليه بالتأكيد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة