قد يكون أخْذُ قسطٍ من الراحة في أثناء العمل أمراً ضرورياً جداً للعناية بالجسد والعقل، وهو يُعَدُّ عاملاً أساسيَّاً يساهم في تأدية العمل بشكلٍ أكثر ذكاءاً. إذ إنَّ قضاء وقتٍ أفضل في الاستراحات يتيح للفِرَق الحفاظ على طاقاتها وحماستها حتى حينما تكون الأعمال التي يؤدونها أعمالاً شاقَّة. من المهم أن يكون المديرون والقادة قدواتٍ يُحتذى بها وأن يجعلوا قضاء استراحاتهم بشكلٍ أفضل من ضمن أولوياتهم.
إليك خمسة اقتراحات عملية يمكن تطبيقها في مكان العمل لمساعدة الموظفين في قضاء استراحاتهم بشكلٍ أفضل:
1- تحديد فترات زمنية مخصصة لقضاء الاستراحة:
قد تتحكم الطريقة التي يسير بها يوم العمل بتصرفاتنا، إذ إنَّ الرسائل الإلكترونية التي نتلقاها، والاجتماعات الطويلة التي نحضرها، والزملاء الثرثارين الذين نقابلهم قد لا يُبْقون لنا الكثير من الوقت لتركيز الاهتمام في العمل. ومن أجل مساعدة الفريق في الحفاظ على التركيز ووضوح الرؤيا، خصص فتراتٍ زمنيةً للحصول على الراحة في أثناء اليوم، إذ إنَّ وجود هذه الفترات المخصصة للاستراحة على جدول الأعمال سيدفع الموظفين إلى التفكير مليَّاً قبل التخطيط لعقد اجتماع في تلك الفترات.
يمكن استثمار هذه الاستراحات في ممارسة التأمل، أو الخروج إلى التنزُّه، أو للحصول على وقت لتركيز الاهتمام إذا كان أعضاء الفريق يحتاجون إلى ذلك.
2- إفساح المجال للعناية بالعقل:
ثمَّة العديد من الأبحاث التي تقول أنَّ تخصيص بعض الوقت لممارسة التأمل يمكن أن يكون طريقةً جيدةً لأخذ قسط من الراحة، حيث إنَّ التأمُّل يؤثر بشكلٍ إيجابيٍّ في طريقة تعاملنا مع الضغط، والقلق، والأشخاص الآخرين. حاول العثور على مكانٍ هادئٍ لتفسح المجال أمام الفريق لقضاء 15 دقيقة كل يوم إمَّا لممارسة التأمل بشكلٍ جماعي وإمَّا ليتمكَّن كل عضوٍ من ممارسة التأمل وحده.
ومن المفيد أيضاً إذا كنت قائداً أن تختار أشخاصاً مميزين من الفريق يمكنهم نشر ثقافة التأمل، فإذا رأيت ألَّا مشكلة لديهم في ذلك اطلب منهم أن يتواصلوا مع أعضاء الفريق عبر أدوات التواصل الداخلي التي توفرها الشركة.
3- تزويد المطبخ بالمؤن:
يمكن أن يوفر الطعام فرصةً رائعةً لاجتماع أعضاء الفريق والتعارف بشكلٍ أفضل دون الحاجة إلى مغادرة المكتب دائماً من أجل تناول الطعام، فوفِّر لهم طعاماً صحيَّاً ومغذِّياً يستطيعون تحضيره بأيديهم. ليس من الضروري أن تبتاع طعاماً باهظ الثمن، إذ قد يكون من الجميل إعداد السلطات الغنية بالبروتينات، وربما يساعد ذلك في الحد من الشعور بالخمول والكسل في فترة بعد الظهر. وقد تساعدك الوجبات الصحية كالمكسرات أو الفواكة في مواجهة انخفاض الطاقة الذي يسببه نقص مستويات السكر في الجسم في أثناء فترة بعض الظهر.
4- الخروج من مكان العمل:
إنَّ ترك الأجهزة التكنولوجية الموجودة في المكتب، والخروج للحصول على بعض الهواء النقي، والاستمتاع بمنظر الخضار يمكن أن يكون له مفعول السحر في منح الراحة للعقل والابتعاد عن أجواء المكتب، ويُعَدُّ هذا طريقةً رائعةً لضخ الدماء في الجسد ويمكنه أن يعزز الإبداع. ابحث عن حديقةٍ قرب الشركة يستطيع أعضاء الفريق السير في أرجائها أو حتى ممارسة التأمل، وفكر أيضاً في شراء دراجاتٍ وخُوَذ يستطيع أعضاء الفريق استخدامها لاكتساب جرعة من النشاط.
يمكنك تطبيق هذه الفكرة خارج الأوقات المخصصة للاستراحات أيضاً، من خلال تشجيع القادة على عقد الاجتماعات سيراً على الأقدام في مكانٍ مختلفٍ بعيداً عن غرفة الاجتماعات.
5- تقديم نموذج يحتذيه الآخرون:
إضافةً إلى تحديد بعض الموظفين الذين يمكنهم بث روح الحياة داخل الفريق ومنحهم القوة اللازمة لذلك، من المهم أيضاً أن يكون المديرون والقادة قدواتٍ يحتذيها الآخرون وأن يكون قضاء الاستراحات بشكلٍ أفضل من ضمن أولوياتهم.
إنَّ تقديم نموذجٍ يحتذيه الآخرون سواءً من خلال تخصيص بعض الوقت لتناول وجبة الغداء مع أعضاء الفريق، أو اقتطاع 10 دقائق لممارسة التأمل في أثناء العمل، أو تخصيص 5 دقائق خلال النهار للخروج وتحريك القدمين، يُظْهر للآخرين كم من المهم أن يعتني الشخص بنفسه في العمل وكيف أنَّ ذلك يُعَدُّ أمراً مقبولاً.
لذلك مع بداية الأسبوع ابدأ البحث عن طرائق يمكن أن تساعد الموظفين في الاستفادة بشكلٍ أفضل من الاستراحات من خلال اتباع إحدى الخطوات المذكورة في الأعلى.
أضف تعليقاً