ولمساعدتك في ذلك، أعددنا قائمةً بالمهارات التي عليك تعلمها هذا العام؛ ونظراً لتزايد الوقت الذي تقضيه في المنزل في ظل الظروف الحالية، ليس لديك أي عذر لعدم تعلم شيء مفيد يساعدك على التطور.
تشمل هذه المهارات جميع مجالات الحياة، بدءاً من العلاقات الشخصية، وانتهاءً بأكثر المجالات المُربِحة، ولكن بغض النظر عن مجال حياتك الذي تناسبه هذه المهارات، فجميعها كفيلة بتغيير حياتك نحو الأفضل.
1. القراءة السريعة:
لا بد أنَّك مررت بالتجربة الآتية: لديك عرض تقديمي في اليوم التالي، وأنت غارق في قراءة مجموعة كاملة من الملفات؛ وبسبب ضيق الوقت الذي لا يتيح لك قراءة هذا الكم الهائل من المعلومات، تقرر أن تتصفحها لتفهم النقاط الرئيسة، غير أنَّ المشكلة الوحيدة هي أنَّه بمجرد أن تبدأ القراءة بشكل أسرع، لن تتمكن من فهم النص.
كل قارئ لديه عادة القراءة الصامتة قبل النطق، وهو ما يعني أنَّه يقول الكلمات في رأسه في أثناء قراءتها، ومن المعروف أنَّ هذه العادة تزيد بشكل كبير من وقت القراءة؛ لذا تساعد القراءة السريعة في القضاء على هذه العادة لأنَّها تتيح للقراء زيادة معدلات سرعة تصفح النصوص وفهمها؛ فوفقاً لمقالة نشرتها مجلة فوربس (Forbes)، يبلغ متوسط سرعة قراءة الكبار حوالي 300 كلمة في الدقيقة، بينما يقرأ القارئ السريع 1500 كلمة في الدقيقة.
تخيل كل الوقت الذي يمكنك توفيره في أثناء قراءة الأوراق، وإجراء البحوث اللازمة لإعداد التقارير، وتصفح رسائل البريد الإلكتروني، وقراءة الكتب.
2. فن تفويض المهام:
تُعدُّ هذه المهارة من المهارات التي ينبغى على الجميع إتقانها، وخصوصاً أولئك الذين يشغلون مناصب إدارية.
تكمن المشكلة في أنَّ الكثيرين يحاولون إدارة المهام والناس إدارةً تفصيلية، ولكنَّ ذلك يستنزف كل طاقتك الذهنية في مهام ليس لها أي أهمية؛ لذا، يمكنك توفير وقتك وتفكيرك للمهام الهامة.
3. تعلُّم العزف على آلة موسيقية:
قد تعتقد أنَّ العزف على آلة موسيقية هو مجرد مهارة ممتعة تتعلمها، ولكن هل تعلم أنَّ تعلُّم العزف على آلة موسيقية يمكن أن يساعدك في تعزيز ذاكرتك وتحسين وظائفك المعرفية؟ حتى أنَّه يؤخر ظهور مرض الخرف؛ لذا، تُعدُّ هذه المهارة واحدةً من أفضل المهارات الإبداعية لتتعلمها بفضل فوائدها الذهنية، والصحية العديدة.
4. ترتيب المهام حسب الأولويات:
يفتقر الكثير منا إلى مهارة ترتيب الأولويات، ولكنَّنا نحتاج إلى تعلم هذا الفن اليوم أكثر من أي وقت مضى لتعزيز إنتاجيتنا، ولعلَّ السبب الأكبر لفشل الناس في ترتيب مهامهم حسب الأولويات هو أنَّهم لا يجيدون وضع خططٍ تنظِّم حياتهم اليومية؛ حيث يمكن أن تساعدك خطوة بسيط كإعداد قائمة مهام مرتبة حسب الأولويات في تعزيز إنتاجك اليومي وفعاليته.
والأفضل من ذلك هو أنَّ ترتيب الأولويات سيساعدك في التخلي عن الكثير من المهام غير المجدية التي لن تُدرجها ضمن قائمة أولوياتك، وعلى الرغم من ذلك، ستدرك في نهاية اليوم أنَّك حققت نتائج أكبر بجهد أقل.
5. إتقان لغة الجسد:
وفقاً لبحث نُشر في تقارير الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences PNAS)، عندما يتعلق الأمر باستشعار العواطف، يعتمد الناس على لغة الجسد أكثر من اعتمادهم على تعابير الوجه.
تثبت هذه الدراسة بشكل فعال أنَّه يمكنك إيصال أفكارك إلى الناس بشكل أفضل حينما تستخدم لغة الجسد المناسبة؛ مما يجعل هذه المهارة من أهم المهارات التي عليك تعلُّمها؛ حيث تُعدُّ "لغة الجسد" بحد ذاتها موضوع شامل يتضمن الإيماءات، والتواصل البصري، ووضعية الجسد، والكثير غيرها.
شاهد بالفيديو: 8 حيل في لغة الجسد تساعدك على تعزيز حياتك المهنية
6. مهارات تصوير الفيديو:
هل لاحظت كيف يحاول عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" (Facebook) و"انستغرام" (Instagram) عرض المزيد من محتوى الفيديو في الصفحة الرئيسة؟ كما لا بد أنَّك تعلم أيضاً أنَّ العلامات التجارية تسوِّق منتجاتها وخدماتها الآن بشكل روتيني على "يوتيوب" (Youtube) أكثر بكثير مما اعتادوا عليه من قبل.
يعود ذلك لعدد من الأسباب، أحدها هو أنَّه تم إثبات أنَّ محتوى الفيديو يحظى بتفاعل متزايد من المستخدمين؛ فهو ببساطة أكثر إثارة وجاذبية، كما يستمتع به الناس، ويرغبون بمزيدٍ منه كل يوم؛ لذا من خلال تعلم مهارات الفيديو كالتصوير والإضاءة والتحرير، يمكنك أن تواكب الوسائط الاجتماعية هذه، وتساعد نفسك أو الآخرين في إنشاء المزيد من محتوى الفيديو، كما هناك دائماً احتمال لجني أموال جيدة من هذه المهارة.
7. وضوح التفكير:
هل تعلم أنَّه في عام 2013 انخفض متوسط انتباه الشخص العادي إلى حوالي 8 ثوان فقط؟ ثمة عدد كبير من الأسباب التي أدت إلى انخفاض مدى انتباهنا بهذه السرعة، ولكنَّ أهمها هو افتقادنا جميعاً لوضوح التفكير.
إنَّ ما تحتاجه هو تطوير مهارة استعادة الصفاء الذهني، والبحث عن أهدافك ودوافعك وغايتك؛ فالإنسان الذى لا يمتلك هدفاً معيناً يبدد قدراته ووقته فيما لا طائل منه، كما تُظهر الأبحاث أنَّ الإرهاق الذهني يؤثر بشكل كبير على الأداء البدني أيضاً؛ لذا، حان الوقت للتخفيف من التشويش الذي يسيطر على ذهنك.
من خلال وضوح التفكير، والأهداف المحددة يمكنك عكس هيكلة عقلك، وتحديد ما عليك التركيز عليه، والذي سيسمح لك بتحديد الأمور التي تحتاج إلى اهتمامك الفوري، وتلك التي يمكن أن تُؤجَّل.
8. حس الفكاهة:
هل تعلم أنَّ التمتع بحس الفكاهة يُعدُّ مهارة؟ يجذب التحلي بحس الدعابة مختلف الناس إليك، ويجعلك محبوباً تلقائياً، والذي يعزز بدوره مدى التأثير الذي تحدثه في أقرانك، ويجعلك أكثر انفتاحاً لإدخال أشخاص جدد إلى دائرتك الاجتماعية.
خلُصَت الأبحاث التي نشرتها جمعية علم النفس الأمريكية (American Psychological Association) إلى أنَّ الناس يمكن أن يفهموا ويتذكروا كلامك بشكل أفضل إذا كان مضحكاً، كما أظهرت دراسة أخرى أنَّ الفكاهة تعزز من روح الصداقة، والإنتاجية في بيئات العمل.
إنَّ أفضل طريقة لتعلم الفكاهة هي من خلال مشاهدة الأشخاص الذين يجيدون ذلك؛ لاحِظ كيف يلقون النكات، ويركزون على ضبط توقيت وإيقاع مزحاتهم، وقد تلاحظ أنَّ الكثير منهم يحاولون في الواقع أن يضحكوا على أنفسهم؛ إذ يُظهر تقبُّل "نقاط ضعفهم" ثقتهم بأنفسهم، كما ثمة طريقة رائعة أخرى لتعلم الفكاهة وهي من خلال مشاهدة مسلسلات كوميدية عالية الجودة مثل: "فريندز" (Friends)؛ حيث ستلاحظ مع مرور الوقت أنَّك بدأت في إلقاء نكات تشبه تلك التي تلقيها الشخصيات في مثل هذه المسلسلات.
9. الكتابة:
إذا كنت تقرأ هذه المقالة بحثاً عن مهارات إبداعية لتتعلمها، ففكِّر في هذه المهارة المطلوبة بشدة دائماً؛ فرغم التطور السريع الذي تشهده التكنولوجيا، تبقى الكتابة واحدةً من أكثر أشكال التواصل فعالية.
سواء كان ما تكتبه تقريراً في العمل، أم شرحاً توضيحياً لصورة على وسائل التواصل الاجتماعي أم رسالة حب، يمكن أن يمنحك إتقان الكتابة تقديراً إضافياً.
كما لا تُعدُّ الكتابة مجرد مهارة تواصل هامة فحسب؛ بل واحدة من أكثر المهارات المُربحة التي عليك تعلمها؛ إذ ولَّت الأيام التي كان عليك فيها تأليف كتاب لكسب المال، وتطورت الآن مجالات عديدة مثل: التدوين، والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكتابة الإعلانات التي أتاحت الكثير من الفرص للناس ليكسبوا لقمة عيشهم من خلال هذه المهارة.
10. تعلُّم لغة جديدة:
يُعدُّ تعلم لغة جديدة طريقةً رائعةً لتحسين قدراتك العقلية؛ فحينما تتعلم لغةً جديدة، فإنَّك تتعرَّف على مجموعة جديدة كلياً من القواعد والمفردات التي تمرِّن عضلات دماغك.
ومن الناحية النظرية، أنت تدرب عقلك على العمل بشكل أفضل من خلال تعلم لغة جديدة؛ حيث تُظهر الأبحاث أنَّ ثنائيي اللغة يتخذون قرارات أكثر عقلانية، ويتمتعون بذاكرة عاملة أقوى.
يمكن أن يتيح لك إتقان لغتين فرصاً قد تفوق تصورك في الحياة؛ فمن خلال تعلم لغة ثانية، يمكنك التواصل بشكل أفضل مع الناس الذين يتكلمونها، كما يمكن أن يقودك ذلك إلى العديد من فرص العمل المتعلقة بمجال الترجمة، أو العمل كموظف قنصلي.
11. إجراء المحادثات:
دعنا نواجه الأمر؛ لا أحد ينجذب إلى شخص يصعب التحدث معه؛ فليس ثمة ما هو أسوأ من التحدث إلى شخص لا يعرف كيفية إجراء مناقشة صحية.
يحبُّ الناس الأشخاصَ الذين يتقنون بدء وإجراء الأحاديث لسبب وحيد وهو أنَّه يسهل قضاء الوقت معهم؛ فبغض النظر عن الموقف، لا يثير مثل هؤلاء المتحدثين السلسين في الآخرين شعوراً بعدم الارتياح أبداً، ويمكنهم حتى انتقاد الآخرين بأسلوب سلس للغاية، كما يُعدُّ هذا الفن فعالاً في كسب الجدالات، والمفاوضات والحوارات.
12. التأثير الاجتماعي:
يُعدُّ التأثير الاجتماعي أحد أفضل المهارات التي ينبغي على الجميع تعلمها؛ حيث إنَّها مهارة كان يتقنها بعض من أكثر الشخصيات نفوذاً في تاريخ البشرية، كنيلسون مانديلا (Nelson Mandela)، وفرانكلين ديلانو روزفلت (Franklin Delano Roosevelt)؛ إذ ما كانوا ليصبحوا أيقونات تاريخية لو لم يتقنوا فن إقناع الناس، والتأثير عليهم.
13. محاولة التحكم بإبداعك:
نعلم جميعاً أنَّ المبدعين أكثر ابتكاراً، وقادرون على إيجاد حلول أفضل للمشكلات، لكن هل سبق لك أن لاحظت أنَّ إبداعك ينفد من وقت لآخر؟ حيث يجتاحك الإحباط حينما تحاول العثور على أفكار إبداعية بلا جدوى، ومجرد انتظار عودة إبداعك مجدداً يهدر وقتك الثمين الذي لا تملك منه ما يكفي في الأصل، ولكن لا تقلق، فأنت لست وحدك من يعاني من هذا الأمر؛ حيث يدخل الإبداع لدى معظم الناس في مراحل مدٍّ وجَزْر.
ولكن لحسن الحظ يمكنك التحكم في إبداعك بحيث لا تنفد الأفكار منك، ويمكنك تجربة عدد من الأساليب لتحقيق ذلك، أفضلها هو العودة إلى ممارسة هواية إبداعية تحبها، كالعزف على البيانو أو الرسم أو الغناء، الأمر الذي يساعد في تحفيز إبداعك كي تتمكن من استخدامه في مجال آخر.
ومن النصائح المفيدة لتنمية التفكير الإبداعي لحل المشكلات هي استخدام تقنية قبعات التفكير الست التي ابتكرها إدوارد دي بونو (Edward de Bono)؛ حيث تتمحور هذه التقنية حول تقسيم عملية تفكيرك إلى 6 أنماط (أو قبعات) واستخدامها نمطاً تلو الآخر.
على سبيل المثال، تمثِّل القبعة البيضاء التفكير بلغة الأرقام، الذي يجعلك تركز على الجانب المالي من قراراتك فحسب، وتمثِّل القبعة الحمراء نمط التفكير العاطفي، بينما تمثِّل القبعة السوداء التفكير المتشائم الذي يركز على الأخطاء المحتملة.
يمكن أن يكون استخدام تقنية قبعات التفكير الست فعالاً للغاية حينما لا تجد الإبداع الكافي لحل مشكلة ما.
الخلاصة:
لقد حاولنا في هذه القائمة تقديم جميع المهارات التي ننصحك بتعلمها بدءاً من المهارات التي تساعدك في كسب المال إلى تلك التي يمكن أن تساعدك في التأثير في دائرتك الاجتماعية.
وقبل أن تختار المهارة التي تثير اهتمامك، عليك أن تفكر أولاً في سبب تعلمك لها في المقام الأول؛ فقد يكون تعلم العزف على آلة موسيقية مهارةً رائعةً عند الشعور بالملل، كما يمكن أن تكون مهارة التصوير بالفيديو مصدر دخل جديد، بينما يعزز تمتعك بوضوح التفكير إنتاجيتك؛ لذا، اختر المهارة التي ترغب بتعلمها وفقاً للفوائد التي تبحث عنها.
أضف تعليقاً