تظهر المشكلات بعدة أشكال ونماذج، فقد تكون بسيطة أو يومية أو كبيرة ومعقدة جداً؛ ومن الأمثلة على بعض المشكلات التي نواجهها يومياً:
- ماذا ستتناول على العشاء الليلة؟
- أي طريق يجب أن تسلكه إلى العمل؟
- كيف يمكنك العمل على مشروع تجاوزت موعده النهائي؟
- كيف تنتقل من وظيفة غير مُلهِمة إلى مهنة تحبُّها بالفعل؟
ستواجه كل يوم مشكلة واحدة على الأقل يتوجب عليك حلها، لكنَّ الأمر يصبح أسهل عندما تدرك أنَّ المشكلات هي مجرد اختيارات، وأنَّ كل ما تحتاجه لحلها هو اتخاذ القرار المناسب.
بغضِّ النظر عن الوظيفة التي تعمل فيها، والمكان الذي تعيش فيه، ومن هو شريكك، وعدد الأصدقاء الذين تملكهم؛ سيُحكَم عليك بناء على قدرتك على حل المشكلات؛ وكلما زاد عدد المشكلات التي يمكنك حلها، قلَّت المتاعب التي ستتعرض إليها، وكان الناس أكثر رضاً عند التعامل معك.
لماذا تُعَدُّ مهارات حل المشكلات هامة للغاية؟
تعدُّ المشكلة أمراً يصعب فهمه أو إنجازه أو حتى التعامل معه، وقد تتمثل في مَهمَّة أو موقف أو حتى شخص ما.
يتضمن حل المشكلات طرائق ومهارات عدة لإيجاد أفضل الحلول لها، ويعدُّ حل المشكلات أمراً هاماً؛ ذلك لأنَّنا نمتلك جميعاً قرارات يجب اتخاذها وأسئلة يجب الإجابة عنها في حياتنا.
يوجد بعض الأشخاص المذهلين مثل "إليانور روزفلت" (Eleanor Roosevelt)، و"ستيف جوبز" ( Steve Jobs)، و"مارتن لوثر كينج جونيور" (Luther King Jr)، والذين بَرعوا في حل المشكلات وتجاوزوها؛ وبالمثل، يجب على الآباء والمعلمين والأطباء وغيرهم أن يكونوا جيدين في حل أنواع مختلفة من المشكلات، فهي ضرورية جداً في جميع مجالات حياتنا اليومية على اختلافها.
شاهد بالفيديو: 6 أمور لا تشغل نفسك بها
طرق تحسين مهارات حل المشكلات:
يعتقد معظم الناس أنَّ الأذكياء فقط يتمكنون من حل المشكلات، ولكنَّ ذلك غير صحيح بالضرورة، حيث لا يتعين عليك أن تكون ذكياً للغاية حتى تكون قادراً على حل المشكلات، وإنَّما تحتاج إلى التدريب؛ فعندما تفهم الخطوات المختلفة لحل أي مشكلة، ستتمكن من التوصل إلى الحلول المناسبة لها.
نقدم لك فيما يأتي 6 طرائق تساعدك على تحسين مهاراتك في حل المشكلات:
1. التركيز على الحل وليس على المشكلة:
لقد أثبت علماء الأعصاب أنَّ دماغك غير قادر على إيجاد الحلول المناسبة إذا ركزت على المشكلة فحسب؛ فعندما تركز عليها، تحفز الأفكار السلبية، والتي تنشِّط بدورها المشاعر السلبية في الدماغ، ممَّا يمنعك من التوصل إلى الحلول المحتملة.
نحن لا نقول أنَّه يجب تجاهل المشكلة؛ لكن بدلاً من ذلك، هدِّئ من روعك حتى تستطيع الاعتراف بالمشكلة وتقبلها أولاً، ثم حوِّل تركيزك بعد ذلك إلى عقلية موجهة نحو إيجاد الحلول بدلاً من الاستمرار في التفكير في الخطأ الذي حدث، وفيمن هو المتسبِّب في حدوثه.
2. تبنِّي طريقة الأسباب الخمسة لتحديد المشكلة بوضوح:
إنَّ تقنية الأسباب الخمسة طريقة عمل منهجية لحل المشكلات، بحيث تساعدك في الوصول إلى جذر المشكلة من خلال طرح سؤال "لماذا؟" مراراً وتكراراً، والبحث في السبب الجذري للمشكلة؛ حيث يمكنك بهذه الطريقة العثور على أفضل حل لمعالجة المشكلة الأساسية.
يمكن أن تكون هذه التقنية أعمق من مجرد استخدام السؤال "لماذا؟" خمس مرات متتالية، فمثلاً:
إذا كانت المشكلة أنَّك تتأخر عن العمل دائماً، فيمكنك أن تسأل نفسك ما يأتي:
- لماذا أتأخر عن العمل؟
لأنَّني أغلق المنبه دائماً وأستمر في النوم.
- لماذا أريد الاستمرار في النوم؟
لأنَّني أشعر بالتعب في الصباح.
- لماذا أشعر بالتعب في الصباح؟
لأنَّني أنام متأخراً.
- لماذا تنام متأخراً؟
لأنَّني لا أشعر بالنعاس بعد شرب القهوة، وأواصل تصفح أخبار الفيسبوك (Facebook) دون توقف.
- لماذا أشرب القهوة؟
لأنَّني أشعر بالنعاس الشديد في العمل في فترة ما بعد الظهر، ولا أحصل على قسط كافٍ من النوم في الليلة السابقة.
كما نرى، إذا لم تحاول اكتشاف الجذر الأساسي للمشكلة، فقد تضبط المنبه كل خمس دقائق في الصباح، في حين تكمن المشكلة التي تحتاج إلى حلها في ترك تصفح الفيسبوك بإفراط في الليل حتى تشعر بمزيد من النشاط في النهار، ولن تحتاج إلى شرب القهوة لتبقى متيقظاً.
3. تبسيط الأمور:
نحن نميل كبشر إلى جعل الأمور أكثر تعقيداً ممَّا هي عليه؛ لذا حاول تبسيط مشكلتك بتعميمها، وأزل جميع التفاصيل، وعُد إلى الأساسيات، وحاول البحث عن حل سهل وواضح. لعلَّكَ قد تتفاجأ بالنتائج، حيث نعلم جميعنا أنَّ الأشياء البسيطة هي الأكثر إنتاجية.
4. وضع قائمة بأكبر عدد ممكن من الحلول:
حاول التوصل إلى كل الحلول الممكنة، حتى لو بدت سخيفة في البداية؛ إذ إنَّه لمن الهام أن تحافظ على عقلك منفتحاً لتعزيز التفكير الإبداعي، والذي يمكن أن يحفزك للوصول إلى كل الحلول المحتملة.
فمثلاً: بعد قضاء 10 سنوات في مجال الإعلان في الشركات، يتردد على مسامعك أنَّه "لا توجد فكرة سيئة"، فيساعدك ذلك التفكير الإبداعي على العصف الذهني والتقنيات الأخرى لحل المشكلات؛ ولكن مهما فعلت، لا تسخر من نفسك عندما تتوصل إلى حلول غبية، فغالباً ما تكون الأفكار المجنونة هي التي تؤدي إلى حلول أكثر قابلية للتطبيق.
5. اتباع أسلوب التفكير الجانبي:
غيِّر اتجاه أفكارك من خلال اتباع أسلوب التفكير الجانبي (أسلوب لحل المسائل يقتضي الخروج عن المناهج المنطقية المألوفة والتفكير بطريقة أوسع)، وانتبه إلى ما تقول؛ حيث لا يمكنك التمسك بأفكارك واستخدامها دائماً لحل جميع المشكلات.
حاول تغيير نهجك، وانظر إلى الأشياء من زاوية مختلفة لتتمكن من تغيير هدفك والبحث عن حل مختلف؛ فحتى لو كان الأمر سخيفاً، إلَّا أنَّ اتباع نهج جديد وفريد عادة ما يحفزك لإيجاد حل جديد.
6. استخدام العبارات التي تُوجِدُ الاحتمالات:
وجِّه تفكيرك بعبارات مثل: "ماذا لو؟" أو "تخيَّل لو"، حيث تساعد هذه المصطلحات عقولنا على التفكير بطريقة إبداعية، وتشجعنا على إيجاد الحلول.
الخلاصة:
لا تقلق عندما تواجهك مشكلة ما، فكل ما عليك القيام به هو اتباع النصائح المذكورة أعلاه؛ وحاول ألَّا تنظر إلى المشكلات على أنَّها أشياء مخيفة؛ فإذا كنت تفكر في ماهية المشكلة حقاً، فهي في الحقيقة مجرد تغذية راجعة على وضعك الحالي؛ حيث تخبرك كل مشكلة أنَّ هناك أموراً لا تُجدي نفعاً، وأنَّك بحاجة إلى إيجاد طريقة جديدة للتغلب عليها.
لذا حاول التعامل مع المشكلات بحيادية، وتدرب على التركيز على تحديد المشكلة والحفاظ على هدوئك وعدم تعقيد الأمور.
أضف تعليقاً