أولًا: تعريف خرف الشيخوخة وأشكاله
الخرف هو عبارة عن هبوط تدريجي في القدرات العقليّة للإنسان المسن، وبمعنى آخر، يُمكن القول بأنّ الخرف هو عبارة عن تدهور مستمر يُصيب وظائف المخ والدماغ، وينتج عنه اضطراب عام في القدرات الإدراكيّة، كالذاكرة، التفكير السليم، الاهتداء، والحكمة، وهذا ما يُفسر عدم قدرة المُسن المصاب بالخرف من الاعتناء بنفسه.
كما وأنّ الخرف يحدث نتيجة حدوث ضمور في الخلايا العصبيّة والأعصاب الموجودة في مخ الإنسان، مما يؤثر على وظائف الدماغ بشكلٍ عام، وإلى تلف كل خلاياه أو جزء منها، ولخرف الشيخوخة شكلان أساسيان هما:
- تدهور متواصل ومستمر في القدرات الإدراكيّة للمُسن، ويحدث على مدى عدة أشهر وسنوات، وهذا ما نجده عند المصابين بمرض الزهايمر.
- وتدهور متدرج في القدرات الإدراكيّة، حيث يفقد المريض الكثير من قدراتهِ بشكلٍ واضح، ليستقر بعدها لمدة من الزمن ليتدهور بعدها بشكلٍ كبير وملحوظ، وبشكلٍ خاص في حال أصيب الإنسان ببعض الحالات من التجلّطات في الأوعيّة الدمويّة الدقيقة في الدماغ.
ويُصيب الخرف حوالي 10% من الأشخاص الذين بلغوا سنة 65 فما فوق، و حوالي 5% بين عمر 65 إلى 75، ونحو حوالي 30% ممن بلغوا سن 85 فما فوق، وفي حالاتٍ نادرة جدًا من المُمكن أن يُصيب الأشخاص الذين لم يبلغوا 60 عامًا.
ثانيًا: أنواع مرض خرف الشيخوخة
1- مرض الزهايمر:
أكدّت الدراسات بعلاقة مرض الزهايمر بعاملين هما تقدم العمر، ووجود تاريخ أسري للمرض وبشكلٍ خاص قبل تجاوز الإنسان سن 65، حيثُ أنّ نسبة الإصابة بهذا المرض عند أبناء المصابين بهِ تكون أربعة أضعاف بالنسبة لغيرهم من الأشخاص الذين لا يوحد لديهم تاريخ مرضي.
اقرأ أيضاً: الزهايمر: أعراضه، أسبابه، وأهم الطرق للوقاية منه
2- الخرف الوعائي:
وهو الخرف الذي يحدث نتيجة تلف الأوعيّة الدمويّة التي تنقل الدّم إلى الدّماغ، وهذهِ الحالة تصيب الإنسان الذي تعرّض لمشكلة السكتة الدماغيّة، وأي مرض من الأمراض التي تصيب الأوعيّة الدمويّة.
3- خرف أجسام ليوي:
وهذهِ الأجسام هي عبارة عن تكتلات شاذة من البروتين اكتشف العلماء وجودها في دماغ المصاب بخرف ليوي، أو مرض الزهايمر، وباركنسون، وهذا الخرف هو الأكثر شيوعًا والأكثر انتشارًا بين البشر.
4- الخرف الجبهي الصدغي:
وهو الخرف المتمثل في انهيار الخلايا العصبيّة في الفصين الجبهي والصدغي من الدماغ، وهو الخرف المرتبط بصفة الإنسان العامة، ولغتهِ، وسلوكهِ.
5- الخرف المُختلط:
وهو الخرف الذي يُمكن اعتباره على أنّه مزيج من مرض الزهايمر، والخرف الوعائي، وخرف أجسام ليوي، وهذا النوع يُصيب الأشخاص الذين يبلغون 80 عامًا.
ثالثًا: أسباب الإصابة بخرف الشيخوخة
- الإصابة بمرض الاحتشاء الدماغي المتعدد، الذي يحدث نتيجة تجلطات تحدث في الأوعية الدمويّة، وعادةً ما تترافق هذهِ الحالات بأمراض تصلّب الشرايين، والسكري، وارتفاع ضغط الدّم.
- نقص بعض الفيتامينات الصحيّة الموجودة في جسم الإنسان كفيتامين b12، فيتامين b3، وفيتامين b9.
- الإصابة ببعض الأمراض العضويّة، وبالتحديد مرض الغدة الدرقيّة، مرض باركنسون، مرض هنتيجتون، ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، التعرّض لبعض الأورام، النزف الدماغي، وإصابات الدماغ.
- استخدام الإنسان لبعض الأنواع من المخدرات، كالكحول، الحشيش، ووغيرها من الأدوية والحبوب المنشطة.
رابعًا: اضطرابات شبيهة بالخرف
1- النسيان الطّبيعي:
وهو النسيان الذي يحدث بشكلٍ طبيعي مع الإنسان نتيجة عدة أسباب، كالتعرّض لضغوط الحياة اليوميّة، كثرة السهر، الإرهاق، الإصابة ببعض الوعكات الصحيّة، وعادةً ما يكون هذا النسيان مؤقت وسرعان ما يزول بعد الحصول على ساعاتٍ من الراحة والاسترخاء.
2- الاكتئاب النفسي:
يتعرّض الإنسان المصاب بمرض الاكتئاب النفسي لحالاتٍ من النسيان المؤقت والذي يزول سرعان ما يتم الشفاء من هذا المرض، حيث يجد المصاب نفسهُ بأنّهُ أصبح ينسى بعض الأشياء المهمة، كأرقام الهاتف، أسماء بعض الأشخاص، والمواعيد اليوميّة.
3- الفصام:
حيث يفقد المريض قدرته على إدراك الأحداث التي تدور حوله وإدراك الزمن الذي يعيشه، وذلك بسبب انقطاعهِ عن متابعة الأخبار اليوميّة، وسيطرة الأفكار السلبيّة على عقلهِ الباطن.
4- الهذيان:
وهو عبارة عن تدهور شديد في القدرات الإدراكيّة للإنسان، وذلك نتيجة تعرض الدّماغ لبعض الإصابات، أو الأمراض العضويّة، كالفشل الكلوي، الفشل الكبدي، وتغيّر في نسبة السكر والأملاح في الدّم.
خامسًا: أعراض الإصابة بخرف الشيخوخة
التغيُّرات الإدراكيّة:
- كتعرض الإنسان لفقدان الذاكرة.
- صعوبة في التواصل وفي إجراء الحوار والبحث عن الكلمات المناسبة.
- التعامل بصعوبة مع بعض المواقف المعقدة والمشاكل.
- عدم القدرة على التخطيط والتنظيم لأبسط الأمور اليوميّة.
- عدم القدرة على التنسيق في الوظائف الحركيّة.
- الإصابة بمشكلة التوهان، أي اعتقاد المصاب بأنّهُ قد أضّل الطريق.
اقرأ أيضاً: 10 أسباب تقف وراء النسيان وفقدان الذاكرة
التغيُّرات النفسيّة:
- إصابة الإنسان ببعض التغيُّرات والتقلبات في الشخصيّة.
- تصرّف الإنسان بشكلٍ غير عقلاني.
- قيام المصاب ببعض التصرفات والسلوك الغير لا ئق.
- الإحساس بشعور الارتياب والهيجان، وعدم الراحة.
- التعرّض لحالاتٍ من الهذيان.
سادسًا: عادات يوميّة تعرض الإنسان لخطر الإصابة بخرف الشيخوخة
1- السهر وقلّة النوم:
عندما يسهر الإنسان لساعاتٍ طويلة من اليوم خلال حياتهِ اليوميّة، فإنّه يُعرّض نفسهُ لخطر الإصابة بمرض الشيخوخة مع تقدّم العمر، وذلك لأنّ السهر يتسبّب في إضعاف وظائف المخ والدماغ، وتعرّض خلاياه للضعف والموت.
اقرأ أيضاً: 12 حقيقة عن قلة النوم.. هكذا يقودك السهر إلى الهلاك!
2- تناول المواد الحافظة:
إنّ تناول الإنسان لكميّاتٍ يوميّة من المواد الحافظة تؤدي مع الأيّام لإضعاف خلايا المخ والدّماغ، وبالتالي الإصابة بمرض الشيخوخة، وعادةً ما تكثر هذهِ المواد الحافظة في المعلبات بأنواعها المخلفة.
3- الكسل وقلّة الحركة:
إنّ الكسل وقلة الحركة يُعرّض الإنسان لخطر الإصابة بمرض الخرف مع تقدّم العمر، وذلك لأنّ الكسل يتسبّب في إضعاف الدورة الدمويّة وضعف نسبة الدماء التي تصل إلى المخ والدّماغ، وبالتالي ضعف الخلايا المسؤولة عن عمل الذاكرة وموتها.
4- سوء التغذية:
يلعب الغذاء الصحي دورًا أساسيًا في تعرّض الإنسان لخطر الإصابة بخرف الشيخوخة، وذلك لأنّ هناك بعض الأنواع من الأغذية التي ترهق الدماغ وتجعله يكبر في العمر، كالأطعمة المقليّة، الوجبات الجاهزة، الحلويات المصنعة، والمأكولات الدسمة.
5- التدخين:
لا شيئ من الممكن أن يُعرّض الإنسان لمرض الخرف أكثر من التدخين بأنواعهِ المختلفة، والتدخين السلبي، وذلك لأنّ التدخين يؤثرُ سلبًا على صحة الإنسان وقدرته على التفكير بشكلٍ سليمٍ وآمن.
اقرأ أيضاً: 10 معلومات خطيرة عن التدخين
6- شرب الكحول:
تحتوي الكحول على العديد من المواد الضّارة التي تتسبّب في إتلاف خلايا المخ، وإلحاق الضرر بها، وهذا ما يُعرّض الإنسان لخطر الإصابة بالخرف مع تقدّم العمر.
7- الانعزال والوحدة:
أكدّت العديد من الدراسات العلميّة بأنّ انعزال الإنسان، وعدم اندماجه مع الآخرين، يؤثر سلبًا على حياتهِ الاجتماعيّة، وصحتهِ النفسيّة، مما يُعرّضه للإصابة بمرض الخرف المُبكر.
سابعًا: نصائح تساعد في الوقاية من مرض خرف الشيخوخة
1- المحافظة على نشاط العقل:
لتقي نفسك من الإصابة بمشكلة الخرف، عليك أن تحافظ على نشاط عقلك بشكلٍ يومي، كالقيام ببعض الأنشطة التي تُحفّز الدماغ والعقل على العمل كالقراءة، حل الألغاز، اللعب بالكلمات المتقاطعة، وحفظ أرقام الهواتف بالعقل بدلًا من تدوينها على المفكرة أو الموبايل.
اقرأ أيضاً: 5 طرق علميّة فعّالة لتنشيط العقل
2- النشاط الاجتماعي:
إنّ العلاقات الاجتماعيّة تساعد وبشكلٍ كبير في تحسين صحة الإنسان النفسيّة والدماغيّة، لهذا عليك أن تسعى وبشكلٍ دائم لتوطيد علاقاتك الاجتماعيّة، والتواجد الدّائم مع الناس، وأن تواظب على حضور المناسبات الاجتماعيّة، واللقاءات، الحفلات والسهرات.
3- ممارسة التمارين الرياضيّة:
لا شيئ من الممكن أن يحميك من الوقوع في فخ الإصابة بالشيخوخة المتعلقة بالعمر أكثر من ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة، هذهِ التمارين التي تساعدُ على تنشيط الدورة الدّمويّة لوصول أكبر كميّة من الدماء المحمل بالأوكسجين إلى الخلايا المسؤولة عن عمل الدماغ.
4- ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء:
تساعد تمارين التأمل والاسترخاء على التخلّص من كافة الطاقة السلبيّة التي تتسببُ في إضعاف القدرات العقليّة للإنسان، كما وتساعدُ على تحسين الصحة النفسيّة للإنسان، لهذا ننصحك بأن تواظب على ممارسة تمارين التأمل والاسترخاء لمرة واحدة كل يوم، ويُفضل أن تمارسها تحت إشراف المدرب المختص.
5- الحفاظ على مستويات ضغط الدّم:
أكدّ الأطباء بأنّ مستويات ضغط الدم تؤثرُ بشكلٍ كبير على احتماليّة إصابة الإنسان بمرض الشيخوخة وفقدان القدرات العقليّة وتراجعها، لهذا عليك أن تراقب مستويات ضغط الدّم لديك بشكلٍ دوري، وأن تقي نفسك من الإصابة بارتفاع أو انخفاض ضغط الدّم.
6- الإقلاع عن التدخين:
لا شيئ من الممكن أن يُعرّض الإنسان لخطر الإصابة بمشكلة خرف الشيخوخة أكثر من التدخين الضّار، والتدخين السلبي أيضًا، وذلك لأنّ عنصر النيكوتين يؤثرُ سلبًا على خلايا الدماغ ويتسببُ بضعفها وتراجعها عن العمل بشكلٍ سليم.
7- الابتعاد عن التوتر والقلق:
إنّ أجواء التوتر والقلق تؤثر وبشكلٍ كبير على صحة الدماغ وقدرة الخلايا المنتشرة فيهِ على العمل بشكلٍ سليم وصحي، لهذا فإنّ تعرّضك لعوامل القلق بشكلٍ يومي يجعلك تفقد قدرتك على التركيز، وبالتالي الإصابة بمرض خرف الشيخوخة.
8- التعرّض لأشعة الشمس:
إنّ التعرّض لأشعة الشمس بشكلٍ يومي، يُساعد على مد الجسم بفيتامين D الذي يولّدُ الكثير من أحماض الأوميجا3 التي تساعد على منح الدماغ الغذاء الضروري لعملهِ السليم، لهذا ننصحك بأن تواظب على التعرّض لأشعة الشمس بشكلٍ يومي ولمدة عشر دقائق.
اقرأ أيضاً: التعرّض لأشعة الشمس: الفوائد والأضرار
ثامنًا: أطعمة تساعد على تقوية الذاكرة للوقاية من الشيخوخة
1- الأسماك:
يحتوي السمك على كميّةٍ وفيرة من عنصر الأوميجا3 الذي يُغذي الدماغ والعقل، ويقي الإنسان من الإصابة بمختلف مشاكل وأمراض الذاكرة، كالزهايمر، النسيان، ضعف التركيز، وخرف الشيخوخة المبكرة.
2- عصير الفاكهة:
يحتوي عصير الفاكهة على الكثير من الفيتامينات المفيدة التي تساعدُ على تغذية الدّماغ لتقي الإنسان من الإصابة بأمراض الشيخوخة والذاكرة، لهذا عليك أن تواظب على شرب كميات يوميّة من العصائر الطبيعيّة وبشكلٍ خاص عصير الليمون، البرتقال، الفراولة، الجريب فروت، الأناناس، الكيوي، المانغا، والعنب.
3- القهوة:
تتميّز القهوة باحتوائها على الكثير من العناصر المضادة للأكسدة، هذهِ المواد التي تحارب الجذور الحرة التي تتسببُ في إضعاف الخلايا المنتشرة في الدماغ وقتلها، لهذا ننصحك بأن تتناول كوب من القهوة بشكلٍ يومي، بشرط عدم الإكثار منها.
4- القرفة:
وهي من أكثر المشروبات المفيدة التي تساعدُ على تنشيط الدورة الدمويّة، وعلى مدّ الدماغ بالأوكسجين الذي يُغذي الدّماغ ويقوي عملهُ، لهذا عليك أن تشرب كوب من القرفة الدافئة يوميًا، كما ويُمكنك أن تضيف ملعقة صغيرة من العسل إليها.
هذه هي النصائح الأساسيّة التي عليك أن تتقيّد بها لتحافظ على ذاكرتك وعملها السليم، ولتقي نفسك من الإصابة بمرض الزهايمر وخرف الشيخوخة.
المصادر:
أضف تعليقاً