ومع ذلك، عندما لا تسير الأمور على ما يرام، يمكنك القيام بعدة أمور لإعادة حياتك إلى المسار الصحيح؛ حيث تبشِّر معظم الأديان والتقاليد بأنَّك ستجد السعادة في النهاية؛ فإذا لم تكن سعيداً، فهذه ليست النهاية؛ ولكن كيف يجد المرء الدافع للبدء من جديد عندما تتدهور الأمور؟ عليك أن تعود إلى الأساسيات.
ما هي السيطرة؟
عندما لا تسير الأمور على ما يرام، فإنَّ أول ما يتبادر إلى الذهن هو كيفية البدء من جديد؛ ولكن قبل أن تبدأ التفكير في ذلك، من الهام أن تعرف ما هي السيطرة؛ فهل تعني السيطرة وجود توازن جيد بين العمل والحياة؟ أم أنَّها تعني أن تكون صانع قرار سريع؟
الحقيقة هي أنَّ السيطرة أمر شخصي وهام، ولكنَّها قد لا تعني دائماً الأمر نفسه لشخصين مختلفين؛ حيث تعني السيطرة على حياتك أنَّك مدرك لذاتك وواثق بما يكفي للشروع في رحلات جديدة، وتتيح لك الشعور بالحافز الكافي للاعتقاد بأنَّك إذا استثمرت عملك الجاد في أمر ما، فستحقق نتائج رائعة.
وفي حين أنَّه من المستحيل السيطرة على جميع العوامل الخارجية من حولك، إلَّا أنَّه من الممكن السيطرة على شعورك تجاهها، حيث تبدأ السيطرة على حياتك بالسيطرة على أفكارك وعواطفك، والتي تُترجَم لاحقاً إلى السيطرة على محيطك أو العوامل الخارجية أيضاً؛ فعندما لا تسير الأمور وفقاً للخطة، نشعر كما لو أنَّ كل شيء خارج عن السيطرة؛ ولتجنُّب ذلك، يجب أن نتذكر أنَّ السيطرة هي خيار نتخذه لأنفسنا، وأنَّه يمكننا ممارسة هذه السيطرة على حياتنا متى وكيفما نشاء.
12 طريقة لاستعادة السيطرة عندما لا تسير الأمور كما يجب:
ماذا تفعل عندما لا تسير الأمور على نحو جيد وتشعر وكأنَّك فقدت السيطرة؟ بالتأكيد، ستحاول استعادتها؛ لذا إليك 12 طريقة بسيطة يمكنك من خلالها إعادة حياتك إلى مسارها الصحيح:
1. تأمَّل حياتك:
يمكن لإجراء عملية مراجعة شاملة للحياة أن يجعل منظورك أكثر وضوحاً؛ ونظراً إلى أنَّها تمكِّنك من التركيز على كل مجال من مجالات حياتك على نحو منفصل، فهي أيضاً تمنحك صورة أفضل عن موقفك الحالي، ولكن لا تنسَ في أثناء التأمل في حياتك أن تشمل في تأمُّلك هذا جوانب مثل حياتك المهنية والعلاقات والأسرة والصحة النفسية والجسدية واللياقة البدنية والدافع العام، حيث يمنحك هذا مزيداً من الوضوح فيما يتعلق بمكانك الحالي والمكان الذي تريد أن تكون فيه في المستقبل؛ وبينما يمكنك تنفيذ هذا التأمل بنفسك، توجد أيضاً العديد من الأدوات المتاحة لمساعدتك في إجراء عملية مراجعة لحياتك، حيث تركز أداة "عجلة الحياة" (The Wheel of Life) على طريقة الرسم التخطيطي لتقييم حياتك، ولكن توجد أيضاً العديد من قوائم الأسئلة المختلفة المتاحة لتقييم وضعك.
2. حدِّد سبب فشلك:
لقد كانت حياتك تسير على الطريق الصحيح ثم انحرفت عن المسار؛ فقبل أن تبدأ في السعي وراء التحفيز والإنتاجية، يجب عليك تحديد السبب الذي أدى إلى فشلك في المقام الأول، حيث يعدُّ هذا عاملاً بالغ الأهمية في عملية التعافي لضمان عدم تكرار الأخطاء نفسها؛ وإذا بحثت بعمق كافٍ، ستجد أنَّ بعض المحفزات الشائعة هي التي أدت إلى سقوطك في دوامة السلبية؛ وبمجرد التفكير في هذه المحفزات وأسبابها، يصبح تجنبها أسهل بكثير، ويمكنك بسهولة إعادة حياتك إلى مسارها الصحيح عندما لا تسير الأمور على نحو مثالي.
شاهد بالفديو: 6 دروس يجب أن تتعلمها من الفشل
3. كن واثقاً:
الثقة هي مفتاح نجاحك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على حياتك؛ وفي حين أنَّ الذهاب إلى العمل كل يوم أمر هام، فإنَّ الاستعداد لإحراز إنجاز ما هو أكثر أهمية.
عندما لا تسير الأمور على نحو مثالي وتستمر في الانتشار خارج نطاق سيطرتك، فقد يكون ذلك بسبب افتقارك إلى الثقة الجسدية والعقلية؛ ولاستعادة ثقتك بنفسك، فكر في الأمور التي تمنحك أكبر قدر من الثقة، ومارس العادات المرتبطة بذلك؛ فعلى سبيل المثال: إذا كنت تشعر بالثقة عندما تكون بصحة جيدة، فاذهب إلى صالة الألعاب الرياضية للحفاظ على لياقتك.
4. نظِّم أفكارك:
للحصول على ذهن صافٍ، يجب أن يكون لديك خطة واضحة، فلدى كل فرد نحو 70000 فكرة يومياً في المتوسط؛ وبما أنَّه من المستحيل الاحتفاظ بسجل دقيق لكل فكرة؛ فيُوصَى بشدة بتدوين بعض الأفكار الأكثر أهمية بالنسبة إليك، والتي قد تكون فكرة عن طهي المعكرونة للعشاء غداً، أو اجتماع العمل الذي ما زلت تؤجل عقده، أو فكرة لمشروع ما راودتك قبل النوم مباشرة، أو فكرة عن ذلك الصديق القديم الذي فكرت فيه في أثناء احتسائك القهوة.
ستساعدك طريقة التفكير هذه على تدوين الأفكار والمهمات الهامة على الورق مع إفساح المجال لعقلك للتركيز على كل فكرة على حدة.
5. كيِّف عقلك:
عندما لا تسير الأمور على ما يرام، قد تعتقد أنَّك بحاجة إلى البدء ببناء عاداتك الجيدة مرة أخرى من الصفر؛ وعلى أي حال، هذا ليس صحيحاً، حيث توجد العديد من العادات والأعمال الروتينية التي يتبعها المرء دون وعي، ويمكنك بسهولة الاستفادة من عاداتك الحالية لاستئناف أنواع مختلفة من السلوك الصحي للسيطرة على حياتك مرة أخرى.
على سبيل المثال: إذا كان روتينك الحالي هو العودة إلى المنزل من العمل وارتداء ملابس مريحة ومشاهدة نت فليكس (Netflix)، فيمكنك استخدام ذلك لتكييف دماغك على عادة جديدة من خلال ارتداء ملابس التمرين بدلاً من ذلك، بحيث تحصل على الدافع الكافي للتوجه إلى صالة الألعاب الرياضية قبل متابعة ذلك المسلسل التلفزيوني.
6. ابدأ بالأمور الصغيرة:
تسهم كل قطرة في تشكِّل المحيط؛ فعندما لا تسير الأمور على النحو الأمثل في الحياة، تذكر أنَّك لا تزال تسيطر على الأمور الصغيرة من حولك.
قد تكون هذه الأمور غير هامة مثل تنظيم دُرجك أو تنظيف منزلك، ولكنَّها ستساعدك بالتأكيد على استعادة السيطرة على حياتك؛ وتذكر دائماً أنَّ الأمور الصغيرة يمكن أن تتراكم لتشكل زخماً هائلاً قد يغير حياتك.
7. تحلَّ بالصبر:
عندما لا تسير الأمور على ما يرام، قد يكون من المغري للغاية العودة إلى المسار الصحيح في أسرع وقت ممكن؛ ونتيجة لذلك، قد تجد نفسك تسرع في كل شيء وتحاول القيام بالكثير من الأمور، ولكن عليك التمهل والتحلي بالصبر؛ فإن فقدت السيطرة على نظامك الغذائي، فمن الأسهل العودة إلى المسار الصحيح من خلال البدء بتتبع السعرات الحرارية مرة أخرى بدلاً من إعداد الوجبات واتباع نظام غذائي صارم.
8. تذكَّر هدفك:
إنَّ الوعي الذاتي ضروري جداً؛ فلاستعادة السيطرة على حياتك بعد تراجعك في إحدى المرات، يجب أن تخطو خطوة إلى الوراء وتفكر في الغرض من رغبتك في السيطرة في المقام الأول؛ فحتى في أقسى الأحوال الجوية، تبقى الأشجار ثابتة لأنَّها تمتلك جذوراً قوية.
تعدُّ الأقوال السحرية ضرورية لتذكير نفسك بأنَّ كل شيء ممكن، حتى لو لم تكن تعلم كيف ستتحقق الأشياء التي تأمل حدوثها؛ وهو شيء يمكن نسيانه بسهولة عندما تتدهور الأمور؛ فعندما لا تسير الأمور على نحو مثالي، ارجع إلى البحث عن هدفك، واعرف لماذا بدأت كي تستعيد السيطرة على حياتك.
9. أدِر وقتك:
هذه مهارة حياتية هامة يتطلَّب إتقانها سنوات، ولكنَّها ضرورية لإعادة حياتك إلى مسارها الصحيح؛ فقد يكون أحد الأسباب المحتملة لتراجعك في المقام الأول هو أنَّك كنت منشغلاً جدَّاً بما حولك؛ فإذا كان هناك الكثير من الأمور التي تدور في ذهنك في وقت واحد، فأنت معرَّض إلى الانهيار النفسي عاجلاً أم آجلاً.
ولتجنُّب ذلك، عليك التركيز على إدارة وقتك بصورة أكثر كفاءة، وتقليل الضغط على نفسك؛ وفي حين أنَّه من المقبول المشاركة في مشاريع متعددة، تذكر أن تكون معتدلاً في استخدام وقتك، وكن مسؤولاً بما يكفي لتخصيص بعض الوقت لنفسك أيضاً.
10. أنشئ حدوداً صحية:
تتطلب استعادة السيطرة على حياتك إعطاء الأولوية للأمور الأكثر أهمية بالنسبة إليك والتخلص من الأشياء القليلة التي تضغط عليك فحسب؛ وللقيام بذلك بشكل فعَّال، يُوصَى بوضع حدود صحية حولك تساعدك على التركيز على الأمور الهامة في الحياة فحسب.
11. تنفَّس:
عندما تسوء الأمور، فلا بأس من الشعور بالإرهاق، ولكن حاول الاسترخاء من خلال المشي لمسافات طويلة وإعادة الاتصال بالطبيعة، ولا تركز على سرعتك أو المسافة أو ما يحيط بك، بل تنفس وركز على أنفاسك في هذه اللحظة.
12. امنح نفسك الوقت:
عندما لا تسير الأمور على نحو جيد وتغمرك المشاعر السلبية، تبدأ سريعاً بلوم نفسك على كل شيء؛ ونتيجة لذلك، قد تشعر أيضاً بالضغط بسبب إلحاحك على العودة إلى المسار الصحيح مباشرة.
لذا، عليك أن تمنح نفسك الوقت، حيث يُبنَى الروتين الصحي من خلال الثبات والصبر وإعادة التقييم المستمر وتعلم كيفية القيام بالأمور بصورة مختلفة؛ ونظراً إلى أنَّ هذه العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً، ينبغي عليك أن تكون لطيفاً مع نفسك.
شاهد بالفديو: 18 نصيحة لاستثمار الوقت بفاعلية
في الختام:
بينما لا يوجد حل واحد لإعادة حياتك إلى المسار الصحيح على الفور، يجب أن تعلم أنَّ هناك عدة خطوات أصغر يمكنك القيام بها لتحقيق هدفك النهائي، وما عليك سوى اتباع هذه الطرائق الـ 12 لاستعادة السيطرة عندما تسوء الأمور، وستشعر في النهاية بتحسن في نوعية حياتك؛ ذلك لأنَّ السيطرة على حياتنا هي مفتاح الشعور بالرضا.
أضف تعليقاً