نجد أنفسنا أحياناً عالقين في الروتين، ولا يظهر في حياتنا غير الظروف المفاجئة والصعبة؛ فنبتعد عن الدرب الصحيح، ونواجه خيبات الأمل يوماً بعد يوم؛ لذا إن شعرت بانعدام الدافع أو الإحباط، أو أنَّك عالق في روتين ممل؛ فانتشل نفسك من هذا الوضع، واكتسب الزخم اللازم للمضي قدماً.
إليك 5 نصائح بسيطة وفعالة للتحرر من الروتين وبدء حياتك التي تستحق:
1. أشرِك جسدك:
عندما نحاول اللحاق بالركب دون جدوى، ونكرر أفكارنا مراراً دون أي تقدم يُذكَر؛ يعني ذلك أنَّنا عالقون ذهنياً، ونفكر في الإجراءات دون تطبيقها على أرض الواقع؛ فنراوح في مكاننا رغم امتلاكنا جميع الأدوات اللازمة للتغيير.
من الناحية الفيزيولوجية، تعزز التمرينات الرياضية من إنتاج الدماغ للدوبامين، وهو الناقل العصبي الذي يساعدنا على الشعور بالحافز والإنجاز في الحياة؛ كما يحفز موجات ألفا الدماغية التي تساعد في تخفيف القلق واسترخاء الجسم عموماً، ممَّا يسمح لنا بالتفكير تفكيراً خلاقاً والتوصل إلى حلول جديدة.
كلما شعرت بالعجز عن التحرك، توقَّف عن التفكير الزائد واستخدم جسدك؛ فمثلاً: اذهب إلى النادي الرياضي ومارس بعض تمرينات الضغط، أو تنزه في حيك، أو ارقص؛ إذ يمكنك من خلال تحريك جسدك أن تتخلص من أعبائه، وتستطيع فعل الأمور المثمرة مجدداً.
2. عبِّر عن مكنونات صدرك كتابة أو كلاماً:
عندما لا نقدر على أن نخطو خطوة أخرى إلى الأمام، ندور في حلقة من الأفكار نفسها مراراً وتكراراً، ويصبح من الصعب كسر هذه الحلقة لأنَّنا لا ندرك أنَّنا ضمنها أصلاً؛ لكن بمجرد أن نتحدث إلى صديق أو معالج نفسي أو الكوتش خاصتنا عن هواجسنا أو حتى كتابتها، سنتمكن من الانفصال عن تلك الهواجس والبدء بتحديد الأنماط التي تجعلنا عالقين في حياتنا.
في كثير من الأحيان، يساعدنا سماع أنفسنا نقول الكلمات أو قراءتها من دفتر يومياتنا على اكتساب وجهة نظر جديدة؛ كما يساعد وجود شخص نثق به على تزويدنا بالتغذية الراجعة والنصائح التي نحتاجها.
شاهد بالفديو: 9 خطوات للتخلّص من روتين الحياة اليومية
3. ابدأ بالأمور السهلة:
قد يكون اتخاذ أي إجراء أمراً مربكاً للغاية، وذلك على اعتبار أنَّ الأنشطة اليومية تشكل مزيجاً متكاملاً من الإجراءات التي نجمعها معاً بإحكام، بحيث يصبح التخلي عن أحدها صعباً للغاية؛ وعندما نُنهَك من محاولة التحرر من الروتين، لن يتبقى لدينا طاقة إضافية كي نتخذ إجراءات جديدة.
على سبيل المثال: قد يبدو "الاستعداد" في الصباح الباكر أمراً بسيطاً، لكنَّه في الحقيقة عبارة عن قائمة طويلة من المهمات؛ كالنهوض من السرير، والاستحمام، وتنظيف الأسنان، وارتداء الملابس، والكثير غيرها.
سيصيبك فعل كل هذه المهمات بالإحباط عندما تكون عالقاً في الروتين؛ لذا ابدأ شيئاً فشيئاً بأسهل خطوة ممكنة، كأن تنهض من السرير؛ وافتخر بهذه الخطوة، ولا تقلق، فلن يجبرك هذا على أداء باقي المهمات في القائمة على الفور.
يبدأ الكتاب بكلمة واحدة تليها أخرى؛ وبالمثل، يحدث التمرين بحركة صغيرة ثم أخرى، وتُنجَز المشروعات الكبيرة بعمل صغير تلو الآخر؛ لذا احتفِ بكل خطوة تنجزها مهما صغرت، وتذكَّر: ليس عليك إنجاز جميع الأمور بسرعة، بل ابدأ بالخطوة الأسهل التي ستساعدك على البدء في التحرك مرة أخرى، وستكر السبحة لمزيد من الإجراءات الجيدة.
4. جرب شيئاً جديداً:
يعدُّ التقدم ولو خطوة إلى الأمام أمراً جيداً؛ لكن عندما تكون عالقاً في الروتين، تدور في حلقة مفرغة، ولن يغير قيامك بالنشاطات ذاتها في حياتك شيئاً؛ لذا افعل أمراً جديداً كي تحرر نفسك من الروتين.
ليس بالضرورة أن يكون ذلك منطقياً أو ذا صلة مباشرة، أو أن يحقق فائدة ما؛ بل قد يكون نشاطاً بسيطاً كإلقاء التحية على شخص غريب كل يوم، أو تغيير تسريحة شعرك، أو تغيير روتينك الصباحي؛ فاستعدادنا للتغيير أهم بكثير من انتقاء ما يحتاج التغيير.
إنَّ عدم المضي قدماً هو أسوأ ما قد يحدث؛ لكن إن كنَّا على استعداد للتجريب والمحاولة والفشل، فسنتكمن بسهولة من اكتشاف الحافز الذي نحتاجه.
5. احصل على مزيد من الدعم:
يخدعنا الروتين بالاعتقاد أنَّنا لا نحرز أي تقدم كوننا لا نرى التحرك يحدث أمام أعيننا؛ ومع ذلك، فإنَّ تدوير عجلتنا عملية مرهقة جسدياً وعاطفياً؛ لذا نحن نحتاج إلى تلقي جميع أنواع الدعم من الآخرين للخروج من هذه الحالة، سواء كان من الأصدقاء المقربين الذين يُعتمَد عليهم في الحالات الطارئة، أم المستشارين الذين يقدمون نصائح متعلقة بالتمرينات أو الزيوت الأساسية أو الحمامات أو الأعشاب أو الأدوية وغيرها.
يستطيع قلة من الناس أن يخرجوا من هذا المستنقع بمفردهم؛ لذا لا تشعر بالحرج من تلقي الدعم الضروري للتحرر من الروتين، وإلَّا لن تستطيع التحرر مطلقاً.
الخلاصة:
قد نعلق في الروتين من وقت إلى آخر، وقد تستمر هذه الحالة لفترة قصيرة أو طويلة من الزمن؛ وفي كلا الحالتين، علينا بالتسلح بهذه الأدوات البسيطة والمفيدة لمساعدتنا على المضي قدماً في طريق حياتنا.
أضف تعليقاً