Annajah Logo Annajah Logo
الدخول التسجيل

تصفح مجالات النجاح

  • مهارات النجاح

  • المال والأعمال

  • الصحة النفسية

  • الإسلام

  • اسلوب حياة

  • التغذية

  • التطور المهني

  • طب وصحة

  • تكنولوجيا

  • الأسرة والمجتمع

  • أسرار المال

  1. المال والأعمال
  2. >
  3. القيادة والإدارة
  4. >
  5. القيادة

العقلية الثابتة أم المرنة: أيهما يصنع القائد الأفضل؟

العقلية الثابتة أم المرنة: أيهما يصنع القائد الأفضل؟
فريق العمل القائد الناجح العقلية الثابتة العقلية المرنة
المؤلف
Author Photo د. حسين حبيب السيد
آخر تحديث: 21/01/2025
clock icon 19 دقيقة القيادة
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

في الوقت الحالي، تتجلى أهمية العقلية في تشكيل القادة الناجحين، فهل تساءلت يوماً ما عن الدور المحوري الذي تؤديه في تشكيل أدائهم وقدرتهم على تحقيق النجاح؟

المؤلف
Author Photo د. حسين حبيب السيد
آخر تحديث: 21/01/2025
clock icon 19 دقيقة القيادة
clock icon حفظ المقال

رابط المقال

نسخ إلى الحافظة

فهرس +

العقلية الثابتة والعقلية المرنة هما مصطلحان أساسيان يصفان طريقتين مختلفتين لمواجهة الحياة والتحديات، فالأولى تتميز بالاعتقاد بأنَّ القدرات والمواهب هي صفات ثابتة لا تتغير، بينما الثانية تعتمد على الإيمان بأنَّ هذه القدرات قابلة للتطوير والنمو المستمر.

هذا الاختلاف في النظرة يؤثر بشكل مباشر في أداء الفرد، وخاصة في سياق القيادة، فالقائد ذو العقلية الثابتة قد يجد صعوبة في التكيف مع التغيرات، وقد يخشى المخاطرة أو تجربة أساليب جديدة.

أما القائد ذو العقلية المرنة فغالباً ما يكون أكثر انفتاحاً على الأفكار الجديدة، وأكثر قدرة على التعلم من الأخطاء، ونتيجة لذلك يكون أكثر مرونة في مواجهة التحديات.

السؤال الذي يطرح نفسه هو، أيهما يصنع القائد الأفضل؟ هل هو القائد الذي يلتزم بالعقلية الثابتة أم ذلك الذي يعتمد على العقلية المرنة؟ سنتناول في هذا المقال تأثير كل من هاتين العقليتين في القيادة وكيف يمكن أن تؤثران في نجاح القادة في تحقيق أهدافهم وتوجيه فرقهم نحو التميز.

ما هو الفرق بين العقلية الثابتة والعقلية المرنة؟

بدايةً، يمكن القول إنَّ العقلية تُعد من أهم العوامل التي تشكل سلوكنا واتجاهاتنا نحو الحياة، وهذا يؤثر بشكل كبير في نجاحنا في مختلف المجالات، وتنقسم العقلية بشكل عام إلى نوعين رئيسين، هما العقلية الثابتة والعقلية المرنة، ولكل منهما خصائصه الإيجابية والسلبية وتأثيراته المختلفة في حياتنا.

العقلية الثابتة

يُعرف هذا النوع من الاعتقاد بالعقلية الثابتة (Fixed Mindset)، وهو مفهوم طوَّرته عالمة النفس كارول دويك (Carol Dweck)، فالأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة يعتقدون أنَّ قدراتهم وذكاءهم محدودة ولا يمكن تغييرها أو تحسينها بمرور الوقت، مع مرور الوقت أو الجهد المبذول يعتقدون أنَّهم إن كانوا غير موهوبين في مجال معين، فمن الاستحالة تغيير هذا الأمر.

نتيجة لذلك، أجرت العالمة كارول دويك دراسات واسعة عن العقلية الثابتة والعقلية المرنة (النمط المقابل للعقلية الثابتة)، وأظهرت دراساتها أن:

  • الأطفال الذين يمتلكون عقلية نمو يحققون نتائج أفضل في الدراسة، فهم يؤمنون أنَّ الجهد والتعلم المستمر هما مفتاح النجاح.
  • العقلية تؤثر بكيفية تفسيرنا للفشل، فالأشخاص ذوو العقلية الثابتة يرون الفشل دليلاً على عدم كفاءتهم، بينما يراه أصحاب العقلية المرنة فرصةً للتعلم والتطور.
  • من الممكن تطوير العقلية المرنة من خلال التدريب والتوجيه المناسب، إذ يمكن للأشخاص تغيير نمط تفكيرهم من الثابت إلى المرن.

أمثلة عن العقلية الثابتة:

  • في التعليم: "أنا لست جيداً في الرياضيات، وهذا شيء فطري".
  • في العمل: "أنا لست من النوع المبدع، لا تخطر لي أي أفكار جيدة".
  • في العلاقات: "أنا شخص خجول، ولا أستطيع تغيير شخصيتي".

الصفات الإيجابية للعقلية الثابتة وفقاً لمراجعة هارفارد للأعمال (Harvard Business Reviews)

1. التركيز على القدرات الطبيعية:

يمتلك الأفراد ذوو العقلية الثابتة ثقة قوية في قدراتهم ومواهبهم الفطرية ويدفعهم هذا الاعتقاد إلى استغلال هذه القدرات إلى أقصى حد، وهذا يؤدي بهم إلى تحقيق إنجازات بارزة في مجالات اهتمامهم، وتشير الدراسات إلى أنَّ الأشخاص الذين يعتقدون بامتلاكهم مواهب طبيعية غالباً ما يكونون أكثر ثقة بأنفسهم في تلك المجالات.

وجدت دراسة حديثة أنَّ الأشخاص الذين يعتقدون بامتلاكهم لمواهب طبيعية معينة قد يظهرون مستويات أعلى من الثقة بالنفس في تلك المجالات.

2. التمسك بالمبادئ والقيم:

التمسك بالمبادئ والقيم هو جانب يمكن عدُّه إيجابياً في سياق العقلية الثابتة، فالأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة لديهم ارتباط قوي بمبادئهم وقيمهم الراسخة، وهو ما يمكن أن يكون له آثار إيجابية وسلبية على حدٍّ سواء.

الأفراد الذين يتمسكون بقيمهم يظهرون مستوى عالياً من النزاهة والثبات على مواقفهم، إذ تشير دراسة عن القيم والأخلاق في العمل إلى أنَّ الأشخاص الذين يلتزمون بقيمهم يميلون إلى التصرف بنزاهة وثبات في المواقف الحرجة.

3. تحديد المجالات المناسبة:

يمكن للأفراد ذوي العقلية الثابتة تحديد مجالات تميزهم الطبيعي وتركيز جهودهم عليها، وهذا يساعدهم على اختيار تخصصات ومهن تتناسب مع مواهبهم، إذ يوفر لهم هذا التوجه فرصة لتحقيق أداء متميز ورضى وظيفي أكبر، فيشعرون بأنَّهم يعملون في مجال يتماشى مع قدراتهم الطبيعية.

بدلاً من إضاعة الوقت والجهد في تحسين نقاط الضعف، يمكن لهؤلاء الأفراد استثمار طاقاتهم في تعزيز نقاط القوة، وهذا يؤدي إلى تطوير مهاراتهم بشكل أكثر فاعلية وتحقيق إنجازات أكبر.

إضافة إلى ذلك، يعزز هذا التوجه من الرضى الوظيفي والإبداع، فيشعر الأفراد بأنَّهم يعملون في مجالات تتماشى مع قدراتهم الطبيعية ويستطيعون فيها تقديم أفضل ما لديهم.

الصفات السلبية للعقلية الثابتة وفقاً لمراجعة هارفارد للأعمال (Harvard Business Reviews)

1. تجنب التحديات:

يميل الأفراد ذوو العقلية الثابتة إلى تجنب التحديات خوفاً من الفشل، ويرونها دليلاً على نقص في قدراتهم الفطرية.

وجدت دراسة كارول دويك أنَّ هؤلاء الأفراد يبتعدون عن التحديات ويتجنبون المخاطرة لتجنب الفشل المحتمل، ونتيجة لذلك، تؤثر هذه العقلية الثابتة بشكل كبير في كيفية تعامل الأفراد مع التعلم والنمو الشخصي والمهني، فبدلاً من عد التحديات فرصاً للتعلم والتحسين، يرونها تهديدات لقدراتهم.

في نهاية المطاف، قد يفشلون في تطوير مهارات جديدة أو تحسين مهاراتهم الحالية، وهذا يحد من إمكاناتهم ويؤثر سلباً في أدائهم على الأمد الطويل.

2. رفض النقد والتغذية الراجعة:

في المواقف الحرجة، يميل الأشخاص ذوو العقلية الثابتة إلى الاستسلام بسرعة بدلاً من المثابرة والتعلم من الأخطاء، وبالنسبة إليهم، يُعد النقد تهديداً بدلاً من كونه فرصة للتعلم والنمو، وهذا يجعلهم أقل تقبلاً للتغذية الراجعة البناءة.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تقيد العقلية الثابتة القدرة على الابتكار، فيميل هؤلاء الأشخاص إلى التمسك بالطرائق التقليدية والمألوفة بدلاً من تجربة أفكار جديدة وأكثر إبداعاً.

لقد أظهرت العديد من الدراسات العلاقة الوثيقة بين العقلية الثابتة ورفض النقد، فيتبين أنَّ الأشخاص الذين يمتلكون عقلية نمو يكونون أكثر انفتاحاً على النقد والتغذية الراجعة، ويستفيدون منها بشكل فعال لتحسين أدائهم وتطوير قدراتهم.

3. الشعور بالإحباط من ضياع الجهد المبذول:

الأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة قد يشعرون بالإحباط سريعاً عند مواجهة الصعوبات، فيعتقدون أنَّ الجهد الإضافي لن يجدي نفعاً نظراً لاعتقادهم بأنَّهم يفتقرون إلى الموهبة المطلوبة.

تظهر الدراسات أنَّ هؤلاء الأفراد يتوقفون عن المحاولة بسرعة أكبر مقارنةً بمن لديهم عقلية نامية.

العقلية الثابتة تجعلهم يرون الجهد علامةً على الضعف، ويؤمنون بأنَّ النجاح يعتمد بشكل أساسي على القدرات الفطرية؛ لذا عندما يواجهون تحديات، يميلون إلى الانسحاب بدلاً من المثابرة، وهذا التصور يجعلهم أقل استعداداً للاستمرار في مواجهة العقبات ويؤثر سلباً في تطورهم الشخصي والمهني.

في المقابل، يرى أصحاب العقلية المرنة الصعوبات فرصاً للتعلم والنمو، ويكونون أكثر استعداداً لبذل الجهد اللازم للتغلب على التحديات، ويرون الفشل جزءاً طبيعياً من عملية التعلم.

يؤثر هذا الفارق في العقلية بشكل كبير في مدى النجاح والإنجازات التي يمكن أن يحققها الفرد على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: 7 استراتيجيات لتطوير عقلية النمو إذا كنت تمتلك عقلية ثابتة

العقلية المرنة: مفتاح النمو والتطور

في المقابل، العقلية المرنة تمثل النقيض للعقلية الثابتة، فيؤمن الشخص بأنَّ قدراته ومهاراته قابلة للتطوير والتحسين من خلال الجهد والتعلم المستمر، فالأفراد الذين يمتلكون هذه العقلية يرون في التحديات فرصاً للنمو، ويستقبلون النقد بصدر رحب، ويبذلون قصارى جهدهم لتحقيق أهدافهم.

تشير العديد من الدراسات إلى أنَّ الطلاب الذين يتبنون عقلية النمو يحققون نتائج أكاديمية أفضل، فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة علم النفس التربوي (Journal of Educational Psychology) أنَّ الطلاب الذين شُجعوا على تبني عقلية النمو كانوا أكثر استعداداً لمواجهة التحديات الأكاديمية وأقل عرضة للإحباط عند مواجهة الصعوبات.

إيجابيات العقلية المرنة وفقاً لمراجعة هارفارد للأعمال (Harvard Business Reviews)

1. تحسين الأداء والتعلم المستمر:

وفقاً لدراسة كارول دويك، الأشخاص الذين يتبنون عقلية النمو يظهرون تحسناً مستمراً في أدائهم الأكاديمي والمهني، لأنَّهم ينظرون إلى الفشل بوصفه فرصة للتعلم والتحسين وليس دليلاً على عدم الكفاءة.

إضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أنَّ الطلاب الذين يتمتعون بعقلية النمو يحققون نتائج أفضل في المدرسة، لأنَّهم يستفيدون من أخطائهم ويعملون على تحسين مهاراتهم مع مرور الوقت.

2. تحفيز الابتكار والإبداع:

الأفراد الذين يتمتعون بعقلية مرنة يبدعون في التفكير خارج الصندوق وتجربة أفكار جديدة دون الخوف من الفشل، ويعزز هذا الانفتاح قدراتهم على الابتكار والإبداع، فيكونون أكثر استعداداً لاختبار الأفكار غير التقليدية والتعلم من نتائجها، سواء كانت إيجابية أم سلبية.

تظهر الأبحاث أنَّ الطلاب الذين يتبنون عقلية النمو يكونون أكثر إبداعاً في حل المشكلات، لأنَّهم يرون الفشل جزءاً طبيعياً من عملية التعلم، وليس شيئاً يخشونه.

3. تحسين العلاقات الشخصية والمهنية:

تعد العقلية النامية مفتاحاً لبناء علاقات شخصية ومهنية قوية وصحية، فالأشخاص الذين يمتلكون هذه العقلية يتميزون بقدرتهم على قبول النقد والتعاون مع الآخرين وبناء علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل.

عندما يرى شخص ما النقد فرصةً لتحسين نفسه، فإنَّه يرسل رسالة واضحة للآخرين مفادها أنَّه يقدِّر آراءهم ويرغب في التعلم منهم، ونتيجة لذلك، يعزز الموقف الثقة المتبادلة، ويحفز الآخرين على تقديم مزيد من الملاحظات البناءة.

مثال عملي: تأثير عقلية النمو في بيئة العمل في شركة غوغل (Google)

شركة غوغل هي إحدى أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، معروفة بثقافتها التنظيمية التي تعزز الابتكار والعمل الجماعي، وجزء من هذه الثقافة يعتمد على تبني عقلية النمو بين الموظفين.

في شركة غوغل، يتم تشجيع الموظفين على تبني عقلية النمو، وهذا ينعكس إيجابياً على العلاقات الشخصية والمهنية داخل الشركة، ويتجلى هذا في عدة جوانب، مثل تقبل النقد البناء وتحفيز التعاون وتطوير بيئة عمل داعمة.

تبني عقلية النمو يجعل بيئة العمل أكثر دعماً وتفهماً، فيُشجع الأفراد على المساعدة والتعلم من بعضهم بعضاً، ونتيجة لذلك، يؤدي إلى علاقات مهنية أقوى وأكثر تماسكاً.

تقدم الشركة العديد من الموارد والدورات التدريبية التي تساعد الموظفين على تطوير مهاراتهم الشخصية والمهنية، وهذا يعزز من بيئة العمل الداعمة والتعاونية.

سلبيات العقلية المرنة وفقاً لمراجعة هارفارد للأعمال (Harvard Business Reviews)

على الرغم من أنَّ العقلية المرنة تحمل العديد من المزايا، إلا أنَّها قد تحمل بعض الصفات السلبية المحتملة إذا تم تطبيقها بشكل مبالغ فيه أو في سياقات غير مناسبة، إليك بعض هذه الصفات:

1. الشعور بالإرهاق والإحباط:

رغم مرونتهم، قد يشعر الأفراد بعقلية مرنة بالإرهاق والإحباط نتيجة السعي الدؤوب لتطوير مهاراتهم بشكل مستمر، فالضغط المتواصل لتحقيق الكمال يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد المزمن، وهذا يؤثر سلباً في مستويات السعادة الشخصية ويزيد من التوتر.

قد يجعلهم هذا التركيز المستمر على التحسين غير قادرين على التمتع باللحظة الحالية، فينشغلون دائماً بالتفكير في كيفية التحسين بدلاً من الاستمتاع بما حققوه.

2. عدم الاستقرار الوظيفي:

رغم الفوائد العديدة للسعي المستمر لتطوير المهارات والتجربة، يمكن أن يؤدي هذا إلى عدم الاستقرار الوظيفي.

فالأفراد الذين يعتنقون عقلية النمو قد يشعرون بالحاجة المستمرة للبحث عن تحديات جديدة وفرص لتطوير مهاراتهم، وهذا قد يدفعهم إلى تغيير الوظائف بشكل متكرر، إضافة إلى ذلك قد تؤثر هذه الرغبة في التحسين المستمر في استقرار حياتهم المهنية.

تناولت دراسة نُشرت في مجلة (Journal of Vocational Behavior) تأثير السعي المستمر لتطوير المهارات في الاستقرار الوظيفي، فوجدت الدراسة أنَّ الأفراد الذين يتمتعون بعقلية النمو يميلون إلى تغيير وظائفهم بشكل أكثر تكراراً بحثاً عن فرص جديدة للتعلم والنمو.

3. التشتت وعدم التركيز:

التشتت وعدم القدرة على التركيز هما من الآثار الجانبية المحتملة للعقلية المرنة إذا تم تطبيقها بشكل مبالغ فيه، بينما يعد الانفتاح على الأفكار المتعددة والاهتمامات المختلفة من سمات العقلية المرنة الإيجابية، إلا أنَّه قد يؤدي إلى "تشتت الانتباه" إذا لم تتم إدارته بشكل صحيح.

الأشخاص الذين يمتلكون عقلية مرنة يرون العديد من الخيارات والفرص المتاحة أمامهم، وهذا قد يجعلهم يشعرون بالحيرة والتردد في اختيار أحدها والتركيز عليه.

بعد استعراض السمات الإيجابية والسلبية لكل من العقلية الثابتة والمرنة، من الهام أن نناقش تأثير هذه العقليات في سلوك القادة واتخاذ القرارات، فلكليهما آثار عميقة في كيفية إدارة الفرق وتحقيق النجاح التنظيمي.

شاهد بالفيديو: 8 خطوات لاكتساب عقلية النمو في الأعمال

مقارنة بين العقلية الثابتة والمرنة في القيادة

1. التكيف مع التغيرات

العقلية الثابتة

يميل القادة ذوو العقلية الثابتة إلى مقاومة التغيرات في بيئة العمل، فيرون التغيرات تهديدات قد تؤثر سلباً في استقرارهم وكفاءتهم، ويفضل هؤلاء القادة الالتزام بالطرائق والأساليب المألوفة ويتجنبون المخاطرة، وهذا قد يحد من الابتكار والتطور داخل الفريق.

على سبيل المثال، إذا طرأت تغييرات كبيرة في السوق أو التكنولوجيا، قد يواجه القائد ذو العقلية الثابتة صعوبة في تبني استراتيجيات جديدة بسرعة، وهذا قد يؤثر في أداء المؤسسة ككل.

أكدت دراسة أنَّ القادة الذين يتمسكون بالعقلية الثابتة قد يواجهون صعوبات في التكيف مع التحولات السريعة في بيئة العمل، وهذا قد يؤثر سلباً في الابتكار والأداء العام للفريق.

العقلية المرنة

في المقابل، يتعامل القادة ذوو العقلية المرنة مع التغيرات بشكل إيجابي، ويرونها فرصاً للتعلم والنمو، إذ يُلاحظ أنَّهم أكثر استعداداً لتبني الابتكارات وتطوير استراتيجيات جديدة لمواكبة التغيرات، ولديهم القدرة على تعديل الخطط واستراتيجيات العمل بناءً على الظروف الجديدة، وهذا يعزز من مرونة الفريق وكفاءته في مواجهة التحديات.

تشير دراسة نُشرت في مجلة علم النفس التربوي Journal of Educational) (Psychology إلى أنَّ الأفراد ذوي العقلية المرنة يظهرون تحسناً مستمراً في الأداء، لأنَّهم يتعاملون مع الفشل بوصفه فرصة للتعلم بدلاً من كونه دليلاً على نقص الكفاءة، وهذا النهج يعزز من قدرتهم على التكيف والنمو في بيئات العمل المتغيرة.

2. اتخاذ القرارات

العقلية الثابتة

القادة ذوو العقلية الثابتة قد يظهرون تردداً في اتخاذ القرارات التي تتطلب الابتكار أو التغيير، فيفضلون الاعتماد على المعايير التقليدية والطرائق المجربة، إضافة إلى ذلك، فهم يميلون إلى اتخاذ قرارات أكثر تحفظاً ويتجنبون اتخاذ خطوات جريئة أو المخاطرة بأساليب جديدة.

قد يقيد هذا النهج قدرة الفريق على التكيف والتطور في بيئة عمل سريعة التغير، وهذا قد يؤثر سلباً في الابتكار والنمو، إضافة إلى ذلك، فإنَّ تجنب المخاطرة قد يؤدي إلى تقليل فرص الفريق في استكشاف حلول جديدة وتحقيق تحسينات كبيرة.

العقلية المرنة

في المقابل، القادة الذين يتمتعون بعقلية مرنة يتخذون قرارات مبنية على تحليل مرن ومفتوح، فيستفيدون من التجارب والتغذية الراجعة لتوجيه اختياراتهم، وهؤلاء القادة يكونون أكثر استعداداً لتجربة أساليب جديدة والتكيف مع الظروف المتغيرة.

عندما يتخذ القادة ذوو العقلية المرنة قراراتهم، يركزون على التفكير في المستقبل ويستخدمون المعلومات المتاحة لتحسين النتائج وتعزيز الابتكار، وبفضل انفتاحهم على الأفكار الجديدة وقدرتهم على التكيف، يساهمون في تطوير حلول مبتكرة ويشجعون فرقهم على التقدم والنمو في بيئات العمل المتغيرة.

3. إدارة الفريق

العقلية الثابتة

خلال إدارة الفريق، القادة ذوو العقلية الثابتة يميلون إلى أن يكونوا أقل فاعلية في تحفيز وتوجيه أعضاء الفريق، فيمكن أن يتجنبوا تحديات جديدة ويكونوا أقل انفتاحاً على الأفكار الجديدة من الفريق.

يمكن أن يتسبب هذا في تقييد الابتكار وتقليل مستوى التحفيز لدى أعضاء الفريق، الذين قد يشعرون بأنَّ جهودهم لن تؤدي إلى تحسين حقيقي.

العقلية المرنة

القادة ذوو العقلية المرنة عادة ما يُلاحظ أنَّهم أكثر قدرة على تحفيز وتوجيه فريقهم بفاعلية، إذ إنَّهم يقدِّرون الجهود الفردية ويشجعون أعضاء الفريق على تقديم أفكار جديدة وتجربة حلول مختلفة.

هذا النهج يعزز من روح الفريق ويحفز الابتكار، فيشعر الأفراد بأنَّهم جزء من عملية التطوير والنمو.

أمثلة واقعية

قادة بارزون بالعقلية الثابتة

ستيف جوبز (Steve Jobs): كان معروفاً بتمسكه برؤيته الثابتة لشركة آبل ورفضه للعديد من الأفكار والتقنيات الجديدة التي لم تتماشَ مع رؤيته الأساسية، وعلى الرغم من ذلك، فقد ساهم في بعض الأحيان في توجيه الشركة نحو نجاحات غير متوقعة.

قادة بارزون بالعقلية المرنة

ساتيا نادلا (Satya Nadella): الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، الذي قام بتحويل الشركة من نموذج تقليدي إلى نموذج أكثر ابتكاراً ومرونة، ويشجع نادلا ثقافة التعلم والنمو والتكيف مع التغيرات السريعة في التكنولوجيا.

شاهد بالفيديو: 8 نصائح للتحول من العقلية الثابتة إلى العقلية النامية

متى نحتاج إلى العقلية الثابتة ومتى نحتاج إلى العقلية المرنة؟

الآن وبعد أن أصبحت لدينا فكرة شاملة عن كلا العقليتين، يبقى علينا الإجابة عن السؤال الأهم، متى نحتاج إلى العقلية الثابتة ومتى نحتاج إلى العقلية المرنة؟

العقلية الثابتة: متى نحتاجها؟

1. المهام التي تتطلب الدقة والتركيز

في المهام التي تتطلب دقة عالية وتركيزاً شديداً، مثل الجراحة أو الطيران، فإنَّ العقلية الثابتة تساعد على الحفاظ على الهدوء والتركيز على المهام الأساسية، وتضمن هذه العقلية الالتزام الصارم بالإجراءات والمعايير، وهذا يساهم في تحقيق نتائج دقيقة وموثوقة.

مثال: جراح يقوم بإجراء عملية دقيقة يحتاج إلى التركيز التام على كل خطوة لضمان النجاح، وهو ما يتطلب عقلية ثابتة تركز على تنفيذ الإجراءات بدقة.

2. الحفاظ على القيم الأساسية

عندما يتعلق الأمر بالقيم الأخلاقية والثوابت الشخصية، فإنَّ العقلية الثابتة تساعدنا على الالتزام بمبادئنا الأساسية وعدم التنازل عنها بسهولة، وهذا يعزز الاستقرار الشخصي والمهني من خلال التمسك بالقيم والمبادئ الراسخة.

مثال: قائد أخلاقي في منظمة يتبع مبادئ النزاهة في جميع قراراته ويشدد على أهمية الالتزام بهذه القيم حتى في الأوقات الحرجة.

3. المواقف التي تتطلب الحزم والثبات

في بعض المواقف، مثل مواجهة الأزمات أو اتخاذ قرارات صعبة، قد يكون من الضروري اتخاذ موقف حازم وثابت، وهو ما توفره العقلية الثابتة.

تساعد هذه العقلية على الحفاظ على الثبات والوضوح في القرارات التي تتطلب شجاعة وجرأة، فتضمن الالتزام بالإجراءات والخطط المعتمدة في ظروف الضغط وتوفر نوعاً من الاستقرار واليقين الذي يمكن أن يكون حاسماً في الأوقات الحرجة، وهذا يعزز القدرة على اتخاذ قرارات مدروسة وواضحة في مواجهة التحديات.

مثال: الأزمات المالية تتطلب مرونة وابتكاراً، وهو ما قد يفتقده المدير ذو العقلية الثابتة، وهذا يعرض الشركة لمخاطر أكبر.

العقلية المرنة: متى نحتاجها؟

1. التكيف مع التغيرات

في بيئة العمل المتغيرة باستمرار، تساعد العقلية المرنة على التكيف مع التحديات والفرص الجديدة، وتدعم هذه العقلية القدرة على تعديل الخطط والاستراتيجيات وفقاً للظروف المتغيرة، وهذا يعزز من مرونتنا واستجابتنا الفعالة للتطورات.

مثال: في مواجهة تحديات السوق، يحتاج رائد الأعمال إلى أن يكون مبتكراً ومرناً لابتكار حلول جديدة وتجاوز العقبات.

2. التعلم والنمو الشخصي

تعزز العقلية المرنة رغبتنا الملحة في اكتساب المعرفة وتطوير مهاراتنا، وهذا يدفعنا إلى حدودنا ويساهم في نمونا الشخصي والمهني المستمر، فالأفراد ذوو العقلية المرنة لا يرون التعلم مجرد واجب، بل يرونه رحلة ممتعة لا تنتهي، وهذا يجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات والتحديات التي تواجههم في الحياة.

مثال: موظف يتعلم مهارات جديدة لتوسيع قدراته وتقديم مساهمات قيمة في مجاله، وهذا يعزز فرصه للتقدم في حياته المهنية.

3. حل المشكلات

عند مواجهة تحديات جديدة، تدفعنا العقلية المرنة إلى التفكير خارج الصندوق، وهذا يفتح أمامنا آفاقاً واسعة من الحلول الإبداعية، ولا تقتصر هذه العقلية على مجرد العثور على حل، بل تشجعنا على البحث عن أفضل الحلول وأكثرها ابتكاراً، وهذا يساهم في تحقيق نتائج أفضل.

مثال: فريق تطوير منتج يواجه مشكلة في تصميم منتج جديد ويستخدم عقلية مرنة لتجربة حلول إبداعية وتجريبية لحل المشكلة.

4. البناء على العلاقات

تساعدنا العقلية المرنة على بناء علاقات قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، فمن خلال قدرتنا على فهم وجهات نظر الآخرين والتكيف معها، نصبح أكثر قدرة على التواصل بفاعلية وبناء جسور من التفاهم مع الأفراد من مختلف الخلفيات والثقافات.

مثال: مدير فريق يستخدم عقلية مرنة لبناء علاقات جيدة مع أعضاء الفريق، وهذا يعزز التعاون ويساعد على تحقيق أهداف المشروع بشكل أكثر فاعلية.

باختصار، بينما تساهم العقلية الثابتة في تحقيق الدقة والالتزام بالقيم الثابتة، فإنَّ العقلية المرنة تدعم التكيف والابتكار والنمو، وإنَّ معرفة متى وكيفية استخدام كل نوع من العقلية يمكن أن يكون مفتاحاً لتحقيق النجاح في مختلف جوانب حياتنا الشخصية والمهنية.

شاهد بالفيديو: لماذا علينا تبني عقلية جيل الألفية؟

هل تقتل العقلية الثابتة طموحاتك؟

يمكن للعقلية الثابتة أن تشكل تحديات كبيرة أمام الطموحات والنمو الشخصي، فقد تعوق قدرتك على التكيف مع التغيرات ومواجهة التحديات بمرونة.

في هذا السياق، من الهام فهم كيف يمكن للعقلية الثابتة أن تؤثر في تحقيق أهدافك وكيفية تحقيق التوازن بينها وبين العقلية المرنة لتحقيق النجاح والنمو المستدام.

وفقاً لباحثة علم النفس كارول دويك، التي صاغت مصطلحي "العقلية الثابتة" و"العقلية المرنة"، يعتقد الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية ثابتة أنَّ قدراتهم وذكاءهم ثابتان ولا يمكن تغييرهما أو تحسينهما بمرور الوقت أو الجهد المبذول، فيمكن أن يؤثر هذا الاعتقاد سلباً في طموحاتهم بعدة طرائق:

1. الخوف من الفشل

الأفراد الذين يتمتعون بعقلية ثابتة غالباً ما ينظرون إلى الفشل على أنَّه انعكاس لقيودهم الجوهرية بدلاً من عدِّه فرصة للتعلم.

فوفقاً لدويك، هذا الخوف من الفشل يمكن أن يردعهم عن السعي لتحقيق الأهداف الطموحة أو القيام بمجازفات مدروسة، وتشير أبحاث دويك إلى أنَّ الأشخاص الذين يتمتعون بعقلية ثابتة يكونون أكثر عرضة لتجنب المهام التي قد يفشلون فيها، وهذا يحدُّ من فرص النمو والنجاح لديهم.

عندما يواجه هؤلاء الأفراد تحديات، فإنَّهم قد يفضلون البقاء في مناطق الراحة التي يعرفونها جيداً، بدلاً من استكشاف مجالات جديدة قد تحتوي على فرص للتطور، إضافة إلى ذلك، يمكن أن يتسبب هذا الخوف في تقليل استعدادهم لقبول النقد والتغذية الراجعة، والتي تعد أساسية لتحسين الأداء والتعلم من الأخطاء؛ لذا، يؤدي هذا النهج إلى عرقلة تقدمهم، فيفتقدون الفرص التي قد تساهم في تحقيق أهدافهم الكبيرة وتطوير مهاراتهم.

بالمقابل، يعزز الأفراد ذوو العقلية المرنة من قدرتهم على الاستفادة من التجارب والفشل بوصفه فرصة للتعلم، وهذا يفتح أمامهم أبواباً واسعة للنمو والابتكار.

2. انخفاض المجهود

عندما يواجه الأشخاص ذوو العقلية الثابتة العقبات، قد يعتقدون أنَّ فشلهم يرجع إلى نقص في قدرتهم الفطرية، وهذا الاعتقاد يمكن أن يؤدي إلى قلة استعدادهم لبذل الجهد اللازم للتغلب على التحديات.

نتيجة لذلك، قد يصبحون أقل استعداداً لمواجهة الصعوبات بشكل مستمر، وهذا قد يثبط طموحاتهم على الأمد الطويل.

أظهرت الدراسات أنَّ الأفراد الذين يتمتعون بعقلية ثابتة يكونون أقل احتمالاً للاستمرار في مواجهة الصعوبات، فيفضلون تجنب المهام التي قد تكشف عن ضعفهم أو فشلهم، على سبيل المثال، قد يتجنبون فرصاً تعليمية أو مهنية تتطلب مجازفة أو جهداً إضافياً، وهذا يحرمهم من فرص النمو والتطور.

هذا النهج يمكن أن يؤدي إلى حالة من الركود، فيقتصرون على ما هو مألوف وآمن، بدلاً من السعي لتحقيق أهداف طموحة أو اكتشاف إمكانات جديدة.

3. محدودية التعلم

يمكن أن تؤدي العقلية الثابتة إلى رفض الملاحظات والانتقادات، فقد يرى الأفراد ذلك بمنزلة هجوم شخصي بدلاً من كونه نقداً بناء، ويمكن أن تعوق هذه المقاومة عملية التعلم والتطور، وهما أمران حاسمان لتحقيق الأهداف المرجوة.

تدعم العديد من الأبحاث فكرة أنَّ العقلية الثابتة يمكن أن تقوض قدرة الفرد على التعلم من الأخطاء، فعندما يتجنب الأشخاص ذوو العقلية الثابتة قبول النقد أو الملاحظات، فإنَّهم يفتقدون فرصة تحسين أدائهم واكتساب المهارات الجديدة.

نتيجة لذلك، يمكن أن يعرقل هذا النهج تطورهم الشخصي والمهني، فيقتصرون على ما يعرفونه بالفعل ويعزفون عن السعي نحو تحسينات محتملة، وبالمقابل، الأفراد الذين يتبنون العقلية المرنة يرون في النقد والتغذية الراجعة فرصاً لتعلم شيء جديد وتطوير مهاراتهم، وهذا يعزز من قدرتهم على تحقيق الأهداف المرجوة وتحقيق النجاح المستدام.

بعد أن أجبنا عن هذا السؤال، دعونا ننتقل إلى الجانب الآخر من المعادلة: كيف يمكننا تطوير عقلية مرنة؟ فبعد أن رأينا كيف أنَّ العقلية الثابتة يمكن أن تعوق تقدمنا، من الضروري أن نستكشف الطرائق التي يمكننا من خلالها تبني عقلية أكثر مرونة.

كيف يمكن للقادة تطوير عقلية مرنة؟

يمكن للقادة تطوير عقلية نمو من خلال تبني العديد من الاستراتيجيات والممارسات الرئيسة التي تعزز التعلم المستمر والتكيف والمرونة، فإليك نهج تفصيلي لتعزيز عقلية النمو للقادة من كتاب (Grit: The Power of Passion and Perseverance) للكاتبة أنجلا داكورث:

1. تبني ونمذجة التعلم المستمر

الخبراء في موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today) يرون أنَّ التعلم المستمر ليس مجرد إضافة إلى مسيرة القادة، بل هو جزء أساسي من نجاحهم وتطورهم، إذ يجب على القادة تبني فكرة أنَّ التعلم لا يتوقف عند نقطة معينة، بل هو رحلة مستمرة.

من الهام أن يسعى القادة بنشاط وراء التحديات والفرص الجديدة التي قد تفتح آفاقاً غير مستكشفة وتتيح لهم اكتساب مهارات وخبرات جديدة.

الخروج من منطقة الراحة ليس فقط وسيلة للنمو الشخصي، بل هو أيضاً رسالة قوية للفريق تؤكد قيمة التطور المستمر.

إضافة إلى ذلك، الانخراط في التعلم والتدريب المستمر يعزز من قدرة القادة على مواجهة التحديات المتغيرة في بيئات العمل، سواء كان ذلك من خلال حضور ورش العمل، أم قراءة الأدبيات ذات الصلة، أم تعلم مهارات جديدة، فإنَّ هذه الجهود تسهم في بناء عقلية النمو والتكيف.

هذا الانخراط يعزز أيضاً من قدرة القادة على تقديم حلول مبتكرة وإلهام فريقهم نحو تبنِّي نفس النهج، ومن الضروري أيضاً أن يكون القادة قدوة في التعلم المستمر، من خلال مشاركة ما يتعلمونه مع فريقهم وتشجيع الآخرين على متابعة نفس المسار.

يمكن أن يكون هذا من خلال إنشاء ثقافة مؤسسية تشجع على التعلم وتكافئ الجهود المبذولة في تحسين الذات، فهذا النوع من القيادة يعزز من أداء الفريق، وأيضاً يساهم في بناء بيئة عمل ديناميكية ومتجددة.

2. الاعتراف بمجهود الفريق ومكافأته

وفقاً لجامعة ستانفورد (Stanford University) يعد الاعتراف بالجهود وتكريم العمل الجاد والمرونة من المهام الأساسية للقادة الناجحين، فالتقدير ليس مجرد لفتة إيجابية، بل هو دافع قوي يعزز من معنويات الفريق ويحفزهم على الاستمرار في بذل مزيد من الجهد.

عندما يعترف القادة بالمثابرة التي يبديها أعضاء الفريق في التغلب على العقبات والسعي لتحقيق الأهداف، فإنَّهم يرسلون رسالة واضحة بأنَّ كل جهد مبذول يحظى بالتقدير والاحترام.

إضافة إلى ذلك، من الهام تسليط الضوء على تجارب التعلم والاحتفاء بالنجاحات، حتى في الحالات التي لا تكون النتائج فيها كما هو متوقع.

الفشل يمكن أن يكون أداة تعليمية قوية، والقادة الذين يقدرون هذه التجارب يساهمون في إنشاء بيئة عمل تسمح بالتعلم والنمو من الأخطاء، فالاحتفاء بالنجاحات، سواء كانت كبيرة أم صغيرة، يعزز من روح الفريق ويشجع على مزيد من الابتكار والإبداع.

إقرأ أيضاً: صفات أساسية يتميز بها القادة الناجحين

3. تحديد الأهداف التنموية

دراسة من جامعة هارفارد للأعمال (Harvard Business Review) تؤكد أنَّه على القادة أن يكونوا قدوة في وضع أهداف النمو الشخصي والمهني، فهم بحاجة إلى تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق تعكس التزامهم المستمر بالتطور.

هذه الأهداف يجب أن تكون واقعية، ومحددة بالوقت، ومراجعة بانتظام لضمان التقدم المستمر، ومع مرور الوقت وظهور فرص جديدة، من الضروري تعديل هذه الأهداف بما يتناسب مع التطورات الجديدة، وهذا يضمن أن تكون مسيرة النمو دائماً على المسار الصحيح وتتناسب مع التغيرات في البيئة المهنية.

تحديد الأهداف التنموية

إلى جانب ذلك، يجب على القادة أن يكونوا داعمين لأعضاء فريقهم في تحديد وتطوير أهداف النمو الخاصة بهم، ويساعد تقديم التوجيه والتشجيع في هذه العملية على بناء فريق أكثر تماسكاً وكفاءة.

القادة الذين يخصصون الوقت لمساعدة فريقهم على تحديد مساراتهم الشخصية والمهنية يساهمون في إنشاء بيئة عمل تحفز على التقدم الفردي والجماعي.

توفير الموارد اللازمة، سواء كانت دورات تدريبية، أم ورش عمل، أم حتى وقت مخصص للتطوير الشخصي، يؤدي دوراً حيوياً في تحقيق هذه الأهداف، فالدعم المتواصل من القادة يمكن أن يشكل الفارق في قدرة الفريق على تحقيق أهدافهم والنمو بصفتهم أفراداً محترفين.

في نهاية المطاف، القادة الذين يستثمرون في تطوير أنفسهم وفريقهم يجعلون بيئة العمل مزدهرة وتتيح للجميع الفرصة للنمو والنجاح.

4. تعزيز فريق مرن وقادر على التكيف

لتعزيز عقلية النمو لدى القادة وأعضاء الفريق، من الهام تشجيع المخاطرة المحسوبة والتفكير المبتكر، وهذا يتطلب إنشاء بيئة عمل تحتضن المحاولات الجديدة وترى الفشل جزءاً طبيعياً من عملية التعلم والتطور.

عندما يدرك الفريق أنَّ الفشل ليس نهاية المطاف، بل فرصة لاكتساب معرفة جديدة وتحسين الأداء، يصبحون أكثر استعداداً لتجربة أفكار جديدة واستكشاف مسارات غير تقليدية.

إلى جانب ذلك، يجب على القادة تزويد الفريق بالأدوات والاستراتيجيات اللازمة لإدارة الضغط والتعامل مع التحديات بفاعلية، وهذه الأدوات قد تشمل تدريباً على تقنيات إدارة الوقت، أو دعماً نفسياً يساعد الأفراد على التعامل مع الضغوطات بمرونة أكبر.

بيئة العمل التي تحفز المرونة وتقدرها تعزز القدرة على التكيف مع التغييرات المستمرة وتفتح الأبواب أمام مزيد من الابتكار.

عندما يدمج القادة هذه الاستراتيجيات في نهجهم الإداري، فإنَّهم يساهمون بشكل مباشر في تطوير عقلية النمو ليس فقط في أنفسهم، ولكن أيضاً في فرقهم، وهذا يعزز من قدرة الفريق على تحسين الأداء بمرور الوقت، ويشجع على الابتكار الذي يعد مفتاحاً لتحقيق النجاح المستدام على الأمد الطويل.

إقرأ أيضاً: كيفية بناء وتشكيل فريق العمل الناجح: المقومات والمتطلبات والعناصر

في النهاية، القادة الذين يركزون على تطوير هذه العقلية يسهمون في بناء فرق قادرة على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وإبداع.

إنَّ تطوير عقلية مرنة هو هدف أساسي لكل قائد يسعى إلى النجاح في بيئة عمل متغيرة، ففي عالم الأعمال الذي يتسم بالتقلب وعدم اليقين، يصبح من الضروري للقادة أن يكونوا قادرين على التكيف مع التحديات الجديدة بسرعة وفاعلية.

لتطوير هذه العقلية المرنة، يمكن للقادة تبني ممارسات مثل التعلم المستمر، وتبني الفشل بوصفه جزءاً من عملية النمو، والتفكير الاستراتيجي الذي يسمح بالتكيف مع المتغيرات.

لكن في الوقت نفسه، يجب ألا يغفل القادة عن أهمية الموازنة بين الثبات والمرونة، فبينما تعد القدرة على التكيف ضرورية، يتطلب النجاح المستدام أيضاً التمسك ببعض المبادئ والقيم الأساسية التي توجه العمل وتضمن الاستمرارية.

هذه الموازنة الدقيقة بين التمسك بالأهداف الأساسية والقدرة على التكيف مع التغيرات هي التي تميز القائد الفعال عن غيره، فمن خلال تحقيق هذا التوازن، يمكن للقادة تعزيز الابتكار والمرونة مع الحفاظ على ثبات الرؤية والتوجهات الاستراتيجية.

إقرأ أيضاً: ما هي العقلية الثابتة؟ وهل يمكن تغييرها؟

الحل الأمثل: الموازنة بين الثبات والمرونة

في عالم القيادة، يعد التوازن بين العقلية الثابتة والمرنة أمراً حاسماً لتحقيق النجاح والابتكار، فلكلٍّ من الثبات والمرونة دور هام في سياقات مختلفة، ويستطيع القادة تحقيق توازن بينهما لضمان الأداء الأمثل للفريق وتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

في البداية، يجب تحديد السياقات المناسبة لكل نوع من العقلية، فمثلاً، في المهام التي تتطلب دقة واتباع بروتوكولات محددة، مثل الإجراءات الطبية أو العمليات التقنية المعقدة، يكون من الضروري تبنِّي العقلية الثابتة لضمان الالتزام بالمعايير وضمان الجودة.

في المقابل، في سياقات تتطلب التكيف مع التغيرات السريعة أو ابتكار حلول جديدة، من الهام إظهار مرونة عقلية، فهذا يتيح للقادة التجربة والتكيف مع الظروف الجديدة.

الموازنة بين الثبات والمرونة

لتحقيق التوازن، يجب دمج الثبات والمرونة في استراتيجيات القيادة، ومن الضروري تحديد القيم والمبادئ الأساسية للفريق أو المنظمة، فتوفر هذه المبادئ الثبات والاتساق في القيادة، وهذا يساعد على بناء الثقة والموثوقية.

في الوقت ذاته، يجب تشجيع الفريق على التفكير الإبداعي والتكيف مع التغيرات، فمن خلال توفير بيئة داعمة، يمكن للأعضاء تجربة أفكار جديدة والتعلم من الأخطاء.

من المفيد أيضاً استخدام الثبات في الأوقات الصعبة والمرونة في الأوقات العادية، فعندما تواجه الأزمات أو المواقف الطارئة، من الضروري اتخاذ قرارات ثابتة وحازمة.

إذ يساعد هذا على توجيه الفريق بشكل واضح ويخفف من حالات الفوضى، وفي أوقات النمو والتطور، يمكن للقائد استخدام عقلية مرنة لتشجيع التغيير والتحسين المستمر، مع تطوير استراتيجيات جديدة والتكيف مع الاتجاهات الحديثة.

إضافة إلى ذلك، إنَّ تقييم وتكييف الاستراتيجيات بانتظام هو جزء أساسي من هذا التوازن، إذ يجب مراجعة فاعلية الاستراتيجيات بشكل دوري لتحديد ما إذا كانت تحقق النتائج المطلوبة أو إذا كان هناك حاجة لتعديل النهج، وبناءً على التقييم، يجب أن يكون القائد مستعداً لتكييف أساليب القيادة لضمان تحقيق التوازن الأمثل بين الثبات والمرونة.

أخيراً، من الضروري تعزيز المهارات والقدرات من خلال تدريب الفرق وتوفير التدريب والتطوير المهني لتعزيز قدرتهم على التكيف والتعامل مع التحديات بفاعلية.

كما ينبغي على القادة تحسين مهاراتهم القيادية بصفة مستمرة من خلال التجارب والتعلم المستمر، فمن خلال تحقيق هذا التوازن بين العقلية الثابتة والمرنة، يمكن للقادة تعزيز قدرة فرقهم على النجاح في بيئات العمل المتغيرة، بينما يحافظون على استقرار القيم والمبادئ الأساسية التي تشكل الأساس للنجاح طويل الأمد.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لاكتساب عقلية مرنة تؤمن بالنجاح

في الختام

يعد التوازن بين العقلية الثابتة والمرنة أمراً حاسماً لتحقيق النجاح والابتكار، فيمكن للقادة تحقيق توازن بين الثبات والمرونة من خلال تحديد السياقات المناسبة لكل نوع من العقلية، ودمج الثبات والمرونة في استراتيجيات القيادة، وتقييم وتكييف الاستراتيجيات بانتظام.

بتطوير المهارات والقدرات من خلال التدريب والتطوير المهني، يمكن للقادة تعزيز قدرتهم على التكيف والتعامل مع التحديات بفاعلية، وهذا يؤدي إلى تحسين الأداء والابتكار والنجاح على الأمد الطويل.

المصادر +

  • Fixed Mindset
  • GROWTH MINDSET VS. FIXED MINDSET: WHAT'S THE DIFFERENCE?
  • Behavioral Ethics in Organizations: A Review
  • Journal of Vocational Behavior

تنويه: يمنع نقل هذا المقال كما هو أو استخدامه في أي مكان آخر تحت طائلة المساءلة القانونية، ويمكن استخدام فقرات أو أجزاء منه بعد الحصول على موافقة رسمية من إدارة موقع النجاح نت

أضف تعليقاً

Loading...

    اشترك بالنشرة الدورية

    اشترك

    مقالات مرتبطة

    Article image

    كيف تؤثر بيئة العمل السامة على الإنتاجية؟

    Article image

    العلاقة بين المشتتات والمرونة والتفاعل

    Article image

    العقلية الوهمية!

    Loading...

    مواقعنا

    Illaf train logo إيلاف ترين
    ITOT logo تدريب المدربين
    ICTM logo بوابة مدربو إيلاف ترين
    DALC logo مركز دبي للتعلم السريع
    ICTM logo عضوية المدرب المعتمد ICTM
    EDU logo موسوعة التعليم والتدريب
    PTF logo منتدى المدربين المحترفين

    النجاح نت

    > أحدث المقالات > مهارات النجاح > المال والأعمال > اسلوب حياة > التطور المهني > طب وصحة > الأسرة والمجتمع > فيديو > الاستشارات > الخبراء > الكتَاب > أدوات النجاح نت

    مشاريع النجاح نت

    > منحة غيّر

    خدمات وتواصل

    > أعلن معنا > النجاح بارتنر > اشترك في بذور النجاح > التسجيل في النجاح نت > الدخول إلى حسابي > الاتصال بنا

    النجاح نت دليلك الموثوق لتطوير نفسك والنجاح في تحقيق أهدافك.

    نرحب بانضمامك إلى فريق النجاح نت. ننتظر تواصلك معنا.

    للخدمات الإعلانية يمكنكم الكتابة لنا

    facebook icon twitter icon instagram icon youtube icon whatsapp icon telegram icon RSS icon
    حولنا | سياسة الخصوصية | سياسة الاستخدام
    Illaf train logo
    © 2025 ILLAFTrain