ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الخبير في التفكير والمرونة "تشاز سكوت" (Chazz Scott)، ويحدِّثنا فيه عن أهمية حب الذات للنجاح.
الأهم من ذلك، أنَّ ذلك كلَّفني صحتي وعلاقاتي مع عائلتي وأصدقائي، ولم يكن هذا هو النجاح الذي كنت أتوق إليه، ولم أدرك القوة الكامنة وراء تنمية حب الذات لتحقيقه، ولأنَّني كنت أفتقر إلى حب الذات، فقد سعيت إلى تحقيق أهدافي خوفاً من فقدانها، واعتمد تقديري لذاتي على الإنجاز، وأصبحت أقسو على نفسي.
يمكن أن يرتبط حب الذات بصوتك الداخلي، فصوتك الداخلي إمَّا أن يُثنيك أو أن يشجِّعك في كل جانب من جوانب حياتك، ويمكن أن يكون أكبر مشجع لك أو أسوأ عدو لك، لكن لم يأخذ كثير من الناس الوقت للاستماع إلى أصواتهم الداخلية التي تحكم سلوكاتهم وكيف يعاملون أنفسهم وكيف يعاملون الآخرين، وفي أغلب الأحيان لا يكون الصوت الداخلي لمعظم الناس لطيفاً، فإذا لم تُنمِّ صوتك الداخلي بحيث يسهم في النهاية في حبك لذاتك، فلن تصل إلى حب الذات أبداً.
كيف يمكنك الاستمتاع بنجاحك وسعادتك وعلاقاتك إذا كنت تشعر أنَّك لا تستحقها؟
يسعى معظم الناس إلى تحقيق النجاح المادي، ولكنَّهم ينسون تحقيق الذات، وهذا النوع من النجاح ليس دائماً ومرهقاً، إذا كان صوتك الداخلي مثل صوتي الداخلي فستفقد إحساسك به كما لو كان عليك التعايش معه، فلقد اعتدتُ صوتي الداخلي - الذي كان ينتقدني دائماً - لدرجة أنَّني لم أعد أشعر به أو أعيره أي اهتمام، ومع ذلك، دون علمي، كان يؤثر في نجاحي المستقبلي وسلوكاتي والطريقة التي عاملت بها نفسي والآخرين.
صوتنا الداخلي هو المتحكِّم الذي يكمن في أعماق أذهاننا، ويشار إليه عادةً باحترام الذات، وكما يعلم معظمنا، يؤدي احترام الذات؛ أي الثقة بالنفس واحترامها، دوراً كبيراً في نجاح الفرد وسعادته وإنجازاته، فمن دون الثقة بالنفس، لن نحقِّق أي نمو.
شاهد بالفيديو: 7 قواعد ذهبية تمهد طريق النجاح
كيف يؤثر حب الذات في نجاحك المستقبلي في الحياة؟
اجعل حبك لذاتك انعكاساً مباشراً لكيفية معاملتك للآخرين من حولك، فهذا هو بالضبط ما هو عليه؛ إذ يعكس حبك لذاتك الطريقة التي تعامل بها المقرَّبين إليك في مكان العمل وفي العلاقات وفي الصداقات، فإذا همَّشت نفسك، فإنَّك تهمِّش الأشخاص من حولك، وإذا كنت تظنُّ أنَّك لا تستطيع القيام بشيء ما أو إنجاز مهمة ما، فلن تثق بقدرة الآخرين على إنجازها أيضاً.
إذا لم يكن لديك الصبر أو تعاقب نفسك عندما تشعر بأنَّك فعلت شيئاً خاطئاً، فسوف ينعكس هذا السلوك في كيفية تعاملك مع زملائك في العمل أو أي شخص آخر هام بالنسبة إليك، وستكون أقل تسامحاً عندما يرتكبون خطأ، وسوف تعاقب المقربين منك، تماماً كما تعاقب نفسك؛ وذلك لأنَّ الطريقة التي نعامل بها أنفسنا داخلياً هي انعكاس دقيق لكيفية تعاملنا مع الآخرين.
يظنُّ معظم الناس أنَّهم لا يحتاجون إلى الآخرين لتحقيق النجاح، فإذا كنت تظنُّ أنَّ هذا صحيح، فقط اسأل أي شخص ناجح كيف أصبح ناجحاً، وأنا متأكِّد من أنَّه سيخبرك أنَّ نجاحه سيكون بلا جدوى إذا لم يحصل على المساعدة ممَّن حوله؛ إذ تُبنى الشركات والنجاح المستدام الحقيقي من حب الذات والرحمة التي تزرعها داخل نفسك أولاً، كما يُبنى كل شيء ويُدمَّر من خلال ما تشعر به تجاه نفسك داخلياً؛ لذلك عندما تريد تسريع نجاحك في الحياة، فإنَّ ممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي وقراءة المدونات الذاتية أمر رائع، لكن لا تنسَ تنمية مزيد من التعاطف وحب الذات والصبر مع نفسك، وإذا لم تفعل ذلك، يمكن أن تشعر وكأنَّك تخطو خطوة واحدة للأمام في النجاح المادي وخطوتين إلى الوراء في نجاحك الداخلي.
في الختام:
النجاح الداخلي؛ كحب الذات والرضى والتوازن الهادئ، هو ما تحتاج إليه روحك حقاً، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستجعلك تستمتع بنجاحك وتجعل حياتك تستحق العيش؛ لذا اغفر لنفسك أخطاءك، وكن صبوراً مع عيوبك، وامنح نفسك الاحترام الذاتي الذي تستحقه، وتصوَّر نفسك أنَّك ناجح بالفعل داخلياً، وبمجرد أن تمارس هذا كل يوم، ستعثر على سر النجاح المستدام.
أضف تعليقاً