المخاوف النفسية للمقبلين على الزواج:
يواجه المقبلون على الزواج بعض المخاوف التي يخشونها، وتختلف هذه المخاوف من شخص لآخر، وربما لا يتعرض الجميع لنفس المخاوف، ومن أهم هذه المخاوف:
- الخوف من عدم القدرة على تلبية متطلبات الزواج والمسؤولية المرتبطة به، والخوف من عدم القدرة على تحمُّل الأعباء المالية المرتبطة بالزواج وتحقيق الاستقرار الاقتصادي، على سبيل المثال، الخوف من عدم القدرة على توفير المسكن المناسب، والقلق من الديون والالتزامات المالية، والقلق من البطالة أو فقدان الوظيفة، والضغوطات المالية المرتبطة بالأطفال، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية.
- الخوف من عدم القدرة على التكيُّف مع حياة الزواج الجديدة والضغوطات التي تصاحبها، والمخاوف من عدم التوافق والقدرة على التعامل مع المشكلات الزوجية المحتملة.
- الخوف من التعايش مع شريك الحياة وصعوبة فهم احتياجاته وتلبيتها.
- الخوف من حدوث الاضطراب في العلاقة مع الشريك وعدم التوافق العاطفي والاجتماعي أو عدم القدرة على تحقيق توازن وثقة بالنفس في العلاقة الزوجية.
- الخوف من الفشل في الزواج وحدوث الفراق والطلاق في المستقبل.
- الخوف من عدم القدرة على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والحياة العملية بعد الزواج، وحدوث التغيرات في حياة الشخص الشخصية والمهنية بعد الزواج.
- الخوف من تكرار أخطاء الأجيال السابقة في الزواج، وعدم تحقيق السعادة الزوجية.
- الخوف من فقدان الحرية الشخصية والتضحية بالهوايات والأوقات التي كان يستمتع بها الفرد والاضطرار إلى التكيف مع حياة جديدة.
- الخوف من الإساءة العاطفية أو الجسدية أو الانتهاكات الأخرى في الزواج.
- الخوف من عدم القدرة على الوفاء بتوقعات الأسرة والمجتمع وضغوطات العادات والتقاليد.
أهمية الاستعداد النفسي للزواج وتأثيره في استقرار العلاقة الزوجية:
الاستعداد النفسي للزواج قاعدة أساسية لبناء الحياة الزوجية الناجحة، فالحياة في القفص الذهبي مختلفة عما سبق، ويجب الاستعداد لها من كل الجوانب، وأبرزها الجانب النفسي، وتأتي أهمية الاستعداد النفسي للزواج فيما يأتي:
- يساعد الاستعداد النفسي المقبلين على الزواج على التحضير والاستعداد السليم للتغيير الكبير القادم، فالأمر ليس فقط تغير المسكن والأشخاص الذين سيتشاركون المنزل، وإنَّما يتعلق الأمر بتقبل وفهم الآخر، فالتغيير يحدث أيضاً في الأولويات ونمط الحياة والإنفاق والادخار والعادات اليومية، فعندما يضع الثنائي في حسبانهما الاستعداد لهذه التغييرات يصبح الزواج أسهل.
- يساعد الاستعداد النفسي الثنائي على احترام اختلافهما، فبرغم نقاط التشابه بينهما لا بد من وجود اختلاف.
- يعزز الاستعداد النفسي وسائل التواصل بين الثنائي ويسهم في انفتاحهما على بعضهما بعضاً وتبادل الأفكار ومشاركتها والاستماع لبعضهما.
- الاستعداد النفسي سيُشعِر الثنائي باللين والراحة تجاه بعضهما، ومن ثم يصبحان مستعدين للسير باتجاه بعضهما في حالة الخلافات والتحديات، ولن يتمسكا بالأنا الذاتية على غير وجه حق أو حاجة.
- سيصبح الثنائي مستعدين للمستقبل بعد وضع مخطط واضح له، فالاستعداد النفسي سيجعلهما يشعران بالصفاء الذهني الإيجابي نحو الغد لا اليوم فقط.
- يهيئ الاستعداد النفسي الزوج والزوجة للتمسُّك ببعضهما وعدم التخلي عن بعضهما عند أول مشكلة تحدث بينهما.
- يدرك الثنائي بالاستعداد النفسي أهمية الاستشارة حتى بعد الزواج، فهما يحتاجان إلى عون المختصين أو الآخرين القادرين على تقديم يد العون خلال مراحل مختلفة من الزواج.
خطوات للاستعداد النفسي للزواج:
عندما نفكر في الزواج بوصفه مرحلة جديدة في حياتنا، نجد أنَّ الاستعداد النفسي من أهم الأشياء التي ينبغي القيام بها، فيمثل الاستعداد النفسي للزواج الخطوة الأولى نحو بناء علاقة زوجية مستدامة وسعيدة، وهو العملية التي تمكننا من التأقلم مع التحولات الحياتية وتغيير أولوياتنا بشكل صحيح ومتوازن، إليكم الخطوات الرئيسة التي يمكن أن تساعدكم على الاستعداد النفسي للزواج وتعزز فرص نجاح الحياة الزوجية:
1. الاستفسار الجدي عن استعدادك للزواج:
اسأل نفسك الأسئلة الصعبة عما إذا كنت مستعداً للالتزام بشريك حياتك وتحمل المسؤوليات المشتركة، قدم قائمة بأهدافك وقيمك في الحياة، وتحقق مما إذا كانت تتوافق مع تطلعاتك في الزواج، وتحدَّث مع أصدقائك المقربين أو أفراد عائلتك عن استعدادك للزواج واستمع إلى آرائهم ونصائحهم، وتحدَّث مع مختص نفسي ليساعدك على استكشاف مشاعرك.
شاهد بالفديو: 8 أخطاء يرتكبها المتزوجون حديثاً
2. تحليل علاقاته السابقة:
يمكن أن تكون العلاقات السابقة قد شهدت أخطاء أو تحديات، من خلال تحليل هذه الأوقات، يمكنك تجنب تكرار الأخطاء نفسها في العلاقة الزوجية، عندما تقوم بتحليل العلاقات السابقة، يمكنك تحديد ما الذي تبحث عنه في علاقتك الزوجية المستقبلية، وما هي القيم والأولويات التي ترغب في تحقيقها.
3. الاستقرار الشخصي:
يشمل الاستقرار الشخصي تحقيق التوازن والرضى الداخلي في حياتك، ويعني ذلك أنَّك تشعر بالراحة والثقة في نفسك وتفهم احتياجاتك وأهدافك بوضوح، فإذا كنت مستقراً نفسياً، ستكون قادراً على تقديم الدعم لشريكك في الأوقات الصعبة دون أن تكون مشتتاً بمشكلاتك الشخصية، فيساعد الاستقرار الشخصي على تجنب إدخال التوترات الشخصية في العلاقة الزوجية، وهذا يقلل من احتمالية حدوث صراعات غير ضرورية.
4. البحث عن المساعدة الشخصية:
في حال كانت لدى الشخص شكوك أو توترات نفسية، يمكنه طلب المساعدة من مستشار زواج أو مدرب نفسي للمساعدة على تحقيق الاستعداد النفسي للزواج.
5. التحضر للتغيير:
بمجرد الاستعداد للزواج فإنَّ ذلك يعني قبول أنَّ الحياة الزوجية ستأتي بتحديات جديدة وتغيرات في الروتين اليومي، ومن ثم فإنَّ الاستعداد للتعامل مع هذه التغييرات يسهم بلا شك في نجاح العلاقة.
6. اكتشاف أهمية العطاء:
الرغبة القوية بالعطاء والتضحية هي من أهم متطلبات الزواج، فعلى الشريكين أن يكونا مستعدين للعطاء والتفاني ودعم بعضهما بعضاً.
7. التحضير للتعايش:
يتطلب الزواج القدرة على التسامح والصبر، والقدرة على الحفاظ على الحوار البناء، وهذه أهم أركان التعايش التي يجب على الشريكين الاستعداد للتعامل بها.
8. الاتصال والتواصل:
يساعد الحوار والتواصل المفتوح مع الشريك المقبل على الزواج على تجنب أي نوع من المفاجآت غير المرغوبة وتوضيح الأهداف والتوقعات المشتركة.
مراحل الاستعداد للزواج:
المرحلة الأولى التهيئة النفسية:
وتتم بثلاثة أمور: تبديد المخاوف والنظرة الواقعية للزواج والمشاركة:
التهيئة تكون بالاستعداد العقلي للدخول لعالم جديد مختلف من أجل بناء أسرة سعيدة وتحمُّل مسؤوليات جديدة، والقضاء على الخوف والقلق من كل شيء بدءاً بالزواج نفسه، مروراً بالعلاقة والتوافق مع الشريك، وصولاً إلى تحمُّل المسؤوليات، ويتم ذلك بالتخلص من التوقعات السلبية عن الزواج والتي منشؤها تجارب الآخرين، من ثم الحرص على الحصول على المعلومات المتعلقة بالزواج من مصادر موثوقة، وأخذ العلم أنَّ بناء علاقة زواج قوية يستغرق وقتاً.
أمَّا النظرة الواقعية للزواج فتكون برسم صورة للحياة الزوجية مع مسؤوليات والتزامات متعددة، وهذه الصورة الواقعية ستساعد على التعرف إلى الحقوق والواجبات الزوجية، وإدراك حجم المسؤوليات الأسرية والاجتماعية، وكذلك إدراك أهمية المشاركة والتعاون بين الزوجين، والاستعداد للمتغيرات المختلفة في الزواج، وتقبُّل فكرة الاختلافات في شخصية الزوجين، وتقبُّل فكرة عدم قابلية الاتفاق.
أخيراً تأتي المشاركة بمناقشة كافة الموضوعات المتعلقة بالحياة الأسرية، واحترام وجهات النظر بين الزوجين وتقبلها، وتجنُّب محاولة تحكُّم أحد الزوجين بالآخر، ومرونة التعامل وتقديم بعض التنازلات من أحد الطرفين للآخر.
المرحلة الثانية: تحديد مقاييس اختيار الشريك:
يحتاج المقبل على الزواج إلى وضع مقاييس معينة ومعايير مناسبة لتطلعاته ليحصل على حياة زوجية مستقرة وتتمثل هذه المقاييس في جزأين:
- مقاييس داخلية تركز على التعاطف والتجاذب النفسي المتبادل، والتناسب الفكري ووجهات النظر، والاتفاق على القيم الأخلاقية، وأهداف الحياة المشتركة.
- مقاييس خارجية تدور حول التناسب بالعمر والخصائص الجسمية، والمستوى الثقافي، والتعليمي، والاجتماعي.
شاهد بالفديو: 10 أشياء تزيد من سعادة الزوجين
المرحلة الثالثة:
التعرف إلى شريك الحياة من خلال المقابلات والاتصالات وتبادل الأحاديث ومناقشة موضوعات متعلقة بالزواج؛ بهدف معرفة الآراء والأفكار والتصورات، بحيث يتم كشف مدى التوافق، ومن الموضوعات التي يستحسن طرحها ومناقشتها:
- ملامح الشخصية التي توضح مدى التوافق والاختلاف، بحيث لا تشكل الاختلافات نقاط خلاف في المستقبل.
- الحياة الزوجية والأسرية؛ لمعرفة مقدار التباين والالتقاء بوجهات النظر ومحاولة التوافق على الأمور الجوهرية (دور الأب ودور الأم، والحقوق والواجبات).
- الجانب الديني، لاكتشاف مدى التقارب في التوجهات الدينية بين الطرفين ودرجة تقبُّل احتمالات الاختلاف.
كيف تستعد الفتاة نفسياً للزواج؟
- تحديد أهدافها الشخصية والمهنية والعائلية ورؤيتها للحياة التي ترغب في تحقيقها مع الشريك.
- يجب على الفتاة تقبُّل الاختلاف مع الشريك والعمل على التوافق والحوار معه.
- تطوير مهاراتها في الاتصال والتواصل الفعال.
- التعرف إلى مسؤولياتها المنزلية.
- الرعاية الذاتية بحيث تهتم بصحتها النفسية والجسدية والروحية قبل الزواج، من خلال ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي، والاسترخاء والاهتمام بالهوايات.
- التحضير للمستقبل المالي، من خلال العمل على الاستقلال المالي وتطوير مهاراتها المهنية قبل الزواج، لتستطيع مساعدة شريكها في بناء حياة مالية مستقرة.
- العمل على النمو الشخصي من خلال تطوير نفسها وتعلُّم مزيد عن الحب والعلاقات عن طريق الكتب والدورات.
كيف يستعد الشاب نفسياً للزواج؟
- يجب على الشاب أن يكون على دراية بنفسه، ومعرفة نقاط قوته وضعفه، والعمل على تطوير نفسه بجوانب مثل التفكير الإيجابي والتحكم بالعواطف وبناء الثقة بالنفس.
- تحقيق التوازن العاطفي، فيكون الشاب متأكداً من استقراره العاطفي ومدى مقدرته على الالتزام الزوجي ويقيِّم مشاعره وتوقعاته نحو الزواج.
- يجب على الشاب التخطيط للجوانب المالية المصاحبة للزواج، ومن ذلك توفير سكن مناسب وتحديد ميزانية مالية للمصاريف الزوجية، يجب أن يكون لديه فهم جيد لكيفية إدارة نفقاته.
- تعلُّم مهارات الحياة، كالتواصل الفعال، وإدارة الوقت، وحل المشكلات، والتعامل مع الصعوبات، فهي مهارات نافعة في الحياة العامة والحياة الخاصة.
- الاستعداد للتعاون والتواصل، فيجب عليه الاعتياد على التواصل الجيد مع الآخرين وبخاصة من سكنت حياته.
- العمل على بناء ثقته الذاتية فيؤمن بقدراته وينمي مهاراته.
- الاستعداد للتغيير مع ما يتوافق مع الحياة الزوجية.
في الختام:
الزواج ليس عبارة عن نصف آخر بل هو عمل فريق، فبناء علاقة زوجية صحية ومستدامة يحتاج إلى الاستعداد النفسي الجيد والذي ينطوي بدوره على فهم خصوصياتنا واحتياجاتنا، وكذلك فهم شريك حياتنا واحتياجاته، فعندما نفهم كل ذلك سنكون قادرين على التوصل لاتفاقات وحلول لأي مشكلة قد تواجهنا مع الشريك.
المصادر +
- زكريا ابراهيم، الزواج والاستقرار النفسي.
- محمد عبد الستار السمان، التأهيل النفسي للزواج
- محمد شرف الدين، الرباط المقدس
أضف تعليقاً