ستواجه تحدياً صعباً في تكريس وقتها لعملها المهني وعملها في الأمومة في وقت واحد، لذلك سنقدم بعض الخطوات التي يجب على الأم اتباعها للتعامل مع طفلها واختيار النشاطات المحددة له.
كيف تتعامل الأم العاملة مع طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
تواجه الأم العاملة تحدياً كبيراً في حياتها عند وجود طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لديها، ويكون هذا التحدي في أغلب الأحيان ناجحاً بسبب دافع الأمومة من جهة ودافع الحصول على الثقة بالنفس والاستقلال المادي من جهة أخرى، وإليك بعض الطرائق التي تسهل على الأم العاملة التعامل مع طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة:
- البحث عن جمعيات أو أماكن تدعم ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن الأفضل أن تكون في المنطقة التي تسكن بها الأم، فالمكان المخصص لهذه الحالات يقدم نشاطات ودعماً لهم، وهذا يجعل الأم قادرة على ترك الطفل خلال فترة عملها دون القلق عليه.
- تشجيع الطفل باستمرار على تطوير مهاراته، وهذا يكسبه ثقة بالنفس وبدوره يخفف الضغط على الأم العاملة ويجعله يعتمد على نفسه في الأمور البسيطة.
- توفير بيئة منزلية داعمة للطفل واحتياجاته، مثل وجود مساحات هادئة لتلقي علاجه وتنظيم أدواته التي يحتاج إليها في يومه، فيجب أن يكون هذا الركن خاصاً به ليستطيع الحصول على مستلزماته وحده.
- يجب على الأم أن تستثمر أوقات فراغها وتحصل على قسط كافٍ من الراحة في يومها؛ لتصبح قادرة على متابعة الاهتمام بطفلها بعد العودة من العمل، فالصحة النفسية والعقلية والجسدية للأم تؤثر بشكل إيجابي في طفلها.
- تنظيم وقت الأم العاملة من خلال جدول زمني تضع فيه نشاطاتها ونشاطات طفلها اليومية، وتقسم أوقات العمل وأوقات العناية بنفسها وطفلها حسب وقت محدد، كما يجب وضع قائمة بالمهام اليومية ليتثنى لها القيام بأعمالها على أكمل وجه دون نسيان أي مهمة موكلة إليها.
- في حال كان الأهل قد وضعوا طفلهم في مدرسة أو مركز مخصص، فعلى الأم طلب المساعدة منهم في حال احتاجت إلى ذلك، إضافة إلى إخبارهم بالتحديات التي تواجهها بصفتها أماً وامرأة عاملة معاً، فتكون لدى المراكز المختصة حلول مدروسة ومبتكرة لمواجهة تلك المشكلات.
- طلب المساعدة من باقي أفراد الأسرة أو الأصدقاء لتقديم الرعاية اللازمة خلال فترة العمل، فهذا يخفف الضغط على الأم.
شاهد بالفيديو: أساليب التعامل الناجح مع الطفل المتوحد
التحديات التي تواجه الأم العاملة خلال تربيتها لطفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة:
يصعب على الأم العاملة القيام بعملها وتربية طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة في وقت واحد، ما لم تجد حلاً يناسب طفلها وأسرتها، وهذه بعض التحديات التي تواجهها:
- عدم التوازن بين إتمام دورها في الأمومة ودورها في الحياة المهنية، فهي تحتاج إلى إدارة وقتها بشكل يناسب احتياجات طفلها وعملها معاً، وهذا ما يؤدي في بعض الأحيان إلى فشلها في إتمام ما يوجَّه إليها.
- تصاب الأم العاملة والتي تكون مسؤولة عن طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة بتوتر وإرهاق وضغط نفسي؛ نتيجة عملها المهني من جهة وقيامها بدور الأم من جهة أخرى، فتقديم الرعاية لطفلها يحتاج إلى جهد كبير ولا تستطيع توفيره في أغلب الأوقات.
- تواجه الأم العاملة ضغطاً مالياً نتيجة الإجراءات الصحية لطفلها من علاج وخدمات، وهذا ما يجعلها تفقد الاستقلال المادي.
- في بعض الأحيان لا يتوفر مركز رعاية قريب في منطقة سكن الأم أو منطقة عملها، وهذا ما يجعل الطفل يفقد الرعاية الخاصة به دون قدرة الأم على تلبيتها.
- قد تحدث ظروف طارئة خارجة عن إرادة الأم وطفلها نتيجة احتياجات طفلها المتعددة، وهذا ما يدفع الأم لتنظيم حلول خارجية لمثل هذه الأوقات.
- تواصل الأم باستمرار مع المدرسة أو المركز الذي يقدم العلاج لطفلها والاطمئنان على صحته في أوقات متقطعة، وهذا ما يجعل ذهنها متشتتاً عن عملها المهني.
- تحتاج الأم العاملة بشكل دائم إلى دعم عاطفي ونفسي لها قد لا تحصل عليه في معظم الأوقات، وهذا الدعم يقدَّم نتيجة الصعوبات التي يواجهها طفلها أمامها وهي غير قادرة على توفير مزيد من الاهتمام له.
كيف يمكن توفير الدعم للأم العاملة التي لديها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
تجد المرأة العاملة صعوبة في موازنة أعمالها المهنية وتربية طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة في وقت واحد، فقد تُصاب في كثير من الأحيان بحالات إحباط واكتئاب، وتصبح غير قادرة على الاستمرار في حياتها، لذلك تحتاج في معظم الأحيان إلى توفير دعم لها بأشكاله المتنوعة، ومن هذه الأشكال:
- دعم مادي: لا بدَّ أنَّ كل طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة له رعاية، وهذه الرعاية باهظة الثمن؛ بسبب النشاطات المقدمة له من خلالها، فتوفير الدعم المادي للأم يخفف من الضغط الملقى عليها، وللدعم المادي عدة أشكال، مثل المؤسسات الحكومية والمنظمات الخيرية وصناديق المساعدة.
- مساعدة الأم على الحصول على قسط من الراحة والاسترخاء وتقديم عناية جسدية ونفسية لها، تمكنها من الاستمرار في عملها وتوفير الرعاية لطفلها، فتجديد طاقة الأم يعود على الطفل بالنفع النفسي.
- تقديم استشارة نفسية لها للحصول على إرشادات في كيفية التعامل مع التحديات العاطفية والمهنية التي تواجهها.
- توفير دعم عاطفي للأم بسبب وجود مشاعر قلق وتوتر؛ لذلك يجب على الأسرة تشجيعها باستمرار والاستماع للمشكلات التي تواجهها وتقديم حلول لها، إضافة إلى تقديم المساعدة في حال اضطرت لذلك.
- تقديم المساعدة في الحياة اليومية للطفل؛ وذلك من خلال رعايته بالأمور التي يمكن استغناء الأم عنها كالحمام والطعام واللباس.
- تشجيع الأم ودعمها باستمرار والثناء على جهودها؛ وذلك لمواظبة ما تقوم به في عملها ورعاية طفلها.
كيف تختار الأم النشاطات التي تناسب طفلها من ذوي الاحتياجات الخاصة؟
عند اختيار النشاطات الخاصة بطفل ذوي الاحتياجات الخاصة، يجب الانتباه إلى تلبية حاجاته الفردية المتنوعة، إليك بعض النصائح للاختيار:
- استشارة خبراء وأخصائيين في المجال لمعرفة النشاطات التي تناسب حالته.
- اختيار نشاطات قادرة على تحفيز الطفل وتشجعه لتجربة نشاطات أخرى عديدة وتطوير مهاراته.
- توفير الدعم الكامل للطفل وإرشاده خلال ممارسة النشاط؛ وذلك تحت إشراف المعلمين أو الأسرة.
- الاستماع لحاجات الطفل وما هي النشاطات التي يجب تنفيذها، فمن الممكن أن تكون لديه مواهب دفينة لا تخرج إلا بتقديم الدعم له.
- الحصول على تقييم لقدرات وصعوبات الطفل لجميع النشاطات التي تود أن تجعله يمارسها، والعمل على تطوير نقاط القوة لديه والابتعاد عن الصعوبات أو التغلب عليها.
- تشجيع التفاعل الاجتماعي لديه؛ وذلك من خلال اختيار نشاطات تساهم في تكوين الأصدقاء.
النشاطات الواجب تقديمها لطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة:
لمساعدة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة على تطوير ذاته وتعزيز قدراته؛ يجب تقديم العديد من النشاطات له مثل:
1. نشاطات حسية:
ذلك لتعزيز التواصل الحسي له وتحسين قدرته على الاستجابة لحواسه، ويمكن أن تكون هذه النشاطات اللعب بالرمل مثلاً، أو الماء.
2. نشاطات اجتماعية:
انخراط الطفل مع أقربائه وتكوين صداقات له وإشراكه في جميع النشاطات الاجتماعية على صعيد المدرسة أو الأسرة، وهذا ما يعزز لديه الثقة بالنفس والمهارات الاجتماعية، فيصبح قادراً على تقبُّل الطرف الآخر بسهولة.
3. نشاطات مهنية:
يجب تدريب الطفل على المهارات المهنية كالتصوير والخياطة، وهذا ما يجعل لديه مهارات جديدة تعينه على مواظبة حياته.
4. نشاطات رياضية:
مثل تعليمه كرة القدم والسلة وتكوين فرق مع الأطفال الآخرين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فهذه النشاطات تعزز من صحته الجسدية وتزيد قوته في تحمُّل الألم في حال حدوثه.
5. نشاطات ترفيهية:
يجب أن يشارك الطفل في الحفلات الموسيقية والمعارض ويتعرف إلى الأماكن الأثرية، فيمكن أن تكون لديه هواية في ذلك وغير قادر على التعبير عنها.
6. نشاطات فنية:
مثل تعليم الرسم والعزف على الآلات، فهذه النشاطات تحديداً تجعله قادراً على إفراغ مشاعره سواء كانت سعادة أم غضباً، وتحفز الإبداع لديه.
7. نشاطات تعليمية:
مثل القراءة وكيفية حل الألغاز وتطبيق الأشكال، فهذه النشاطات توفر للطفل تطوير مهاراته اللغوية وتجعله قادراً على التفكير بإبداع وذكاء.
8. نشاطات حركية:
فهذه النشاطات تساعد الطفل على التنسيق الحركي له وتجعله في حالة توازن خاصة، مثل السباحة والركض وركوب الخيل.
في الختام:
لقد ذكرنا في هذا المقال التحديات والصعوبات التي تواجه الأم العاملة التي لديها طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، وكيف يمكن تقديم الدعم لها، إضافة إلى النشاطات التي يمكن تقديمها للطفل لضمان راحته وراحة الأم معاً.
أضف تعليقاً