أولًا: تعريف مصطلح ذوي الاحتياجات الخاصة
كان يُطلق سابقًا على الأشخاص الذين يُعانون من أي إعاقة جسديّة أو عقليّة إسم المُعاق، إلى أن أطلق عليهم من قبل هيئة الأمم المتحدة لقب ذوي الإحتياجات الخاصة وذلك في التسعينيات من القرن الماضي.
وذوي الإحتياجات الخاصة هو مجموعة من الأطفال الذين تظهر لديهم اختلافات عن الأطفال الآخرين في القدرات العقليّة، أو الجسديّة، أو الحسيّة، أو في الخصائص السلوكية، أو اللغوية، أو التعليميّة، وهذا ما يجعلهم يحتاجون لكي يعيشون بشكلٍ سليم إلى بعض البرامج، أو الأجهزة، أو الخدمات التربوية المساندة.
ثانيًا: أنواع الاحتياجات الخاصة لدى الأطفال
1- مرض التوحّد:
عادةً ما يظهر مرض التوحد عندما يبلغ الطفل الثلاث سنوات من عمرهِ، وهو عبارة عن عجز يعمل على إعاقة مراحل تطور المهارات لدى الطفل، سواء كانت مهارات اجتماعيّة، أو لفظية، أو إبداعيّة، ويحدث هذا المرض عندما تُصاب الجملة العصبية في الدماغ ببعض الاضطرابات التي تؤثرُ على طريقة جمع المعلومات وعلاجها في الدماغ.
السلوكيات الاجتماعيّة لمريض التوحد:
- عدم قدرة الطفل على الاستجابة مع الآخرين، أو الرد على إسمه عندما يُناديه أحد.
- عدم القدرة على اللعب مع الآخرين.
- البقاء وحيدًا طوال الوقت.
- رفض الاتصال بالجسد والمعانقة.
- فشل الطفل في تفهم مشاعر وعواطف الآخرين، وعدم قدرته على التعبير عن مشاعره.
المشاكل المتعلقة بمهارات التواصل لدى المتوحد:
- عدم قدرة الطفل على التكلم قبل عمر 16 شهر.
- عدم قدرة الطفل على مشاركة ألعابهِ مع الآخرين.
- عدم الإشارة إلى الأشياء التي يحبها والتي يرغب بها.
- تكرار الكلمات التي يقولها الآخرين دون أن يعلم معناها.
- عدم الاستجابة للأصوات.
- الخلط بين الضمائر، إذ يُشير إلى نفسه بضمير أنت أو هو.
- الملل من التحدث أو الحوار.
- التمتّع بقوة ذاكرة وبشكلٍ خاص فيما يتعلق بالأرقام، والحروف، وسرعة حفظ الأغاني.
الأنماط السلوكيّة للطفل المُتوحد:
- تكرار الطفل المتوحد لبعض الحركات بشكلٍ مستمر، كالدوران، الاهتزاز، رفرفة الأيدي أو الرأس.
- القيام ببعض السلوكيات العنيفة التي تؤدي لإيذاء النفس كالعض، أو ضرب الرأس بالحائط.
- الإصابة ببعض الاضطرابات النفسيّة الناتجة عن أي تغيُّر جديد يحدث في حياتهِ.
- القيام ببعض الأنشطة الغريبة كالمشي على أصابع القدم.
- عدم الشعور بالألم أو الحرارة.
- وجود بعض التفضيلات في نوع الأطعمة التي يتناولها.
- شديد الحساسية للضوء والصوت.
- عدم الإحساس بالألم أو الحرارة.
نصائح للتعامل مع طفل التوحد:
- تقدير الحالة النفسيّة للطفل المتوحد، ومعرفة ما يُفرحه وما يُحرنه، والتكلم معه بشكلٍ دائم، وعدم تركه وحيدًا.
- مساعدة الطفل على التواصل مع كل الأشخاص الذين حوله، على أن يكون هذا التواصل بصري ولفظي، وتقديم الهدايا الجميلة لهُ كلما أحرز تقدمًا على هذهِ الأصعدة.
- تشجيع الطفل على اللعب مع الأطفال الذين يمرون بنفس المرحلة العمريّة، وذلك لأنّ مريض التوحد عادةً ما يميل إلى الأشخاص الأكبر سنًا منهم.
- منع الطفل المتوحد من تكرار الحركات النمطية التي يقوم بها، كالدوران، أو الرفرفة بالذراعين، ومعاقبتهِ بشكلٍ خفيف في حال لم يستجب.
- تنمية ثقة الطفل المتوحد بنفسهِ، وتشجيعه على الاستقلاليّة والقيام بأعمالهِ بمفردهِ.
- تعليم الطفل كيفيّة الدفاع عن نفسه وتدريبهِ جيدًا على هذا، وذلك لأنّ مريض التوحد لا يُدافع عادة عن نفسه، ولا يُقدر حجم الخطر الذي يُحيطُ به.
- تدريب الطفل على بعض الألعاب التي تساعد في التفريغ عن طاقتهِ المكبوتة، ومن الأفضل أن يتشارك الأم أو الأب اللعب معه.
- تسجيل الطفل في أحد المدارس المختصة بتأهيل الأطفال المتوحدين والإشراف الجيد على تعليمه.
- تدريب الطفل على تقبل التغيير وتجنب الروتين.
- تعليم الطفل كيفية التأقلم مع الواقع.
- تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة الإجتماعيّة والخيريّة التي تحسّن من مهارات التواصل الاجتماعي لديه.
اقرأ أيضاً: أبرز العلامات التي تدل على إصابة الطفل بالتوحد
2- متلازمة داون:
سُمي هذا المرض بمتلازمة داون نسبةً إلى الطبيب جون لانغدون داون الذي اكتشف هذه المتلازمة ووصفها سنة 1862، وسماها أيضًا بالمنغوليّة، وذلك لأنّ الأطفال المصابين بهذهِ المتلازمة لديهم ملامح وجهيّة تشبه العرق المنغولي، وذلك اعتمادًا على النظرية العرقيّة التي كانت سائدة حينها.
وتحدث متلازمة داون نتيجة اضطراب خُلقي يحدث بسبب وجود كروموسوم زائد في خلايا الجسم، حيث يبلغ عدد الكرموسومات في كل نواة 46 كروموسوم، ويتم توارث نصف عددها من الأم، والنصف الآخر من الأب، وفي حال ظهور نسخة إضافيّة للكرموسوم رقم 21، فإنّ الطفل يُصاب بمتلازمة داون التي تسبب بعض الأعاقات العقليّة والاختلالات الجسديّة.
الصفات الجسديّة للأطفال المصابين بمتلازمة داون:
- وجود جلد زائد في زاوية العين الداخليّة، وبقع لونها أبيض في قزحية العين.
- تسطح جسر الأنف، وصغر منطقة الذقن بشكلٍ مبالغ فيهِ.
- صغر تجويف الأنف، وتضخم الأسنان.
- صغر حجم الرأس، وقصر العنق.
- ضعف حاسة السمع، وارتخاء المفاصل.
- قصر القامة.
- وجود مساحة كبيرة بين أصابع القدم الكبيرة والأصبع الي يليهِ.
- وجود بعض العيوب الخلقيّة في عضلة القلب.
- الإصابة بأمراض الغدة الدرقيّة.
- بروز اللسان إلى الخارج.
الصفات العقليّة للطفل المصاب بمتلازمة داون:
- بطئ الاستجابة للمثيرات الخارجيّة.
- الإصابة بنوع من التخلّف العقلي بدرجات ختلفة، تام، متوسط، شديد، ومعتدل.
- ضعف شديد في التركيز.
- تأخر في التحدث وتطور اللغة.
- إظهار بعض السلوك المتهور والمندفع.
نصائح مهمة للتعامل مع الطفل المصاب بمتلازمة داون:
- تقبّل الأهل للطفل المصاب بهذهِ المتلازمة، وإحطاتهِ بالمحبة والرعاية.
- يجب على الأهل أن يكتشفوا بشكلٍ سريع المميزات والعيوب التي توجد في طفلهم، وذلك لوضع خطة فعّالة للتعامل مع الطفل وتأهيله.
- الثبات في طريقة معاملة الطفل المنغولي، وذلك لأنّ هذا الطفل غير قادر على التفريق بين ردود الأفعال.
- ينغمس الطفل المنغولي بأهلهِ ويثق بهم ثقة عمياء لهذا يجب على الأهل أن يتعاملوا معهُ بحرصٍ شديد.
- يجب على الأهل أن يكتشفوا المفاتيح الخاصة بالدخول إلى عالم الطفل المنغولي الخاص.
- التحلّي بالصبر الشديد أثناء التعامل معهُ، والتعامل معهُ بصدقٍ كبير حتّى لا يفقد الثقة بأهله.
- احترام الطفل المنغولي وعدم إهانتهِ، وذلك لأنهُ يُعاني من حساسيّةٍ شديدة.
- تنبيه أخوتهِ وأصدقائهِ للتعامل معه بمحبةٍ وعدم تجريحهِ.
اقرأ أيضاً: الاختناق أثناء النوم لدى أطفال متلازمة داون
3- الإعاقة الجسديّة:
الإعاقة الجسديّة التي تصيب الأطفال، هي أي نوع من الإعاقات التي تعرقل الوظيفة الجسديّة لطرف واحد أو أكثر، أو المهارة الحركيّة الدقيقة، والمهارة الحركيّة الكبرى.
أنواع الإعاقات التي تصيب الأطفال:
الإعاقة الحركيّة:
الإعاقة الحركية التي تنتج عن عدم القدرة على التحرّك بشكلٍ جزئي أو كلي، وبالتالي عدم القدرة على القيام بالأعمال والأنشطة كالمشي، وحمل الأشياء، ويُطلق عليهِ بالشلل النصفي، أو الكلي، أو الرباعي، وتحدث هذهِ المشكلة نتيجة وجود خلل في الرسائل الكهربائيّة التي ترسل إلى المخ.
الإعاقة الحسيّة:
وهي ثلاثة أنواع:
- إعاقة سمعيّة، وهي التي يفقد فيها الطفل سمعه، بشكلٍ جزئي أو كلي، وهنا يضطر المريض لاستخدام أدوات السمع أو الاعتماد على لغة الإشارة.
- إعاقة بصريّة، وتحدث عندما لا يتمكن الطفل من الرؤية بشكلٍ كلي أو جزئي، وذلك نتيجة إصابة بالعين ببعض الأمراض.
- الإعاقة النطقيّة، وهي التي يفقد فيها الطفل القدرة على الكلام بشكلٍ كلي أو جزئي، مما يدفعهُ لاستخدام لغة الإشارة.
الإعاقة العقليّة:
وهي الإعاقة التي تصيب الطفل نتيجة الإصابة بأمراض نفسيّة معينة تتعلق بعوامل وراثيّة أو بيئيّة بسيطة أو متوسطة الشدة.
ويتم تحديد مستوى إعاقة الطفل من خلال ثلاثة أمور هي:
- معدّل وظائف المخ، بحيث تكون قيمتها أقل من 70%.
- عدم القدرة على القيام بعملين في نفس الوقت.
- التصرّفات الطفوليّة المبالغ فيها التي يقوم بها الطفل.
الإعاقة الذهنية:
ويُمكن تسميتها بالإعاقة التعليميّة التي يجد فيها الطفل صعوبة في تلقي المعلومات، وتنتج هذهِ المشكلة بسبب ضعف وظائف الدماغ العليا، وعدم القدرة على التركيز واسترجاع المعلومات.
أسباب الإعاقة الجسديّة:
1- أسباب سابقة للولادة:
وهي الإعاقات التي تحدث للطفل قبل الولادة، والتي تنتج عن إصابة الأم أثناء الحمل ببعض المشاكل التي تحدث نتيجة تنافر وراثي بين الأب والأم.
2- أسباب قبل الولادة:
وهي الإعاقات التي تحدث أثناء الولادة، كنقص الأوكسجين، أو انسداد الجهاز التنفسي، أو تلف المخ أثناء الولادة.
3- أسباب تاليّة للولادة:
وهي تلك الأعاقات المكتسبة بعد الولادة، وقد تنتج عن وقوع حادثة، أو الإصابة بالعدوى، وبعض الأمراض.
ثالثًا: نصائح عامة للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
- الجلوس مع الطفل لساعات طويلة من اليوم، وعدم تركهِ وحيدًا، أو الخجل منه.
- محاولة التوصل إلى معرفة طريقة تفكير الطفل، ونيل ثقتهِ ومحبته.
- الخروج معه في نزهاتٍ يومية إلى الحدائق والأماكن العامة، وذلك لكي يشعر بأهمية الحياة الاجتماعيّة، وبمدة اهتمام أهلهِ بهِ.
- أخذ رأيه عند شراء الملابس والأسياء الخاصة، والتسوق معه في المحلات التجاريّة.
- تعليمه بعض الهوايات المميزة التي تجعله يشعر بمدى أهميته ودوره الفعّال في المجتمع، كالرسم مثلًا، أو العزف، أو إحدى أنواع الرياضات التي تتناسب مع عمرهِ ووضعهُ الصحي.
- طلب العون والمساعدة من الجمعيات المختصة بالأطفال المعوقين.
- قراءة الكتب العلميّة وتطبيقات الإنترنت التي ترشدك إلى بعض الطرق الفعّالة للتعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
- مدح الطفل والثناء عليهِ عندما يقوم بأي عمل مميز مهما كان بسيطًا، وذلك لكي يشعر بالاندفاع والتشجيع.
- تأمين كافة الاحتياجات الخاصة له، كأدوات السمع مثلًا، أو الأدوات التي تساعدهُ على الحركة في حال كان مصابًا بالشلل.
- التعامل مع الطفل المعاق بكل لطف ولين، بعيدًا عن الصراخ والتوبيخ، والضرب.
- الانتباه إلى غذاء الطفل، ومده بالعناصر الغذائيّة والفيتامينات المفيدة التي تقوي عمل المخ والدماغ، كالمسكرات مثلًا، العسل، الفاكهة، والخضار.
وأخيرًا تذكر عزيزي بأنّك كلما احتضنت طفلك المعاق كلما نجحت في تحويلهِ لشخصٍ منتج ومجتهد في الحياة، ويكون هذا عن طريق تطبيقك لكافة النصائح والإرشادات المهمة التي قدمناها لك من خلال هذه المقالة.
المصادر:
أضف تعليقاً